ارتفع عداد كورونا مجددا في اليوم الاول لاعادة فتح البلاد جزئيا، هذه الارقام «الصادمة» وبينها لـ 18 من التابعية البنغالية، ستكون مدار متابعة حثيثة في الساعات المقبلة «ليبنى على الشيء مقتضاه» مع اتجاه لاعادة تشديد الحظر مناطقيا وخصوصا مناطق في عكار. هذا التدهور الصحي «المضبوط» حتى الان يترافق مع اشتداد «الخناق» الدولي على الحكومة اللبنانية «المشلعة» بين مكوناتها في ظل استياء رئيسها من الانقسامات داخلها، متوعدا بمواقف تصعيدية بعد العيد في محاولة لاعادة ضبط الامور. وفي هذا الاطار ربطت باريس بين اعادة عجلة «سيدر» للدوران بنجاح التفاوض مع «صندوق النقد الدولي» الذي يخوض نقاشات صعبة مع الطرف اللبناني المنقسم على نفسه، وسط تحذيرات روسية من نوايا اميركية مبيتة حيال الحدود الشرقية مع لبنان، كل ذلك في غياب ثقة الدول المانحة بقدرة لبنان التزام الشفافية، وسط الاخفاق المستمر في اصلاح «الكهرباء»، وغياب الشفافية. وفي حين يحضر الملف الصحي والملفات المالية على طاولة مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا، ستغيب التعيينات لغياب التوافق عليها حتى اللحظة، خصوصا منصب محافظ بيروت زياد شبيب الذي تنتهي فترة انتدابه اليوم، فيما يأمل ان يكون مخرج «انسحاب» مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري من «السباق» قد فتح الباب امام تسويات يجري العمل عليها في «الكواليس».
فقد شهدت بيروت خلال الساعات القليلة الماضية اجتماعات دولية على خطي مؤتمر «سيدر» و«صندوق النقد الدولي»، والمؤشرات تفيد بوجود ضغوط كبيرة تواجه الحكومة في طريق التفاوض الصعب، ووفقا لاوساط سياسية بارزة، لا يمكن اعتبار تكليف مارتن سيروزولا رئاسة الفريق المفاوض مع لبنان وهو نفسه من تولى مفاوضات الصندوق مع ايران، مؤشرا ايجابيا، وبما ان «المكتوب يقرأ من عنوانه»، فان «الرسالة» واضحة بأن الامور لن تكون سهلة في عملية التفاوض، والامر لن يكون مرتبطا فقط بالشروط الاقتصادية الصعبة وانما ستكون ايضا «بنكهة» سياسية واضحة، لان «ظلال» واشنطن ستكون موجودة في كل مكان.
تحذيرات روسية
ووفقا لتلك الاوساط، فان من يظن ان الامور مع «الصندوق» ترتبط بالملف التقني فهو مخطىء، ففرصة الانهيار الاقتصادي اللبناني لن يبقى دون استغلال اميركي لمحاولة اضعاف حزب الله ومحاولة محاصرته داخليا، وامر العمليات اليوم اسمه «الحدود الشرقية»، وتحت عنوان اقفال المعابر غير الشرعية يجري التسويق «لعجز» القوى الامنية اللبناني عن ضبط تلك الحدود ليجري لاحقا محاولة فرض مساعدة دولية لضبطها عبر قوات دولية، وهو امر سبق وحذر منه الروس في «مراسلة» دبلوماسية وصلت الى بيروت ونقلها السفير الكسندر زاسبكين، تحدثت عن وجود نوايا غربية «مبيتة» لخلق واقع جديد على الحدود اللبنانية – السورية، بعدما بدأ الاميركيون يتحركون جديا في الامم المتحدة لتعديل مهام القوات الدولية، وقد ابلغت موسكو الجانب اللبناني انها ستعارض اي مشروع في هذا السياق. واذا كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد قطع الطريق علنا امام هذه الحملة واضعا «خطا احمر» امام اي محاولة «لخنق» المقاومة بحجة منع التهريب، ابلغ حزب الله من يعنيهم الامر ان هذا الاقتراح لن يمر لانه سيكون مشروع حرب جديدة؟
وفي هذا السياق، ترأس دياب امس اجتماعا لعرض استراتيجية الإدارة المتكاملة للحدود في لبنان، حضره عدد من الوزراء ومسؤولون امنيون وعسكريون، وتم نقاش خطة شاملة لتنفيذها، بما يتلائم مع مطالب المجتمع الدولي لجهة ضبط الحدود، إضافة الى عملية تسهيل عبور الأشخاص والبضائع، معالجة مسألتين الاولى التهريب على الحدود، والثانية كيفية ادارتها.
