كتبت صحيفة “الشرق ” تقول : قرعت وفاة اول مواطن لبناني بالـ”كورونا” جرس الانذار لتفعيل هيئة الطوارئ الصحية كإجراء ضروري لمكافحة الفيروس الآخذ في توسيع مروحة انتشاره على الاراضي اللبنانية، وسط توجس من تمدده على مستوى البلاد.
وقد قفز عدّاد الاصابات اليومية من ثلاثة الى تسعة دفعة واحدة متسبباً بحالة من الهلع بين المواطنين وسط احجام رسمي عن اتخاذ قرارات كبيرة بحجم تفشي الفيروس وانتشاره. وكما الهلع الصحي، كذلك المالي الاقتصادي جراء التداعيات المحتملة لقرار الحكومة تأجيل سداد السندات الدولية المستحقة على لبنان على امل الدخول في مفاوضات مع الدائنين لإعادة هيكلة ديون الحكومة وعدم سلوك الدرب القضائي، خصوصا في غياب الخطة المالية الاقتصادية الحكومية حتى الساعة.
كل ما في جعبة لبنان حتى الساعة من بدائل مجرد وعود كلامية لم ترتق الى المستوى العملي الذي يحاكي الجهات الدائنة. فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون اكد في افتتاح جلسة مجلس الوزراء المالية ان “على الحكومة وبالتزامن مع المفاوضات مع حاملي السندات وضع خطة لإعادة هيكلة الديون وخطط لإعادة هيكلة المصارف ومصرف لبنان وللإصلاح المالي والإداري والشؤون الاقتصادية والاجتماعية”، فيما لم ترشح عن جلسة مجلس الوزراء اي اجراءات حسية من شأنها طمأنة اصحاب السندات اليوروبوندية الى مستحقاتهم.
بلا منازع، كان الكورونا الشغل الشاغل للبنانيين اليوم. مع تسجيل أول حالة وفاة بالفيروس في لبنان للمصاب الآتي من مصر والذي كان في مستشفى المعونات في جبيل قبل نقله الى مستشفى رفيق الحريري. وأفادت المعطيات بأن المواطن جان خوري الذي توفي يبلغ من العمر 56 عاما، ولم يكن يعاني من مشكلات صحية كما أشيع، وكل ما في الأمر أنه كان يعاني من السكري. واكدت مصادر “صحية” أن التأخير في تشخيص فيروس “كورونا” لدى خوري أدى إلى مضاعفات في حالته، أضف إلى ذلك الظروف التي رافقت نقله من مستشفى المعونات في جبيل إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي والتي لم تكن على المستوى المطلوب، حيث أن أنبوب الاوكسيجين لم يكن مثبتا بشكل جيّد.
من جانبه، أعلن وزير الصحة حمد حسن عن وفاة المريض المصاب بفيروس كورونا الذي سجلت حالته بعد قدومه من مصر بـ5 ايام، وبقي في سيدة المعونات 3 ايام وبعدها نقل الى بيروت الحكومي، وكان وضعه مستقرا الى يوم امس. ولفت حسن في حديث تلفزيوني، الى ان الازمة الحالية هي معاناة لها اسبابها وكل دول العالم تعاني منها، وفرق وزارة الصحة تعمل كي تعوض الضعف اللوجستي عبر الكادر البشري الموجود. واوضح ان هناك اجراءات خاصة بموضوع الدفن.
وفي مقابل وصول طائرة من ميلانو الموبوءة، مساء اول امس الى بيروت، تم اليوم اقفال المتحف الوطني والحدائق العامة والغاء كل النشاطات الرياضية وتعقيم مجلس النواب، احترازيا.
على صعيد آخر، وغداة قرار الدولة عدم دفع استحقاقات يوروبوند، التأم مجلس الوزراء في الثانية من بعد الظهر في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس عون وحضور رئيس الحكومة حسان دياب والوزراء. وبحث مجلس الوزراء، الذي يلتئم مجددا غدا في جلسة عادية، في مستجدات الوضعين المالي والنقدي. وفي مستهل الجلسة، قال الرئيس عون: بالتزامن مع المفاوضات مع حاملي السندات على الحكومة وضع خطة لإعادة هيكلة الديون وخطط لإعادة هيكلة المصارف ومصرف لبنان وللإصلاح المالي والإداري والشؤون الاقتصادية والاجتماعية… وليس بعيدا، أفيد بأن المفاوضات مع الدائنين لم تبدأ بعد، وان في جلسة مجلس الوزراء اليوم، لن يبحث في فرض ضرائب ولن يقرّ أي نوع من الـhaircut او الـcapital control، وان هناك كلاما عن انّ البنك الدولي ربما اقترح إعادة الهيكلة بنسبة 50 في المئة فيما لبنان لا يريد دفع أكثر من 25 في المئة من ديونه.
