اختتم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اقامته في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين، بلقاء شعبي موسع، ضم عددا كبيرا من أبناء منطقة الشوف ومن المنتسبين الى “التيار الوطني الحر”، طمأن في خلاله “الجميع من دون استثناء، والقلة التي ربما لا يزال لديها بعض القلق، الى ان ما حصل سابقا في الشوف خلال سنوات الحرب، كان خطأ تاريخيا او سلسلسة أخطاء ارتكبت من عدة اطراف. وما حصل كان غير مسموح به إنسانيا ولا هو بعمل عقلاني. لكن خلال التاريخ، حصلت أمور مماثلة له، والانسان عليه ان يعيش مع الاحياء لا مع احقاد الماضي. من هنا أهمية قدرتنا على تخطي كل هذه الاحداث، لأنه اذا ما بقينا فيها لا يمكننا بناء المستقبل. بالطبع لا يجب علينا ان ننساها كي لا نكرر اخطاءنا، وانا أؤكد لكم وأكرر بأن ما حصل انتهى الى غير رجعة وانا مسؤؤل عن كلامي”.
وأشار الى ان “الحادثة المؤسفة الأخيرة التي حصلت في قبرشمون أعطت عبرة للجميع قائمة على ضرورة عدم تكرارها”، وقال: “طالما انا معكم فلا خوف”.
اضاف: “اليوم يشكل خاتمة اللقاءات في قصر بيت الدين بلقاء الاحبة”، مؤكدا “مواصلة العمل من اجل تحقيق الانماء في المنطقة، من مستشفى دير القمر الى توسيع وتأهيل طرقات القرى وتلبية حاجاتها. وانني ادعوكم الى العودة الى هنا، على الأقل لتمضية فصل الصيف لمن منكم لم يعد بعد، وذلك من اجل تأكيد تعلقنا بجذورنا لا سيما في المناطق التي لنا فيها ذكريات عزيزة”.
واكد الرئيس عون أن “لبنان لا يعيش الا بكم. وأتمنى لكم النجاح في اعمالكم العادية كما في اعمالكم الاستثنائية من خلال خياراتكم. واصلوا ما تقومون به فتكونوا من الناجحين”.
نصار
وكان العميد المتقاعد جوزف نصار، القى كلمة في مستهل اللقاء، جاء فيها: “سيدي العماد، اسمحوا لي ان اناديكم بهذا اللقب الاحب على قلوبنا جميعا. نحن لسنا هنا لأجل ان نطلب انماء لمنطقتنا، ففخامتكم لم توفروا مناسبة الا وذكرتم خطط الانماء فيها، لا سيما البنى التحتية، من ماء وكهرباء وطرقات، وقد انطلقت في عهدكم. نحن هنا لنعبر عن ولائنا وتشبثنا بتراب اجدادنا في قضاء الشوف، ساحلا ووسطا وجبلا وصولا الى ارزه الشامخ. فنحن متجذرون هنا ولا شوف من دوننا، ولا نحن من دون شوفنا. نحن لا نخاف من شركائنا في المنطقة، فنحن نشاركهم افراحهم واتراحهم، كما يشاركوننا أيضا. وقد تعلمنا من فخامتكم الانفتاح على الآخر واحترام اختلافات الاخرين ورموزهم ومعتقداتهم وخياراتهم. لقد تعلمنا منكم الشجاعة أيضا كما الإقدام والمطالبة بالحقوق وتحصيلها. وحقنا ان نبقى أينما شئنا، لا سيما حيث ولد ودفن آباؤنا وسيكبر ابناؤنا. ان ديننا وقيمنا قائمة على السلام والمحبة، ويدنا ممدودة الى الجميع لتحقيقهما تحت قيادتكم الحكيمة. اطال الله بعمركم عمادنا ودام الشوف بكامل مكوناته ليدوم لبنان”.
العودة الى قصر بعبدا
بعد ذلك غادر الرئيس عون قصر بيت الدين، بعدما امضى فيه فترة تقارب الأسبوعين، عائدا الى القصر الجمهوري في بعبدا.