كتبت صحيفة “الديار” تقول: حتى الان، نحو 80 الف اصابة “كورونا” في 33 دولة، انتشار مرشح للتوسع، لم يدفع منظمة الصحة العالمية الى اعتباره وباء بعد، لكنها دعت الى عدم “الهلع”، اما “حصة” لبنان فهي اصابتان مؤكدتان في ظل ترجيحات بارتفاع الرقم في الايام المقبلة مع وجود حالات مشتبه بها… في هذا الوقت وفي مواكبة لتحريض بعض الداخل على الحكومة، دخلت الولايات المتحدة الاميركية على خط التصعيد وزادت “الضغوط” على لبنان من خلال لائحة عقوبات جديدة على مؤسسات واشخاص ادعت ارتباطهم بحزب الله، ومع التهديد بتوسيع العقوبات، رأت فيه مصادر مقربة من الحزب انه مؤشر اميركي سلبي في توقيت “مدروس” لمحاولة فرض “الشروط” الاميركية على الساحة اللبنانية…
وفيما اعلن رئيس الجمهورية ميشال عون انطلاق اعمال الحفر في اول بئر نفطي، متعهدا عدم التهاون في الدفاع عن حقوق لبنان في ثرواته، يحاول رئيس الحكومة حسان دياب، الذي سيفرج عن بعض خفايا المرحلة، في اطلالة اعلامية محتملة السبت المقبل، يحاول تحصين حكومته مبكرا خوفا من سقوطها في “فخ” الخلافات بين مكوناتها ما قد يؤدي الى انفجارها من الداخل، وهو اختار الخروج عن صمته في الجلسة الاخيرة للحكومة، لمواجهة “المتآمرين” عليه من خارجها بعدما اصبح تجاهل هؤلاء مضرا بصورته خصوصا انه تلقى معلومات موثقة من جهات اوروبية من بينها باريس حذرته من تحريض مستمر عليه وعلى حكومته من قبل اكثر من جهة سياسية لبنانية تسعى جاهدة لعرقلة جهوده لنيل ثقة المجتمع الدولي وهي تعمل من خلال موفدين و”لوبيات” في الخارج لتثبيت شبهة انه “واجهة” لحكومة حزب الله…
رفض مد “جسور الثقة”!
ووفقا لزوار رئيس الحكومة، سعى دياب منذ تكليفه الى مد “جسور” الثقة مع كافة الاطراف اللبنانية لكنه لم يلق تجاوبا، واختارت القوى المسؤولة عن “التفليسة” الذهاب الى المعارضة… في هذا الوقت عمل جاهدا على التواصل مع القيادات الروحية والزمنية السنية ، وابلغ الجميع مباشرة وعبر وسطاء عدم رغبته بلعب اي دور سياسي، وشدد على دوره “الانقاذي” اقتصاديا في بلد انهار، ولا يحتمل اي ترف للمخاطرة بخوض معارك سياسية مؤذية للجميع، لكن “الابواب” اقفلت في وجهه، واعلن “نادي” رؤوساء الحكومات السابقين باكرا العداء له، ولم تفتح ابواب دار الفتوى امامه الا “بروتوكوليا” بعد نيل حكومته الثقة، على الرغم من انه ترك لنفسه مسافة عن الفريق السياسي الذي اعطاه الثقة وترك مسافة بينهما بل وخاض معه “صراعات” حكومية نجح في بعضها وفشل في الاخرى لكنه ثبت موقع رئاسة الحكومة كمسؤول اول عن عملية التشكيل…
“رسالة” من “الحلفاء”؟
