كتبت صحيفة الديار تقول: سجلت الساعات الماضية مواقف وتطورات متسارعة تبعث على الاعتقاد بان عملية تشكيل الحكومة تواجه صعوبات وعقبات عديدة ،على الرغم من الحاجة الملحة للاسراع في هذه العملية التي تجري في سباق مع الوقت في ظل استمرار انزلاق لبنان الى مزيد من التدهور والانهيار .
وفي هذه الاجواء الملبدة وغير المشجعة بقي الرئيس نبيه بري يحفر في جدار الازمة لاحداث ثغرة يمكن النــفاذ منها لتسريع عملية التكليف والتأليف لا سيما “ان البلد لا يعيش حالة ترف ولا يملك كمية فائقة من الاستقرار لكي نواصل استهلاك الوقت ونبقى اسرى الشروط والشروط المضادة”، كما عبرت مصادر عين التينة للديار امس.
وعلم ايضا من مصادر مطلعة انه على الرغم من بروز الصعوبات في وجه مسعى بري الا انه لم يطفىء محركات جهوده، حيث بقيت عين التينة تشهد نشاطا ملحوظا في هذا الاطار.
واضافت المصادر ان رئيس المجلس بقي على تواصل مع بعض القوى والاطراف في اطار متابعة جهوده واستقبل الامين العام لحزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان الذي شدد على اهمية الوقت معلنا تاييد كتلة الارمن تكليف الرئيس الحريري. كما استقبل النائب وائل ابو فاعور موفدا من جنبلاط.
وقالت المعلومات ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بدا متشددا عكس الايام الماضية في معارضته تكليف الحريري. وعبر في تغريدة له عن هذا الموقف باشارة واضحة حين قال “ان لاعلاقة للحزب التقدمي الاشتراكي باي تيار سياسي آخر ولا ندين لاحد باي جميل. ان نتائج الانتخابات السابقة خير دليل ان ما من احد بادلنا اصوات”.
واضافت المعلومات ان موقف جنبلاط طرح علامات استفهام حول موضوع ترشيح الحريري على الرغم انه ما زال الطرح الابرز حتى الآن، مشيرة الى ان هذا الموقف ربما يتصل بلعبة التفاوض وعض الاصابع.
الحكاية من بعبدا لعين التينة
وفي المعلومات التي توافرت لـ “الديار” حول اسبوع المفوضات والنقاشات حول تشكيل الحكومة التي بادر الرئيس بري الى اطلاقها بعد الاتصال مع الرئيس عون ثم اللقاء الذي جمعهما في بعبدا، تقول مصادر مطلعة ان الرئيسان اتفقا على اهمية الاسراع في التكليف والتأليف وبلورة وحسم الاصلاحات، وان رئيس الجمهورية لم يضع فيتو على احد عندما طرح بري اسم الحريري لكنه طلب البحث في هذه الامور مع الاطراف والكتل النيابية لبلورة الصورة تمهيدا للاستشارات النيابية الملزمة.
وتضيف المعلومات ان عون كالعادة ترك امر البحث بتسمية الحريري لهذه الكتل ومن بينها تكتل لبنان القوي الذي يرأسه صهره النائب جبران باسيل، وهذا ما كان فعله في المرة السابقة ايضا.
وبناء على هذه الاجواء مضى بري بمبادرته واجرى اتصالات بعيدة عن الاضواء واخرى معلنة في اطار تحقيق اوسع تفاهم على الحكومة ورئيسها وصيغتها. ثم رعى الاجتماع الثلاثي المطول الذي جمع الخليلين بباسيل لثلاث ساعات .فتبين ان الاخير يعارض ترشيح الحريري متذرعا بان التجربة معه في الحكومة السابقة لم تكن ناجحة ومشجعة. لكن الثنائي الشيعي اعتبر ان خيار الحريري في هذه المرحلة هو الخيار الاسلم والاوفر حظا للعمل جميعا من اجل الانقاذ.
وحسب مصدر مطلع عما دار في الاجتماع فان الثلاثة لم يتناولوا اسماء اخرى وتركوا استكمال النقاش في الاسم لمزيد من التواصل والبحث.واتفقوا على معظم الخطوط العريضة لمهمات الحكومة المقبلة وعلى الاصلاحات الرئيسية ،على امل الاتفاق على باقي النقاط.
وبقي الخليلان على تواصل مستمر بينهما ومع باسيل، تمهيدا لجلسة ثانية خلال الساعات المقبلة، مع الاشارة الى ان البحث يإخذ بعين الاعتبار ايضا تسريع البحث من اجل فتح الباب امام دعوة رئيس الجمهورية الى استشارات نيابية.
وتردد ان هناك سعياً لبلورة الوضع من اجل تحديد موعد الاستشارات النيابية الاربعاء او الخميس المقبلين، لكن المصدر قال ان هذا الامر لم يبت به وهو معلق على نتائج الاتصالات الجارية.
