كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: شهدت محلة التبانة – طرابلس، شمالي لبنان، مساء السبت مواجهات بين الجيش والمحتجين، أسفرت عن إصابة 72 شخصاً بينهم 16 عسكرياً نُقل منهم 13 مصاباً الى مستشفيات المنطقة للمعالجة بحسب ما أفاد “جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية”. وبدأت الاشتباكات بين الجيش والمعتصمين الذين اعترضوا شاحنات محمّلة بمواد غذائية متوجّهة إلى سورية في محاولةٍ لمنعها من استكمال طريقها، بعدما اعتبروا أنها مهربة إلى النظام السوري.
إزاء ذلك تدخل الجيش اللبناني لتسهيل مرور الشاحنات، قبل أن يستخدم محتجون قنابل المولوتوف باتجاه عناصر الجيش الذين ردّوا باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
ونتيجة المواجهات، دعت مجموعات مدنية إلى دعم المعتصمين في طرابلس، حيث قطعت الطرقات في عددٍ من المناطق اللبنانية تضامناً مع عاصمة الشمال وتأييداً للمطالب التي لا تلقى تجاوباً من قبل الحكومة.
وأوضحت المديرية العامة للجمارك في لبنان أنّ تلك “الشاحنات تنقل مساعدات من مواد غذائية وغيرها لصالح جانب الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي من ضمن برنامج الأمم المتحدة الغذائي، وقد وردت إلى مرفأ بيروت برسم الترانزيت الدولي الى سورية، وتنقل عبر الأراضي اللبنانية بواسطة شركة نقل مرخصة، علماً أن هذا الأمر يتم علناً وبشكل أسبوعي منذ بدء الأحداث في سورية”.
وشهدت مختلف المناطق اللبنانية اليوم السبت مسيرات شعبية تحت عنوان “لا لحكومات المحاصصة، نعم لحكومة انتقالية بصلاحيات استثنائية”، واحتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وتدهور العملة الوطنية ما أفقد الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية أكثر من ستين في المائة من قيمتها.
وتسبب ذلك في غلاء فاحش طاول المواد والسلع الغذائية نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تخطى قبل أيام عتبة الستة آلاف ليرة لبنانية ما أشعل الشارع اللبناني وأعاد الحَراك إلى الساحات بكثافة وزحم أوسع.
على الصعيد السياسي، شنّ رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، هجوماً لاذعاً على من وصفهم بساسة “صفقات الهدر والفساد”، محاولاً النأي بنفسه عن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلد وتوشك أن تؤدي إلى الانهيار الشامل.
وكان لافتاً ردّ رولا الطبش النائبة في “تيار المستقبل” الذي يتزعمه سعد الحريري، على كلمة دياب، بعدما قالت في تغريدة بموقع “تويتر”: “يا حسان تفضل عمول شغلك وحافظ على صلاحياتك الدستورية واحمي مدينتك وبلدك، وحل مشكلة واحدة من المليون يللي بليتهم فيها انت ومعلمك جبران، بدل ما تشوف “راجح” وين ما كان وتفتش عليه بغرف الهذيان عالتلفزيون. والله بهدلتنا قدام المشاهدين. كلو إلو حل، الا البارانويا!”.
وأعاد الحريري نشر تغريدة الطبش كتبنٍّ لموقفها.
وقال دياب في كلمته، إنّ “الحكومة حققت الكثير ولكنهم يريدون طمس الحقائق بعد أن دمروا كل شيء وغادروا على عجل”، في إشارة إلى منتقديه.
ورأى دياب أنّ “حملات التشويه والتحامل على الحكومة لم تتوقف منذ أن تألفت”، قبل أن يضيف “صمتنا كثيرًا واستمعنا إلى كبائر أرادوا رميها على الحكومة”. ورافضًا أن يتحمّل وزر الأزمة الاقتصادية، قال “لا نريد منافسة أحد في الأداء أو الأسلوب أو الانتخابات ولن نسكت عن تحميلنا وزر سياسات أوصلت البلاد لكارثة”.
وفي تأكيد منه على تمسّكه بموقعه، قال إنّ “خطة الانقلاب على ورشة مكافحة الفساد سقطت”، و”إنّنا لا نريد أن نبقى من دون فاعلية ونحن لسنا مثلهم ولن نكون ولن نسمح بأن تضيع ودائع الناس”. وفي محاولة لطمأنة الناس، قال “أفقروا الناس صحيح ولكن الدولة ليست مفلسة وهناك تعثر مالي”.
واستبق المتظاهرون اللبنانيون كلمة دياب بمسيرة شعبية حاشدة، شارك فيها عددٌ كبيرٌ من المجموعات المدنية في العاصمة اللبنانية يوم السبت، إذ رفع الناشطون الأعلام اللبنانية وشعارات تندّد بالنظام الطائفي الذي أوصل لبنان الى الانهيار والإفلاس ومهّد الطريق لطبقة سياسية مرّرت صفقات وتسويات على حساب مصلحة الوطن والمواطن وتدعو لقيام دولة مدنية وقضاء عادل ومستقلّ.