كتبت صحيفة “النهار ” تقول : فيما كان السجال السياسي قائماً قبيل عودة الرئيس سعد الحريري من واشنطن، ردت السفارة الاميركية في بيروت بطريقة غير مباشرة عبر “تغريدة تويترية” ان “الولايات المتحدة سلمت الجيش اللبناني 150 آلية مدرعة جديدة، أسلحة، أجهزة اتصالات وقطع غيار ومعدات أخرى في 14 و17 آب. قيمة هاتين الشحنتين تبلغ حوالى 60 مليون دولار وهي جزء من التزامنا الطويل الأمد والمستمر لأمن لبنان”.
وجاءت التغريدة في خضم السجال الذي “اقتحم” التهدئة السياسية التي سبقت سفر الحريري، والأجواء الايجابية التي بثها رئيس الجمهورية ميشال عون من مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين مؤكداً ان “المصالحة الاساسية لن تهتز”. ولم تتضح طبيعة تغريدة النائب في “تكتل لبنان القوي” زياد أسود، وما اذا كانت تعبر عن رأيه الشخصي أم عن استياء من الزيارة الاميركية التي تصيب بعض أركان الحكم وحلفائهم، اذ غرد متوجهاً الى الحريري: “اذا رحت إلى أميركا واستقبلت وتقابلت لا يمكنك أن تتعهد بشيء واذا رجعت الى لبنان لا يمكنك أن تنفذ شيء… ما كتب قد كتب دولتك…”، وترافقت التغريدة مع دعوة النائب طلال ارسلان الحريري الى “التوقف عن ارسال رسائل عبر البحار”، معتبراً أن “من ينتظر هذا النوع من الرسائل يكون بموقع الضعف وليس نحن”.
هذه الرسائل استدعت ردوداً عدة من الفريق “المستقبلي” أبرزها من الوزير السابق أشرف ريفي الذي قال إن “أتباع المحور السوري الإيراني بدأوا أوركسترا إستهداف الرئيس سعد الحريري وزيارته لواشنطن، والهدف تكريس لبنان سجيناً لهذا المحور مع كل ما يدفعه من أكلافٍ وطنية وعربية وإقتصادية. نقف إلى جانب الحريري في كل مسعى لتحرير الوطن الأسير”.
ورأى النائب السابق مصطفى علوش ان “أحد أهم ينود التسوية الرئاسية كيفية تأمين الاستقرار في لبنان، وزيارة الحريري الولايات المتحدة تدخل ضمن التسوية الرئاسية لتأمين الاستقرار للبنان، وإذا “كُتب” في التسوية الرئاسية غير ذلك، فما على فخامة الرئيس إلا أن يعلنه، ففي النهاية فخامة الرئيس لديه تكتل داخل المجلس النيابي يمكنه إقالة الحكومة”.
ولم يظهر ما اذا كان السجال سيؤثر على مسار التهدئة الذي ينتظر ان يثمر اجتماعاً لمجلس الوزراء في الأيام المقبلة، وقد توقعت مصادر متابعة لـ”النهار” ان يكون موعدها الاربعاء أو الخميس بعد عودة الرئيس الحريري ولقائه الرئيس عون. واستبعدت المصادر ان يؤثر السجال الكلامي على الايجابيات التي تحققت في الأيام الأخيرة، خصوصاً في ظل اصرار الرئيس عون على تنفيذ خطوات سياسية اقتصادية من شأنها اخراج البلد من المأزق الذي يمر فيه.
وقد أبلغ رئيس الجمهورية أمس “رويترز” إن من المتوقع أن يبدأ لبنان في تشرين الأول المقبل تنفيذ سلسلة من الإجراءات الاقتصادية والمالية التي اتفق عليها خلال اجتماع رفيع المستوى عُقد في وقت سابق من الشهر الجاري بهدف انعاش اقتصاد ينمو ببطء منذ سنوات ويعاني أحد أثقل أعباء الديون العامة في العالم.
وقال عون: “سأرعى شخصياً المسار التنفيذي لمقررات لقاء بعبدا المالي والاقتصادي بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والقوى السياسية المشاركة في السلطة”. وأضاف في تصريحات خطية أن “الهدف هو ضمان الاستقرار السياسي في مجلس الوزراء وخارجه، وتأمين أكبر قدر من الانتاجية خاصة لجهة تنفيذ موازنة 2019 بوارداتها وإصلاحاتها”.
من جهة أخرى، قال الرئيس نبيه بري أمام زواره انه بعد الاستراحة الطويلة للحكومة وإتمام المصالحة التي تمت في قصر بعبدا، يتعيّن على مجلس الوزراء أن يعمل بوتيرة عالية وفاعلية على كل المستويات والمهمات الملقاة على عاتقه من متابعة التعيينات الإدارية وجملة من المشاريع والملفات الحيوية التي يجب أن تحظى بالاولوية المطلوبة إضافة الى ضرورة التركيز على الملف الاقتصادي.
وأجاء عن سؤال بأن ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل قيد المشاورات والمتابعة. وحدد موعداً لاستقبال ديفيد شنكر في أيلول المقبل بعدما خلف في هذه المهمة نائب وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد الذي عين سفيرا في تركيا. وينتظر بري شنكر ليرى ما اذا كان يحمل المعطيات نفسها التي سمعها رئيس المجلس من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شرط التمسك بالمسلمات اللبنانية.
وكان الرئيس الحريري أعلن الخميس انفتاحه على الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة لحل المشاكل الحدودية مع اسرائيل. وبعد لقائه وزير الخارجية الأميركي، الحريري “إن هذه العملية قابلة للحياة”، متحدثاً عن إمكان “التوصل إلى قرار نهائي في الاشهر المقبلة، نأمل أن يكون في شهر أيلول المقبل”.
ورحّب بومبيو، الذي كان يقف الى جانب الحريري خلال الحديث إلى الصحافيين، بالتزام رئيس الوزراء اللبناني ”احراز تقدم نحو استئناف محادثات على مستوى الخبراء تكون مثمرة”. وقال إن هذه المحادثات يجب ان تشمل ”متابعة النقاط المتبقية المتعلقة بالخط الأزرق، وعلى الطاولة سيكون هناك أيضاً اطلاق مناقشات حول الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية”.