شكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على مبادرته عقد المؤتمر الافتراضي لدعم لبنان بعد كارثة الانفجار في مرفأ بيروت مع الامم المتحدة، كما وجه الشكر للدول الشقيقة والصديقة على مسارعتها لمساعدة لبنان.
واكد الرئيس عون أن “تلبية الاحتياجات بعد هذه الكارثة كبيرة جدا، وعلينا الاسراع في تلبيتها خصوصا قبل حلول فصل الشتاء حيث ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى في ظل كل تلك الاوضاع الضاغطة”.
واذ اشار الى ان “العدالة وحدها يمكن ان تقدم بعض العزاء للبنانيين”، جدد التزامه بأن “لا احد فوق سقف القانون، وان كل من يثبت التحقيق تورطه، سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية”.
وشدد على وجوب ان تكون ادارة صندوق التبرعات المالية المنوي انشاؤه، “منبثقة من المؤتمر”.
وقائع المؤتمر
كلام الرئيس عون اتى خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الافتراضي الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالمشاركة مع الامم المتحدة، والذي بدأ اعماله عند الساعة الثالثة من بعد الظهر بتوقيت بيروت بمشاركة الامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والصين وروسيا. وقد افتتحه الرئيس ماكرون بكلمة شدد فيها على وجوب العمل بسرعة وفاعلية لمساعدة لبنان وشعبه لمواجهة الكارثة التي حلت به، والرد بسرعة على حاجات اللبنانيين من خلال ايصال المساعدات عبر الامم المتحدة مباشرة الى الشعب بمشاركة صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية.
كما طالب الرئيس الفرنسي ب “تحقيق غير متحيز، ذي مصداقية، ومستقل لكشف ملابسات الانفجار”، ودعا الى “الحرص على وجوب عدم حصول أي فوضى في لبنان منعا لتهديد الامن والاستقرار فيه وفي المنطقة”، معتبرا ان “مستقبل لبنان وشعبه على المحك”. ولفت الى اهمية ان تقوم السلطات اللبنانية باصلاحات سياسية واقتصادية.
ثم القت الامينة العامة المساعدة للامم المتحدة السيدة امينة محمد كلمة ركزت فيها على دعم منظمات الامم المتحدة للبنان في هذه الظروف الصعبة.
كلمة الرئيس عون
وعلى الاثر، القى الرئيس عون المداخلة التالية:
“بداية، اتوجه بالشكر الى فخامة الرئيس الصديق ايمانويل ماكرون على المبادرة بعقد هذا المؤتمر الافتراضي لدعم لبنان بعد الكارثة التي ضربت عاصمتنا، وهو الذي سارع الى زيارتها وشهد حجم المأساة بأم العين، والشكر ايضا لسعادة امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريس. كما اشكر جميع رؤساء وقادة الدول المشاركين معنا اليوم، والذين تجمعهم محبة لبنان والرغبة الصادقة بدعم هذا البلد. لن اطيل عليكم واشرح ما سببته هذه الكارثة في بيروت على جميع المستويات: الانسانية والاجتماعية والصحية والتربوية والاقتصادية، وتركت جروحها في كل بيت ولدى كل عائلة، فهذا الزلزال ضربنا ونحن في خضم ازمات اقتصادية ومالية، ونزوح كثيف كلّف لبنان حتى تاريخه اكثر من ثلاثين مليار دولار اميركي، بالاضافة الى انعكاسات جائحة “كوفيد-19″، مما يجعل تداعياته تتخطى قدرة هذا الوطن الصغير وشعبه على الرغم من كل روح التضامن التي اظهرها.
ولا يسعني الا ان اثمن عاليا، باسمي وباسم الشعب اللبناني، التضامن الدولي الذي تجلى بمسارعة قادة الدول والمسؤولين الى الحضور او الاتصال والاعراب عن التعاطف والمؤازرة في لملمة الجراح، كمبادرة الدول الشقيقة والصديقة الى ارسال المساعدات الانسانية والطبية الطارئة”.
أضاف: “ان العديد من المسؤولين وفرق الاغاثة الدولية الذين سارعوا بالمجيء الى لبنان، عاينوا حسيا حجم المأساة التي طالت كل القطاعات، لا سيما تلك التي تشملها الاولويات الاربعة الواردة في كتاب الدعوة لمؤتمركم الكريم: الصحة، التربية، اعادة الاعمار، وتأمين الغذاء.
ان عادة بناء ما دمر واستعادة بيروت بريقها تتطلبان الكثير، فالاحتياجات كما يتبين لكم، ايها الاصدقاء، كبيرة جدا وعلينا الاسراع في تلبيتها خصوصا قبل حلول فصل الشتاء حيث ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى في ظل كل تلك الاوضاع الضاغطة. وبما يتعلق بصندوق التبرعات المنوي انشاؤه، فأشدد على ان تكون ادارته منبثقة من هذا المؤتمر الكريم”.
وتابع: “لقد التزمت امام شعبي بتحقيق العدالة، فهي وحدها يمكن ان تقدم بعض العزاء لاهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت ايضا بأن لا احد فوق سقف القانون، وان كل من يثبت التحقيق تورطه، سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية. تعهدت ايضا بمحاربة الفساد وبالاصلاح، وعلى الرغم من كل العوائق، بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسسة واحدة، بل سيشمل كل المؤسسات.
ايها الاصدقاء، هي ليست المرة الاولى التي تدمر فيها بيروت، ولكنها في كل مرة تنهض من تحت انقاضها، واليوم كلي ايمان بأن بيروتنا، ستنهض كما كل مرة. نعم ستنهض، بمساعدتكم، وبعزيمة اهلها وكل اللبنانيين”.