لا يبدو أن المشاكل التي يعاني منها لبنان آيلة الى الحل في القريب العاجل، ان كان على صعيد وباء الكورونا الذي تخوض معه الحكومة حرباً ضروس تارة تتقدم فيها عليه وتارة يغدر بها فيظهر فجأة في بلدات لبنانية متفرقة، كذلك الامر بالنسبة الى الوضع الاقتصادي والمالي المتردي حيث لا بريق أمل يظهر في آخر النفق ان كان من جانب المحادثات مع صندوق النقد الدولي أو فيما خص المساعدات والقروض الموعودة للبنان. باختصار الوضع ضبابي، ومن غير المعلوم حتى الان كيف تتجه الامور، الى الحل أو الى مزيد من المشاكل والصعوبات، مع العلم أن الشعب لبناني بلغ عنده «السيل الزبى» من ناحية الفقر والوضع الاقتصادي السيئ الذي فاقمه وباء كورونا والاجراءات المرتبطة بالعزل والحجر والاقفال العام.
محادثات لبنان مع صندوق النقد الدولي
من جهة أخرى، يبدأ اليوم لبنان لقاءه الثالث مع صندوق النقد الدولي عبر تقنية الفيديو، ومن المعلوم ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سوف ينضم الى الاجتماع مع فريق خاص بمصرف لبنان. ويتوقع ان يدور الاجتماع حول واقع القطاع المصرفي ومصرف لبنان في ظل ما يحكى عن خسائر تصل الى حدود ال 83 مليار دولار حسب ما ذكرت الخطة الاقتصادية للحكومة. ويتوقع مصدر حكومي أن يكون الوفد اللبناني المفاوض مع الصندوق منقسماً على نفسه بين من يقر بالخسائر اي وزير المال ومن معه ومن يرفض الاعتراف بالخسائر في القطاع وفي المركزي اي الحاكم سلامة. كما سيبدو واضحاً امام وفد الصندوق عدم موافقة مصرف لبنان ومعارضته للخطة الحكومية ما يجعل من الصعوبة التكهن بنتائج الاجتماع مع صندوق النقد الدولي.
كورونا
هذا وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن مستجدات فيروس كورونا، أن الفحوصات المخبرية للكشف على كورونا أكدت تسجيل 9 إصابات جديدة، 4 من تلك الإصابات لوافدين إلى لبنان، و5 لمقيمين في لبنان، ليرتفع عدد الإصابات الإجمالي إلى 911 إصابة منذ ظهور الفيروس في لبنان في 21 شباط الماضي.
وأوضح تقرير الوزارة أن عدد الوفيات بهذه العدوى بقي مستقرا على 26 حالة وفاة من دون زيادة، كما ارتفع عدد حالات الشفاء إلى 247 حالة شفاء أي نتيجتين سلبيتين متتاليتين.
وفي سياق متصل، ارتفعت الحالة الوبائية في شكل مقلق في بلدة جديدة القيطع – عكار، حيث تبين بنتائج الفحوص المخبرية التي أجراها فريق طبي وتمريضي من مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، أن 17 حالة أتت نتيجتها إيجابية من اصل 124 عينة تم اخذها، الامر الذي رتب حالا من الاستنفار الصحي العام في المحافظة وعلى صعيد وزارة الصحة.
وعملت سيارات الصليب الاحمر على نقل الحالات المصابة في بلدة جديدة القيطع، للحجر في مستشفى عبدالله الراسي الحكومي في حلبا.
وخضعت طبيبة الامراض الجرثومية في المستشفى المذكور الدكتورة ج.ح، لفحص الـ «PCR» وأتت نتيجتها إيجابية أيضا، الامر الذي استدعى أخذ عينات لكل الطاقم التمريضي والمخالطين لها.
وبعد تسجيل الاصابات الجديدة في البلدة،اتخذت السلطات قراراً بإغلاقها وإلزام ابنائها بإجراء فحص الـ«PCR».
دياب يعلن اعادة فتح البلد إستنادا إلى الخطة المرحلية
وأعلن دياب انه «بعد تقييم المرحلة الثانية من إعادة المغتربين انطلقت المرحلة الثالثة بإجراءات جديدة، ونحن في مرحلة خطرة وحساسة جدا لأن الأزمة ستمتد لفترة طويلة والموجة الثانية قد تكون أسوأ، ونحن ندرك التداعيات الاقتصادية والاجتماعية ونحاول الحد منها، لذلك أعلن أننا سنعيد فتح البلد مرة أخرى إستنادا إلى الخطة المرحلية غدا على أن نلجأ إلى سياسة العزل الصحي والأحياء التي تسجل فيها إصابات عالية، ويجب الحفاظ على التباعد الاجتماعي والالتزام بالإرشادات من أجل الحفاظ على مجتمعنا وعلى جميع اللبنانيين التعامل مع الأمر بعناية شديدة وأن يكونوا شركاء في تحمل المسؤولية، ونحن لا نريد تحول هذه المرحلة إلى كابوس ولا نريد أن يتحمل الجميع مسؤولية عدم مبالاة البعض وأناشد اللبنانيين إعتماد الرقابة الذاتية وعدم المغامرة، والإلتزام سيؤدي حتماً إلى الإنتصار على الفيروس والإستمرار في خطة فتح البلد في المرحلة التالية كي لا نندم ساعة لا ينفع الندم».
وبناء على قرار دياب، أصدر وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي مذكرة الى المحافظات والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي والمديرية العامة للامن العام، حول تعديل مواقيت فتح المؤسسات الصناعية والتجارية وإقفالها.
مؤتمر صحافي لباسيل
وفي مؤتمر صحافي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، أكد «اننا جاهزون لتحسين العلاقة مع أي طرف خارجي اذا كان الامر يساعد لبنان»، كما أشار الى ان التيار «صاحب طروحات متكاملة وكلّ يوم نقدّم حلولا ولا نبحث عن التخريب كغيرنا» ودعا لوقف سياسة تثبيت سعر الصرف بكلفة عالية ولا لسياسة تخسير المصارف كل شيء من موجوداتها وقال «نعرف كم تكلّفنا من اغتيال سياسي ولن نستكين بالمواجهة مع منظومة سياسية فالفساد منظّم ومحمي».
وفي موضوع الفيول المغشوش قال «هناك جرم سياسي وجرم جنائي وبالاثنين التيّار هو من كشف وواجه وقضية الفيول المغشوش ليست ساعات اضافيّة ولا هديّة على عيد الميلاد بل رشاوى لتحقيق التزوير، ونحن لا نغطي على أحد ولا نهرب أحدا ولا نخبئ أحدا ولا عندنا شمسيات حماية لأي مرتكب».
وعن الكهرباء، قال «خسارة الكهرباء كبيرة ولكن الأرقام التي يتمّ تداولها لتحميلنا المسؤولية عن الانهيار هي كاذبة، خطة معمل دير عمار لو نفّذ كانت الكهرباء من سنة 2015 24/24 ولكن اللبنانيون ذاهبون الى العتمة لأن لا دعم كافيا للكهرباء في الموازنات القادمة».
أما عن ثروة لبنان من النفط والغاز أشار «ما حصل يؤكد وجود الغاز في بحرنا ولن نقوم بردة فعل تؤدي الى خفض قيمته».