كتبت صحيفة “الشرق ” تقول : اضفى العدوان الاسرائيلي على لبنان اول امس بعدا جديدا على الازمة الداخلية العابقة بروائح تقارير مؤسسات التصنيف الدولية السلبية لوضعه المالي، وترقب تنفيذ وعيد حزب الله برد في لبنان.
فغداة العملية الاسرائيلية في قلب الضاحية الجنوبية، وتوعّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالرد، وبإسقاط اي طائرات اسرائيلية مسيّرة واستطلاعية تخرق الاجواء المحلية، داعيا الجنود الاسرائيليين الى البقاء مستنفرين، شهدت الحدود الجنوبية اليوم في قضاء مرجعيون، من منطقة الوزاني وكفركلا وصولا الى بلدة العديسة، هدوءا حذرا وترقبا لما يمكن أن تؤول اليه الاوضاع في القرى الحدودية. وغابت حركة دوريات الجيش الاسرائيلي الراجلة والمؤللة عن الحدود قبالة قرى منطقة مرجعيون، واختفت نهائيا، وتمركز الجنود الاسرائيليون داخل مواقعهم المحصنة على طول الخط الازرق. في المقابل، قام الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” بدورياتهما المشتركة كالعادة، وتمركز البعض الآخر منها قبالة العديسة. الى ذلك، حلقت اكثر من طائرة حربية واستطلاعية اسرائيلية في الاجواء البقاعية والجنوبية.
هذا على الارض. اما في المواكبة الرسمية للتطورات، فقد استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وعرض معه التطورات الأخيرة ولاسيما منها الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت. كما زار كوبيتش للغاية عينها رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.
من جانبه، اجتمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد الظهر في السراي مع وزيري الداخلية والبلديات ريا الحسن والدفاع الياس بو صعب في حضور الوزير السابق غطاس خوري وتم خلال الاجتماع عرض للتطورات والمستجدات الامنية الاخيرة من مختلف جوانبها. والتقى الحريري قائد الجيش العماد جوزف عون ومدير المخابرات طوني منصور في حضور الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء الركن محمود الأسمر واطلع منهم على الاوضاع الامنية في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية. كما التقى سفراء وممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي
في غضون ذلك، تفقد رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير المباني المتضررة من سقوط الطائرتين الاسرائيليتين في الضاحية الجنوبية، يرافقه المسؤول الاعلامي في “حزب الله” محمد عفيف. وأكد اللواء خير الوقوف الدائم الى جانب أي مواطن لبناني يتعرض لأي أضرار مشيرا الى أن منطقة الضاحية تعرّضت عدة مرات للاعتداءات.
ودخلت ايران امس على خط تطورات الضاحية. اذ أعلن المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن “يجب على إسرائيل أن تفهم عواقب وثمن عدوانها على العراق ولبنان وسوريا، وأن لهذه الدول الحق في الدفاع عن نفسها”. وأشار إلى أن “الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، أوضح أن التصرفات الإسرائيلية لن تمر دون رد”، لافتا إلى أن “إيران تدين أي عدوان من قبل إسرائيل على دول المنطقة وتعترف بحق العراق ولبنان وسوريا في الدفاع عن نفسها” وشدد على أن “حزب الله قرر بشكل مستقل ولكننا ندعم أي رد دفاعي منه على المعتدين على لبنان”.
وكان النشاط الاسرائيلي العسكري استمر أمس حيث دوّت 3 انفجارات في البقاع الاوسط بعيد منتصف ليل الاحد – الاثنين ناجمة عن 3 غارات استهدفت سلسلة جبال لبنان الشرقية المقابلة لجرود بلدة قوسايا، غرب زحلة، حيث مواقع عسكرية للجبهة الشعبية الفلسطينية – القيادة العامة بقيادة احمد جبريل.
في غضون ذلك، أفيد ان مجلس الوزراء سيعقد الخميس المقبل جلسة برئاسة الرئيس عون في قصر بيت الدين، ستظللها بطبيعة الحال التطورات الامنية التي سجلت في الساعات الماضية. كما يعقد المجلس جلسة برئاسة الرئيس الحريري اليوم الثلاثاء في السراي ستكون مخصصة لبحث أزمة النفايات.
في المقلب المالي، تلقفت الأسواق النقدية والمالية العدوان بهدوء تام محافظة على استقرارها وحركتها الطبيعية، وبقي سعر الصرف عادياً، وبالتالي لم يُسجَّل ما هو خارج المألوف
الرئيسية / سياسة / “الشرق”: استنفار سياسي لاحتواء موجة التصعيد الاسرائيلي كوبيتش يجول على الرؤساء والسراي خلية نحل ديبلوماسية وعسكرية