أكد رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ في حديث الى “تلفزيون لبنان”، ان “الاعلام ليس السلطة الرابعة انما هو السلطة الاولى لانه هو من يوجه الرأي العام وله دور كبير في ذلك، لا سيما في تعزيز الانقسام السياسي او في تعزيز المشترك بين اللبنانيين”.
وقال: “الاعلام يقوم بوظيفة مزدوجة، وظيفة البناء ووظيفة الهدم. وفي لبنان الاعلام يقوم بالوظيفتين في آن معا للاسف، نحن الان في وضع سياسي مأزوم وفي ظل ازمة اقتصادية حادة وازمة اجتماعية وطوائفية طاغية، وبالتالي ينبغي ان يكون دور الاعلام بناء ومهدئا”.
اضاف: “يمكن للاعلام ان يقوم بتصويب الاداء السياسي وان يحدد هو البوصلة التي توصل اللبنانيين الى المكان الصحيح، لا سيما واننا الان على ابواب مصير مجهول. هناك اجتماع شكلي على تأييد المبادرة الفرنسية وهناك انقسام حول هذه المبادرة، يفترض تعميق المشترك بين اللبنانيين قبل القول ان الخارج يحمل لنا الحل”، معتبرا ان “الخارج يستفيد من سوء التدبير الداخلي، وهذا معروف تاريخيا”.
وقال: “على الخارج ان يلبي حاجات الداخل اللبناني لا ان يلجأ الى سياسات الفرض، لان الفرض بدون تقديم تنازلات متبادلة سيوصلنا الى ازمة كبيرة. نحن في مأزق حكومي وعلى الرئيس الفرنسي ان ينقذ مبادرته، لان هناك جهات خارجية لا تريد نجاحها”، مشيرا الى ان انقاذ هذه المبادرة يكون بدفع كل الاطراف الى تقديم تنازلات متبادلة لا سياسات فرض تؤدي الى انفجار الداخل تأخذنا الى مكان، اشار اليه وزير خارجية فرنسا، وهو زوال لبنان او نهايته”.
وتابع: “على الاعلام ان يشدد على المعلومات الصحيحة والدقيقة والمسنودة الى مصدر موثوق وان يأخذ طابعا موضوعيا، ويترك للمشاهد ان يستنتج الحقيقة. لكننا نشهد وباستمرار من جانب المؤسسة الاعلامية، سواء كانت مرئية او مسموعة او مكتوبة، ايحاءات معينة تحاول ان تحملها للخبر، فتضيع الحقيقة على المواطن، وهذا الامر نلمسه في مقدمات الاخبار المختلفة”، مؤكدا ان “الاعلام المستقل هو الاعلام الذي يحتاجه لبنان”.
ولفت محفوظ الى ان “الاعلام اللبناني اصبح الآن مأزوما، بعد ان اصبح لدى الخليج الآن مؤسساته الاعلامية، فقد كان في السابق يستفيد من تمويل متعدد الجهات ومن الاعلان الخليجي، اما الان، فالذي يمول يريد ان يستخدم المؤسسة الاعلامية لحاجاته السياسية والاعلامية الخاصة في بلده وليس لحاجات لبنان”.
وقال: “كان الاعلام يعيش من مصدرين، الاعلان او المبيع من الصحافة المكتوبة التي اصبحت تكلف اكثر من سعرها. الاعلان اصبح مرتبطا بالحسابات السياسية التي تمول، لان الاعلام اللبناني لا يمكن ان يمول اكثر من صحيفة. لذلك لاحظنا ان هناك عددا كبيرا من الصحافة المكتوبة أغلقت والاخرى تعاني. اما بالنسبة الى الاعلام المرئي، فهو يعيش من مصدرين، الاعلان والصناعة الدرامية، وللاسف هي في حالة تراجع مستمر. للاسف، لبنان لم يستطع ان يكون منصة للصناعة الدرامية في المنطقة والاعلان المحلي تراجع كثيرا ولم يعد كافيا، ما يؤدي الى استتباع المؤسسات الاعلامية للخارج اذا ارادت ان تستمر وتعيش. وهذا يتناقض مع المصلحة اللبنانية. وهنا دور الدولة، ولكن فكرة الدولة الى تراجع كبير، فالدولة لا تطبق القانون في المجال الاعلامي كما انها لا ترعى هذه المؤسسات لايجاد الحلول والمخارج لوضعها، ولذلك الاعلام مأزوم، وتترجم ازمته بتلبية الانقسامات والانشقاقات الداخلية ولا يستطيع الخروج عليها ليقدم الموقف المطلوب لبنانيا، وهو تعزيز الوحدة الداخلية وتصويب الاداء السياسي المطلوب. هذا هو الواقع، وعلى اللبنانيين ان يعترفوا به، لذلك انا لا ارى ان هناك نوافذ فعلية للمخرج المأزوم الذي نحن فيه في لبنان. فكما الوضع الاعلامي مأزوم، الوضع الاقتصادي ايضا والقطاعات الاخرى”.
وختم محفوظ مشددا على “دور الاعلام في تعزيز فكرة المواطنة لمواجهة الطائفية، هذا هو دوره الحقيقي ليكون منصة للتغيير”.