الرئيسية / صحف ومقالات / الديار:دبلوماسية «المحاباة» ترضي السفيرة الاميركية ونصائح اوروبية «بالتهدئة»
الديار لوغو0

الديار:دبلوماسية «المحاباة» ترضي السفيرة الاميركية ونصائح اوروبية «بالتهدئة»

نجحت دبلوماسية «المحاباة» اللبنانية بارضاء السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، وقد لاقت «الاجواء» الاعتذارية من وزارة الخارجية بالاعلان عن «طي صفحة» الحكم القضائي بحقها، والذي ستستكمل فصوله اليوم باستقالة «متوقعة» لقاضي الامور المستعجلة محمد مازح. في هذا الوقت فجر مدير عام وزارة المال الآن بيفاني «قنبلة» من العيار الثقيل باعلان استقالته بعدما حوصر من قبل «حزب المصارف» وتحالف من «المستفيدين» السياسيين والاعلاميين، وترك وحيدا يواجه الاتهامات بحقه وبحق ما بات يعرف «بالمستشارين»، فلا دعم من وزير المال، ولا رئيس الحكومة، او حتى «التيار البرتقالي» المحسوب عليه سياسيا، فاختار «المغادرة» محذرا اللبنانيين من تدفيعهم ثمن الانهيار المالي والاقتصادي. وفيما لامس الدولار في السوق السوداء الـ 8000 ليرة، تواصل واشنطن زيادة ضغوطها على لبنان، وتعمل على «اغراء» السعودية للدخول على «الخط» مجددا للمساعدة في «حشر» حزب الله وتطويق النفوذ الايراني.

 

 استدعاء «خجول»

 

فبعد لقاء «شكلي» في الخارجية اعلنت السفيرة الاميركية عن «طي صفحة» الازمة القضائية مع لبنان، واللافت في هذا السياق، ان الموقف الرسمي اللبناني «الناعم» حاول قدر الامكان عدم «ازعاج» السفيرة الأميركية، ووفقا للمعلومات لم يطلب وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي منها اي تفسير او توضيح حول تدخلها الصريح «والفج» بإسقاط الحكومة عبر مطالبتها بحكومة «اختصاصيين»… ولم يدرج على جدول اللقاء اتهاماتها لحزب الله بالسيطرة على الحكومة، ولا وصف حزب لبناني بانه «ارهابي» وتحميله مسؤولية الأزمة المالية والنقدية والاقتصادية بعد ان اتهمته بأخذ المليارات لـ«دويلته» في تلفيق لا يعدو كونه تحريض على المقاومة بهدف خلق فتنة في لبنان…

 

وخلال اللقاء، شدد الوزير ناصيف حتي خلال اللقاء على حرية الإعلام وحق التعبير، اللذين هما حقين مقدسين، وبحسب بيان «قصر بسترس» تم نقاش المستجدات الحالية على الساحة المحلية، كما جرى التطرق الى العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين والشعبين اللبناني والأميركي، وشددا على اهمية التعاون بين الحكومتين في المجالات كافة وذلك دعما للبنان للخروج من الازمة الاقتصادية التي يعاني منها. وقالت شيا بعد اللقاء «كان الاجتماع ايجابيا، واتفقنا على طي صفحة القرار المؤسف الذي جاء لتحييد الانتباه عن الازمة الاقتصادية وطوينا الصفحة للتمكن من التركيز على الأزمة الفعلية والولايات المتحدة ستستمر في مساعدة لبنان وتبقى الى جانبه وعلاقتنا الثنائية قوية ومتينة، واكدت ان العلاقات بين البلدين قوية جدا وستكون ذات فائدة على البلدين والشعبين».

 

ووسط انتشار امني كثيف، نفذ عدد من الناشطين اعتصاماً أمام وزارة الخارجية احتجاجا على التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية، فيما تحدثت المعلومات عن استدعاء مجلس القضاء الاعلى القاضي مازح اليوم، حيث من المرتقب ان لا يلبي الاستدعاء، وهو سيتقدم باستقالته اليوم.