لكن لماذا قرر الخروج عن “صمته” الان؟ بحسب تلك الاوساط بدا دياب يشعر بان سكوته بدأ يفسر ضعفا، ويضر بهيبته، بل بات يؤثر على موقفه اتجاه “شركائه” في الحكومة الذين بدؤوا يتساءلون عن سر “صمته” على حملات التضليل الممنهجة والتي بدات تعطي مؤشرات سلبية على العمل الحكومي، وقد سمع دياب من احد المكونات الرئيسية في الحكومة كلاما وتساؤلات عما يمنعه من الدفاع عن حكومته، وقد تم ابلاغه صراحة كلاما مفاده “انه المعني الاول بخوض غمار هذه “المعركة”، ولا احد غيره مسؤول عن ذلك، ولا يمكن لاحد ان يحل مكانه في هذه المهمة التي تحتاج الى تطبيق “القاعدة” الاكثر نجاعة في هذا الاطار وهي “الهجوم كافضل وسيلة للدفاع”… وهكذا انبرى دياب للمرة الاولى لمهاجمة من اسماهم “أوركسترا لا تهتم بأن البلد ينهار، بل المهم عندهم أن تفشل الحكومة وأن لا تنكشف عوراتهم والموبقات التي ارتكبوها وأدت إلى الأوضاع الخطيرة التي يعيشها البلد اليوم”…
“اللعب” على “المكشوف”
هذا الكلام، الذي قرأه دياب مكتوبا في مجلس الوزراء، لم يكن “فشة خلق”، بل يؤسس لمرحلة جديدة من “اللعب على المكشوف” مع خصوم الحكومة الذين يدعون علنا اعطاءها “فرصة” للعمل، فيما يتم طعنها “بالخناجر” من وراء “ظهرها”، وبحسب تلك الاوساط، فان تيار المستقبل، ورئيسه سعد الحريري، في طليعة هؤلاء، وقد تم ابلاغ دياب من قبل اوساط فرنسية ان مساعي باريس في المنطقة، وخصوصا في الخليج اصطدمت “بوشايات” مصدرها اطراف لبنانية فاعلة تحرض على الحكومة وتتهمها بالتبعية لحزب الله، وهي تدعو تلك الدول الى عدم التساهل معها لان ما حصل انقلاب من قبل “المحور” الايراني…!
من يحرض على الحكومة؟
ووفقا لتلك الاوساط، ليس وحده تيار المستقبل من يحرض، وقد بلغت ذروة التحريض في زيارة الرئيس الحريري الى الامارات، بل اكثر من جهة سياسية، وفي مقدمتها القوات اللبنانية حيث تشير المعلومات ايضا الى قيام احد مسؤولي “القوات” بجولة خليجية بطلب مباشر من الدكتور سمير جعجع، تم خلالها تقديم رؤية “معراب” ونظرتها للحكومة وارتباطها عضويا بحزب الله، فيما تحدثت المعلومات عن زيارات للحزب الاشتراكي الى السفارتين الاماراتية والسعودية، ولم تكن الاجواء مغايرة كثيرا، بل اضيف اليها “حبة مسك”، من خلال التحريض المباشر على رئيس الجمهورية ميشال عون…
“تفخيخ” الجولة “الخليجيّة
ووفقا للمعلومات، تاتي هذه المؤشرات السلبية في ظل محاولة دياب لكسر “الحواجز” مع الدول الخليجية، “بوساطة” عمانية، وقد سبقه خصومه الى هناك لافشال الزيارة المرتقبة “وتفخيخها”، لكي تكون “بروتوكولية” ودون نتائج ملموسة…
وازاء هذه الاجواء، التي وصلت الى مسامع دياب، لم يكن امامه من خيار سوى البدء، ولو متاخرا في حماية حكومته وهو على اعتاب قرارات اقتصادية ومالية حاسمة، وعلى بعد ايام من اعلان “الخطة الانقاذية”، ولذلك فان هذا الموقف “التحذيري” سيليه مواقف اكثر وضوحا “وصرامة” لاطلاع اللبنانيين تباعا وبشفافية على ما يحصل، لان “الوقاحة” عند البعض فاقت كل الحدود..
وازاء هذه الاجواء، التي وصلت الى مسامع دياب، لم يكن امامه من خيار سوى البدء، ولو متاخرا في حماية حكومته وهو على اعتاب قرارات اقتصادية ومالية حاسمة، وعلى بعد ايام من اعلان “الخطة الانقاذية”، ولذلك فان هذا الموقف “التحذيري” سيليه مواقف اكثر وضوحا “وصرامة” لاطلاع اللبنانيين تباعا وبشفافية على ما يحصل، لان “الوقاحة” عند البعض فاقت كل الحدود..
“فكفكة” ازمة الكهرباء..
