كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: تستمر عودة المغتربين إلى لبنان بعد إقفال الحدود جراء انتشار وباء كورونا، إذ استقبل مطار بيروت أمس أربع رحلات آتية من لندن وفرانكفورت والدوحة وأكرا.
عودة المغتربين أثارت المخاوف من تزايد انتشار هذا الوباء محليا وخاصة بعد ظهور 12 إصابة بـ”كورونا” المستجد في صفوف المغتربين الذين عادوا الثلاثاء الماضي، إذ أعلنت وزارة الصحة أنه تم التأكد من إصابة سبعة ركاب بالفيروس من أصل 108 كانوا على متن الطائرة التي أقلت مغتربين من مدريد، وأربعة ركاب من أصل 118 كانوا على متن الطائرة التي وصلت من باريس، وإصابة من بين 122 كانوا على متن الطائرة التي وصلت من إسطنبول، فيما لم ترد حتى اللحظة أي إصابات في صفوف العائدين من بلدان أخرى.
مستشار وزير الصحة الدكتور رياض فضل الله أكّد أنه منذ اللحظة الأولى لبدء تنفيذ قرار عودة المغتربين اتخذت الوزارة أفضل سبل الوقاية والإجراءات لحماية المغتربين أنفسهم وعدم تسببهم بانتشار العدوى في لبنان، إذ تعاملت الوزارة وخلال كلّ خطوة من نقل المغتربين وكأن كلّا منهم مصاب بالفيروس.
وإذ يؤكد فضل الله أنه لا يُسمح لأي مغترب ثبتت إصابته بـ”كورونا” الصعود على متن الطائرة التي خصصت لعودة المغتربين، يقول في حديث مع “الشرق الأوسط” إن فحصا أوليا يُجرى للمغتربين على “كاونتر” شركة طيران الشرق الأوسط في بلد الاغتراب، ولا يصعد على الطائرة من تتأكد إصابته بالفيروس، وبالتالي لم يتم نقل أي شخص تأكدت إصابته قبل عودته إلى لبنان.
وعن التدابير المتبعة يشرح أن فريقا من وزارة الصحة يرافق كل طائرة متجهة من مطار رفيق الحريري الدولي إلى بلد الاغتراب، مؤكدا أن هذا الفريق والمكون عادة من 3 أشخاص مدرب بشكل جيّد ويتخذ كامل إجراءات السلامة.
وعند وصول الطائرة إلى أي دولة يقوم هذا الفريق بمساعدة الركاب على اتخاذ أكبر قدر من الإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامات والقفزات والتأكد من التعقيم، مع مراقبة التباعد الاجتماعي على متن الطائرة، إذ إنه وحسب فضل الله ومن ضمن إجراءات “ميدل إيست” يكون الحد الأقصى لعدد الركاب على متن الطائرة الكبيرة 120 راكبا وعلى الطائرة الصغيرة 80. أي خفض الطاقة الاستيعابية للطائرة إلى 50 في المائة.
وفي هذا الإطار يشير فضل الله إلى أنّ وزارة الصحة تتابع المحجورين منزليا من العائدين متابعة نفسية واجتماعية بشكل يومي، وفي حال ظهور أي عوارض على أي منهم تستدعي نقله إلى المستشفى تتواصل الوزارة مع الصليب الأحمر وينقل المريض إلى المستشفى.
ويضيف أنّ من تأتي نتيجة اختبار الـ”بي سي آر” الذي أجراه إيجابية، يتم التعامل معه حسب حالته الصحية، فإذا كان بحاجة إلى نقله إلى المستشفى يتم ذلك، وإذا كان يشكو من عوارض بسيطة يخضع أيضا لحجر ذاتي، مع التشدّد في الإجراءات مع الدائرة القريبة منه.
الإجراءات المتبعة في المطار تتابعها أيضا لجنة الأشغال النيابية، إذ يقول رئيس اللجنة عضو كتلة “المستقبل” النائب نزيه نجم أن اللجنة تتابع بشكل حثيث عملية عودة المغتربين وأنها تأكدت من أن العملية تسير بشكل آمن.
ووصف نجم في حديث مع “الشرق الأوسط” الإجراءات بالممتازة ولا سيما أن التعاون بين الوزارات المعنية وإدارة المطار وشركة “ميدل إيست” كان ناجحا، إذ يقوم كل طرف بواجبه على أكمل وجه.
الإجراءات الوقائية المتبعة لاقت أيضا ثناء من العائدين أنفسهم، وفي هذا الصدد يقول سلمان علي مروة والذي عاد على متن الطائرة التي وصلت إلى لبنان الاثنين الماضي آتية من أبيدجان، إن الإجراءات التي اتبعت كانت صادمة لناحية جودتها، إذ إن المغتربين لم يتوقعوا هذه الإجراءات من بلد لا يملك الإمكانيات مثل لبنان.
مروة والذي جاءت نتيجة اختبار “بي سي آر” الذي خضع له سلبية يخضع حاليا لحجر ذاتي في منزله الكائن في بلدة الزرارية الجنوبية، ويؤكد أنه يلتزم هذا الحجر انطلاقا من مسؤوليته تجاه عائلته ومجتمعه، مع الإشارة إلى أن الوزارة تتابعه عبر البلدية بشكل يومي للتأكد من التزامه بالحجر وما إذا كانت حالته الصحية مستقرة.
إيلي فينيانوس العائد من مدريد اعتبر بدوره أنه يمكن وصف الإجراءات الوقائية خلال رحلة العودة بالجيدة وكذلك تعاون الأمن العام وفريق وزارة الصحة، ولكنه يعتبر أن ما يجب الحديث عنه هو ثمن التذكرة 1200 دولار بينما كان هو اشترى تذكرة قبل نحو 20 يوما بـ240 دولارا (ذهابا وإيابا)، هذا بالإضافة إلى عدد العائدين الذي كان قليلا جدا برأيه.
فينيانوس حاليا يعيش حجرا صحيا في منزله الكائن في إهدن، ويؤكد في حديث مع “الشرق الأوسط” أنه يلتزم الحجر بشكل كامل ليس فقط لأنه وقع على تعهد بذلك، بل انطلاقا من واجبه تجاه عائلته ومجتمعه، ويوضح أنه توجه إلى منزله بعدما جاءت نتيجة فحص “بي سي آر” الذي أجراه سلبية، مؤكدا أن وزارة الصحة تتابعه بشكل مستمر.
يشار إلى أنّه من المقرر أن تصل يوم غد 4 طائرات من دبي وروما والكويت ولوندا (أنغولا)، كما من المقرر أن تصل الاثنين المقبل 4 طائرات أخرى من لندن وباريس وجدة وليبروفيل (الغابون).