كتبت صحيفة “الشرق ” تقول : لبنان ولعان. هذه المرة، لم يعد التعبير مجازياً للإشارة إلى فرح الناس إزاء حدث بعينه، أو غضبهم من جراء سياسات الدولة، فملأوا الساحات احتجاجا. التعبير اليوم يستخدم في معناه الحقيقي. ذلك أننا في بلد لا يكاد يقلب صفحة كارثة، حتى تحل عليه لعنة أخرى.
هذه المرة، حلت اللعنة على أجمل ما بقي من لبنان الأخضر: الثروة الحرجية والأشجار. فغداة حريق المشرف الذي كاد يلتهم بنيرانه جامعة رفيق الحريري ومدرسة كارمل السان جوزف في البلدة الشوفية ، اندلعت سلسلة مخيفة من الحرائق في أكثر من مئة منطقة لبنانية، ما دفع المعنيين إلى تكثيف اجتماعاتهم، على وقع الكلام عن افتعال مقصود لهذه الكارثة. يجري كل هذا في وقت تبدو طائرات السيكورسكي التي استحصل عليها لبنان في عهد الرئيس ميشال سليمان، والمخصصة لإخماد الحرائق، الغائب الأكبر، فيما من المنتظر أن تنفرج الأزمة مع انحسار موجة الحر الشديد التي تضرب لبنان، وذلك اعتبارا من صباح غد.
المشرف والشوف
فقد استيقظ لبنان امس على سلسلة حرائق التهمت نسبة كبيرة من الأشجار والمناطق الحرجية، حيث تجدد الحريق الذي كان شب في منطقة المشرف، على مقربة من جامعة رفيق الحريري، ومدرسة كارمل السان جوزيف، لكنه طال هذه المرة عددا من المناطق الشوفية الأخرى، كالدبية والناعمة والدامور وقرعت اجراس الكنائس لتحذير الناس من الخطر الداهم.
الحسن وجريصاتي
وكان وزيرا الداخلية ريا الحسن والبيئة فادي جريصاتي جالا صباحا لتفقد أضرار الحرائق في الشوف، قبيل اجتماع لجنة الكوارث البيئية في السراي. وفي مداخلة تلفزيونية من الشوف، وصف جريصاتي الوضع بالكارثي، منبها إلى أن خطر الحرائق لم ينته بعد انما هو مستمر ليومين لأن الحر شديد وسرعة الرياح شديدة. وتساءل عن ضآلة التجهيزات للدفاع المدني، مشيرا إلى أن “لا يجوز ان نعيش اليوم في ظل امكانيات ضعيفة للدفاع المدني”. ولفت إلى أن “لدينا جهدا كبيرا لكي نؤمن معدات جديدة للدفاع المدني، ونحن كوزارة بيئة نعد اننا سنقوم بأي جهد لكي نعيد المناطق خضراء ولكي نعوض الاضرار التي حصلت”، مؤكدا أن الحرائق مفتعلة ومطالبا بإعدام من يقفون وراء هذه الكارثة البيئية.
كفرشوبا
اندلع حريق في محيط موقع القرن الواقع تحت موقع رمتا المحتل داخل مزارع شبعا المحتلة قبالة بلدة كفرشوبا قضاء حاصبيا، ويتخوف أهالي العرقوب من اتساع رقعة الحرائق، لتطاول مزارع شبعا والمناطق المحررة في الجهة المقابلة.
الضنية
وجهدت امس عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني وورش البلديات والأهالي يجهدون لإخماد الحريق الذي اندلع في حرج زغرتغرين ـ الضنية، حيث امتد إلى المناطق الحرجية الواقعة أسفل الوادي الفاصل بين البلدة وبلدة ديرنبوح المجاورة، ولم تتمكن آليات الدفاع المدني من الوصول إلى المكان بسبب وعورته. واستطاع عناصر الجيش بواسطة طوافة والدفاع المدني إحتواء وإطفاء الحريق في مناطق الحرج المرتفعة، ومنعت تمدده باتجاه الأراضي الزراعية والمنازل.
