أكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة أنّ مصالحة الجبل ثابتة متماسكة لا خوف عليها، وأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حريص وضنين عليها وهي أمانة لديه، مشيرًا إلى أنّ حادثة قبرشمون إنّما هي فعل مسار طويل من استهداف وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي وتحديدًا منذ ما قبل الانتخابات النيابية.
كلام النائب طعمة جاء خلال لقاء جمعه مع رابطة خريجي الإعلام في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتور عامر مشموشي وبحضور رئيس تحرير موقع وزارة الاعلام – مديرية الدراسات،، حيث تطرق إلى حادثة قبرشمون تاركًا للقضاء أن يكون الفيصل في هذه القضية، «وهذا ما دعا إليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي منذ لحظة وقوع الحادثة حيث قام بتسليم المطلوبين في حين على الفريق الآخرأن يبادر بالمثل لأنّ العدالة واحدة لا تتجزأ».
وعن تأثير ما جرى في قبرشمون – البساتين على مصالحة الجبل وما أشيع عن صراع درزي – مسيحي أو درزي – درزي، لفت النائب طعمة أنّه ليس ثمة صراع درزي – درزي أو درزي – مسيحي، «فما يجري منذ فترة يصب في خانة الحملات المبرمجة على وليد جنبلاط، ولا ننسى أنّ جنبلاط يمثل الغالبية الدرزية وهذا ما أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة من خلال الميثاقية التي أعطيت للحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي، وكان الأحرى بالذين يستهدفون جنبلاط أن يحترموا هذه الميثاقية، فكما البعض في الطوائف الأخرى يرى أنّه الأقوى في طائفته فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هو الأقوى في طائفته، وعلى هذا الأساس يجب احترام هذه الخصوصية كما يحترم هو خصوصيات الغير».
أما على خط المصالحة، يردف طعمة مشيرًا إلى أنّ الحديث عن المصالحة بدأ العام 1993 من خلال الدور الذي قمنا به مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكنّا سويًّا مع النائب مروان حمادة والنائب الراحل نبيل بستاني من خلال توجهات جنبلاط وإصراره على عودة جميع المسيحيين إلى قراهم وبلداتهم وممتلكاتهم، «وتزامنت هذه الحركة مع إعادة بناء الكنائس والمساجد، ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم لم تحصل ضربة كف في الجبل، فلذا السؤال لماذا هذا الخوف والهلع والحملات الإعلامية والسياسية من قبل البعض لاستهداف المصالحة التي حصلت في العام 2001 برعاية البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ووليد جنبلاط وسائر الخيرين؟
من هذا المنطلق، يمكنني القول إنّ المصالحة في أيدٍ أمينة بعيدًا عن حملات التجني وإثارة الضغائن ونبش القبور ونكء الجراح، فهذه الصفحة السوداء طويناها إلى الأبد وليتركوا المسيحيين من أبناء الجبل يعيشون بأمان واطمئنان ويدعوهم بسلام، فهناك عيش واحد لا عيش مشترك وتقاليد واحدة بين أبناء القرى الدرزية والمسيحية وهي متوارثة من الآباء إلى الأجداد.
وبصدد الخوف على الطائف، يؤكد طعمة أنّ اتفاق الطائف هو من أوقف الحرب في لبنان ومن أرسى السلم الأهلي، وبالتالي هو الدستور، «ونرى منذ فترة حملات لإستهداف هذا الاتفاق من قبل جهات سياسية داخلية وخارجية معروفة في سياق الصراعين الداخلي والإقليمي، وبالتالي أشدّد على أنّه لا مناص من تحصين الطائف في أكثر من أي وقت مضى في ظل هذه الظروف المفصلية الداخلية والإقليمية»، لافتًا إلى أنّ المملكة العربية السعودية داعمة لهذا الاتفاق وهي التي كان لها اليد الطولى في التوصل إليه، «وقد واكبت ذلك على كثب وكنت متابعًا لتفاصيله في تلك الحقبة، كذلك ما زالت الرياض إلى جانب لبنان في السراء والضراء، وقد لمست ذلك خلال زيارة مجلس الشورى السعودي إلى لبنان من خلال اللقاءات المكثفة التي حصلت وكنت مشاركًا فيها، إضافةً إلى اتصالاتي ولقاءاتي مع المسؤولين السعوديين الذين لم يسبق لهم أن تخلوا عن لبنان وكانوا إلى جانبه في الأزمات الصعبة والمفاصل الأساسية، وللمملكة أيادٍ بيضاء على لبنان، وهي على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين لأي طائفة أو مذهب انتموا».