قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عملة بتكوين المشفرة الشهيرة لم تستفد من الخسائر التي سببتها أزمة فيروس كورونا الأسبوع الماضي في الأسواق، حيث خسرت حوالي 15% من قيمتها وبقيت أكثر تقلبا من مؤشرات البورصة الرئيسية.
وفي مقال بقلم لامبير أنييس، قالت الصحيفة إن سعر بتكوين قفز عام 2019 بنسبة 96% مبتعدا عن الأداء المخيب للآمال لعام 2018، حين فقدت أشهر عملة مشفرة 80% من قيمتها.
وتقول الكاتبة إنه مع بلوغ سعر بتكوين مستوى 8.6 آلاف دولار في 26 فبراير/شباط الماضي (السعر حاليا بحدود 8.8 آلاف دولار) تكون العملة الرقمية الأشهر بالعالم بعيدة عن مستوى نحو عشرين ألف دولار الأعلى على الإطلاق الذي سجل في ديسمبر/كانون الأول 2017.
وتضيف أن العاصفة التي اجتاحت الأسواق المالية الأسبوع الماضي جرفت عملة بتكوين التي فقدت 15% من قيمتها، مشيرة إلى أن هذه الأرقام تشهد على التقلب الشديد في سعر هذه العملة التي يمكن أن يكسب أو تخسر ألف دولار في غضون أيام قليلة.
ودعت الكاتبة إلى اتباع نهج حذر للغاية في التعامل مع هذه العملة، خاصة أن العملات المشفرة عامة محاطة بهالة، وهي مجهولة الهوية ولا يمكن تعقبها، كما أنها متهمة غالبا بالاستخدام في تمويل الأنشطة غير المشروعة كالمخدرات وبيع الأسلحة وما إلى ذلك.
وعلاوة على ذلك -تضيف الكاتبة- فإن بتكوين تضر بالمناخ لأنها تستهلك كمية هائلة من الكهرباء أثناء عمليات “التعدين” بحيث تستهلك وحدها 0.4% من الاستهلاك العالمي للكهرباء، وفقا لحسابات جامعة كامبريدج.
حذار من الاحتيال
ونبهت الكاتبة إلى أن الارتفاع غير العادي في أسعار هذه العملة أدى إلى زيادة المواقع المحتالة التي تحاول جذب المدخرين السذج من خلال وعود بأرباح غير واقعية.
ونبهت إلى السرقة المباشرة لعملة بتكوين داخل منصات التخزين من قبل المتسللين الذين يستخدمون حسابات العملاء، مشيرة إلى أن الاحتيال الكلي، بما فيه السرقة على أصول التشفير، قد وصل إلى 4.5 مليارات دولار في جميع أنحاء العالم عام 2019، وفقا لشركة “صفر تريس” المتخصصة في أمن البلوكتشين.
ولتجنب السرقة، يقول مانويل فالينتي مدير التحليل والأبحاث بموقع “كوين هاوس” الفرنسي “من الممكن تحويل عملات بتكوين إلى محفظة مخصصة بدلاً من الاحتفاظ بها على منصة الشراء” لأنه لا يمكن سرقة أجهزة الحاسوب المصغرة التي تشبه مفتاح نقل المعلومات إلا من قبل لص من الطراز القديم الذي سيأتي ويأخذها ماديا.
واعتبرت الكاتبة أن الآفاق على الأجل البعيد ليست مواتية لعملة بتكوين، خاصة إذا أطلقت “ليبرا” التي ينوي فيسبوك طرحها هذا العام، وهي عملة سيكون لها استخدام حقيقي لوسائل الدفع وبالتالي ستشكل منافسا خطيرا لبتكوين.
المصدر : لوموند