أكدت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد، أن “الحكومة تبذل أقصى الجهود الممكنة لمكافحة فيروس كورونا والحد من انتشاره، مع الحرص على الشفافية المطلقة في إعلان مستجدات الوضع المتعلق بانتشار الفيروس، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها حماية الشعب اللبناني من تفشي الوباء”، مشددة على أن “الوضع لا يزال تحت السيطرة إلى حد كبير”.
وأكدت وزيرة الإعلام، في حديث إلى “وكالة أنباء الشرق الأوسط” المصرية، أن “الحكومة لم تدخر جهدا في سبيل احتواء فيروس كورونا”، مشيرة إلى أن “لبنان لم يدخل حتى الآن المرحلة الرابعة (التفشي الوبائي والعدوى المجتمعية)” معربة عن أملها في “الوصول إلى مستوى التزام اللبنانيين الكامل بالبقاء في منازلهم على نحو يمنع حدوث تفلت كبير في الإصابة بالفيروس”.
أضافت: “إن التدابير والإجراءات التي اتخذتها الحكومة في سبيل منع تفشي فيروس كورونا في كل لبنان، جاءت نتيجة تنسيق حكومي واسع واستندت إلى أسس علمية وموضوعية بعيدا عن الارتجال، كما اتسمت بالجدية والقوة وتدرجت على نحو يتناسب مع تطور انتشار الفيروس، الأمر الذي قلص من معدلات الإصابة به”.
وأوضحت أن “الإجراءات الحكومية، اعتمدت توصيات لجنة التدابير الوقائية من الفيروس، وكذلك منظمة الصحة العالمية”، مشيدة بـ “حملة التوعية الكبيرة التي اضطلع بها الإعلام اللبناني على نحو ساهم في انخفاض وتيرة الإصابات”.
وأشارت إلى أن “هناك عملية تقييم حكومية مستمرة لما يمكن اتخاذه من قرارات مناسبة في ضوء التطورات والمعطيات على الأرض”، لافتة إلى أن “إعلان حال الطوارىء ليس بالقرار السهل اتخاذه، حيث يترتب على إعلانه تداعيات عدة، من بينها فرض قيود شديدة الصرامة ومنع التجول على نحو قد يصعب على المواطن شراء مستلزماته الأساسية والضرورية”.
وتابعت: “كل قرار يتخذ في الوقت المناسب، وإذا تطلب الوضع إعلان الطوارىء فإن الدولة لن تتقاعس عن اتخاذ مثل هذا قرار، غير أن الحكومة في الوقت الحالي تقيم الأمور استنادا إلى مدى الالتزام الشعبي بالحجر المنزلي، ومستوى انتشار الفيروس، وفاعلية إجراءات الضبط القانونية التي يقوم بتنفيذها الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمنع مخالفة قرار التعبئة العامة الصحية”.
وشددت الوزيرة عبد الصمد على أن “الدولة، إلى جانب ما اتخذته من إجراءات وتدابير، تعول كثيرا على الوعي المجتمعي بخطورة الوضع، وأن يتحلى اللبنانيون بالمسؤولية عبر التزام الحجر المنزلي الصارم منعا لتفشي الفيروس”، مشيرة إلى “ارتفاع نسبة التجاوب العام مع دعوات البقاء في المنازل وقصر التحركات على حال الضرورة القصوى”.
وعرضت حزمة الإجراءات والتدابير الوقائية التي بادرت الحكومة اللبنانية إلى اتخاذها تباعا فور اكتشاف الحالات الأولى من فيروس كورونا، من إغلاق للمدارس والملاهي ومناطق التجمعات الكبيرة والمطاعم والمقاهي والأندية الرياضية ودور السينما والمسرح وغيرها، مشيرة إلى أن “تلك الإجراءات اتخذت سريعا في ضوء قرارات حكومية بين الوزارات المعنية وبالتعاون مع لجنة التدابير الوقائية واستنادا إلى توصيات منظمة الصحة العالمية”.
وذكرت أن “قرار التعبئة العامة الصحية الذي أصدرته الحكومة قبل نحو 10 أيام، كان له أهداف عدة في مقدمها التوعية بضرورة التزام المجتمعي بالحجر المنزلي نظرا لأهميته في منعا انتشار الفيروس وتفشيه، وإشراك المواطن اللبناني في تحمل المسؤولية عن سلامته الصحية وسلامة بيئته والمجتمع ككل”.
وأكدت أن “هناك قدرا كبيرا من الالتزام لدى السواد الأعظم من اللبنانيين بقرارات الحكومة، لا سيما في ما يتعلق بالبقاء في المنازل وعدم مغادرتها سوى للضرورة القصوى، الأمر الذي يساهم بقوة في انخفاض عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا ومن ثم ضبط الوضع العام”.
ولفتت إلى أن “الدولة اللبنانية لجأت إلى إشراك الجيش والقوى الأمنية بزخم أكبر في سبيل التأكد من التزام اللبنانيين الحجر المنزلي، والتطبيق الفوري لأحكام القانون على مرتكبي المخالفات لقرار التعبئة العامة الصحية”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هناك “تجاوبا شعبيا ملموسا لا سيما في غضون اليومين الماضيين وانخفاضا لافتا في مستوى الخروق”.
وأثنت على “الدور الكبير والمهم للإعلام اللبناني في التوعية على مخاطر فيروس كورونا وضرورة التزام المواطنين الحجر المنزلي”، مشيرة إلى أن “المؤسسات الإعلامية والصحفية والوسائل المختلفة، قدمت أداء مسؤولا وراقيا على مستوى إلقاء الضوء على مخاطر الوباء وكيفية تجنبه وأهمية التزام الحجر المنزلي في ضبط الوضع ومساندة القطاع الصحي اللبناني ودعمه”.
وقالت: “إن الموقع الألكتروني المتخصص الذي أطلقته وزارة الإعلام حول فيروس كورونا، ساهم في توفير كافة الأخبار والمعلومات الدقيقة والبيانات الصحيحة حول تطورات انتشار الفيروس في لبنان، وأعداد الإصابات وجهود الدولة في عملية الاحتواء والسيطرة وعدم تفلت الأمور، فضلا عما يتيحه الموقع من إحصائيات للمستشفيات وتفاصيل عن أرقام الإصابات، إلى جانب حملات التوعية والوقاية، وإرشاد من يرغبون في تقديم التبرعات لصالح الدولة والقطاع الصحي في إطار التضامن الاجتماعي لمواجهة هذا الوضع الاستثنائي غير المسبوق”.
أضافت: “الحملة التي أطلقتها وزارة الإعلام تحت عنوان (مش مزحة) للتوعية على خطورة فيروس كورونا وحث اللبنانيين على التجاوب مع قرارات الحكومة للوقاية وحماية المجتمع، لاقت استحسانا شعبيا كبيرا، لا سيما في ضوء مشاركة العديد من نجوم المجتمع اللبناني في مجالات الفن والثقافة والإعلام والرياضة في دعم تلك الحملة”.
وأشارت إلى أن “الحكومة اعتمدت التعليم عن بعد من خلال تلفزيون لبنان الرسمي في المقام الأول إلى جانب الوسائط الأخرى، ضمانا لاستمرار العملية التعليمية وحماية لمستقبل طلاب المدارس، فضلا عن تعامل الحكومة الجاد مع الانعكاسات الاقتصادية للوضع الراهن بتقديم الدعم الاجتماعي للفئات الأكثر احتياجا وكذلك الفئات التي تأثرت جراء إغلاق المؤسسات والأنشطة التجارية في ضوء قرار التعبئة العامة الصحية لمواجهة الفيروس”.