وسط هذه الاجواء، لم تعرض التشكيلات القضائية خلال جلسة مجلس الوزراء امس لكونها لا تزال عالقة عند وزيرة العدل ماري كلود نجم، التي تستعد على الارجح، لردها الى مجلس القضاء الاعلى، وسط تدخلات سياسية كبيرة لادخال تعديلات اليها، وفق ما تقول مصادر مطلعة . وفي السياق، أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود “اننا بدأنا مشروع القضاء المستقل عبر تشكيلات قضائية من إنتاج مجلس القضاء الأعلى ومن دون اي تدخل سياسي أو غير سياسي”، مشيرا الى “ان ايا من السياسيين لم يتصل به ولم يطلب شيئا”، موضحا في الوقت نفسه انه “متفق مع وزيرة العدل على تطبيق القانون، وأنه يحق لها ان تدرس التشكيلات وتبدي ملاحظاتها عليها اذا كانت لديها ملاحظات”. وجزم القاضي عبود ان التشكيلات القضائية ستشكل خطوة نوعية وأساسية على طريق الوصول إلى قضاء مستقل في لبنان”. وجاء كلامه خلال تنفيذ العشرات من ناشطي الحراك والحقوقيين اعتصاما أمام وزارة العدل وقصر العدل في بيروت، لمطالبة وزيرة العدل بتوقيع مرسوم التشكيلات القضائية من دون اي تعديلات.
”الصحة” تعلن عن أول حالة وفاة “بكورونا” في لبنان وتطلق حملة “بالوعي نواجه كورونا”
تقرير مستشفى الحريري: وفاة مصاب والعدد الإجمالي للإصابات 51 وضعهم مستقر
أعلن امس المكتب الاعلامي في وزارة الصحة، في بيان عن وفاة شخص (56 عاما) أصيب بوباء كورونا المستجد، كان قد أعلن سابقا انه في وضع حرج وغير مستقر، وتم نقله من مستشفى سيدة المعونات في جبيل إلى مستشفى الحريري الحكومي في بيروت.
وكان المتوفى قد أتى إلى لبنان في الواحد والعشرين من شباط الماضي على متن طائرة آتية من مصر التي لم تكن قد أعلنت عن إصابات بوباء كورونا لديها ولم تصنفها منظمة الصحة العالمية من ضمن الدول التي تسجل انتشارا للفيروس.
حملة توعية
من جهة ثانيةأعلن المكتب الاعلامي في وزارة الصحة في بيان لها امس، “ان الوزارة تقوم بإطلاق حملة بعنوان “بالوعي نواجه الكورونا”.
تهدف هذه الحملة الى تزويد المواطنين بالمعلومات العلمية الدقيقة حول فيروس الكورونا المستجد وتصحيح المعلومات المغلوطة والشائعات المتداولة حوله.
حرصا منها على تعزيز الشفافية سوف تقوم الوزارة بتزويد المواطنين بآخر المعطيات والتطورات حول فيروس الكورونا المستجد COVID-19 في لبنان بالإضافة إلى إعطاء الإرشادات الوقائية اللازمة.
ولهذه المناسبة أطلقت الوزارة هاشتاغ خاص بالحملة بالوعي نواجه الكورونا على وسائل التواصل الاجتماعي كافة”.
مختبرات جديدة
كذلك اعلنت وزارة الصحة العامة في بيان، “اعتماد مختبرات جامعية جديدة اضافة الى مختبر مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي لفحص فيروس كورونا، وذلك بسبب اقتراب مختبر مستشفى الحريري من قدرته الاستيعابية.
والمختبرات الجديدة هي:
- مختبر الجامعة الاميركية في بيروت.
- مختبر مستشفى القديس جاورجيوس.
- محتبر مستشفى رزق/ الجامعة اللبنانية الاميركية.
- مختبر Rodolphe Merieux في الجامعة اليسوعية/ مستشفى اوتيل ديو”.
وأشارت الوزارة إلى أنه “يتوجب على أي مستشفى آخر او مختبر خاص يرغب بالقيام بهذه التحاليل، التقدم بطلب يدرس من قبل لجنة متخصصة للحصول على موافقة الوزارة قبل المباشرة بذلك، وتحدد التعرفة بـ150 الف ليرة كحد أقصى”.
مستشفى الحريري
ومساء امس صدر عن مستشفى رفيق الحريري الجامعي التقرير اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس الكورونا وجاء فيه: “العدد الإجمالي للحالات التي تم استقبالها في الطوارىء المخصص للكورونا خلال الـ24 ساعة الماضية: 130 حالة، إحتاجت 18 حالة منها إلى دخول الحجر الصحي، فيما يلتزم الباقون الحجر المنزلي.
العدد الإجمالي للفحوصات المخبرية: 202.
النتائج السلبية: 191.
النتائج الإيجابية: 11.
غادر المستشفى 21 شخصا كانوا متواجدين في منطقة الحجر الصحي بعدما جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية.
يوجد حتى اللحظة 23 حالة في منطقة الحجر الصحي.
العدد الإجمالي للحالات التي شخصت بمختبرات المستشفى بإصابتها بفيروس الكورونا المستجد 51 إصابة.
العدد الإجمالي للحالات الإيجابية داخل المستشفى 30 حالة. ويقوم فريق من وزارة الصحة العامة بتأمين نقل باقي الحالات الى المستشفى.
وضع المصابين بالكورونا مستقر ما عدا 3 حالات وضعها حرج، وجميعهم يتلقون العناية اللازمة في وحدة العزل.
سجلت أول حالة وفاة لمريض مصاب بفيروس الكورونا المستجد من الجنسية اللبنانية والذي كان قد نقل إلى المستشفى بحالة حرجة”.
مؤتمر صحافي لمدير المستشفى
بدوره اعلن المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض، بعد تسجيل أول حالة وفاة لمصاب بفيروس الكورونا، في مؤتمر صحافي، ان “المريض الذي توفي وصل إلى المستشفى وكانت حالته صعبة، وعندما وصل قمنا له بعلاجات المعتمدة عالميا، لكنه تعرض لمضاعفات مثل ارتفاع الضغط وارتفاع درجة الحرارة وزادت ما أدى إلى توقف قلبه ووفاته”.
واوضح ان “المستشفى مفصول الى جزئين الأول مخصص للمرضى المصابين بفيروس كورونا، وهو مجهز ومفصول عن باقي الأجزاء ويتألف من 64 غرفة بإمكانها استقبال 120 مريضا”.
واشار الى ان “المطلوب ان نحد من انتقال العدوى قدر الامكان”.
ولفت الى ان “هناك قواعد وضعتها منظمة الصحة العالمية في مسألة دفن ضحايا فيروس كورونا وسنتبعها”.
رابطة موظفي الادارة العامة
من جهة اخرى أصدرت رابطة موظفي الإدارة العامة (…) “لأننا في قلب العاصفة التي لا تهدأ بإغماض الأعين، وتأكيدا على إصرارنا على ضرورة القيام بالإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، تعلن رابطة موظفي الإدارة العامة وقف العمل في جميع الإدارات وإقفالها بإستثناء الحالات الاضطرارية، أيام الأربعاء والخميس والجمعة 11 حتى 13 آذار 2020، إفساحا في المجال للمعنيين لتعقيمها” (…).
حملات وندوات توعية
من جهة اخرى شهدت امس العديد من المناطق محاضرات وندوات وحملات توعية بالاضافة الى حملات تعقيم لعدد من الادارات الرسمية والخاصة والبلديات.
وفي هذا الاطارعقدت خلية أزمة كورونا في بلدية دير الزهراني اجتماعا بحضور رئيس البلدية، بحثت خلاله، حسب بيان صدر، في “آخر المستجدات في ما يتعلق بمكافحة انتشار فيروس كورونا”.
ونظم الصليب الأحمر اللبناني ندوة إرشادية في قصر عدل النبطية عن الإجراءات المطلوبة للوقاية من فيروس كورونا، في حضور مساعدين قضائيين.
من جهة اخرى شدد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر على “ضرورة التقيد بمقررات غرفة ادارة الكوارث في المحافظة، المتعلقة بمكافحة فيروس الكورونا”.
اقفال الحدائق العامة
وصدر عن دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت البيان الآتي:
”حفاظا على الصحة العامة ومنعا لانتشار فيروس كورونا، وافق محافظ بيروت القاضي زياد شبيب على اقتراح دائرة الحدائق في بلدية بيروت اقفال الحدائق العامة في مدينة بيروت لاسيما حرج بيروت وحديقة الرئيس رينيه معوض بشكل موقت”.
وكلف شبيب الدائرة المذكورة وفوج حرس بيروت تنفيذ هذا القرار.
وامس نفذ جهاز مكافحة المبيدات والتعقيم في اتحاد بلديات الفيحاء ورشة تعقيم للباحات الخارجية والمكاتب في سراي طرابلس.