وسط تخبط حكومي في ملف السلع المدعومة في ظل خلاف واضح بين وزارتي الصناعة والزراعة على مقاربة الملف، يدفع ثمنها المواطن بسبب جشع التجار وغياب المحاسبة، وفيما تغيب الكهرباء دون تعليل الاسباب عن معظم المناطق، وتلوح في الافق ازمة محروقات، انقضى الاسبوع الاول من مهلة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ولا شيء يوحي حتى الان بوجود تقدم في تشكيل الحكومة، «فالجمود» سيد الموقف في ظل احجام رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب عن محاورة القوى السياسية التي سمته في الاستشارات النيابية غير الملزمة حول الحقائب واسماء الوزراء، وحتى مساء امس لم يكن قد تراجع عن موقفه السابق المتمسك بحكومة الـ 14 وزيرا على الرغم من ابلاغه من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون عدم موافقته على ذلك، مع الاصرار على «المداورة» في الوزارات، لكن الاكثر «اثارة» في عملية التاليف الجارية يبقى اصرار الرئيس المكلف على التمسك «بصلاحياته»، مستغلا وهج المبادرة الفرنسية، وهو يصر على توزيع الوزارات، كما يراه مناسبا، وتسمية الوزراء للحقائب دون استشارة القوى السياسية التي قد يمنحها في وقت لاحق خيار الاختيار بين عدد من الاسماء المقترحة من قبله… فهل ينجح في تمرير حكومة دون التشاور المسبق مع «الاغلبية»؟ ام ان رهانه سيصطدم «بجدار» الواقعية السياسية ولعبة «المصالح» العقيمة التي ستؤدي الى تضييع الفرصة الفرنسية؟ وهل ستسمح باريس في اجهاض احد رهانات رئيسها الشخصية في «المتوسط»؟
حالة انتظار
هذا الاسئلة ستتبلور اجوبتها خلال الايام المقبلة، وفي هذا الوقت، تعيش الاطراف السياسية المعنية بالتاليف حالة من «الانتظار» ريثما ينتهي اديب من «خلطته» الحكومية «ليبنى على الشيء مقتضاه»، وبراي اوساط محسوبة على الرئاسة الاولى فان الرئيس المكلف «فهمان القصة غلط»، لان التسهيل المطلوب من القوى السياسية لا يعني تهميشها والتعامل معها على انها غير موجودة، فرئيس الجمهورية ليس «باش كاتب» عند أحد ولن تمر اي حكومة دون توقيعه، كما ان الحكومة لن تبصر النور دون دعم «الاغلبية» النيابية، ومن غير المفهوم راهنا لماذا يصعب اديب الامور على نفسه؟ اما الرهان على الوقت لفرض تشكيلة حكومية غير «منطقية» فهو رهان في غير مكانه لان المبادرة الفرنسية لا تقوم على اساس الغاء الصفة التمثيلية للقوى السياسية، وانما تهدف الى تشكيل حكومة منسجمة مع الوقائع اللبنانية تقوم بمهمة اصلاحية عبر وزراء غير «استفزازيين» واصحاب كفاءة، لكن ليسوا من «عالم آخر»، او مفروضين عبر املآت غير معروفة «المصدر»..
مواكبة فرنسية دون تدخل ؟
وتجزم اوساط مطلعة بان الفرنسيين لم يتدخلوا بعد بهدف تليين مواقف الافرقاء السياسيين، ليس لانهم لا يواكبون التاليف، بل لان رئيس الحكومة لم يقدم بعد اي شيء كي يقبل او يرفض، لكنه يحاول في الشكل ادخال عرف جديد محفوف بالمخاطر في ظروف صعبة للغاية، واذا ما صدقت المعلومات حول رغبة اديب في تقديم اولى المسودات الحكومية يوم غد الاربعاء لرئيس الجمهورية، فان الزخم الفرنسي سيواكبه لمحاولة تعبيد «الطريق» امامه، خصوصا ان ايمانويل بون، وبرنار ايمييه، يتواصلان مع اديب ويحثانه على الاستعجال في تقديم رؤيته قبل نهاية الاسبوع كي تكون الهوامش متاحة لتدوير الزوايا اذا ما تعثرت الامور، كي لا تصاب المبادرة الفرنسية باولى نكساتها اذا ما تجاوز التاليف مهلة الاسبوعين، فيما تشير المعلومات الى رغبة من بعض الاطراف في الداخل وخصوصا رؤوساء الحكومات السابقين «لحشر» قوى الاغلبية النيابية بالوقت وتضييق هامش المناورة لديها، عبر تاجيل المسودة الاولى الى نهاية الاسبوع…؟
لا مساومة ..؟
ومع دخول المهلة الفرنسية اليوم الاول من الاسبوع الثاني، لا لقاءات علنية للرئيس المكلف، ولا موعد محدد بعد في قصر بعبدا، وسط معلومات بان اديب بات لديه تصور اولي لحكومة من 14 وزيرا، لم يعرضه بعد على احد، وهو يروج عبر مقربين منه بانه ليس في وارد تغيير موقفه، ولن يسمح باي مساومة تدخله في بازار سياسي حول الحقائب والاسماء، وهو بالتالي غير متمسك بتكليفه اذا لم تسهل القوى السياسية مهمته..
