كتبت صحيفة “الشرق الأوسط ” تقول : تحت عنوان “أسبوع الغضب” عادت الاحتجاجات الشعبية صباح أمس، إلى مختلف المناطق مجددةً المطالب التي رفعتها منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وأهمها الإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيين من غير السياسيين ورفض السياسات المالية.
وكان منزل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، محطة للمحتجين، مساءً، وسط هتافات منددة بتكليفه، وأشاروا إلى أن “تسميته تمّت بفضل الأحزاب السياسية”، في موازاة تنفيذ وقفة احتجاجية أمام مصرف لبنان مطلقين عليه تسمية “مركز السياسات المالية القاتلة” ومطالبين بإسقاط الحاكم رياض سلامة.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، استفاق اللبنانيون على إقفال الطرقات في مختلف المناطق تلبيةً لدعوة الناشطين التي انتشرت منذ يوم الاثنين، مؤكدةً تصعيد التحركات طوال الأسبوع على أن تشمل اليوم إقفال محلات الصيرفة.
وفي بيروت، أُقفلت كل الطرقات المؤدية إلى منطقة فرن الشباك، وقام المحتجون بإحراق الإطارات كما استخدموا الحجارة والإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات وقطعوا الأوتوستراد الخارجي بأعمدة الكهرباء والعوائق والحجارة، إضافةً إلى رمي الزيت المحروق على الأرض لإعاقة مرور السيارات.
والأمر نفسه حصل عند تقاطع المدينة الرياضية وأوتوستراد الحازمية – بيروت، حيث أُقفلت الطرقات بالإطارات المشتعلة.
وكما هي العادة كان جسر الرينغ، عند مدخل وسط بيروت محطة للمتظاهرين الذين عمدوا إلى إقفاله، من دون أن يخلو الأمر من مواجهات مع القوى الأمنية. وعلى المقلب الآخر من الجسر، حاول شاب إحراق نفسه عبر سكب مادة البنزين على جسده فهرع إليه المحتجون ورشّوه بالمياه ونجحوا في ثنيه عن الاستمرار في هدفه. كذلك، أُقفل أوتوستراد جونيه بالاتجاهين حيث افترش المحتجون الطريق، ولبّى طلاب في مدينة جبيل الدعوات للمشاركة في المظاهرات ونظّموا مسيرات جابت شوارع المدينة، وأقفل محتجون مركز ”أوجيرو” للاتصالات في المدينة واعتصموا أمام مبنى شركة الكهرباء في عمشيت. وقطع المحتجون أوتوستراد جبيل في الاتجاهين بالإطارات المشتعلة، في ظل وجود عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي.
كما عمد عدد من المحتجين إلى إحراق إطارات على أوتوستراد حالات في اتجاه بيروت من دون توقف في حركة السير.
وعاد نبض الحراك إلى منطقة جل الديب، حيث أشعل المتظاهرون الإطارات على الأوتوستراد تحت الجسر على المسلكين الشرقي والغربي. وكان المحتجّون في المنطقة قد أتوا من ساحات تجمّع في مناطق الجديدة والزلقا، مؤكدين أنهم سيعيدون نصب الخيام كما حصل في السابق.
وانضمت عاصمة الشمال طرابلس التي لم تهدأ طوال الأيام الماضية على اختلاف المناطق الأخرى، أيضاً، إلى دعوات التصعيد، وقطعَ المتظاهرون طريق البحصاص بالإطارات المشتعلة، وشهدت المنطقة انتشاراً كثيفاً للجيش اللبناني.
وفي عكار، قطع المحتجون في خيمة اعتصام حلبا الطريق العام الكامل بالإطارات والعوائق وجلسوا على كراسي في وسط الشارع العام، وسمحوا فقط بمرور الصليب الأحمر والحالات الطارئة والآليات العسكرية.
وفي بعلبك تكرر المشهد نفسه، حيث اعتصم محتجّون أمام مدخل فرع مصرف لبنان في المدينة، ومنعوا الموظفين من الدخول إلى المصرف لمزاولة عملهم، ورفعوا شعارات منددة بالسياسة المصرفية.
وفي صيدا أقدم المحتجون، فجراً، على إقفال بوابات شركة الكهرباء والمياه ومركز “أوجيرو”. وكان الحراك قد أعلن أن الثلاثاء هو “يوم غضب وإضراب عام” وبقيت ساحة إيليا مقفلة بعدما استقدموا خياماً إلى وسط الساحة وباتوا ليلتهم فيها وسط دعوات للنزول إلى الشارع واستكمال التحرك “احتجاجاً على تردي الأوضاع في البلاد والمماطلة في تشكيل حكومة تلبي مطالبهم”.
كما جابت مسيرات طلابية شوارع صيدا وصولاً إلى السرايا، وتجمّع الطلاب أمام مدخلها وتوجه وفد منهم إلى المنطقة التربوية لإيصال رسالة إلى وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب، ضمّنوها جملة مطالب أبرزها تحديث المناهج التربوية وأمور تتعلق بالامتحانات المدرسية لا سيما الرسمية منها. وحصل إشكال في محلة رياض الصلح في صيدا على خلفية إقفال محتجين محال صيرفة.
ونظّم أبناء حاصبيا والمنطقة مسيرة انطلقت من ساحة السرايا مروراً بالمؤسسات العامة والمصارف، مطالبين بـ”التغيير واسترداد المال المنهوب ومحاسبة الفاسدين”، مستنكرين تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية