أعلنت السلطات البريطانية،تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في العاصمة لندن، ليرتفع بذلك عدد المصابين في البلاد إلى تسعة.بعد كانت أعلنت سابقاً وزارة الصحة البريطانية، أن جميع المصابين بفيروس كورونا في البلاد، أصيبوا بعد اتصالهم مع أحد المرضى المصابين بالفيروس داخل البلاد.وذكرت الوزارة أنه تم نقل المرضى الأربعة الجدد، إلى وحدات الأمراض المعدية في مستشفيات جايز وسانت توماس ورويال فري في العاصمة لندن. وقال بيان لوزارة الصحة البريطانية إن “حدوث أو انتقال عدوى فيروس كورونا الجديد يشكل تهديداً خطراً ووشيكاً للصحة العامة”.
242 حالة وفاة
وقفز عدد الوفيات وحالات الإصابة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الصين بشكل كبير مع تسجيل 242 حالة وفاة في يوم واحد في مقاطعة هوبي إضافة إلى 15 ألف إصابة. وبعد إعلان السلطات عن الأرقام الجديدة، بلغ عدد المتوفين 1,355 شخصاً على الأقل والمصابين نحو 60 ألفاً.
وفي تحديثها اليومي، أكدت لجنة الصحة في مقاطعة هوبي حدوث 14,840 إصابة جديدة في هذه المقاطعة في وسط الصين التي شكلت البؤرة التي بدأ منها انتشار الفيروس. وتأتي هذه القفزة في الحصيلة مع إعلان مسؤولين محليين إعادة تغيير طريقة تشخيص حالات الاصابة بالفيروس.
وفي بيان قالت لجنة الصحة في هوبي إنها ستضم من الآن فصاعداً إلى سجل الإصابات الرسمية حالات تم “تشخيصها عيادياً”. وهذا يعني أن صور الرئتين في حالات محتملة يمكن اعتبارها كافية لتشخيص الإصابة بالفيروس، بدلاً من فحوص الحمض النووي.
وأضافت أن التصنيف الجديد شمل 13,332 حالة إصابة وأكثر بقليل من نصف حصيلة الوفيات الجديدة.
وأشارت لجنة الصحة في هوبي إلى أن هذا التغيير يعني أنه بات بامكان المرضى الحصول على علاج “في أسرع وقت ممكن”، كما أنه يجعل التصنيف “متوافقاً” مع تصنيفات مستخدمة في مقاطعات أخرى.
وقالت إنها قامت بهذا التغيير “مع تعمّق فهمنا لمرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد، ومع تراكم خبراتنا في التشخيص والعلاج”.
شفافية في المواجهة
أعلن مندوب الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون أن بلاده تعاملت مع انتشار فيروس كورونا المستجد بطريقة شفافة و”مسؤولة للغاية”، بعد انتقادات طالت بكين لعدم تحرك سلطاتها المحلية بالسرعة الكافية في مواجه الفيروس.
وقال تشانغ أمام لجنة الأمم المتحدة للتنمية الاجتماعية “تبنينا دائماً سلوكاً منفتحاً وشفافاً ومسؤولاً للغاية في مواجهة الوباء”.
وأضاف “لقد أبلغنا منظمة الصحة العالمية والبلدان المعنية ومناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان بكل المعلومات عن الوباء بمجرد توفرها، وتشاركنا معهم التسلسلات الجينية للفيروس، وتواصلنا بفعالية مع البلدان الأخرى”.
وقال تشانغ “اعتمدنا اجراءات وقاية وسيطرة صارمة (…) وكبحنا بشكل فعال انتشار الوباء، ليس فقط من أجل الصين، بل من أجل العالم أيضاً”.
“كوفيد-19”
من جانبها، حذّرت منظمة الصحة العالمية أنه “من المبكر جداً” القول ما إذا وصل الفيروس، الذي أطلقت عليه اسم “كوفيد-19″، إلى ذروته أو متى يمكن أن ينتهي، وذلك بعدما بدأ عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بالتراجع. وقال مدير البرامج الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين للصحافيين “أعتقد أنه من المبكر جداً في الوقت الراهن أن نحاول التكهّن ما إذا كان الوباء في مراحله الأولى، الوسطى او النهائية”.