 

 ما هي النصيحة الاوروبية؟

 

وفي تبريرها لعدم رغبة الدولة اللبنانية في التصعيد مع واشنطن، قالت اوساط سياسية بارزة ان لبنان يعمل وفق نصيحة اوروبية حثته على ضرورة عدم الانسياق وراء الاستفزازات الاميركية الراهنة، والعمل على تجنب التصعيد بانتظار الانتخابات الاميركية حيث يأمل الاوروبيون بحصول تغيير دراماتيكي في الولايات المتحدة اذا ما نجح المرشح الديموقراطي جون بايدن، حيث من المتوقع ان يحدث تحولات سياسية وديبلوماسية في غاية الاهمية، ومن المؤشرات الدالة على احتمال حصول هذا التغيير، سقوط إليوت آنجل، أحد مؤيدي إسرائيل الأهم، والذي كان يرأس لجنة شؤون الخارجية في مجلس النواب، لصالح مرشح راديكالي في الانتخابات الديمقراطية في محافظته بنيويورك، ووفقا لتلك المصادر الديبلوماسية، فان بايدن سيعيد «احياء»الاتفاق النووي مع إيران، وسيتجاهل «صفقة القرن»، وهذا سيفتح «ابواب» من الانفراج في المنطقة سينعكس حكما على الساحة اللبنانية.

 

ردود ايرانية – صينية

 

وفي هذا السياق، انتقدت السفارة الإيرانية في لبنان مواقف السفيرة الاميركية التي كانت قد اكدت أن «منع الإعلام يصلح في إيران لا في لبنان»، وغردت على «تويتر»: تعليقاً على التصريحات الأخيرة للسفيرة الأميركية، والتي أشارت فيها إلى إيران: كلما ثرثرت أكثر، كلما بهدلت نفسها وبلادها أكثر. وهي لا يحق لها أن تنال من بلد آخر، من خلال الأراجيف التي تختلقها. كما كان لافتا صدور بيان مفصل عن السفارة الصينية ردا على المحاولات الاميركية «لشيطنة» الاستثمارات الصينية في الخارج مع الكلام المستجد عن دخول صيني مفترض الى السوق اللبنانية.

 

واشنطن «تغري» السعودية

 

وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة على الحركة «النشطة» للسفير السعودي وليد البخاري الذي يفتح ابواب السفارة يوميا، ويزور معارضي الحكومة، وآخرها بالامس زيارته الى دارة الرئيس ميشال سليمان للاشادة بمواقفه في «اللقاء الوطني» الذي انعقد الخميس الماضي في القصر الجمهوري، ان الادارة الاميركية «تضغط» على السعودية لاعادة تفعيل نشاطها على الساحة اللبنانية في عملية «اغراء» واضحة لمواكبة الضغوط الاميركية الراهنة التي تسعى لتحقيق انجازات قبل الانتخابات الاميركية، وما يقوم به السفير السعودي الان لا يزال في طور «الاستطلاع» تحضيرا لاي قرار تتخذه المملكة لاعادة تفعيل دورها مع حلفائها، في ظل توقعات بحسم سريع للموقف السعودي الذي سيكون له تداعيات سلبية على الساحة اللبنانية.

 

وكان لافتا بالامس التصعيد العالي السقف من قبل وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث الأميركي للشؤون الإيرانية براين هوك حيث زعم ان إيران هي الدولة الأولى التي تدعم الإرهاب في العالم، داعيا إلى اتخاذ موقف حازم حيال ذلك، مضيفا انها تدعم الطائفية وتعمل على زعزعة المنطقة، وأشار الوزير السعودي إلى عمل الرياض مع واشنطن على منع طهران من تصدير الأسلحة «للإرهابيين»، مؤكدا دعم بلاده للسياسات الأميركية التي دعا لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجبار إيران على تغيير سلوكها…؟

 

 بيفاني ترك وحيدا…

 

في هذا الوقت، اختار مدير عام وزارة المال الان بيفاني «مغادرة» «السفينة» لان المسؤولين لا يعملون لمنع «غرقها»، فبعد ساعات على تسلم وزير المال غازي وزني كتاب استقالته، عقد بيفاني مؤتمرا صحافيا شرح فيه اسباب استقالته وقال اخترت أن أستقيل لأنني أرفض أن أكون شريكا أو شاهدا على الانهيار، ولم يعد الصبر يجدي اليوم».

 

ووفقا لاوساط مطلعة على خلفيات الاستقالة، فان بيفاني وجد نفسه «معزولا» ولم يتلق الدعم او الحماية من رئيس الحكومة حسان دياب، او من وزير المال غازي وزني، او التيار الوطني الحر «المحسوب» عليه، فالاول والثاني «رضخا» للضغوط وتخليا عمليا عن الخطة الحكومية وبات اقرب الى مسايرة «حزب» المصارف المتحالف مع الطبقة السياسية «الفاسدة» في البلاد، فيما تراجع «التيار» عن دعمه للخطة الحكومية وبات رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان رأس حربة في «اسقاطها»، ولهذا لم يجد مدير عام المالية من مفر الا بتقديم استقالته من موقعه الرسمي في الادارة اللبنانية بعد الحملة الإعلامية المنظمة التي استهدفته في الأيام الماضية، وهو فضل مغادرة وزارة المالية وليس الاكتفاء بترك مهمته «التفاوضية» مع «صندوق النقد» لان خطورة ما «يطبخ» في البلاد يحتاج الى خطوة جريئة وكبيرة بحجم تلك المخاطر…

 

 الحكومة «رضخت»..

