كتبت صحيفة “الديار” تقول: تتلاحق الازمات السياسية والاقتصادية في البلاد، لا كهرباء، وازمة مازوت، وانهيار جديد للعملة الوطنية امام الدولار في السوق الموازية، في المقابل، ثمة “قطبة مخفية” ادت الى ازمة ثقة جديدة بين بعبدا و”ميرنا الشالوحي” و”عين التينة” وسط تبادل للاتهامات والمسؤوليات، والنتيجة “تعطيل” “ولادة” الحكومة، اما حزب الله “المشغول” اقليميا فدخل على خط “الاتصالات” لمنع انهيار “الملف” الحكومي، لان دخول المنطقة في مرحلة جديدة شديدة الخطورة بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في العراق، والرد الصاروخي الايراني على القواعد الاميركية في العراق، لم يؤد لبنانيا الى انفراجة حكومية باتت ضرورية لمواكبة التطورات الامنية والسياسية والاقتصادية، ويمكن القول راهنا ان الملف الحكومي في “عنق الزجاجة” فاما يخرج “بسلام” “وتولد” تشكيلة الاختصاصيين التي يريدها الرئيس المكلف حسان دياب، او تختنق التشكيلة الحكومية “وتموت” في مهدها، في ظل توجه الرئيس المكلف الى “الاعتذار” في حال استمر البعض “بمناورة” التمسك بالاقتراح المستجد، واذا لم تتم “نزع” “الالغام” التي يعمل حزب الله على “فكفكتها” ستدخل البلاد في ازمة مفتوحة على كافة الاحتمالات في ظل رفض رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري القيام بدوره بتفعيل دور الحكومة المستقيلة، وسط صعوبة بالغة في عودته الى السراي الحكومي بعدما “دفنت” التسوية الرئاسية غير القابلة “للانعاش” في الظروف الراهنة…
“محركات” حزب الله…
ووفقا لاوساط سياسية مطلعة، ادار حزب الله محركاته خلال الساعات القليلة الماضية لمحاولة “رأب الصدع” بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري “الممتعض” من “الفخ” الذي نصب له دون اسباب واضحة حتى الان، حين تبنى رؤية الرئيس عون بمواكبة الاحداث في المنطقة بحكومة سياسية “وازنة”، لكنه فوجىء بتراجع بعبدا عن هذا الموقف، وقيل له لاحقا ان السبب يعود الى تدخل وزير الخارجية جبران باسيل، ما دفعه الى الخروج علنا في لقاء الاربعاء للحديث عن حكومة “لم الشمل”، ردا من قبله على “الخفة” في التعامل مع الموقف الراهن في البلاد، خصوصا انه كان قد وافق على “مضض” وبعد تدخل مباشر من حزب الله على حكومة الاختصاصيين وكان يصر على تشكيل حكومة تكنوسياسية، وعندما طرح الرئيس عون “الفكرة” وافقه فورا لكنه لم يفهم الاسباب الموجبة لهذا التراجع مع العلم ان التعقيدات لولادة الحكومة سببها برأيه الوزير باسيل الذي اجهض التشكيلة الاخيرة بعدما اصر على ابعاد ديميانوس قطار عن وزارة الخارجية، وهذا ما ادى الى تضييع الوقت والجهد وزاد الامور تعقيداً…
“عقدة” “الثلث المعطل”…
وفي هذا السياق، يعمل حزب الله على “خط” الاتصالات لتهدئة النفوس وعدم تطور الاوضاع نحو الاسوأ، مع العلم ان ثمة تعقيد جديد برز الى الواجهة مع رفض رئيس المجلس ايضا منح باسيل “الثلث المعطل” في الحكومة من خلال الاصرار على الحصول على 6 وزراء “للتيار” ورئيس الجمهورية، وهو امر يرفضه ايضا رئيس الحكومة المكلف، فالرجلان لا يريدان ان يضعا مجددا مصير الحكومة “بيد” التيار الوطني الحر…
حزب الله لم “يتراجع”..
ووفقا لاوساط معنية بالملف، اذا تم حل هذه العقد، يمكن ان تبصر الحكومة “النور” خلال ساعات بعدما تم حل كل الاشكاليات الاساسية وتم منح دميانوس قطار وزارة الاقتصاد… مع العلم ان حزب الله لم يطرح من قريب او بعيد اجراء اي تغيير في شكل الحكومة، وهو لا يزال يعتبر ان اولوياتها تبقى معالجة الملف الاقتصادي والمالي…
التيار: لا لعودة الحريري…؟
من جهتها أكدت اوساط التيار الوطني الحر ان “الاجواء الحكومية” “ملبدة” وهي لا توحي بالتفاؤل، نافية التراجع عن تشكيل حكومة من الاختصاصيين تعمل على انتشال البلاد من الازمة الاقتصادية في أسرع وقت… ولفتت الى ان كل ما يقال ان الوزير باسيل ورئيس الجمهورية يريدان حكومة سياسية “عار من الصحة”، اما الازمة الاخيرة حول توزير الوزير السابق دميانوس قطار فلا تتعلق بشخصه، بل بالمعايير المعتمدة في إطار تسمية وزراء “اختصاصيين في شؤون وزاراتهم”، داعية إلى تطبيق وحدة المعايير على كل الأفرقاء المعنيين بمسار التشكيل، ورفضت تلك الاوساط اي طرح يؤدي الى العودة الى “نغمة” تأليف حكومة اختصاصيين يرأسها الحريري”.