وتحدّث مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدانوم غيبريسوس عن “استقرار في عدد الإصابات الجديدة المسجلة في الصين الأسبوع الفائت”، مشدداً على ضرورة عدم التسرّع في إطلاق الاستنتاجات، وتابع أن “تفشي (الفيروس) مفتوح على كل الاحتمالات”.
واعتبر تجونغ نانشان العالم الصيني البارز، الذي كان رائداً في مكافحة الفيروس سارس في البلاد (2002-2003) أن الوباء سيبلغ ذروته “بحلول منتصف أو نهاية فبراير”. وهو تفاؤل حذر تشاطره إياه منظمة الصحة العالمية.
وكان مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أكد الثلاثاء في جنيف أن فيروس كورونا المستجدّ يشكل “تهديداً خطيراً جداً” للعالم، على الرغم من وجود 99 في المئة من الحالات في الصين.
ودعا غيبريسوس كل الدول إلى إظهار “التضامن” عبر تشارك البيانات التي تملكها. وتم تسجيل أكثر من 400 حالة في نحو 30 دولة أو منطقة.
خارج الصين
لم يتسبب الفيروس خارج الصين القارية حتى الآن إلا بوفاة شخصين، أحدهما في الفيليبين والآخر في هونغ كونغ. وفي الحالتين كانا مواطنين صينيين.
في اليابان، تفاقم الوضع على متن السفينة السياحية “دايموند برينسس” التي فُرض عليها حجر صحي قرب يوكوهاما (شرق)، حيث بلغ عدد الإصابات 174. وهناك 39 حالة جديدة من بينهم مسؤول عمليات الحجر الصحي وفق ما أُعلن الأربعاء.
وقال وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو الأربعاء للصحافيين إنه “من أصل نتائج 53 فحصاً، تبيّن أن نتيجة 39 شخصاً إيجابية” لناحية الإصابة بالفيروس، مضيفاً أن مسؤولاً عن الحجر الصحي من بين المصابين.
وأشار إلى أنه “في هذه المرحلة، تأكدنا أن أربعة أشخاص من بين الذين أُخضِعوا للعلاج هم في حالة خطيرة، أما على جهاز تنفس اصطناعي أو في وحدة العناية المركزة”.
وتم الحجر صحياً على سفينة “دايموند برينسس” منذ وصولها إلى اليابان الأسبوع الماضي، بعد اكتشاف إصابة شخص في هونغ كونغ بالفيروس سبق وكان على متنها الشهر الماضي.
وأخضعت السلطات اليابانية نحو 300 راكب للفحص من أصل 3.711، وأُجلي المصابون إلى منشآت طبية محلية.
وفي الأيام الأخيرة، توسع الفحص ليشمل أشخاصاً ظهرت عليهم أعراض جديدة أو الذين كانوا على احتكاك بالمصابين.
أما الركاب الذين لا يزالون على متن السفينة فطُلب إليهم البقاء داخل مقصوراتهم ولا يُسمح لهم بالخروج إلى الأماكن المفتوحة إلا لوقت وجيز.
كما طُلب إليهم ارتداء الأقنعة وعدم الاقتراب كثيراً من بعضهم بعضاً في الخارج، وحصلوا على أجهزة لقياس الحرارة لمراقبة درجات حرارتهم على مدار الساعة.
ويُتوقع أن يبقى ركاب السفينة في الحجر حتى 19 (شباط) ، أي بعد مرور 14 يوماً على بدء فترة العزل.
قلق في أوروبا
ويثير فيروس كورونا المستجد قلقاً في الاتحاد الأوروبي حيث أُعلنت حالات عدة في ألمانيا (16) وفرنسا (11) وإيطاليا (3). ويجتمع وزراء الصحة الأوروبيون الخميس في بروكسل لبحث الموضوع.
وأثارت حالة بريطاني بشكل خاص الانتباه في الأيام الماضية، إذ أصيب بالفيروس في سنغافورة ونقَلَه إلى عدد من مواطنيه خلال زيارة إلى فرنسا.