تضارب في «الارقام»
وفي هذا الوقت، خاض لبنان الرسمي عصر امس جولة مفاوضات جديدة مع صندوق النقد الدولي حول خطة الحكومة للتعافي الاقتصادي، عبر تقنية «فيديو كول»، بمشاركة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هذه المرة، ووفقا للمعلومات،عقد اجتماع تنسيقي قبل ظهر امس في وزارة المال، ضمّ فريقاً من المسؤولين في الوزارة وآخر من مصرف لبنان، الا ان كل من الطرفين بقيت له ارقامه ونظرته الخاصة الى كيفية الخروج من المأزق المالي- الاقتصادي الراهن. وقد استمرت المحادثات ساعة ونصف الساعة، تركز فيها النقاش حول حسابات مصرف لبنان، وجرى الاتفاق ان تحصل اجتماعات دورية سيتم تحديدها لاحقا، وتبين من المحادثات ان وفد الصندوق لمح الى ان نجاح المفاوضات معه ستنعكس ايجايا على تفاوض الدولة مع الحاملين لسندات اليوروبوندز، والعكس صحيح..
وما يضعف موقف المفاوض اللبناني تقنيا، ان لوزارة المال والحكومة، أرقامهما، ولمصرف لبنان الذي شارك بالامس للمرة الاولى في جولة المفاوضات أرقام أخرى. وهذا التباين يربك الموقف اللبناني خصوصا ان «الارقام» بالنسبة الى صندوق النقد ليست وجهة نظر، وتنصل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من «الخطة الحكومية» واعتبار نفسه انه غير معني بها، لانه لم تجر استشارته قبل وضعها، شكل ثغرة كبيرة تضعف الجانب اللبناني الذي ذهب منقسما الى «الطاولة». وعلم في هذا السياق، أن وفد صندوق النقد لا يزال متمسكا بشروطه لتحرير كامل لسعر الصرف، وإجراء قص للودائع، وتخفيض حجم القطاع العام.
دياب «مستاء» وخطوات بعد العيد؟
وعلمت «الديار» ان رئيس الحكومة حسان دياب يتجه الى «ضرب» يده على «الطاولة» بعد عيد الفطر بعدما شعر انه محاصر من قبل «الاغلبية» النيابية وسيسعى الى اقناع رئيس الجمهورية ميشال عون بتوقيع التشكيلات القضائية لما للتأخير من نتائج سلبية على «صورة» النظام السياسي اللبناني الباحث عن استعادة «الثقة»، كما سيعمل على الاسراع في اتمام التعيينات المالية في ادارة المصرف المركزي، وقطاعي الاتصالات والكهرباء. ووفقا لاوساط مقربة من رئيس الحكومة يشعر دياب بالاستياء من الحملات السياسية «فوق السطوح» بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، وما يسببه ذلك من اضعاف لحكومته، لكنه لم يتدخل «لرأب الصدع» لانه يدرك صعوبة التوفيق بين الجانبين لان الازمة عميقة وممتدة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ونقل عنه قوله «اذا كان حزب الله لم يتدخل لوقف التدهور بين حليفيه لمعرفته المسبقة بعدم جدوى ذلك، فهل يظن احد انني سأنجح بذلك»؟
باريس تربط «سيدر» «بالصندوق»؟
من جهته ربط السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه نجاح «سيدر» بتقدم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وفي تقريع للحكومات اللبنانية المتعاقبة قال خلال لقاء عقد عبر الفيديو في السراي لمناقشة «سيدر»، انه «منذ سنتين تم اتخاذ التزامات في باريس لم تُنفذ بسبب عدم تنفيذ الإصلاحات»، ورأى أن «الخطة المالية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي خطوتان أساسيتان في الاتجاه الصحيح»، ولفت الى ان «هذا الاجتماع هو فرصة لإقناع المشاركين قدر الإمكان والأولوية هي تقدم المفاوضات مع صندوق النقد في شكل سريع والاسابيع المقبلة ستكون مهمة لمواصلة النقاشات في الخطة والأمور المالية».