 

وكان بيفاني قد طالب مسؤوليه المباشرين بمواقف واضحة ازاء الحملة على «المستشارين» من قبل « حزب المصارف»، الذي يضم سياسيين وإعلاميين شنوا عليه حملة استهدفته شخصيا، لكن ما حصل ان الحكومة «رضخت» للضغوط بدل مواجهتها واستسلمت لرغبات تلك القوى النافذة ولم تعد متحمسة لخطتها، ودخلت المصارف مجددا من «شباك» «السراي الحكومي» بعدما كان دياب قد اخرجها من «الباب»، وحمل بيفاني ومعه عدد من المستشارين مسؤولية خطة تم تبنيها من الحكومة، وهي «خطة» طالت لاول مرة منظومة مصالح مالية وسياسية لم يتجرأ احد على مسها من قبل…

 

ووفقا لتلك الاوساط، جاءت استقالة بيفاني بعد نجاحه في تحديد الخسائر المصرفية وتوزيع المسؤوليات وتحييد المودعين عن دفع «الثمن»، ويبقى مستقبله مفتوحا على كافة الاحتمالات خصوصا ان سبق وطرح كمرشح جدي لحاكمية مصرف لبنان في حال إقالة رياض سلامة. وفيما ستبت الحكومة مسألة استقالته، سيطل اليوم في لقاء تلفزيوني لشرح مفصل حول الاسباب «الخفية» للاستقالة…

 

 «قوى الظلمة والظلم»

 

عن أسباب استقالته من منصبه، أكد بيفاني ان الجهود المبذولة لتفادي التوجه نحو الخيارات الأسوأ لم تنجح بسبب تكاتف «قوى الظلمة والظلم» التي عملت على إجهاض ما قمنا به، وقال انه لن يشارك في عملية الانهيار، واعتبر بيفاني أنّ النظام بدأ يُظهر أبشع ما لديه، فجاءت الاتهامات الملفّقة أننا حاقدون على القطاع المصرفي وأنّنا غير كفوئين ومزوّرون وفاسدون وستكون للقضاء الكلمة الفصل في هذه الاتهامات الرخيصة. وحذّر بيفاني اللبنانيين من أنّنا «مشرفون على مرحلة جديدة من الاستيلاء على أصولهم بالمواربة»، ما سيؤدي إلى «نتيجة معروفة مسبقاً وهي سحق الطبقة غير الميسورة وتحميل بعض الفئات الأكلاف الباهظة إضافة إلى تدهور العملة مع غياب أيّ برنامج إصلاحي وتأجيل الحلول»… ورأى بيفاني ان المقاربة التي اعتمدتها خطة الحكومة وضعت تقويماً صحيحاً وتمّ إقرارها بالإجماع وحصلت على ترحيب من المؤسسات المالية بالجدّية اللبنانية في مقاربة الأمور، والسلطة التنفيذية لم تقُم بتفسير مضمون الورقة التي قدّمتها، مؤكداً أن لا صحّة للمزاعم التي جرى الترويج لها عن أنّ الخطة ترمي إلى الاقتصاص من المودعين…

 

وقد ردت جمعية المصارف ببيان اتهمت من خلاله بيفاني بتزوير الحقائق، متهمة اياه بالعداء للقطاعات الاقتصادية بشكل عام والقطاع المصرفي على نحو خاص.

 

عون يحذر…

 

وفيما تراجع معدل عدد الاصابات بـ «كورونا» امس الى 5رفع عدد المصابين الى 1745 اصابة، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة في قصر بعبدا لمناقشة الوضع المالي – الاقتصادي، يسبقها اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع للبحث في الأوضاع الأمنية والتطورات الأخيرة على الحدود الجنوبية وحالة التعبئة العامة… وبعد ساعات على مصادقة الحكومة الإسرائيلية على التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 في المنطقة البحرية المتنازع مع كيان العدو الإسرائيلي، حذر رئيس الجمهورية ميشال عون من خطورة هذه المسألة في غاية الخطورة وقال انها ستزيد الأوضاع تعقيدا، وأكد أن لبنان لن يسمح بالتعدي على مياهه الإقليمية المعترف بها دولياً لا سيما المنطقة الاقتصادية الخالصة في جنوبه حيث بلوكات النفط والغاز وخصوصاً «البلوك رقم 9» الذي سوف يبدأ التنقيب فيه خلال أشهر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *