كتبت صحيفة الديار تقول: بعد الذي نشاهده ومنذ مجيىء الرئيس الفرنسي ماكرون الى بيروت واطلاق ديناميكية لجهة الاصلاحات والحديث عن تغيير عميق في الوضع اضافة الى ان الاحزاب السياسية في لبنان بدأت تتحرك ومنها من وصل الى الاستقالة من مجلس النواب، ثم الخطوة اللافتة لرئيس الحكومة حسان دياب الذي رمى كرة النار في احضان الاحزاب السياسية المعارضة حيث اعلن انه سيبادر يوم الاثنين امام مجلس الوزراء الى طرح مشروع قانون لاجراء انتخابات نيابية مبكرة.
بين طرح الانتخابات النيابية المبكرة وبين المظاهرات يوم أمس إشتعل الوضع في العاصمة بيروت وادى الى حد الساعة التاسعة الى وقوع 63 جريحاً تم نقلهم الى المستشفيات و175 مصابا تمت معالجتهم ميدانيا، اضافة لاستشهاد رقيب في قوى الامن الداخلي وعلى ما يقال ان المتظاهرين دفعوا به ليقع من طابق عالٍ الى الأرض. وعلى هذا المشهد بين تحدي اجراء انتخابات مبكرة وبين قوة المتظاهرين في بيروت رغم حالة الطوارئ وتسليم الجيش فرض الامن في العاصمة، ظهر ان لبنان يعاني من ازمة نظام وليس ازمة سياسية عادية لذلك من انفجار المرفأ الى ما جرى حتى الساعة والى ما اشعله الرئيس الفرنسي ماكرون من حوار عميق في لبنان فأنه من الاكيد أن الازمة ازمة نظام وليست ازمة سياسية عابرة.
هل يستطيع قادة الاحزاب السياسية الغاء النظام الطائفي في لبنان وهل تقبل المراجع الدينية بذلك؟ والجواب ان النظام الطائفي له جذور عميقة لا بل اصبح نظاماً مذهبياً وليس على اساس الطوائف، وسيجد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب ان طرحه اجراء انتخابات نيابية مبكرة سيتم التصويت ضده في مجلس النواب الا اذا كان هناك تنسيق بين وواشنطن وبرلين ولندن وربما مع موسكو لتغيير ما في لبنان ترعاه فرنسا مباشرة بدعم دولي وعربي ويأتي بدستور جديد ربما على قاعدة “اللا طائفية” لكن نحن نستبعد ذلك لان الطبقة السياسة كلها لن تقبل بالغاء الطائفية والمذهبية وربما يكون استثناء عند البعض اما 90 بالمئة من الطبقة السياسية سترفض تغيير النظام المذهبي والطائفي، فحدود حركة الرئيس الفرنسي ماكرون المدعوم دوليا سيكون في اجراء اصلاحات عميقة اقتصاديا وسياسيا وتخفيف حدة الطائفية، واذا قرر الرئيس الفرنسي ماكرون السير اكثر من ذلك فسيواجه صعوبات كبيرة.
اليوم الاحد يعقد مؤتمر دولي بواسطة التواصل عبر الانترنت وتقنية الفيديو عند السادسة بعد الظهر بتوقيت بيروت ويرأس الاجتماع الرئيس الفرنسي ماكرون الذي سيلقي كلمة ثم الرئيس ميشال عون ثم الرئيس الاميركي ترامب والمستشارة الالمانية ميركل ورئيس وزراء بريطانيا جونسون وربما قادة عرب اضافة الى امين جامعة الدول العربية ابو الغيط وامين عام الامم المتحدة.
سيكون المؤتمر ساحة اعلان مواقف واضحة سواء لبنانيا او اوروبيا ودوليا بشكل مباشر وسنفهم من الان وحتى اول ايلول على اي اساس سيعود ماكرون الى بيروت.
سنة 2020 يحتفل لبنان بذكرى الـ100 سنة لاعلان دولة لبنان الكبير وبعده ميثاق 1943 واعلان الاستقلال واعلان اتفاق في الـ 1989 الطائف، ولا شك ان شعب لبنان عانى الكثير خاصة في الـ35 سنة الاخيرة وبات يحتاج الى قادة يسمعون صوته واذا لم يسمع القادة اللبنانيون صوت الشعب، فإن المجتمع الدولي سيضغط بخطة فرنسية لاجبار القادة من موالاة ومعارضة وحكام حاليين وسابقين الى سماع صوت الشعب اللبناني وفرض صوت الشعب على كافة القادة من مولاة ومعارضة وبخاصة المعارضة.
لبنان امام ازمة نظام وليس ازمة سياسية والشعب اللبناني عانى الكثير والناس فقدوا صبرهم ولا بد لليل ان ينجلي وان تظهر الشمس، فماذا ينتظر اللبنانيون في الاشهر القادمة من سنة 2020 ؟
الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: أزمة نظام وليست أزمة سياسية والتظاهرات تؤكد عدم ثقة الشعب في كل الطبقة السياسية