في الوقت الذي تقوم به الحكومة اللبنانية بمواجهة وباء فيروس كورونا المستجدّ إنتشر وباء من نوع آخر في المجتمعات المختلفة وعبر قنوات التواصل المتنوّعة، أثرّ على إستجابة الناس الى التحذيرات الصحية الرسمية: وباء الشائعات والمعلومات الخاطئة. فمن أجل مواجهة هذه الآفة المتزايدة، أعلنت وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد في مكتبها في وزارة الإعلام اليوم عن إطلاق خطّة إستجابة إعلامية، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بغية مدّ وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي بالمعلومات العلمية والحقائق.
وزيرة الاعلام منال عبد الصمد
اعلنت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد في كلمة لها في المؤتمر الصحافي: ان البشرى السارة التي تلقيناها بالأمس هي تراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا الى الصفر. وهذا الخبر السار ترافق مع شائعة خطيرة جدا وهي انتهاء جائحة كورونا واصبح بامكاننا العودة الى حياتنا الطبييعية. هذه عيّنة بسيطة من الاخبار المضللة التي تخلق جوا من البلبلة والشك. نعلن اليوم عن شراكة جديدة مع منظمات الأمم المتحدة: منظمة الصحة العالمية، اليونيسف، برنامج الامم المتحدة الانمائي، من اجل مةاجهة خطر الاخبار الزائفة.
اضافت:” ان برنامج الشراكة يتألف من عدة مراحل: الحملة الاعلامية التي اطلقناها اليوم، وسجل الشائعات، وسيتم في مرحلة لاحقة اطلاق موقع للتحقق من المعلومات.”
لم تنتشر الشائعات حول فيروس كورونا المستجدّ في لبنان وحسب، بل في جميع أنحاء العالم أيضاً. ويتمّ، يومياً، إختلاق نظريات جديدة حول أصل الفيروس وطبيعته، وأخباراً عن اللقاحات التي يتمّ تطويرها للحدّ من تفشيه. وقد حصدت المدوّنات ومقاطع الفيديو، التي تروّج لعلاجات لم يتم التحقق منها بعد، آلاف المشاهدات.
بدعمٍ من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ستعمل وزارة الإعلام على تطوير سجل للشائعات المتداولة محلياً، والتحقق منها، وتقديم بالمقابل معلومات علمية ودقيقة وموثقة. وسيتيح موقع الإبلاغ عن الشائعات للمواطنين إمكانية التبليغ عن الأخبارغير الصحيحة التي سمعوا بها والتي يتم تناقلها. كما وسيتمّ إطلاق حملة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي تهدف إلى نشر ما يتمّ تداوله من الأخبار الزائفة مع الإجابات الصحيحة والدقيقة لكل منها.
ممثلة منظمة الصحة العالمية
وصرحت الدكتورة إيمان شانقيطي ، ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان ، بأن “المعركة ضد تفشي فيروس كورونا هي صراع مزدوج مع انتشار المعلومات الخاطئة الضارة التي يمكن أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة على صحة الأفراد وعائلاتهم”. وأضافت: “سنحرص مع شركائنا في الأمم المتحدة ووزارة الإعلام على مواجهة أي شائعة بالحقائق المتينة واضعين صحة المواطنين في طليعة الحرب ضد وباء فيروس كورونا”.
اليونيسف
تقول يوكي موكو، ممثلة اليونيسف في لبنان: “أن المعلومات المضللة تُفقد الأطفال والأسر والمجتمعات المحلية الحماية، وتُتركهم غير محصنّين تجاه المرض، كما أنها تساهم في نشر الخوف ووصمة العار. هذا هو وقت العلم والتضامن. وتعاوننا اليوم، مع وزارة الإعلام، له أهمية قصوى، تزيد عن أيّ وقت مضى، من أجل نشر المعلومات الصحيحة والطلب بأعلى الصوت من جميع العائلات مراجعة المصادر الموثوقة، والدقيقة”.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
وبدورها تقول سيلين مورود، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي “أنّ كما هو الحال مع العاملين في مجال الرعاية الصحية الشجعان في الخط الأمامي الذين شاركوا في مكافحة انتشار الفيروس ، يمكننا جميعًا الانضمام إلى المعركة ضد فيروس كورونا من خلال تعزيز الحقائق والعلوم وتبني الأمل في أوقات اليأس والانقسامات” وتضيف: “كجزء من جهودنا لمواجهة الأخبار المزيفة ، أطلقنا مع LBCI حملة “عد للـ 10″ في وقت سابق من الشهر الماضي وتمثل الشراكة اليوم مع وزارة الإعلام واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية علامة بارزة أخرى في تعزيز جهودنا الجماعية لمكافحة المعلومات الخاطئة.”
من أجلِ مكافحة المعلومات الخاطئة المتعلقة بفيروس فيروس كورونا المستجدّ، يجب التفكير جيدا قبيل مشاركة أيّ أخبار. تحققوا من المصدر والأدلة. وراجعوا مرة أخرى المصادر الموثوقة مثل مواقع وزارتي الإعلام والصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغيرها.
وفي الختام تم عرض فيديو حول مكافحة المعلومات والاخبار الخاطئة المتعلقة بفيروس كورونا.