كتبت صحيفة “الأنباء” تقول: انطوى الأسبوع على جمود الملف الحكومي، بل تراجع، حيث عادت الأمور الى مربع التأزم بفعل الخلاف على شكل الحكومة ومضمونها، وقد بات الرئيس المكلف حسان دياب أسير قراراته المسبقة والكباش القائم على خط بعبدا عين التينة. في غضون ذلك برز مؤشّر إلى تطورات دراماتيكية قد تحصل في الأيام المقبلة بناءً على كلام قاله الوزير السابق كريم بقرادوني في حديث تلفزيوني أمس الأحد.
بقرادوني، المعروف بقربه من رئيس الجمهورية ميشال عون والفريق اللصيق به، ألمح في كلامه لمحطة OTV إلى احتمالات إقدام الرئيس عون على خطوات “غير متوقعة”، وفق وصف بقرادوني، الذي قال إن مرسوم تكليف دياب “لم يصدر بعد”؛ تاركاً الباب عبر هذا الكلام لتفسيرات مختلفة منها مثلا أن يقدم الرئيس عون على سحب التكليف من دياب بذريعة أن المرسوم لم يصدر بعد، وهي خطوة بحال حصولها ستفتح البلاد على احتمالات غير محسوبة ونقاش في العمق الدستوري من أساسه.
في مجال متصل رسمت مصادر مواكبة لعملية التأليف عبر “الأنباء” خارطة المواقف، مؤكدة ان لا جديد في الأفق القريب بانتظار ما سيصدر عن الرئيس المكلّف خلال أيام قليلة مقبلة.
وفيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري على موقفه بتشكيل حكومة “لم شمل” تحظى بموافقة القوى السياسية لمواجهة هذه المرحلة، مع تركه الباب مفتوحًا أمام تسهيل مهمة التأليف على قاعدة منحه الثقة للحكومة حتى ولو لم يكن مشاركًا فيها، فإنه من الواضح أن حزب الله يتريّث وربما يتجنّب إعلان أي موقف حاسم محلياً، الأمر الذي يبرر عدم تطرق أمينه العام السيد حسن نصرالله للملف اللبناني الداخلي في كلمته بذكرى أسبوع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، بعد كلمة سابقة الأسبوع الماضي لم يذكر فيها الملف الداخلي كذلك، وهو ما قرأت فيه مصادر سياسية قرارًا من حزب الله بعدم إعلان اصطفافه بشكل مباشر الى جانب بري في وجه عون، على الرغم من قناعة حزب الله بجدوى الحكومة التكنوسياسية.
ورأت المصادر أن حزب الله لا يريد أن يعلن موقفاً يضعه في خانة مقابلة لرئيس الجمهورية مع العلم أن التباين بات قائمًا في الرؤية الحكومية.
في ضوء كل ذلك تتجه الأنظار الى ميرنا الشالوحي يوم الثلاثاء، حيث من المرتقب ان يصدر موقف هام عن تكتل لبنان القوي في الموضوع الحكومي، في ظل تكتم حول طبيعة هذا الموقف. وقد اكتفت مصادر التكتل في حديثها “للأنباء” بالتذكير بما سُرّب عن التيار الوطني الحر الأسبوع الماضي بأنه غير متمسك لا بحقيبة ولا باسم ولا حتى بالمشاركة في الحكومة، ملمحة الى موقف يصدر من وحي هذه الأجواء.
في هذه الاثناء، عاد النبض الى الحراك في الشارع بعدما شهد اليومان الماضيان تحركات عدة ودعوات للتظاهر مع التأكيد على أن انتفاضة 17 تشرين مستمرة وسيكون لها بنك أهداف جديد في الأيام المقبلة.
بناء على كل ذلك، يتوقع أن يشكل هذا الأسبوع مؤشراً حاسما في مسار الأمور، إما باتجاه عودة التوافق على سكة الفريق الذي أوصل الرئيس المكلف، وإما الذهاب نحو البحث عن صيغة جديدة وربما اسم جديد، مع احتمالات تصعيد وخلط أوراق على أكثر من جبهة.