اكد وزير الاعلام جمال الجراح ان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيزور فرنسا قريبا للبحث في كيفية تفعيل مؤتمر “سيدر” واستفاد لبنان منه، وتنفيذ المشاريع التي رصدت لها مبالغ كبيرة في المؤتمر، مشيرا في حوار مع “فرانس 24” الى ان لبنان حريص على القرار 1701، مشددا على ان الوضع المصرفي سليم.
سئل : انتم في باريس اليوم والتقيتم اكثر من مسؤول وتحملون العديد من الملفات والواضح ان ملف “سيدر” سيكون الأبرز في نقاشاتكم؟
أجاب: هناك زيارة قريبة لدولة الرئيس سعد الحريري الى فرنسا، وموضوع “سيدر” هو الموضوع الأهم في النقاش مع الحكومة الفرنسية، لأنها الراعية الأساس للمؤتمر وكانت الداعم الأساسي لإنجاحه، وطبعا كلنا نعرف مدى النجاح الذي عرفه المؤتمر وحجم المساعدات التي خصصت للبنان.وسيبحث دولة الرئيس سعد الحريري خلال زيارته المقبلة قريبا كيف يفعل المؤتمر وكيف يبدأ لبنان بالإستفادة وبتنفبذ المشاريع التي رصدت لها مبالغ صخمة في المؤتمر، وهذا الشيء اصبح حاجة اقتصادية ملحة للبنان.
سئل:افيد بأن المبعوث الفرنسي بيار دوكان الذي زار لبنان اخيرا عاد بجو فيه شيء من التشاؤم قال:”الحقيقة لم يكن هناك تشاؤما بل هناك بعض الملاحظات القيمة التي أبداها الموفد الرئاسي الفرنسي حول مؤتمر “سيدر”، ونحن نعرفها وكان من الضروري حث الحكومة اللبنانية على انجاز الإصلاحات الضرورية لإنجاز المؤتمر الذي لو لم يترافق بطلب الإصلاحات، فالإصلاحات اصبحت ضرورة ملحة ويجب تنفيذها بسرعة لأنقاذ الإقتصاد اللبناني والمساهمة في تطوره ونموه، طبعا لقد تلقينا هذه الملاحظات بكل ايجابية لأننا نعرف ما يجب علينا القيام به في موضوع الإصلاحات، اكان في قطاع الكهرباء الذي يستنزف كل سنة حوالى الملياري دولار من موازنتنا، وهو سبب من اسباب العجز الرئيسية ومعالجة هذه المسألة تعطي دفعا للاقتصاد، فوجود الكهرباء يعطي دفعا للمصانع ولكل الأنشطة الإقتصادية،اضافة الى التلوث الذي تسببه المولدات ولكل تلك المسائل كلفة اقتصادية كبيرة علينا، فضلا عن الكلفة الصحية والبيئية، ونحن نأخذ هذه الملاحظات بكل ايجابية لأننا مقتنعون بأن الاصلاحات يجب ان تتم في اسرع وقت ممكن”.
وعن دور الإعلام في هذا المضمار قال: “الإعلام في لبنان يعاني بعض المشاكل الأساسية واهمها مسألة التمويل، فكل المؤسسات الإعلامية تعاني ازمات مالية نتيجة اسباب عدة، ورغم وجود الكادرات الإعلامية المهمة فأن الإزمات المالية تعيق تطور ونمو هذا القطاع في لعب دوره الحقيقي في لبنان وفي العالم العربي، وقد كان لبنان ربما البلد الوحيد في العالم العربي الذي لديه اعلام حر وحرية رأي وتعبير وحرية صحافة فكانت الصحف اللبنانية من اهم الصحف في العالم العربي، مع الأسف تراجع هذا الدور نتيجة عدة عوامل”.