وهذا الرجل الذي أُعلن الثلاثاء أنه “شُفي بالكامل” نقل الفيروس إلى 11 شخصاً آخرين، خمسة أُدخلوا المستشفى في فرنسا وخمسة في بريطانيا وشخص في جزيرة مايوركا الإسبانية.
وحتى ذلك الحين، كان القسم الأكبر من الإصابات في الخارج ينحصر بأشخاص عائدين من ووهان. ولا تزال مقاطعة هوبي (وسط) مركز الوباء مقطوعة عن العالم منذ حوالى ثلاثة أسابيع حيث يحول طوق صحي دون الدخول أو الخروج من مدن عدة تقع فيها. لكن يمكن مرور المنتجات الغذائية والطبية والمواد الأولية. لكن ووهان عززت القيود بشكل إضافي. ولم يعد بإمكان الأشخاص الذين حرارتهم مرتفعة التوجه إلى المستشفيات الواقعة في دائرتهم فيما فرضت قيود مشددة أكثر على الدخول إلى المجمعات السكنية.
لقاح يعالج الفيروس
في هذه الأثناء، أعلنت شركة The Native Antigen Company البريطانية أنها بدأت الإنتاج التجاري لمولدات مضادات جديدة أو ما تعرف بـ”antigen” يمكنها معالجة فيروس كورونا.
وقالت الشركة إنها نجحت في إنتاج لقاح مستخلص من سلالة كورونا التي ظهرت في مدينة ووهان الصينية، وهو ما يعني أنه قادر على معالجة الفيروس الذي ظهر في البلاد.
وأعلن باحثون من جامعة “إمبيريال كولدج” في لندن، الثلاثاء، أنهم من بين أوائل الأشخاص الذين باشروا تجارب على فئران لتطوير لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، آملين في بلوغ هدفهم بحلول نهاية العام.
كما أشار الباحث في “إمبيريال كولدج” بول ماكاي، أن الفريق قام بحقن أجسام فئران باللقاح الذي طوروه باستخدام البكتيريا، لافتاً إلى إمكانية تحديد التفاعل لدى هذه الفئران وتجاوبها لناحية الأجسام المضادة لمقاومة الفيروس في الأسابيع المقبلة.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أعلن في مؤتمر صحافي بجنيف الثلاثاء، أن أول لقاح ضد فيروس كورونا لن يكون متاحاً إلا بعد 18 شهراً، “لذا فإنه يتعين علينا عمل كل شيء الآن باستخدام العلاجات المتاحة”.
واعتبر جيبريسوس أن هناك “فرصة حقيقية لوقف” انتشار الفيروس في العالم، “إذا استثمرنا الآن”.
أوبك تتوقّع انخفاض الطلب على النفط بسبب كورونا
إقتصادياً، خفّضت منظمة أوبك الأربعاء توقعاتها للنمو العالمي في الطلب على النفط هذا العام بسبب تفشي كورونا، وقالت إن إنتاجها هبط بشكل حاد في يناير (كانون الثاني)، إذ يطبق المنتجون اتفاقاً جديداً للحدّ من المعروض.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول، في تقرير شهري، إن الطلب على نفطها في الـ 2020 سيبلغ في المتوسط 29.30 مليون برميل يومياً، بانخفاض 200 ألف برميل يومياً عن التقدير السابق.
وضخت أوبك كميات نفط أقل في يناير مقارنةً مع متوسط المطلوب في 2020 بسبب تخفيضات مخططة وفاقد غير طوعي.
وقد يعزز التقرير مبرّر إجراء تخفيضات أكبر في الإمدادات من جانب المنظمة، التي تدرس تقييداً أكبر للإنتاج لتعويض أثر تباطؤ الطلب.
وتراجع النفط 17 بالمئة منذ بداية العام الجاري إلى 55 دولاراً للبرميل، ما يثير قلق المنتجين.
وقالت أوبك في التقرير “تأثير تفشي فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني أضاف إلى الضبابية التي تكتنف نمو الاقتصاد العالمي في 2020، وبالتبعية نمو الطلب العالمي على النفط”. أضافت “من الواضح، أن التطورات الجارية في الصين تتطلب مراقبةً وتقييماً مستمراً”.