«التيار الازرق»
من جهته لا يزال تيار المستقبل «بمنأى» عن عملية التشكيل، ورئيس الحكومة سعد الحريري لا يرغب في التورط كثيرا في «المستنقع» الحكومي عبر محسوبين على «التيار الازرق»، وهو يرضيه خروج الاخرين من الحكومة عبر الترويج لحكومة اختصاصيين مستقلين مع علمه باستحالة حصول ذلك، لكنه يرى انه قام بما عليه وما قدمه من «تنازل» للرئيس الفرنسي عبر تبنيه تسمية اديب اكثر من كاف، برأيه، اما مهمة الضغط للتاليف فيتركها للفرنسيين، على الرغم من انه لن يتوانى عن اعلان مواقفه بصراحة اذا ما رضخ الرئيس المكلف للضغوط وعادت «حليمة» في «ميرنا الشالوحي» «لعادتها القديمة»..
«الثنائي الشيعي»
في هذا الوقت، لا يزال «الثنائي الشيعي» في ترقب لما ستؤول اليه التشكيلة «مسودة التشكيلة» الحكومية، على الرغم من ان اللقاء الاخير بين «الخليلين» واديب الاسبوع الماضي لم يكن منتجا، وفضل الرئيس المكلف «قضاء حوائجه بالكتمان»، لكن «عين التينة» «وحارة حريك» لا تزالان عن موقفهما بالتعامل بايجابية مع المبادرة الفرنسية، ما دامت تراعي التوازنات الداخلية، وتمنع البلاد من الانهيار، بعدما حسم الرئيس ماكرون ملفين اساسيين يتعلقان بالانتخابات المبكرة، وملف «السلاح»، وثمة انتظار لما سيحمله اديب الى القصر الجمهوري..
«التيار البرتقالي»
من جهتها، تشير اوساط التيار الوطني الحر الى ان اي لقاء لم يعقد بين اديب ورئيس التيار النائب جبران باسيل منذ الاستشارات النيابية، وثمة انتظار لتصوره الاولي حول الحكومة، وحتى الان لم يتخذ اي قرار حول جدوى المشاركة من عدمها، وحتى الان لم يتبلور بعد ماذا يعني اديب بتشكيل حكومة اختصاصين، وسيكون هناك موقف واضح بعدما تتضح «الصورة»، فهل سنكون امام اختصاصيين مسيسين، او مجرد تكنوقراط غير ملمين بالواقع السياسي..؟
عودة شينكر قريبة ؟
في هذا الوقت، لن يغيب الدبلوماسي الاميركي ديفيد شينكر عن بيروت كثيرا، ووفقا لمعلومات ديبلوماسية، فان المبعوث الاميركي عائد بعد ثلاثة اسابيع على ابعد تقدير لانجاز مهمة ترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية، بعدما وصلت الامور الى خواتيمها وكان بالامكان انجازها في الزيارة الاخيرة، لكن الاجندة الاميركية مبرمجة على مواعيد الانتخابات الرئاسية، حيث سيعمد الرئيس دونالد ترامب الى استغلال «الانجاز» في حملته الانتخابية، وقد ارجأ موعد انهاء الملف كي لا يتزامن مع «صخب» التطبيع بين الامارات واسرائيل، وهو يرغب بان يقدمه كانجاز خارجي مستقل يريح اسرائيل، وفقا لاعتقاده، في ظل حراجة موقفه الداخلي.. وهذا ما يفسرعدم رغبة شينكر في لقاء اي مسؤول لبناني رسمي، وتاجيله تقديم جواب حاسم على ما تم انجازه في التفاوض مع الرئيس نبيه بري..