وعلى خط مواز، يعمل دياب على ابعاد الحكومة عن “الغام” المواجهات السياسية بين فريق “الاغلبية” النيابية، وهو بدأ مبكرا العمل على “فكفكة” ملف الكهرباء قبل وضعه على “طاولة” مجلس الوزراء، ويسعى الى التوصل الى قواسم مشتركة بين الرئيس نبيه بري و”التيار الوطني الحر”، وقد جرت الاستعانة بحزب الله لايجاد مخارج معقولة للخطة الكهربائية قبل ان “تكهرب” الحكومة، وقد زادت بواعث القلق خلال الساعات الماضية بعد السجال الكلامي العنيف الذي دار بين النائبين زياد أسود وعلي بزي على خلفية انتقاد الاول لرئيس مجلس النواب، وقد بذلت جهود حثيثة لتطويق الازمة المستجدة…
تجاوز “لغم” “الصندوق”
اما “لغم” “صندوق النقد الدولي”، فيبدو بحسب تلك المصادر، انه تم تجاوزه مرحليا من خلال التوافق على ان تكون حدود مهمته استشارية في ظل تفهم دياب “لهواجس” “الثنائي الشيعي” حيال مخاطر التسليم بشروطه التي قد تكون غير متناسبة مع الواقع اللبناني، في ظل “الشكوك” العميقة بدور واشنطن الفاعل في ادارة هذا الملف، ولا يبدو ان رئيس الحكومة في وارد تعريض حكومته “لهزة” قد تكون تداعياتها غير حميدة، وفي المقابل حصل على تعهدات بمساعدته على الذهاب بعيدا في مكافحة الفساد واقفال مصادر الهدر التي ارهقت الدولة وافلستها… وفي هذا السياق، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان “القرار الذي ينبغي اتخاذه بشأن استحقاقات “اليوروبوندز” يجب أن يكون قرارا وطنيا غير خاضع للمزايدات والتباينات، وأكد في لقاء الاربعاء ان “أقدس المقدسات ودائع الناس وتعبهم وجنى عمرهم”، وبات مرجحا ان يتخلف لبنان عن سداد ديونه وسيطلب اعادة جدولتها عبر التفاوض مع الدائنين.
ووفقا لاوساط معنية بالملف، هذا “غيض” من “فيض” “المطبات” التي ستواجه الحكومة التي ستكون امام اختبارات “قاسية”، وهذا ما دفع المعنيين بدعمها الى اجراء اتصالات مكوكية خلال الساعات القليلة الماضية لتحصينها لانها تحتاج اولا للتضامن الحكومي، وثانيا لوقف “طعنات” “الداخل”، قبل ثقة الخارج، والا ستكون “طريقها” صعبة ولا ضمانات بعدم اصطدامها “بالالغام”…
“كورونا” وخطر “التمدد”…؟
في هذا الوقت، سجلت حالة ثانية مؤكدة مخبريا مصابة بفيروس الكورونا المستجد، وهي حالة مرتبطة وبائيا بالحالة الاولى، وكانت بزيارة دينية إلى إيران دامت لسبعة أيام وعادت إلى لبنان بتاريخ 20 شباط 2020 على متن نفس الطائرة التي كانت على متنها الحالة الاولى، والمصابة الجديدة كانت تجلس الى جانب المصابة الأولى في الطائرة الايرانية، وكانت تخضع للحجر الصحي في مستشفى الحريري، والمفارقة ان الفحص الاول الذي خضعت له كانت نتيجته سلبية، وهذا يزيد من مخاطر اكتشاف حالات جديدة ليست مرتبطة حصرا بهذه الرحلة، بل ثمة مخاوف من “تمدد” الفيروس وازدياد حالات الاصابات التي ترتبط برحلات اخرى من مشهد وطهران وايطاليا…
ووفقا لمعلومات وزارة الصحة فان العوارض ظهرت على المريضة بتاريخ 24 شباط 2020 وخضعت للعزل في مستشفى رفيق الحريري الجامعي منذ تاريخه ووضعها الصحي مستقر حاليا، وسيتم تتبع أفراد عائلتها والمقربين منها يوميا من قبل فريق من الوزارة…
7 اشخاص في “الحجر الصحي”
وكان مستشفى رفيق الحريري الجامعي قد اصدر تقريره اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس كورونا، واشار فيه الى استقبال 36 حالة في قسم الطوارئ المخصص لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، خلال الـ24 ساعة الماضية، وقد خضعوا جميعهم للكشوفات الطبية اللازمة، وقد احتاج سبعة منهم إلى دخول الحجر الصحي إستنادا إلى تقويم الطبيب المراقب، فيما يلتزم الباقون الحجر المنزلي…
“مؤشرات” اميركية سلبية
وفي خطوة سلبية متوقعة، رفعت الادارة الاميركية مستوى ضغوطها على لبنان من خلال ادراج 3 أشخاص و 12 كيانًا في لبنان تقول وزارة الخزانة الأميركية انها على علاقة بـ”حزب الله” على لوائح الارهاب، وهي وفق مصادر مطلعة مجرد البداية في سياق رفع الضغوط على الحكومة اللبنانية… وقد شملت القائمة قاسم محمد علي بزي وهو احد مسؤولي مؤسسة الشهيد، وجواد محمد شفيق نور الدين الذي ادعت واشنطن انه مسؤول عن تجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى سوريا واليمن، فضلا عن يوسف عاصي مؤسس أتلاس هولدن.
كما شملت العقوبات محطات الامانة للمحروقات، وشركة أطلس لامتلاكها او إدارتها من قبل مؤسسة الشهيد، و11 شركة مرتبطة بأطلس منها: شركة “MEDIC” المعنية بالأدوات الطبية والادوية، شركة شاهد للأدوية، شركة أمانة للوقود، شركة أمانة بلس، الكوثر، شركة أمانة للطلاء والدهان، شركة سيتي للأدوية، شركة غلوبال للخدمات السياحية، شركة ميراث، شركة سانوفيرا للأدوية، شركة كابيتال.
وادعى بيان الوزارة الى أن “حزب الله يسيطر على الإقتصاد اللبناني كما يسيطر على السياسة”، كاشفا أن الوزارة “تدرس إدراج مسؤولين لبنانيين متهمين بالفساد على قائمة العقوبات”… ودعت إلى الإبلاغ عن اي ممتلكات أو مصالح تخص المستهدفين من وراء هذا التعميم في داخل الأراضي الأميركية، أو ما يقع داخل حيازة أو سيطرة أميركيين…
حزب الله لن يتراجع…
ولم تستغرب اوساط مقربة من حزب الله العقوبات الجديدة، ورات انها محاولة جديدة لاملاء السياسات الاميركية على لبنان، ولفتت الى ان هذه الضغوط لن تؤثر في موقف حزب الله، ولن تثنيه عن قيامه بواجبه الوطني في الدفاع عن السيادة اللبنانية في مختلف المجالات…
عون و”بشرى” التنقيب
في هذا الوقت وجه رئيس الجمهورية ميشال عون، رسالة الى اللبنانيين، أعلن خلالها البدء رسميا بالتنقيب عن النفط عبر حفر البئر رقم 4، وقال “انه يوم تاريخي سيفصل بين ما قبله وما بعده وسوف يذكره حاضر لبنان ومستقبله، بأنه اليوم الذي دخل فيه وطننا رسمياً نادي الدول النفطية… واشار الى اننا اكثر من اي يوم مضى، مصممون على تحمل مسؤولية مواجهة سياسات اقتصادية خاطئة وتراكمات متلاحقة ومتعددة، ووضع حد لها بهدف وقف المسار الانحداري الذي اوصلنا منذ عقود الى ما نحن عليه. واكد عون اهمية هذا الحدث الذي “سيشكل حجر الاساس للصعود من الهاوية، ومحطة جذرية لتحول اقتصادنا من اقتصاد ريعي نفعي الى اقتصاد منتج يساهم فيه الجميع ويفيد منه الجميع، وعلى ان ثروتنا النفطية والغازية هي لجميع اللبنانيين من دون مواربة، والدفاع عنها سيكون بالشراسة نفسها التي تم فيها الدفاع عن الحدود البرية، من دون مساومة او ارتهان”… وكان الرئيس استقبل وزير الطاقة والمياه ريمون غجر ورئيس هيئة ادارة قطاع البترول وليد نصر، مع وفد من مسؤولي شركة ” توتال” التي تتولى الحفر يرأسه رئيس الشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا ستيفان ميشال. واطلع الوفد الفرنسي الرئيس عون على الترتيبات المتخذة لبدء اعمال حفر البئر الذي سوف يستمر نحو شهرين.