مع انتشار فيروس كورونا، وُضعَ أطباء لبنان وطُلّاب وخرّيجو جامعته الوطنية في الداخل والخارج أمام خيار وحيد هو المواجهة، فقدموا نموذجًا يُحتذى في تحمّل المسؤولية الوطنية والإنسانية.
ففي فرنسا كما في إيطاليا وغيرها، تقدّم الأطباء والطلاب اللبنانيون الخطوطَ الأمامية في جهود مكافحة الفيروس، وظهرت آخر نسخة من هؤلاء خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المعهد الطبي الجامعي (Institut Hospitalo-universitaire Mediterranée Infection) في مرسيليا للقاء البروفسور ديدييه راوول (Didier Raoult) وفريقه الطبي – البحثي والاطلاع منه على فعالية دواء الـ”كلوروكين” المضاد للملاريا ومدى إمكانية استخدامهِ في مكافحة فيروس كورونا.
ويضم الفريق البحثي المعاون للبروفسور الفرنسي (يعملون بشكل مباشر وغير مباشر بموضوع كورونا) طلابًا من مختلف الجنسيات، فيما يشكل خريجو الجامعة اللبنانية النسبة الأكبر من الطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراساتهم في جامعة إكس مارسيليا (Université Aix Marseille) في مرحلتي الماستر والدكتوراه – اختصاص علوم الجرثوميات (الأمراض الجرثوميّة المُعدية).
وفي ما يلي أسماء الفريق من طلاب وخرّيجي الجامعة اللبنانية:
رانيا فرنسيس وجمال سعد وحسين عناني: سنة ثالثة دكتوراه
ريتا زغيب وأليسا حمود وملاك زعيتر: سنة ثانية دكتوراه
أحمد ابراهيم وريتا جعفر وعادل أزعور ووهيبة بدر وليندا أبو شقرا وجولي ضرغام وريم عبدالله: سنة أولى دكتوراه
محمد معتوق ورولان عازوري وبيرلا أبو عطمة: سنة ثانية ماستر
ومن ضمن الفريق أيضًا الدكتورة فيكي مرهج (أستاذة في جامعة إكس مارسيليا) والدكتورة أماندا شامية من جامعة البلمند وغابرييل حدّاد وريم عواظة من جامعة القديس يوسف (USJ).
طالبة الدكتوراه ريتا جعفر تحدثت لموقع الجامعة اللبنانية عن تجربتها العملية مع البروفسور راوول الذي وصفته بالرجل الإنساني، وقالت: “لديّ شغف الدراسة وشغف مساعدة الناس، لأن حياة الإنسان هي الأهم بالنسبة لي، ومن هذا المبدأ اتخذت قراري بالمساهمة في الأبحاث المتعلقة بكورونا علمًا أن دراستي تتعلق بفيروس الحصبة”.
وتضيف متوجهة إلى طلاب الجامعة اللبنانية: “كونوا مؤمنين بقدراتكم لأنكم قادرون على التكيّف مع أصعب الظروف، وأنتم قادرون على التميّز مع الجهد الشخصي في تنمية قدراتكم”.
من جهته، تحدث طالب الدكتوراه أحمد ابراهيم عن “السيرة الجيّدة” التي تسبق طلاب الجامعة اللبنانية في فرنسا وخصوصًا مع البروفسور راوولت.
وأضاف: “أعتز بانتمائي إلى الجامعة اللبنانية وأفتخر بأساتذتي، وأنا حريص على التواصل معهم دائمًا.. كان لديّ الحظ في أن أكون من بين طلاب هذه الجامعة التي اكتسبتُ فيها الكثير.. ونحن اليوم نحاول خدمة العالم باسم لبنان من خلال الأبحاث أو التطوع في إجراء الفحوصات”.
ويشير الدكتور منذر حمزة (رئيس مختبر ميكروبيولوجيا الصحة والبيئة التابع للمعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا وكلية الصحة العامة في الجامعه اللبنانية) إلى أن تعاون الجامعة اللبنانية مع البروفسور راوول في فرنسا ليس جديدًا، فقد سبق لعدد من خريجي كلية الصحة والمعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا أن درسوا تحت إشرافه ومنهم شربل البيسري وجوان بدوي وميشال حصني ومَي خضر وفاطمة حليمة.
يُشار إلى أن زيارة ماكرون جاءت في وقت كان يتحضّر فيه البروفسور راوول وفريقه لنشر نتائج تجربة شملت ألفًا وواحدًا وستين مريضًا بفيروس كورونا.
وبحسب عدد من الصحف الفرنسية، فقد أطلع البروفسور ديدييه راوول الرئيسَ الفرنسي على نتائج التجربة التي أثبتت نجاحًا بنسبة واحد وتسعين في المئة لدى المرضى الذين تلقوا علاجًا أساسُه عقار “هيدروكسي كلوروكين”.