تل عرقة
واندلع حريق في خراج عند الجسر في جوار تل عرقة الاثري ويعمل عناصر الدفاع المدني على اطفائه. وغطت الادخنة السوداء الطريق الرئيسي فوق الجسر الامر الذي تسبب بوقف حركة السير كليا بانتظار الانتهاء من عملية اطفاء النيران التي لم تعرف مسببات اشتعالها.
جبيل
وعملت طوافة للجيش اللبناني على مساعدة الدفاع المدني في اخماد الحريق المندلع منذ ما قبل الظهر في بلدتي بنتاعل وكفون في قضاء جبيل.
النبطية
وشبّ حريق هائل في المنطقة الواقعة في محيط ثانوية بلال فحص في تول – النبطية واتى على مساحات كبيرة من الاعشاب والأشجار واقترب من المنازل السكنية وموقف السيارات في الثانوية وعملت فرق من الدفاع المدني في النبطية والدوير على محاصرتها وإخمادها.
غرفة عمليات
من جهتها، أكدت الحسن أن “الطائرتين القبرصيتين شاركتا في عمليات إخماد الحرائق، موضحة أن “حتى الساعة العاشرة كنا قد سيطرنا على 80% من الحرائق الا ان سرعة الرياح اعادت اشتعالها ولا يمكن القول أنه تمّ إخماد الحرائق فالحر وسرعة الرياح التي وصلت الى 50 كلم في الساعة يعيدان اشعالها وغرفة العمليات تقوم بعملها ونحن حذرون ونراقب الوضع”.
وكشفت أننا “أنشأنا غرفة عمليات في السراي وأخرى متنقلة على الارض في المشرف لمتابعة عملية اخماد الحرائق.”
المتن
وبعدما اقتصرت أمس على قضاءي الشوف وعاليه، امتدت لعنة النيران امس لتطال قضاء المتن، حيث اندلع حريق في أحراج مزرعة يشوع وقرنة الحمرا وزكريت في قضاء المتن المقابلة لمنطقة جعيتا وعمل الدفاع المدني على تطويقه. وعلى اوتوستراد المنصورية الجديد، اندلع حريق ضخم في عدد من المحال التجارية (اكثر من 4 محال) منها متجر اطارات مطاطية. وهرعت سيارات الإطفاء والاسعاف الى المكان وباشرت العمل على معالجة ومكافحة النيران وهناك تخوف من امتداد الحريق الى الاحراج المجاورة.
كسروان وجبيل
وكما في المتن، كذلك في كسروان وجبيل، حيث اندلع حريق في المدينة الصناعية في ذوق مصبح، وعملت فرق الدفاع المدني التي وصلت الى المكان وباشرت باطفائه. وفي كسروان أيضا، تحدثت معلومات صحافية عن أن بلدية جونية دعت المواطنين إلى لتبليغ عن بداية نشوب أي حريق في أحراج حريصا والأحراج المجاورة.
أما في قضاء جبيل، فسجل حريق شب في بلدة جدايل وعمل عناصر الدفاع المدني في مركز جبيل على اخماده.
صور
واندلعت سلسلة حرائق في قضاء صور – في محيط بلدات جويا وصريفا والمنصوري والشهابية وقانا وبافليه ومعركة ويانوح وعملت فرق الدفاع المدني بالتعاون مع فرق الدفاع في كشافة الرسالة الإسلامية والفرق التابعة للبلديات على إخمادها والسيطرة عليها. وفي قضاء النبطية، شب حريق في الأعشاب والأشجار، على طريق عام عدشيت – كفردجال – شوكين، وعملت فرق من الدفاع المدني في مركزي كفرصير والنبطية على محاصرتها وإخمادها.
جزين
وجنوبا أيضا، عملت طوافة تابعة للجيش على اخماد حريق اندلع في دير المخلص باخذ المياه من بركة انان في منطقة جزين.