اما السفير المكلف متابعة مقررات سيدر بيار دوكان، فقال «سيدر» لا يزال ملائما والتمويل متوفر لتُنفذ المشاريع وتنجح الإصلاحات لكن يجب مواصلة اهتمامنا بالإصلاحات لا سيما الشفافية وإدارة عامة متطورة تساهم في مكافحة الفساد ويجب استكمال التدابير التي تضمن المشاركة بين القطاعين العام والخاص».
تقليص التزامات «سيدر»؟
ووفقا للمعلومات، فان التزامات الدول في مؤتمر «سيدر» قلصت من 11 مليار دولار إلى نحو 5 مليارات، والسبب لا يعود فقط للأزمة الاقتصادية التي تضرب الاقتصادات العالمية بسبب «كورونا»وتبدل الأولويات لديها، بل بسبب تراجع عدد من الدول عن التزاماتها، ما يجعل الإبقاء على المبالغ التي رصدت قبل عامين أمراً صعب المنال، وهذا التقليص في التزامات «سيدر» المالية سببه الرئيسي «فيتو» دول الخليج، التي تشكل رافدا اساسيا للاموال، على الحكومة اللبنانية، فهذه الدول لم تبد اي اشارة ايجابية تجاه حكومة دياب، ووفقا لتلك الاوساط فانها ابلغت من يعنيهم الامر انها لن تدفع اي «فلس» لحكومة حزب الله، وهو موقف يترجم عمليا بمقاطعة سفراء مجلس التعاون الخليجي للقصر الحكومي، وتوجيه «رسائل» معبرة عبر التزامهم زيارة «بيت الوسط»..
من جهته، اكد رئيس مجلس الوزراء حسان دياب في الاجتماع الذي غاب عنه سفراء دول الخليج فيما حضر ممثلون عن سفراء السعودية، الكويت وقطر، ان الحكومة تعمل على مكافحة الفساد ووضعت خطة إنقاذ مالية ولديها رؤية للتوصل إلى اقتصاد صحيح وتريد أن تطبق ما جاء في سيدر وسنتمكن من ذلك…
غجر مصر على «سلعاتا»؟
ووفقا للمعلومات، وعد وزير الطاقة ريمون غجر مجددا بتعيين مجلس ادارة جديد لكهرباء لبنان، ولفت خلال اللقاء انه وصل الى الوزارة اكثر من مئتي طلب وتم اختيار 60 منها مطابقة للمواصفات وبعدها تم اختيار 23، ووعد بمقابلتهم في وقت قريب ليرفع لاحقا الاسماء الى مجلس الوزراء، واضاف عندما سنحصل على «الضوء الاخضر» وقف القانون الجديد سنبدأ باختيار اعضاء الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء. واللافت في هذا السياق، ان غجر عاد وشرح بشكل مسهب اهمية بناء معمل سلعاتا، مع العلم ان مجلس الوزراء استبعد بناءه في الوقت الراهن.