حظوظ الحريري
وفي ضوء ما جرى حتى الان ترى مصادر سياسية مواكبة للجهود الجارية ان اسم الحريري لم يسقط بعد من الحساب كأبرز مرشح يدعمه الثنائي الشيعي بالاضافة طبعا لكتلته القوية وللحيثية السنية التي يمثلها، كما يحظى باصوات نيابية اخرى على الصعيد المسيحي من المردة والطاشناق واخرين.
وبرأي المصدر ان جنبلاط الذي ابدى امس موقفا متشددا قابل لتعديل موقفه على ضوء نتائج الجولة التي ستنشط في الايام القليلة.
اما مسيحياً، فان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يتفقان حتى الان على رفض ترشيح الحريري لاسباب وغايات مختلفة. لكن المصادر تشير الى ان نتائج الاستشارات لتكليف رئيس الحكومة غير مقيدة بالميثاقية لا عرفا ولا دستورا.
من جهة اخرى فان السعودية لم تبد حتى الآن تعــديلا على موقفها الذي لايعطي انطباعا بانها تشجع أو تؤيد الحريري. وتقول المعلومات ان مصر دخلت علـــى خط الاتصالات لدعم الحريري وتزكيته لدى الرياض.
اما واشنطن فانها لا تبدي اهتماما صريحا بهذا الاسم او ذاك، وتفضل المراقبة بعد ان بعثت برسالتها الاولى عبر موفدها ديفيد هيل.
وكشف مصدر مطلع للديار امس ان موسكو تبدي اهتماماً هذه المرة اكثر من السابق بموضوع الحكومة اللبنانية وتدعم فكرة حكومة الوحدة الوطنية وتميل الى الحريري وان كانت حريصة على عدم الانغماس بالتسمية او التفاصيل.
واضاف انه بعد مساعد وزير الخارجية بوغدانوف فان وزير الخارجية لافروف ابدى اهتمامه هذه المرة لمتابعة الموضوع.
ازمة قرارات كورونا
على صعيد ازمة عودة كورونا للانتشار، ارتفعت بعد 24 ساعة من بدء تنفيذ قرار الاقفال الاصوات بــين مـــؤيد للقرار ومعارض له وفريق ثالث يطالب بتعديله ومراعاة الوضع المتردي للقطاعات الانتاجية والسـياحية.
ولوحظ ان تطبيق قرار الاقفال ومنع التجول مساء شهد تفاوتا بين منطقة واخرى، بينما شهدت الامكنة المستثناة مثل الافران والسوبرماركت خروقات كثيرة في تطبيق الاجراءات الاحترازية.
وناشدت قطاعات السياحة والمطاعم والفنادق وزير الداخلية تعديل او العودة عن القرار.
في هذا الوقت بقي ميزان تسجيل حالات كورونا مرتفعا في العديد من المناطق، ما يطرح علامات استفهام حول ما اذا كان قرار الاقفال لاسبوعين سيؤدي الى النتيجة المطلوبة، خصوصا ان تطبيق الاجراءات الوقائية من وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي وغيرها لا تحصل بالشكل المطلوب.
وفي هذا المجال قالت مستشارة الرئيس دياب بترا خوري ان وباء كورونا بات في مرحلة التفشي المحلي في كافة المناطق، مشيرة الى ان الاقفال ليس حلا لانهاء جائحة عالمية باقية معنا لفترة طويلة، انما يجب ان يحصل تغيير بأداء المواطنين والالتزام بالكمامة.
وعلمت “الديار” من مصادر مطلعة ان هناك خلافاً بين المسؤولين المعنيين حول قرار الاقفال وان وزير الصحة استند في توصيته الى بعض نصائح الهيئات الصحية الدولية والى تقارير الوزارة بالاضافة الى لجنة الصحة النيابية التي قال رئيسها عاصم عراجي امس ان لبنان دخل دائرة الخطر الشديد بعد امتلاء 80 بالمئة من اسرة المستشفيات المخصصة لفيروس كورونا، وهناك تخوف من انهيار القطاع الصحي.
وذكرت المعلومات انه جرى نقاش قبل القرار حول اقفال تام لفترة اقصاها اسبوع او لاسبوعين مع الاستثناءات الحالية واستقر الرأي على الاقتراح الثاني بتزكية من وزير الصحة ثم وزير الداخلية.
وفي اطار الضغط لاعادة النظر بقرار الاقفال اعلن رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي “اننا سنطالب باعادة النظر بقرار الاقفال على ان تطبق الاجراءات الوقائية بصرامة وحزم”.
وذكرت المعلومات انه جرى نقاش قبل القرار حول اقفال تام لفترة اقصاها اسبوع او لفترة اسبوعين مع الاستثناءات الحالية. وقر الرأي على الاقتراح الثاني بتزكية من وزير الصحة ثم وزير الداخلية.
الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: عملية عضّ اصابع في مفاوضات الحكومة … وبري لم يطفىء الموتور تكليف الحريري في عنق الزجاجة : التيار والقوات يلتقيان على عدم تسميته وجنبلاط رافض انفلاش كورونا يربك الجميع والقطاعات تضغط لوقف الاقفال والشلل