وردا على سؤال حول التدهور الأمني على الحدود الجنوبية وهل عادت الأمور الى ما كانت عليه سابقا وهل هناك تخوف من انزلاقات في المستقبل؟ اعلن الوزير الجراح : “هناك القرار 1701 الذي هو المظلة الدولية للبنان وللحدود اللبنانية، ويتم خرق هذا القرار من اسرائيل بشكل يومي، وأحيانا يأخذ هذا الخرق مدى كبير جدا وبالتالي يستدعي ردودا ويفتعل ازمات كبيرة. نأمل من خلال الإتصالات السياسية التي حصلت والتي كانت فرنسا جزءا منها وكان لها دور جد ايجابي في تبريد الأمور وعودة الهدوء الى الحدود اللبنانية. نحن حريصون على القرار1701 واللبنانيون بكل فئاتهم حريصون عليه وعلى حماية لبنان وأمن لبنان. وكنا نتقدم خطوة الى الأمام في ترسيم الحدود البحرية والبرية التي تمكننا من رسم خط واضح حول الحدود، وبالتالي هذا جزء من القرار 1701 اضافة الى الحدود البحرية التي تمكننا من الإستفادة من ثروات الغاز والنفط في البحر، وهذه الأمور تتعثر احيانا نتيجة التعنت الإسرائيلي في بعض المواضيع وعدم موافقتها على الرعايات المفترضة لهكذا حوار حول ترسيم الحدود، ولكن نتأمل ان تكون الأزمة مرت بسلام وبالحد الأدنى من التوتر والتشنج والخسائر على امل الا تتكرر وان نرسي مفهوما جديدا لإحترام القرار 1701 وهو مضمون دوليا من كل الدول التي ساهمت في اقراره”.
وردا على سؤال قال: “نحن حقيقة لا نستطيع أن نفرض على الاميركيين من يحاكمون أو من لن يعاقبوه؟ ولكن ما يهمنا في المحصلة ألا يكون ثمة تجن في بعض الاحيان، وألا يصاب القطاع المصرفي والذي هو في أساس اقتصادنا بأي ضربة أو مشاكل كما حصل مع بنك الجمال في الحقيقة”.
وتابع: “أن وضعنا المصرفي سليم، وثمة إجراءات جدا قاسية اتخذها مصرف لبنان وحاكمه، وربما بالغ في الاجراءات التي اتخذت من أجل حماية القطاع المصرفي، وطبعا إن الالتزام بالقرارات الدولية وبالقرارات التي اتخذت من أجل حماية القطاع المصرفي، من عدم تمويل الارهاب والذي هو أساسي بالنسبة إلينا، وقد عانينا نحن من هذا الارهاب كثيرا في لبنان كما وفي كل المنطقة العربية التي قد عانت منه، وعدم تمويل الارهاب ومحاصرته، ومحاصرة تبييض الاموال وما الى ذلك… نحن متفقون في لبنان عليها كلها، ونبارك كل الخطوات التي اتخذت في شأنها، ونصر عليها وبخاصة حكومة الرئيس سعد الحريري، ولكن أحيانا تحصل بعض القرارات غير المحسوبة وتؤثر سلبيا في الاقتصاد اللبناني”.
ووصف علاقة “تيار المستقبل” بـ “التيار الوطني الحر” بالجيدة، وبرئاسة الجمهورية بأنها “ممتازة”، و”بالرئيس بري أيضا جيدة جدا، ومع الوزير وليد جنبلاط أيضا”.
وعن الامور السياسية الداخلية قال: “طبعا ما حصل في قبرشمون قد وتر الاجواء السياسية قليلا، ولكن في الاجمال في تقييمنا للوضع السياسي أنه مقبول ومعقول وجيد وممكن أن يتطور الى الافضل”.
ورأى أن “حزب الله يمثل شريحة معينة من الشعب اللبناني، وعنده نوابه في البرلمان، وبالتالي فهو ممثل في الحكومة مثله مثل أي طرف آخر له تمثيله أو حيثيته الشعبية. وما يهمنا أن تكون الاجندة الوطنية هي الاولى وفي رأس أولويات كل الأفرقاء السياسيين، فعندما نضع مصلحة بلدنا في الأولوية لا نختلف مع بعضنا، وبالتالي إن المصلحة الوطنية اللبنانية يجب أن تكون الاساس في التعاطي السياسي اليومي أو الاستراتيجي أو في أي مقاربة سياسية أخرى. فعندما نضع جميعنا المصلحة السياسية اللبنانية وضرورة الاستقرار السياسي والامني والتشريعي لنمو البلد الذي يعاني الان، والشعب اللبناني يعاني الازمة الاقتصادية، ولكن يجب أن نعمل جميعا على تثبيت الاستقرار السياسي والامني والتشريعي حتى يصبح لدينا فرصة للنمو الاقتصادي والاستقرار المالي والنقدي ومؤتمر “سيدر” هو رافعة أساسية في هذا الاتجاه”.
وختم الوزير الجراح بالتشديد على وجوب “تهيئة الارضية اللازمة لتنفيذ مقررات (سيدر 1)، وفي الحقيقة هذا ما يعمل عليه الرئيس سعد الحريري”.