لا «ثقة» غربية
وبحسب اوساط دبلوماسية غربية، لم يكن ما تقدم في قطاع الكهرباء مقنعا حتى الان، لان التباطؤ في عملية ادارية بحتة لتنظيم القطاع يطرح اكثر من علامة استفهام، وباتت جدية الحكومة اللبنانية على المحك في هذا الملف الذي يشكل نزيفا كبيرا في ارقام موازنة الدولة، وثمة دلائل كثيرة على ان شيئا لم يتغير في «عقلية» الحكومة في البحث عن مخارج للازمة الاقتصادية، حيث لا تزال «التوازنات» «والمماحكات»السياسية متحكمة في اتخاذ القرارات، وهذا ما سيدفع حكما حكومات الدول «المانحة» الى التشدد اكثر في شروطها، مع العلم ان «الوقت لايعمل لصالح اللبنانيين».
خروج بترا خوري من «السباق؟
وفي السياق، بقيت قضية تعيين محافظ جديد لمدينة بيروت خلفا للقاضي زياد شبيب الذي تنتهي ولايته اليوم عالقة، وقد تم فتح «نافذة» بالامس نحو تسوية لم تنضج بعد كامل فصولها اعلان مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري أنها زارت الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء وأبلغتهما أنها لا ترغب بأن يتم التداول بإسمها في ما خص منصب المحافظ، وكان متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة يامل في تعيين محافظ جديد في الجلسة المنتظرة اليوم لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، لكن جدول أعمال مجلس الوزراء جاء خاليا من أي تعيينات مالية وإدارية، في مؤشر واضح إلى أن الاتفاق السياسي لم ينضج، واذا ما حصل تقدم سيتم التعيين من خارج جدول الاعمال، ولم يعرف بعد اسباب فشل تطبيق اتفاق أبرم بعيدا من الأضواء أبعد خياري التجديد لشبيب وترشيح خوري، بناء على وساطة بين عودة ودياب قادها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وعلم في هذا السياق ان التيار الوطني الحر يريد تمرير اسم القاضي مروان عبود، ابن بلدة دوما البترونية، والمحسوب على التيار الوطني الحر. وبعيد اجتماع للوزراء الارثوذكس عقد بعيدا من الاعلام ،استغرب نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الاستمرار في اعتبار «الموارنة المدماك المسيحي الأول في البلاد، فيما الروم الارثوذكس لا يقلون شأنا عنهم في شيء.
عداد كورونا يرتفع
صحيا،اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 20 إصابة جديدة بكورونا في لبنان من ضمنها 18 إصابة بين أفراد الجالية البنغلادشية، ليرتفع إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 931 واظهرت «نتائج الفحوصات ان 18 بنغلادشياً مصاباً بالفيروس في منطقة رأس النبع في بيروت، وقد تم اكتشاف وجود مصابين في المبنى، كونهم مخالطين لشخص خضع للفحص وظهرت نتيجته إيجابيه، عندها توجهت الفرق المختصة وأخضعت جميع سكان المبنى للفحص، وتم وضع البعض منهم في مستشفى رفيق الحريري فيما البقية أُلزموا الحجر»، وبحسب بلدية بيروت فان الوضع جيد، وقد قامت البلدية بتعقيم المبنى والشارع، ونقلت المشتبه بإصابتهم بالفيروس على دفعتين إلى مستشفى رفيق الحريري، والبقية سينقلون الى مكان للحجر وستتم ملاحقة الأشخاص الذين اختلطوا بهم لإخضاعهم للفحص.
التحقيقات القضائية مستمرة
وعلى وقع استمرار اضراب الصرافين، ارتفع سعر الدولار مجددا حيث سجل 3800 الى 3900 ليرة، فيما ادعى المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم على مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان مازن حمدان و4 صرافين بينهم «سوري» بمخالفة قانون الصيرفة والمس بهيبة الدولة المالية وتبييض الأموال مع علمهم بالامر، وأحيل الموقوفون إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت، كما استمع القاضي ابراهيم لمدراء مصارف وصرافين حيث تم توقيف نحو 50 منهم حتى الان. على خط قضائي آخر، تابع قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور جلسات التحقيق في ملف الفيول المغشوش، فاستمع الى إفادة مدير المختبرات في معمل توليد الكهرباء في دير عمار منذر منقارة، واصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه، فيما تم اطلاق اورور فغالي بكفالة مالية…