كتبت صحيفة “الشرق” تقول: انتقل رئيس الحكومة سعد الحريري الى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة تستمر يومين، سيلتقي خلالها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، ويشارك في مؤتمر الاستثمار الاماراتي – اللبناني الذي يعقد في أبوظبي الاثنين المقبل، في حضور وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة. ويرأس الحريري وفدا لبنانيا رفيعا يضم 6 وزراء إلى جانب حاكم مصرف لبنان و50 شخصية مصرفية واقتصادية للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يهدف إلى تبادل الخبرات وفتح آفاق جديدة للتعاون في قطاعات حيوية عدة.
وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة فإن زيارة الحريري لابو ظبي تشكل مقدمة لسلسلة زيارات سيقوم بها الى عواصم خليجية أبرزها الرياض، وغربية، من برلين الى باريس وصولا ربما الى موسكو، في قابل الايام، سيحاول من خلالها حشد دعم دولي، مالي واستثماري، لبيروت، لمساعدتها على تخطي الفترة الصعبة التي تمر بها راهنا، في انتظار اقرار موازنة 2020 في مواعيدها الدستورية، وانطلاق عجلة الاصلاحات المنتظرة، والبدء بجني ثمارها.
في غضون ذلك، وفيما بدا ان تعميم “المركزي” لم ينزع فتيل أزمة شح الدولار، أوضح رئيس مجلس ادارة جمعية مصارف لبنان الدكتور سليم صفير “ان الازمة النقدية مصطنعة مع استمرار خوف المواطنين وتخزينهم الدولار. واكد صفير ان الصيغة التي اوجدها مصرف لبنان كفيلة بعودة الامور الى طبيعتها وبالتالي ما على المستوردين الا الاتفاق مع مصارفهم بعد ان امن لهم الحاكم رياض سلامة الصيغة للاستيراد بالدولار والبيع بالليرة اللبنانية، لكنه استغرب عدم اعتماد هؤلاء المستوردين التخزين الاستراتيجي والاحتياط لاي ازمة قد تطرأ. واعتبر صفير ان المسؤولية تتطلب تضافر جميع الجهود من المسؤولين انفسهم وحتى المواطن الذي يجب الا يصدق الشائعات ويثق بعملته ووطنه خاصة وأن هناك نية للمعالجة في الاسراع في اقرار مشروع موازنة 2020 في موعدها الدستوري وان يتم اقرار الاصلاحات اللازمة بالتزامن مع تطبيق المشاريع المقررة في مؤتمر سيدر وخطة ماكنزي.
وليس بعيدا، وبعد عودة رئيس الحكومة من الامارات، ستعاود اللجنة الوزارية المكلفة درس الاصلاحات اجتماعاتها بوتيرة مكثّفة، تماما كما مجلس الوزراء الذي سيعكف على إنهاء بحثه مشروع الموازنة تمهيدا لاحالته الى مجلس النواب. اما السؤال الذي يفرض نفسه، فهو هل ستُرسل الى البرلمان بمعزل عن الاصلاحات؟ خاصة وان القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، يبديان تشددا في ضرورة احالتهما في شكل متلازم. وفي السياق، أكد عضو “الجمهورية القوية” فادي سعد “أننا لا نريد موازنة دفترية رقمية على غرار موازنة 2019، من هنا نحن مصرون على مناقشة الإصلاحات قبل إقرار الموازنة أو بالتوازي معها”. من جانبه، تفقد وزير الدفاع الياس بوصعب اليوم الحدود الشمالية في جولة أظهرت مجددا مدى اصرار التيار على محاربة التهريب عبر المعابر غير الشرعية بالتوازي مع ذلك الذي يحصل عبر المعابر الشرعية.
في انتظار جلاء الصورة على ضفة الموازنة – الاصلاحات، يبدو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دخل اليوم على خط تهدئة الغضبة النقابية. فقد أعلنت نقابة الصرافين في لبنان تعليق الاضراب الذي كان مقررا الاثنين بعدما تلقت اتصالا من المدير العام لرئاسة الجمهورية لعقد اجتماع بين النقابة والرئيس عون الثلثاء.
من جهة ثانية، وعلى خط المتابعة القضائية لملف الاتصالات، جدد الوزير جمال الجراح التأكيد ان دعوة المدعي المالي لنا غير قانونية والامور تدار بكيدية. أما رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسين الحاج حسن فأوضح في بيان ان وزير الاتصالات محمد شقير اتصل به ليعلم رئيس اللجنة أنه مسافر مع رئيس الحكومة في رحلة عمل الى الخارج، وبالتالي سوف يضطر الى التغيب يوم الاثنين عن جلسة لجنة الاعلام والاتصالات النيابية التي كانت مقررة سابقا لاستكمال البحث في ملف شركة تاتش. وأعلن رئيس اللجنة تأجيل الاجتماع الى 14 الجاري بجدول الأعمال ذاته.
على صعيد آخر، وبعد 20 عاما من التحقيقات والمحاكمات، أصدرت هيئة المجلس العدلي برئاسة القاضي جان فهد بإسم الشعب اللبناني مساء امس، حكمها في جريمة اغتيال القضاة الاربعة على قوس محكمة الجنايات في صيدا، فأنزل عقوبة الإعدام بحق أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بأبو محجن وخمسة من رفاقه ومحاكمتهم غيابيا لتواريهم عن الأنظار في مخيم عين الحلوة. وبرأت الموقوف الوحيد في الجريمة الفلسطيني وسام حسين طحيبش لعدم كفاية الدليل وإطلاق سراحه فورا ما لم يكن محكوما بجرم آخر. وتعليقا، إعتبر رئيس الجمهورية ان بإصدار المجلس العدلي أحكامه تكون العدالة تحققت وإن اتت متأخرة. وقال “إن هذه الجريمة التي هزت لبنان بأسره والجسم القضائي وذهب ضحيتها اربعة من خيرة رجال العدالة في لبنان، كان يفترض ان يدان مرتكبوها وهذا ما يفرض علينا العمل على ادخال تعديلات على قانون اصول المحاكمات الجزائية لتسهيل مسار الدعاوى كي لا يتأخر صدور الاحكام فيها”. من جهته، غرّد الرئيس الحريري “العدالة تتحقق ولو بعد حين”.
الحريري في أبو ظبي في زيارة رسمية تستمر يومين
وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند الساعة السادسة عصر امس، إلى مطار البطين الخاص في أبو ظبي، في بداية زيارة رسمية إلى دولة الامارات العربية المتحدة تستمر يومين، يلتقي خلالها ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويشارك في مؤتمر الاستثمار الاماراتي الذي يعقد في أبو ظبي يوم غد برعاية وزارة الاقتصاد الاماراتية وغرفة التجارة الاماراتية في فندق سانت ريجيس.
وكان في استقبال الحريري على أرض المطار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد والسفير اللبناني في الامارات فؤاد دندن. وبعدما استعرض ثلة من حرس الشرف، انتقل الحريري إلى صالون الشرف.
ويرافق رئيس مجلس الوزراء إلى المؤتمر وفد يضم الوزراء: وائل ابو فاعور، محمد شقير، ريا الحسن، الياس ابو صعب، منصور بطيش وعادل افيوني، والوزير السابق غطاس خوري. كما سيشارك في المؤتمر وفد اقتصادي ومصرفي كبير يضم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشخصيات مصرفية واقتصادية، لتعزيز سبل التعاون الاقتصادي والتجاري بين لبنان ودولة الامارات.