تصدرت الصحف الإيطالية صباح اليوم، موضوعين رئيسيين، صلاة قداسة البابا في مواجهة الكورونا ومستجدات هذا الوباء.
وسجلت هذه الصحف خلو ساحة القديس بطرس للمرة الاولى من المصلين، وطلب رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي تعد 1,3 مليار شخص، مشاركته الصلاة التي استمرت ساعة افتراضيا.
فقد كتبت صحيفة “الكورياري ديله سيرا”: ” للمرة الأولى في التاريخ، ترأس البابا فرنسيس الجمعة وحيدا القداس في ساحة كاتدرائية القديس بطرس الخالية في الفاتيكان، صلاة في مواجهة عاصفة وباء كورونا المستجد، داعيا العالم الخائف والضائع إلى إعادة النظر في أولوياته والعودة الى الإيمان. فقد قال ظلمة كثيفة قد غطت ساحاتنا ودروبنا ومدننا واستولت على حياتنا وملأت كل شيء بصمت رهيب وفراغ كئيب يشل كل شيء لدى عبوره”.
وأضافت صحيفة “لا ريبوليكا”: “نجد أنفسنا خائفين وضائعين وعلى مثال التلاميذ في الإنجيل فاجأتنا عاصفة غير متوقَّعة وشديدة. عظته الهادفة إلى تشجيع العديد من الكاثوليك الى العودة الى الإيمان، إن العاصفة تكشف ضعفنا وتظهر تلك الضمانات الزائفة التي بنينا عليها برامجنا ومشاريعنا وعاداتنا وأولوياتنا. تظهر لنا كيف تركنا وأهملنا ما يغذي ويعضد ويعطي القوة لحياتنا وجماعتنا”.
أما صحيفة “لاستمبا”، فكتبت: “ما تطرق إليه الحبر الأعظم في عالمنا سرنا بسرعة كبيرة معتبرين أنفسنا أقوياء وقادرين على كل شيء. فأصبحنا جشعين إلى الربح، وأغرقتنا الاشياء وأبهرنا التسرع. لم نستيقظ إزاء الحروب والظلم الذي ملأ الأرض، ولم نستمع إلى صرخة الفقراء وصرخة كوكبنا المريض. استمررنا دون رادع، معتقدين أننا سنحافظ دوما على صحة جيدة في عالم مريض”.
وخلص قداسة البابا: “إنه وقت الاختيار بين ما هو مهم وما هو عابر، وقت الفصل بين ما هو ضروري وما ليس ضروريا. إنه زمن إعادة تصويب دربنا”، كما ورد على موقع الفاتيكان.
أما الخبير في شؤون الفاتيكان الايطالي ماركو بوليتي، فكتب في صحيفة “أبسرفاتوريو رومانو” الناطقة باسم الكرسي الرسولي: “في حقبة الطاعون في القرون الوسطى، كانت الكنيسة الوحيدة الحاضرة على الساحة العامة وكان الكهنة يجوبون الشوارع تضرعا لعجائب. لكن الكنيسة بدت مهمشة الى حد كبير في التواصل حول إدارة الأزمة الصحية في البلاد التي يتولاها الاطباء والمسؤولون”.
وقال: “شعر البابا أنه عليه القيام بشيء ما. فذهب الى شوارع روما. الكنيسة تعمل في الكواليس لتقديم مساعدات غذائية الى الفقراء، لكن البابا يريد أن يحتل قسما من الساحة والذاكرة الجماعية”.
جديد كورونا
وتوقفت الصحف الإيطالية أيضا عند موقف رئاسة الحكومة الإيطالية التي اعتبرت أن الاتحاد الاوروبي مجتمعا لم يواجه هذه الجائحة في شكل فعال، ودعا الى إنشاء صندوق تضامني، وطرح ما يسمى ب”كرونا بوند” لإغاثة الدول المتضررة.
في السياق، أمهل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أمس، أوروبا 10 أيام، لإيجاد حلول مناسبة مكافحة وباء الكورونا الذي غزا جميع بلدان الاتحاد الأوروبي.
وأعرب عن عدم موافقته على مسودة النص المعدة لقمة زعماء مجموعة العشرين عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مضيفا أن “لا أحد يفكر في تبادل الدين العام، بل إنه يبحث عن أدوات مبتكرة وملائمة حقا للتعامل مع أزمة فيروس كورونا”.
ورأى كونتي ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن “مسودة الاقتراحات التي أعدها المجلس الأوروبي غير كافية ومخيبة للآمال، لأن المقترحات الواردة لا ترقى إلى مستوى الاستجابة المطلوبة على مستوى الاتحاد الأوروبي”.
وكان الخلاف حول اقتراح إنشاء سندات “كورونا بوند” لتكوين صندوق ضمان أوروبي للمبادرات الوطنية لحماية الاقتصاد ومكافحة آثار أزمة كورونا.
وطلبت إيطاليا وإسبانيا أن يتوجه المجلس الرؤساء الخمسة لمؤسسات الاتحاد الأوروبي (رؤساء المفوضية، المجلس الأوروبي، البرلمان، البنك المركزي ومجموعة اليورو)، لصياغة مقترحات جديدة في غضون 10 أيام.
وأكدت إيطاليا “ضرورة توفر أدوات مالية مبتكرة وملائمة حقا للرد على حرب يجب الفوز بها في أسرع وقت”.
وأعلنت دائرة الدفاع المدني أمس في إيطاليا أن الارقام مقلقة جدا، حيث سجلت أعلى نسبة وفاة يوم أمس وبلغت 997 حالة، ليصل عدد الوفيات الاجمالي الى 9.134، فيما وصل عدد المصابين بكورونا إلى 66.414. أما مجموع الذين أصيبوا وتمت معالجتهم حتى الآن فقد بلغ 86.498. عدد المصابين في العناية الفائقة 3.732 بينهم 1.292 في مقاطعة لومباريا وحدها.