تباينت الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية في موقفها بشأن اهمية وشرعية الانتخابات النيابية السورية مع انطلاق محادثات جنيف.
ففي حين اظهرت صحف سورية نبرة تفاؤل حول “تعزيز دور مؤسسات الدولة”، رأت صحف عربية أخرى أن الانتخابات لن تغير الواقع السوري عما كان عليه قبل أعوام عدة.
قالت البعث السورية في افتتاحيتها إن “جماهير شعبنا تُقبِل على هذا الاستحقاق أملاً وثقة منها أنّ ما سينتج عنها سيعزّز الحياة الدستورية، والتجربة الديمقراطية، والوحدة الوطنية، ودور مؤسسات الدولة الراسخة والمتجذّرة… التي أدت دورها في تعزيز صمود سورية طيلة عقود طويلة”.
وفي نبرة أقل تفاؤلا، توقع شعبان أحمد في الثورة السورية أن يكون “الإقبال جيدا بقدر التحدي الذِي توجهه سوريا وخاصة من قبل المتربصين وسعيهم إلى افشال هذه الانتخابات أو التشكيك فيها”، مناشدا المواطن السوري بأن يغلب “المصلحة الوطنية العليا” على مصلحته.
وعلى النقيض، توقع رامي كوسا في السفير اللبنانية فتساءل “كيف سيقترع أبناءُ محافظة الرقّة الخاضعة لتنظيم داعش ما يعرف باسم الدولة الإسلامية؟ وكيف سيُمارس أبناء جزءٍ واسعٍ من محافظة حلب وريفها حقّهم الانتخابيّ في ظلّ حصارٍ إسلاميّ… ماذا عن الأطيافِ الشعبية التي لن تكترث بهذا الاستحقاق الانتخابيّ؟
ثم أجاب على سؤاله قائلا “لا قيمةَ لهذه الأسئلة أو لغيرها في ظل الازمة السورية… حرصت الدولة السورية منذ تدويل الحرب على تثبيت مؤسساتها لتذكير اللاعبين الخارجيين بأن القرارات التي تخص شكل الحكم في البلاد وهويته يجب أن يتخذها السوريون وحدهم”.
وفي افتتاحية رأي اليوم التي تصدر من لندن، توقعت الصحيفة عدم حدوث أي تغيير. فقالت “الأمر المؤكد أن الانتخابات الحالية لن تأت بنتائج مختلفة عن انتخابات سابقة قبل عامين ، بل تكرار لها، وسيفوز حزب البعث بالنسبة الاكبر من المقاعد، مع ترك نسبة لأحزاب المعارضة”.
وناقش كتاب آخرون مفاوضات جنيف، فقالت موناليزا فريحة في النهار اللبنانية إنه بدلا من “أن يذهب النظام الى جنيف للتفاوض على مصير سوريا، يتطلع حالياً إلى تكريس معادلة جديدة على الارض بفوز عسكري في حلب وانتخابات نيابية يستبق بها أي ضغوط من المجتمع الدولي”.
وأضافت أن النظام يمهد “لفرض حل سياسي تشرف بموجبه حكومته على صوغ دستور جديد واجراء انتخابات نيابية جديدة، واحتمال إجراء انتخابات رئاسية يستطيع الرئيس بشار الأسد الترشح فيها.
راجح الخوري يقول في الصحيفة ذاتها إنه مع استئناف المفاوضات يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حريص في أن “يطل بقوة على المسرح السوري في فصله الختامي الأخير… غبر إجراء حركة تصحيحية”.
واستدل الكاتب على كلامه بنية أوباما إرسال 250 من القوات الامريكية للمشاركة في مهمات تدريبية واستشارية في سوريا وإعلان سلاح الجو الأمريكي لإرسال قاذفات استراتيجية تعزيزا لجهود التحالف الدولي في سوريا.