عكار
وفي عكار، إندلع حريق في أراضي بلدة خربة داوود العكارية قرب المنازل والتهم مساحة من الأعشاب اليابسة وأشجار السنديان، وقد تمكن عناصر ومتطوعو الدفاع المدني في مركز البيرة من تطويق الحريق وإخماده قبل وصوله الى المنازل والى الأراضي المجاورة. وقد واكب ميدانيا على الأرض رئيس بلدية خربة داوود سعد الدين سعد الدين بمؤازرة من شرطة البلدية، شاكرا “عناصر ومتطوعي الدفاع المدني الذين لبوا النداء فورا”. وشب حريق في بلدة خربة شار العكارية وإلتهم مساحة من الأعشاب اليابسة وأشجار السنديان. وشمالا أيضا، اندلع حريق ضخم في حرج في زغرتا. وفي السياق، أكد رئيس مركز الدفاع المدني في زغرتا انطوان معوض للـLBCI أن “الحريق مفتعل لأن الوصول الى مكان اندلاعه شبه مستحيل”.
بيان الجيش
وعن حصيلة هذا النهار اللاهب، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أن “نتيجة الحرائق الكبيرة التي اندلعت في خراج البلدات التالية: جعيتا، القرنة الحمرا، بنشعي، مزيارة، المشرف والدبية – الشوف، قامت وحدات من الجيش بمؤازرة أربع طوافات تابعة للقوات الجوية ومساعدة طائرتين متخصصتين بإطفاء الحرائق استُقدمتا من قبرص، وبالاشتراك مع عناصر من الدفاع المدني بمحاصرة هذه الحرائق لاتزال تعمل على إخمادها، على الرغم من وجود بعض العوائق من دخان كثيف وخطوط التوتر العالي التي تمنع في بعض الأحيان التدخل السريع والفاعل. وقد وضعت قيادة الجيش عدداً من الطوافات في حالة جهوزية تامة في القواعد العسكرية كافة للتدخل عند حصول أي تطور في مختلف المناطق اللبنانية”.
الصليب الأحمر
بدوره، أعلن الصليب الأحمر اللبناني في بيان أن “إثر الحرائق التي إندلعت في خراج عدد من المناطق وأتت على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية المتنوعة ولامست المنازل في عدد منها، وضع الصليب الأحمر اللبناني فرقه في حال من الإستنفار وأقام مستشفى ميدانيا أمام مركزه في الدامور. وتمكنت فرق الصليب الأحمر اللبناني منذ ما بعد منتصف ليل أمس الإثنين 14 تشرين الأول وحتى صباح الثلاثاء 15 تشرين الأول من تقديم الإسعافات الأولية في المستشفى الميداني وفي عدد من المناطق ونقل حالات أخرى إلى المستشفيات وفق ما يأتي: إسعافات أولية في المستشفى الميداني في الدامور: 72 حالة صحية إسعافات أولية في المكان 4 حالات في منطقة المشرف، 6 حالات في منطقة الناعمة، 4 حالات في منطقة الدبية، حالتان في منطقة زكريت في قضاء المتن. المجموع : 88
ونقل إلى المستشفيات
حالات إلى مستشفى الحاج في الجية، حالة واحدة إلى مستشفى لبيب أبو ظهر في صيدا، حالتان إلى مستشفى السان شارل في الحازمية، 7 حالات إلى مستشفى سرحال في الرابية. المجموع: 18 ومعظم هذه الحالات الصحية كانت تعاني من ضيق في التنفس وإختناق وإغماء وحروق طفيفة. لاتزال فرق الصليب الأحمر اللبناني على جاهزيتها وإستنفارها لتقديم الخدمات الإنسانية عند الحاجة. ويتم تلقي النداءات على خط الطوارئ المجاني ” 140.
الضحية الأولى
وفي اليوم الثاني من هذه النكبة البيئية، سقطت الضحية الأولى للنخوة، حيث قضى الشاب سليم أبو مجاهد إثر نوبة قلبية ألمت به بعدما كان قد ساعد في إطفاء الحرائق في بتاتر، وعلى الفور تم نقله إلى سان مستشفى سان شارل.
إشارة إلى أن المواطن أبو مجاهد كان قد خضع لعملية تركيب دعامة في القلب.
مشاركة الامطار باخماد النيران
ومساء تساقطت الامطار فوق عدد من المناطق لاسيما تللك التى شهدت اندلاع حرائق وساهمت في اخماد بعضها بشكل لافت وبسرعة كبيرة ما انعكس ارتياحاً للمواطنين.