كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول: دخل حسان دياب “على السجاد الأحمر” إلى نادي رؤساء الحكومات… وكل الباقي تفاصيل! لا الشارع المنتفض يهمّ ولا حرق صورته على مقربة من السراي الكبير مهم، الأهم أنّ القوى الحاكمة قادرة على حماية حكومته وهي “البقية الباقية” من منظومة السلطة المتهالكة، أما ثورة 17 تشرين فمقدور عليها بكل الوسائل المتاحة، فإن لم تفلح مسرحية “تكنوقراطيي الأحزاب” بإخمادها، فبالقنابل المسيّلة للدموع والهراوات والرصاص المطاطي “بيت الداء والدواء”. وعلى قاعدة المهم والأهم، تدير أكثرية 8 آذار ظهرها إلى مجريات الأرض باعتبارها غير قادرة على تغيير المعادلات وقلب الطاولة على حكومتها، لتشخص بأبصارها نحو الفضاء الخارجي بغية تلقّف دعم دولي هو بمثابة “إكسير” هذه الحكومة ومن دونه ستبقى تنازع على فراش الأزمة الاقتصادية والمالية وستبقى كل الحلول غير قابلة للحياة.
ومن هنا تنفّس فرقاء حكومة 8 آذار الصعداء بالأمس تهليلاً بالمواقف الدولية المرحبة بتشكيل الحكومة… ومجدداً لا يهمّ، حتى لو أتتها من إسرائيل باكورة المواقف الداعمة على لسان الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون، الأهم أنه أبدى الاستعداد لمساعدة لبنان. وأيضاً لا يهم بعض التوبيخ من “الشيطان الأكبر” باعتبار أنّ “حزب الله” يعمل لمصلحة النظام الإيراني وليس الشعب اللبناني”، الأهم أنّ وزير الخارجية مايك بومبيو أكد أنّ واشنطن مستعدة لمساعدة حكومة أكثرية 8 آذار “في حال كانت متجاوبة وجاهزة لتنفيذ التزاماتها”.
واليوم، يستعد رئيس الحكومة لعقد سلسلة لقاءات ديبلوماسية غربية في السراي الحكومي في محاولة لاستمالة المجتمع الدولي إلى دعم حكومته ورعاية خطواتها، في وقت يتحضر دياب ليخطو خطوته الأولى باتجاه دار الفتوى، ليس حرصاً على نيل مباركة الدار التي لم يبالِ بها لا تكليفاً ولا تأليفاً، بل لكونها الممر الإلزامي الذي من دونه ستبقى طائرته تحوم حول نفسها من دون أن تجد لنفسها موطئ قدم في أي مطار عربي.
وبالانتظار، تبقى قاعدة “المهم والأهم” هي مفتاح الحل والربط في سياسة الحكومة العتيدة، فليس مهماً أنها استهلت أعمالها أمس على وقع “البشرى” التي زفها وزير ماليتها غازي وزني إلى اللبنانيين بأنّ الدولار “من المستحيل” أن يعود إلى الـ1500 ليرة وأنّ “السوق الموازي” هو الذي سيبقى متحكماً بسعر صرفه، وتأكيد وزير طاقتها ريمون غجر على أنّ “عجز الكهرباء سيستمرّ” حتى إشعار آخر… الأهم أنّ التحضيرات جارية على قدم وساق لانعقاد جلسة الثقة رغماً عن أنف الشارع، حيث كان محيط ساحة النجمة والصيفي أمس مسرحاً لأوسع عمليات كرّ وفرّ بين المتظاهرين وقوى مكافحة الشغب، في وقت سُجّلت اعتداءات من قبل الشارع المضاد على الثوار في البقاع طالت في جانب منها فريقاً إعلامياً تابعاً لقناة “أم تي في” تم تحطيم سيارته في بعلبك على مرأى من قوى الأمن ومخابرات الجيش.
وخوفاً من تعكير صفو جلسة منح الثقة البرلمانية لحكومة أكثرية 8 آذار، تتوالى الاتصالات السياسية لتشديد التدابير العسكرية والأمنية حول محيط مجلس النواب وتأمين الطرق المؤدية إليه. وفي هذا الإطار، كشف مصدر مقرّب من “عين التينة” لـ”نداء الوطن” أنّ رئيس المجلس نبيه بري وإزاء ما يحصل عند مداخل ساحة النجمة، أولى خلال الساعات الأخيرة هذه النقطة “أهمية كبيرة” فأجرى اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزف عون طالباً منه أن تتخذ الوحدات العسكرية إجراءات استثنائية لحماية المجلس النيابي ومحيطه وأن يعمل الجيش تحديداً على تأمين الطريق المؤدي إلى المجلس يومي 27? و28 الجاري (الاثنين والثلثاء المقبلين) لانعقاد جلسات مناقشة وإقرار موازنة 2020تليها جلسة الثقة.
وإذ يأمل بري ألا يلقى انعقاد الهيئة العامة المقبلة مصير الجلسة التشريعية السابقة التي لم تُعقد بسبب تعذر وصول النواب إلى البرلمان تحت وطأة حصار الشارع المنتفض، طلب رئيس المجلس أن يصار إلى تأمين طريق واحد للنواب ليكون سالكاً وآمناً باتجاه المجلس، وعُلم في هذا الإطار أنّ الاتفاق حصل على أن يكون “الطريق البحري” هو المسار الذي تقرر أن يسلكه النواب بحماية الجيش، بينما قوى الأمن الداخلي ستعمد إلى اتخاذ إجراءات مشددة عند مختلف المداخل المؤدية الى مجلس النواب، على أن تُترك الساحات المحيطة بالمجلس من مسؤولية شرطة مجلس النواب.