إما “اختصاصيين” او “الإعتذار”..!
وفي اطار متصل، لا تبدو فكرة العودة الى طرح حكومة سياسية او “تكنوسياسية” مطروحة على اجندة دياب الذي نقل عنه بعض زواره انه لا يشعر ان الامور عادت الى “نقطة الصفر” لكنه يؤكد على تمسكه بحكومة اختصاصيين، رافضا اي محاولة لاعادة “عقارب الساعة الى الوراء”، مذكرا بانه جاء في مهمة انقاذية وليس واردا عنده الدخول في اي “بازار” سياسي، وهو غير متمسك بهذا المنصب اذا ما كان البعض يريد استخدامه في “معاركه” السياسية، لان البلاد لا تحتمل اي مناورات، ولذلك فهو ملتزم “بالسقف” الزمني الذي وضعه لنفسه، وهو سيجري خلال الساعات القليلة المقبلة مروحة من الاتصالات ستشمل الرئيس نبيه بري للوقوف على المستجدات، واذا ما لمس ان الامور قد وصلت الى “حائط مسدود” لن يتردد عن “الاعتذار”…
واصرت تلك المصادر على التأكيد ان احدا لم يفاتح دياب بتغيير موقفه من الحكومة، خصوصا ان اللقاء الاخير مع رئيس الجمهورية كان ايجابيا، وجرى خلاله تذليل العقد المتبقية مسيحيا…
عودة الحريري “المشروطة”…
لكن الملفت برأي اوساط نيابية، هو اتصال رئيس مجلس النواب برئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ودعوته للمشاركة في جلسة مناقشة الموازنة التي ستعقد الشهر الجاري، وهذا ما يطرح الكثير من التساؤلات عن خلفيات الدعوة، حيث تؤشر الى اعتقاد بري بأن المسار الحكومي المعقد، لن يشهد انفراجة قريبة، مشيرة الى ان انكفاء الرئيس الحريري وغيابه عن المشهد اللبناني والتزامه الصمت، وهدوء “الشارع” السني كلها مؤشرات الى ترقب تطورات معينة قد تعيده الى السراي الحكومي مجددا…
لكن اوساط “المستقبل” لا تجد نفسها معنية بهذه المقاربة، وتشير الى ان لا شيء قد تغير لدى الرئيس الحريري في مقاربته الحكومية، وهو اذا ما اراد العودة الى “السباق” الحكومي، فهو سيعود “بشروطه” السابقة، ولن يقبل تشكيل حكومة “تكنوسياسية”، بل سيصر على حكومة اختصاصيين لا تمثيل سياسي فيها… وهو لن يعيد “انعاش” حكومة تصريف اعمال لان البلاد تحتاج لحكومة جديدة…
بري: الوضع من “سيئ الى اسوأ”
وكان الرئيس بري قد تحدث امام مجموعة من الاعلاميين مؤكدا ان الوضع في لبنان يتدحرج من سيىء الى اسوأ ولا يتم الاستفادة من الماضي واشار الى ان قواعد ومعايير طُرحت في عملية التشكيل غير موجودة في الدستور”، قائلا “غير صحيح انني لا أريد دياب وأتمنّى له التوفيق وساعدت، ولكن هناك حدود لهذا الامر، وفي “غمز” من “قناة” بعبدا قال بري “طُرحت خلال هذا الاسبوع حكومة سياسية وليس أنا من اقترحها فأنا مع حكومة تكنو-سياسيّة”… وقال، ما اقترحته هو حكومة تكنو – سياسية وانا ارفض حكومة سياسية صرف،لا سيما ان اي حكومة سوف تشكل لا تتحمل اي تأخير في هدر الوقت حتى ان معظم السفراء ابلغوا بأن اي حكومة لو تألفت لم يعد لديها اكثر من اسبوعين لمعرفة برنامج عملها”. وجدد بري” التأكيد على وجوب ان تشمل الحكومة الجديدة ممثلين عن الحراك”، نافيا “كل ما يشاع عن عدم حماسه لحكومة برئاسة الدكتور حسان دياب”، قائلا: “ليس صحيحا كل ما يشاع لقد قدمت كل الدعم والمؤازرة له”. وحول عدم عودة الحريري الى ممارسة مهامه، اكد بري ان الامر ليس “بخاطره”…
“مرونة” حزب الله
في المقابل تحدث حزب الله بمرونة لافتة عن التأليف من بكركي بعد زيارة وفد من “الحزب برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم أمين السيد ونائب الرئيس محمود قماطي وعضو المجلس السياسي مصطفى الحاج علي، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي واكد السيد بعد اللقاء ان “لا أحد بخير في هذه الأيام، وللأسف نرى البيت يتهدم ونتفرج عليه”… مشددا على “ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة”، مؤكدا انه “يجب على كل الأفرقاء تقديم التسهيلات للاسراع في تشكيلها في أقرب وقت ممكن”. لأن الظروف في المراحل السابقة كانت تسمح ان يطول وقت تشكيل الحكومات الا ان الظروف الآن غير مناسبة”، وقال: ان موضوع تغيير أسماء بأسماء اخرى من اجل اعتبارات سياسية لم يحصل مطلقا وما زلنا على الموقف الذي نحن فيه…
الراعي “مستاء”…
من جهتها اكدت مصادر بكركي ان “البطريرك الراعي مستاء من الوضع، لانه ” مش ماشي الحال” وهو اراد من خلال لقائه وفد “حزب الله” توجيه دعوة الى كل الفرقاء الى تسهيل عملية تشكيل الحكومة، لان تضييع الوقت ليس في مصلحتنا”. ولفت الى “ان “الكارثة” ان لبنان يتأثر كثيرا بتطورات المنطقة وهذا الامر يزيد الامور تعقيدا..
“اليونيفيل” قلقة…
وفي سياق مرتبط بالتطورات الاقليمية حذر قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو دل كول، من اي “خروقات” للقرار 1701 في هذه الظروف المتوترة في المنطقة، ووفقا لاوساط مطلعة، فان كول الذي زار الرئيس بري، لم يكن مرتاحا للمنحى التصاعدي “للكباش” بين واشنطن وطهران، وتحدث عن “توتر” واضح لدى “الجانب” الاسرائيلي ازاء التطورات المتلاحقة، واعرب في هذا السياق عن قلقه من اي حادث عرضي على الحدود قد يؤدي الى تصعيد غير مرغوب به في هذه المرحلة، وكان واضحا ان قائد اليونيفيل كان يبحث عن “تطمينات” حيال ردود فعل حزب الله على مقتل سليماني، وبدا حريصا على “الهدوء” في هذه المرحلة العصيبة…
الازمات الاقتصادية والمالية تتلاحق..
وفيما سجل سعرالدولار امس رقماً قياسياً جديداً مقابل الليرة اللبنانية، حيث تراوح بين 2300 و 2400 للدولار الواحد، انفجر “الغضب” الشعبي على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وقد نفذ محتجون اعتصاما أمام شركة كهرباء لبنان في محلة كورنيش النهر إعتراضا على التقنين القاسي، وفي صيدا، نفذ محتجون ايضا اعتصاما أمام مدخل شركة الكهرباء، اعتراضا على انقطاع الكهرباء منذ أكثر من أسبوع عن عدد من أحياء المدينة وازدياد ساعات التقنين. وشمالا، نفذ عدد من المتظاهرين اعتصاما أمام شركة كهرباء قاديشا في البحصاص، وعمد المحتجون الى قطع الطريق العام أمام مدخل الشركة بالاطارات المشتعلة…
“تبريرات” الوزيرة..؟
في المقابل، قالت وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ندى بستاني ان “لدينا فيول يكفينا حتى آخر شباط 2020 وسنؤمن الكهرباء في بيروت بين 16 و21 ساعة لآخر شباط، وفي باقي المناطق بين 8 و10 ساعات”. واضافت “فتح الاعتمادات تأخر لأسباب عدة وسنشهد يومَين قاسيين على مستوى التقنين وستعود الكهرباء تدريجيًا بدءًا من يوم السبت”.
غصن “ممنوع” من السفر…
على صعيد آخر، استمع النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات امس الى كارلوس غصن وقرر تركه بسند إقامة في ملف النشرة الحمراء الصادرة عن الانتربول وفي ملف دخول الاراضي الاسرائيلية والتطبيع الاقتصادي، وقرر القاضي عويدات ترك غصن بسند إقامة ومنعه من السفر إلى خارج لبنان، وطلب من السلطات اليابانية ايداعه الملف القضائي ومذكرة استرداد على ان يتخذ القرار المناسب بهذا الشأن. وكشف مصدر قضائي لبناني ان القضاء اللبناني لن يستجوب غصن مجدداً قبل الحصول على ملفه من اليابان، فيما اعلن محامي غصن ان موكله مرتاح للغاية للمسار القانوني في لبنان.