الرئيسية / سياسة / “نداء الوطن”: حكومة دياب… “نتش ونهش وقضم وهضم‎”‎ ‎2020… ‎عام إدارة التفليسة
نداء الوطن

“نداء الوطن”: حكومة دياب… “نتش ونهش وقضم وهضم‎”‎ ‎2020… ‎عام إدارة التفليسة

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : بهمّة قادته وزعمائه الأشاوس، يختم لبنان العام 2019 بالانضمام إلى قائمة الدول الفاشلة الفاسدة ‏المفلسة ليدخل العام 2020 بطموح لا يتعدى سقف “إدارة التفليسة” والحدّ من “الدربكة والدركبة” على ‏درج الانهيار بمختلف أبعاده الاقتصادية والمالية والاجتماعية والحياتية والحيوية. فمشهد اللبنانيين وهم ‏يودّعون عامهم في “طوابير الذل” عند المصارف لينالوا فتاتاً من أموالهم المحجوزة، وبعضهم بالأمس ‏خرج خالي الوفاض بعدما تمنّعت بعض الفروع المصرفية عن تزويدهم حتى بمئة دولار بذريعة أنّ ‏‏”الإدارة ما جابتلنا دولار على الفرع”، لا شك أنه مشهد يجسّد بالملموس دخول البلد في نفق تفليسة ‏أخلاقية قبل أن تكون اقتصادية ومالية بفعل مسار سلطوي مستمر من النهب والفساد والتشبيح على ‏الخزينة العامة لم يُبقِ ولم يذر من مقدّرات الدولة ومقوّمات صمود مواطنيها، لكن ورغم سقوط الهيكل ‏فوق رؤوس اللبنانيين وبعد أن ثبت بالواقع المُعاش أنّ منابع “البقرة الحلوب” جفّت ولم تعد مدراراً في ‏مزاريب أهل الحكم، يتواصل مسلسل الجشع والنتش والنهش على مذبح حكومة “اللون الواحد” حيث ‏الشهية مفتوحة بين مكوناتها لقضم تكنوقراطي من هنا وهضم اختصاصيّ من هناك وصولاً إلى ابتلاع ‏التشكيلة الحكومية وإعادتها مخفورة إلى “مربط خيل” زعماء الأحزاب والطوائف‎.

وتحت وطأة هذا النهم المزمن بالحصص والتحاصص، تبقى ولادة حكومة حسان دياب أسيرة تأليف ‏معلّق على لعبة “شد الحبال” بين مكونات الأكثرية النيابية التي كلفته التشكيل، وسط تأكيد أوساط ‏مواكبة لعملية المشاورات الجارية بين قوى 8 آذار أنّ “عقبات متشعّبة حالت دون ولادة التشكيلة ‏الحكومية حتى الساعة” لكنّها لم تستبعد في الوقت عينه أن “تشهد الساعات المقبلة حلحلة جذرية للعقد ‏المستعصية قد تؤدي إلى إعطاء الضوء الأخضر لصدور مراسيم التأليف”، كاشفةً لـ”نداء الوطن” أنّ ‏‏”العقدة الأساس تكمن في محاولة الوزير جبران باسيل فرض إعادة توزير وزيرة الطاقة ندى البستاني، ‏الأمر الذي رفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري واضعاً معادلة: علي حسن خليل مقابل ندى ‏البستاني‎”.

كذلك، أفادت المصادر بأنّ باسيل يرفض منح الرئيس المكلف حقّ تسمية وزراء موارنة وهو في هذا ‏الإطار وضع “فيتو” على إسم دميانوس قطار لتولي حقيبة الخارحية وأوفد إلى دياب ملوّحاً بأنّ تسميته ‏أي وزير ماروني سيقابله باسيل بتسمية وزراء سنّة، ما أربك الرئيس المكلّف الذي يعاني أساساً من ‏معضلة إيجاد “أسماء معتبرة” للتوزير في المقاعد السنّية نتيجة افتقاره للغطاء السنّي سياسياً وروحياً ‏وشعبياً، حتى أنّ هناك من طرح عليه أن يتولى هو شخصياً حقيبة الداخلية ويضع وزير دولة لإدارة ‏شؤونها كالوزير السابق مروان شربل‎”.‎

ومن بين العقد التي طرأت أيضاً “تحفظ دياب على إسم الدكتور غازي وزني لتولي حقيبة المال”، حسبما نقلت ‏المصادر، مشيرةً إلى وجود اتصالات هادفة إلى حلحلة هذه العقدة، ولفتت إلى أنّ “حزب الله يبدي مرونة كبيرة في ‏سبيل تسريع ولادة الحكومة ويعمل على ضبط إيقاع كل الأفرقاء المعنيين بالتأليف لدفعهم إلى تقديم التنازلات المتبادلة ‏بغية تحقيق الهدف الاستراتيجي من تشكيل حكومة دياب‎”.‎
‎ ‎
أما من جانب الحراك الشعبي، فعبّر ممثلو مجموعات أساسية في الثورة لـ”نداء الوطن” عن أنّ “الشارع أعطى فرصة ‏كبيرة ليرى شكل الحكومة والأسماء التي تضمها التشكيلة الوزارية لكنّ لعبة استنزاف الوقت لن تكون في صالح ‏الرئيس المكلف”، ولفتوا الانتباه إلى أنّ “المماطلة في التأليف إنما تعكس حجم التدخل السياسي في عملية تشكيل ‏الحكومة وتجسّد استمرار ذهنية المحاصصة لدى أهل السلطة وكأنّ البلد لم يشهد أي ثورة”، مؤكدين في المقابل أنّ ‏‏”من يراهن على طمس الثورة عليه أن يعيد حساباته لأنّها لا تزال تنبض والشارع يستعد للخروج من جديد في حال لم ‏تُقدّم تشكيلة اختصاصيين ترضي طموحاته

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *