أعلن رئيس الحكومة حسان دياب، السبت الماضي، “تعليق” سداد دين مستحق بتاريخ 9 آذار 2020، وكان قد ذكر أن لبنان ليس أول بلد يتخلف عن سداد دينه.
وبالفعل، قبل لبنان، سجّلت عدة حالات أخرى في العالم. فمن هي أبرز البلاد التي سبق لها التخلف عن سداد ديونها؟
المكسيك
في 22 آب من العام 1982، تلقت المراكز المالية العالمية ونحو ألف دائن برقية تبلغهم بأنّ المكسيك وصلت إلى واقع التخلّف عن سداد الدين. كان الدين قد وصل إلى 86 مليار دولار والفوائد الى 21 مليارا.
بعد ذلك، منحت الولايات المتحدة جارتها الجنوبية قروضاً مرحلية بعدة مليارات دولار. وجاء صندوق النقد الدولي بدوره بمساعدات ولكن في مقابل إجراء إصلاحات قاسية.
في 1995، عاد صندوق النقد مجدداً لإنقاذ المكسيك، مانحاً إياها قروضاً بقيمة 18 مليار دولار وذلك ضمن برنامج إنقاذ دولي، قدّرت قيمته بـ50 مليار دولار.
روسيا
في 17 من آب من العام 1998، خفضت الحكومة قيمة العملة المحلية (الروبل)، وأعلنت وقفاً أُحادياً لسداد الديون الخارجية وتخلفت عن الوفاء بالتزامات تجاه دائنين محليين.
وتوجب على روسيا، التي كان يبلغ دينها العام بالعملات الأجنبية 141 مليار دولار ودينها الداخلي 50,6 ملياراً، الانتظار 12 عاماً قبل التمكن من الاقتراض مجدداً في الأسواق الدولية.
الأرجنتين
بعد ثلاث سنوات من الركود الاقتصادي، بدأت الأرجنتين باعتماد خطط تقشفية في العام 2001 وفقدت السيطرة على دينها الخارجي. وفي بداية كانون الأول، أقرت الحكومة سقوفاً على عمليات سحب النقود من المصارف.
في 23 منه، أقرّ الرئيس الانتقالي أدولفو رودريغيز سا إرجاء دفع ديون داخلية ما أنتج تخلفا عن سداد نحو 100 مليار دولار لدائني القطاع الخاص، وهذه أكبر عملية تخلف عن السداد في التاريخ. وافق بعض الدائنين على إعادة هيكلة للدين في 2005 و2010.
وفي بداية 2016، عادت الأرجنتين إلى الأسواق المالية الدولية.
الإكوادور
في 12 كانون الأول، علّقت الإكوادور سداد نحو 40% من دينها الخارجي، البالغ نحو 9,9 مليارات دولار، أي ما يعني نحو 19% من الناتج المحلي الإجمالي.
وكان الرئيس رافايل كوريا اعتبر أنّ جزءاً من الديون غير قانوني إذ إنّها تضخمت خلال آخر مفاوضات بشأنها جرت في عام 2000. وكانت المرة الثالثة في 14 عاماً التي تعلن خلالها الإكوادور وقفاً أحاديا للسداد.
اليونان
في نهاية حزيران ومنتصف تموز، تخلّفت اليونان عن السداد مرتين لصندوق النقد الدولي. وكان المبلغ الإجمالي ملياريْ يورو. غير أنّ قرضاً عاجلاً من الأوروبيين أتاح لأثينا التطلع مجدداً إلى دعم مالي من صندوق النقد.
وفي آب، أبعد اتفاق بين اليونان التي كان دينها يناهز 180% من الناتج الإجمالي المحلي، والدائنين على خطة ثالثة تقدّر بـ86 مليار يورو وتمتد لثلاث سنوات، خطر التخلف عن السداد الذي كان من شأنه هز تماسك منطقة اليورو.
فنزويلا
في 14 و15 تشرين الثاني من العام 2017، أعلنت وكالتا التصنيف الائتماني “إس بي غلوبل رايتينغ” و”فيتش” أن فنزويلا متخلفة جزئياً عن سداد الديون.
وأثار هذا الإعلان المخاوف بشأن قدرة كراكاس على الاستمرار في سداد ديونها الخارجية المقدّرة بنحو 150 مليار دولار، في وقت كانت الدولة الفنزويلية تعاني من انخفاض أسعار النفط في الاسواق العالمية ويعيش السكان وسط نقص حاد في الغذاء والأدوية.
في 2 كانون الثاني، جرى إعلان فنزويلا مجدداً متخلفة عن سداد ديون سيادية.
المصدر: “يورو نيوز”