سد بسري «صيني»؟
في هذا الوقت تبدو وزارة الطاقة مصرة على المضي قدما بمشروع سد بسري بعدما الغى البنك الدولي قراره صرف 244 مليون دولار للمشروع، ووفقا لمعلومات «الديار» بدأ الوزير ريمون غجر العمل على فتح قنوات اتصال مع مسؤولي البنك الدولي في محاولة اخيرة لاقناعهم بالعدول عن قرارهم، وبالتوازي مع بدأ العمل على مسار جديد يعوض انسحاب البنك الدولي من المشروع من خلال اتصالات مع السفارة الصينية في بيروت لاقناع بكين بالدخول على خط التمويل اما حكوميا او عبر شركات خاصة، وقد تضمن الملف المرسل الى السفارة الصينية القانون الصادر عن المجلس النيابي عام 2015 فضلا عن دراسات بيئية تؤكد جدوى المشروع…
«التيار» يرد بعنف
وبعد ساعات من «الصمت» رد التيار الوطني الحر بعنف على كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في ذكرى شهداء القوات، واتهمه «بالاصرار على نكء الجراح وإثارة الغرائز ومواصلة نهجه لعرقلة الرئيس ميشال عون ومنعه من أن ينجز في رئاسة الجمهورية… واشار «التيار» الى ان جعجع تآمر على العهد لاسقاطه في لحظة احتجاز رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، وهو الذي انتزع الخوّات من جيوبنا ليبني منها قصرا ويشتري العقارات، ولا في الشأن الحياتي وهو الذي إمتهن إنتزاع حياة الناس واغتيال قادتهم، ولا في البيئة وهو الذي زرعتْ ميليشياته النفايات السامة في جبالنا منذ سنوات. كان خطابه خاوياً من أي طرح وممتلئاً تحريضاً وافتراءات؛ امّا طبعه الميليشياوي فيغلب قدرته على التطبّع مع السلام. لم يخرج من ماضيه بل بقي أسير زنزانة الحقد، يرفض أيّ مصالحة بين اللبنانيين، ولو استطاع أن يخرّبها جميعها لما قصّر. يزعجه «تفاهم مار مخايل» لانه قرّب اللبنانيين من بعضهم، ويندم على المصالحة بين المسيحيين لأنّها لم تلبِّ رغبته بالاستيلاء على السلطة.. وختم التيار بالقول : «عبارة واحدة تختصر سلوك هذا الرجل هي «شهوة الرئاسة» لكننا نقول له انّ من كان مثله، ومن صدرت بحقّه احكامٌ مبرمة من المجلس العدلي باغتيال زعماء وقادة ومسؤولين سياسيين، مكانه معروف وهو لا يمكن أن يصل الى رأس الدولة» …
العودة الى المدارس
وفيما سجلت وزارة الصحة 400 اصابة جديدة بـ «كورونا»، و9 حالات وفاة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، قرر وزير التربية طارق المجذوب، بدء العام الدراسي في 28 من الشهر الجاري، وفقا للطريقة «المدمجة»، مع التزام الاجراءات الصحية المناسبة، وسيعتمد استثنائيا في الثانويات والمدارس الرسمية تقسيم الشعب الى مجموعتين في الفصل الاول من العام الدراسي، وريثما تعود الاوضاع الصحية الى طبيعتها، تضم كل منهما 50 % من عدد تلامذة الصف الاجمالي، بما لا يزيد عن 18 تلميذا في المجموعة الواحدة وبما يضمن التباعد الاجتماعي اللازم، على ان تحضر المجموعة الاولى طوال ايام الاسبوع وتليها المجموعة الثانية في الاسبوع التالي، وعلى ان تتابع المجموعة الاولى التعليم عن بعد اثناء وجود المجموعة الثانية في المدرسة وبالعكس، مع الحفاظ على الدوام الرسمي للمعلمين والأساتذة دون زيادة، أما بالنسبة إلى سيناريو التعلم المدمج للمدارس الخاصة، فتختار كل مدرسة السيناريو الذي يراعي خصوصيتها. واستثنائيا لهذه السنة تقلص المناهج الى النصف تقريبا في صفوف التعليم العام. وستنشر قريبا على صفحات المركز التربوي للبحوث والإنماء..
انفجار المرفأ
وفي ملف انفجار المرفأ، تابع المحقق العدلي القاضي فادي صوان، تحقيقاته في الملف، واستمع امس الى افادات اربعة شهود، على ان يستمع اليوم الى عدد من الشهود ايضا، كما رد القاضي صوان طلبات تخلية سبيل ثلاثة موقوفين في الملف وقرر ابقاءهم قيد التوقيف…