ضابط الايقاع السياسي لم يتمكن من اصلاح ذات البين، والنتيجة تعثر كل شيء في دولة في الاصل هي متعثرة. التعيينات تعثرت، وكذلك عودة المغتربين تعثرت جزئيا لأن الآلية الارتجالية غير المدروسة ولا المنسقة مع الدول المعنية اصطدمت برفضها خروج الطواقم الامنية والطبية اللبنانية من الطائرات واجراء الفحوص للعائدين على اراضيها، فتقرر نقل الخطر الى لبنان.
التعبئة العامة «مفركشة» باستهتار بعض المواطنين غير الآبهين بقرارات الدولة التي لم يألفوا احترامها ولا تطبيقها، ما دام الصيف والشتاء تحت سقف واحد، ما اضطر الجيش الذي اعتاد تلقف كرات نار الخطايا السياسية الى دعوة المواطنين للامتناع عن التجول الا في حالات الضرورة القصوى. التشكيلات القضائية متعثرة وموضوعة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع على احد رفوف مكاتب وزيرة العدل تنتظر من يفرج عنها سياسيا، فلا تجد.
خرق التعبئة: في المقلب الصحي، خرق التعبئة على حاله منذ بداية الاسبوع، على الطرقات زحمة سير وامام المصارف ايضا. في الموازاة، وبعد اشكالات محدودة في طرابلس ليل الاربعاء، نشرت قيادة الجيش عبر حسابها على «تويتر»، إرشادات للمواطنين إستكمالا لفترة التعبئة العامة جاء فيها: «تقيّد بالتعليمات، إلتزم منزلك، إمتنع عن التجوّل إلّا في حالات الضرورة القصوى».
494 اصابة: اما عداد كورونا فيرتفع ولكن بوتيرة لاتزال مقبولة. وزارة الصحة العامة أعلنت أن حتى تاريخ 2-4-2020 بلغ عدد الحالات المثبتة مخبرياً في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة بالإضافة إلى المختبرات الخاصة 494 حالة بزيادة 15 حالة عن يوم امس، علما ان عدد الفحوصات التي أجريت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 539 فحصا. وتم تسجيل 4 وفيات جديدة بالفيروس، ليصبح عدد الوفيات حتى تاريخه ست عشرة وفية.
عودة المغتربين: في الاثناء، اجتمع مجلس الوزراء في قصر بعبدا بعد لقاء جمع الرئيسين ميشال عون وحسان دياب. وقرر فيما يتصل بملف اعادة المغتربين الى لبنان «السماح للرّاغبين بالعودة بالصعود الى الطائرات مع ضوابط صحية على أن تحصل الاختبارات في لبنان وتكرّر بعد أسبوع من عودتهم». وذلك بسبب رفض دول عديدة استقبال الطواقم الطبية اللبنانية ورجال الامن واجراء الاختبار في مطاراتها. وعلم ان اميركا وفرنسا والسعودية ودبي ابلغت الخارجية اللبنانية انها ستتولى اجراء الاختبارات بواسطة طواقمها الخاصة وليس اللبنانية. وافيد ان الاحد المقبل، ستصل الى بيروت 4 طائرات 2 منهم من افريقيا وواحدة من الرياض تقلّ المغتربين… وأعلن الرئيس عون في السياق ان «عودة اللبنانيين من الخارج تتطلب تنظيما دقيقا لأن التزايد المطرد للأعداد يفرض اجراءات استثنائية تؤمن سلامة العائدين كما سلامة محيطهم». ونقلت وزيرة الاعلام منال عبدالصمد عن دياب قوله خلال الجلسة «هناك خرق كبير وخطير لاعلان التعبئة العامة ومناطق لا تلتزم بالتدابير ما يسبب ثغرة فاضحة لانتشار الوباء واذا لم تطبّق الاجراءات بصرامة قد نضطر الى اتخاذ قرارات اكثر تشددا وتدابير قاسية».
سد بسري… تهريبة كورونية: الى ذلك، وفي اطار خطة الحكومة ومن يقف خلفها للافادة من كورونا الى الحد الاقصى لتمرير كل الصفقات والسمسرات، واستغلال حال التعبئة العامة والتزام الثوار منازلهم، وعلى رغم حملة الاعتراضات الشعبية الواسعة على المشروع قررت الحكومة تمرير «تهريبة كورونية» اخرى فأقرتّ متابعة السير في مشروع سد بسري بحسب العقود الموضوعة والقرارات السابقة «نظرا لاهميته لجهة تأمين المياه لبيروت الكبرى».
التعيينات سحبت: كورونا حضرت، لكن التعيينات المالية غابت عن مجلس الوزراء بسبب غياب التوافق السياسي في شأنها وعجز حزب الله عن توفير المخرج. ففي ظل غياب وزيري «المردة» ميشال نجار ولميا يمين الدويهي، اعتراضا على ما تعتبره بنشعي استئثارا من التيار الوطني الحر بالحصة المسيحية في التعيينات المالية، تحدث دياب مطولا في مستهل الجلسة ورد على الحملة التي استهدفت الحكومة، مؤكدًا رفضه لمنطق المحاصصة السياسية في التعيينات.
وليس بعيدا، مجلس الوزراء طلب تخفيض رواتب نواب حاكم مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف وهيئة الأسواق المالية. وافادت معطيات صحافية ان الاتصالات لم تتمكّن من تذليل العقبات امام التعيينات في ظل اصرار المردة على الحصول على شخصين والعقدة الثانية سنية مع عدم رغبة بالتصادم الكامل مع الرئيس سعد الحريري والعقدة الثالثة هي ان الثنائي الشيعي لم يحدد بعد اسم نائب حاكم مصرف لبنان.
خطة اقتصادية: أما الرئيس عون، فشدد في مستهل الجلسة، على «ضرورة الاسراع في انجاز الخطة الاقتصادية المالية على الرغم من الوضع الصحي المستجد».
آلية عملية: وكانت وزيرة العمل لميا يمين دويهي التي غابت عن الجلسة، رأت في تغريدة على حسابها عبر تويتر أنه «لا بد للحكومة وانسجاماً مع الهدف الإنقاذي الذي على أساسه تشكلت، من اعتماد آلية علمية تنافسية شفافة في كافة التعيينات الإدارية والتي من شأنها إيصال الكفوء بعيداً عن المحاصصة التي أثبت أنها السبب الأساسي فيما وصل إليه حال البلد وإلا سينتهي بها الأمر كسابقاتها».
الجميل: من جانبه، غرد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل عبر حسابه على تويتر كاتباً «في الوقت الذي نجهد فيه مع القوى الحية في المجتمع كلّ بحسب مقدوره، بتقديم الإقتراحات والوقوف مع الناس لتمرير الأزمات بجوّ من التضامن وبعيدا عن السلبية، يستمر أهل السلطة في لعبة تقاسم الإدارات التي افلسوها، وتناتش مقدرات الدولة التي نهبوها، وشلّ المؤسسات التي احتلوها»!