تراوح الازمة الحكومية مكانها، فلا جديد تحت شمس «التشكيل» والتعقيدات تزداد ومن لم يشترط قبل مبادرة الحريري التنازلية يفرض شروطه اليوم. ورغم الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف مصطفى اديب مع الثنائي الشيعي لحل عقدة المال وتمثيل الحزب والحركة في الحكومة العتيدة، لا توحي الاجواء على ضفة التأليف بالخير، بل على العكس، تبدو ضبابية غير مشجعة.
لا حلحلة: وفي وقت كان يفترض ان يزور اديب بعبدا ظهر أمس، أجرى صباحا اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وطلب تأجيل الموعد الى بعد الظهر فتم تحديد آخر في الخامسة عصرا، وبالفعل حضر أديب والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس الحكومة المكلف الدكتور مصطفى اديب، وقال للصحافيين:
ونقلت «المركزية» عن مصادر مطلعة ترجيحها ان يكون الرئيس المكلف في وارد اجراء اتصالات مهمة في الساعات الفاصلة عن موعد اليوم من شأنها ان توضح مسار التطورات بحيث يضع الرئيس عون في ضوئها. وافادت المعلومات ان اللقاء الذي جمع اديب بالخليلين مساء قد يسهم في ضوئه في اشاحة الضبابية عن مصير التشكيل سلبا او ايجابا، علما ان «الخليلين أبلغا الرئيس المكلف بأنّ الثنائي الشيعي سيسمّي الوزراء الشيعة لغير وزارة المال».
عقد اضافية: وبحسب المواقف، لا يبدو ان حل عقدة «الثنائي»، اذا ما تمّ، سيعني اقتراب موعد ولادة الحكومة. فغداة اعلان رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، انه لا يوافق على ان يختار الرئيس المكلف مَن يمثّل المردة في الحكومة من دون استشارته، خصوصاً ان كتلته سمّت أديب، ليستشيرها لا ليتجاوزها… غرد رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر»، «اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة».
من جهتها، تبدي اوساط الطاشناق ايضا تشددا حيال اختيار الوزراء الارمن في الحكومة العتيدة. وكل ذلك يحصل فيما تتحدث معلومات عن توجّه لدى بعبدا للتمسك باختيار الوزراء المسيحيين، فرئيس الجمهورية لا يمكن ان يبصم على وزراء لا يعرفهم يُسقطهم عليه رئيسُ الحكومة، في وقت تكثر الاسئلة عن مصير مبدأ «المداورة» الذي قد ترى بعض القوى انه من غير المنطقي ان تنطبق على وزارات وتُستثنى منها أخرى.
قبلان يصعّد: على اي حال، لا تبدو العقبة الشيعية ستحلّ الا بتراجع اديب عن شروطه. وتأكيدا على ذلك، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بكل محبة نسأل أهل الحياد عن أي حياد نتحدث، بينما يجري تشكيل حكومة في كواليس ومطابخ ما وراء البحار! وهذا ما نرفضه ونمانعه بموقفنا الواضح والحازم الذي يقول لا لرهن البلد، ولا لتطويبه للخارج (…).
وفيما يحكى عن دخول مصري على خط التشكيل، لتسهيل ولادة الحكومة، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مع سفير مصر لدى لبنان ياسر علوي، في الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
الى ذلك اكدت مصادر سياسية لـ«الشرق» ان الرئيس المكلف قدم لكل حقيبة ثلاثة أسماء ليتم التوافق مع الرئيس على واحد منها، لا سيما أسماء الوزراء المسيحيين.
وفي المعلومات ايضاً ان الرئيس عون لم يوافق على المشروع، وان اتصالات جرت قبل وبعد اللقاء بين حارة حريك وبعبدا في وقت لم تنقطع الاتصالات بين اديب وباريس. وبنتيجة اتصالات الرئيس المكلف والجانب الفرنسي عُلم ان الرئيس ماكرون لم يطلب تمديد المهلة أمام التأليف وعلى اديب ان يقرر ما اذا كان سينقل عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم صيغة نهائية الى قصر بعبدا حتى اذا قبلها الرئيس أُصدرت مراسيم تشكيل الحكومة…. أو الاعتذار.
علماً، وفق المعلومات ذاتها، ان الثنائي الشيعي لم يتراجع عن اصراره على تسمية الوزراء الشيعة كما ان الرئيس المكلف لن يتراجع عن حقه الدستوري في هذه التسمية.
وسربت اوساط ليلاً ان أديب قدم ثلاثة أسماء لتولي حقيبة المالية هي لإحدى السيدات ومحمد الحاج وناصر السعيدي، ويبدو ان الثنائي الشيعي لم يتجاوب ليس اعتراضاً على الاسماء بل تمسكاً بموقفه بالتسمية.
باختصار، ودائماً وفق تلك المعلومات، فإننا اليوم امام قرار حاسم: التأليف او الاعتذار.
ضغط للعفو: في مجال آخر، وعشية الجلسة التشريعية الاسبوع المقبل المدرج فيها قانون العفو العام، وعلى رغم ان طبيب سجن رومية ابلغ المسؤولين في الاجتماع الذي عقد في بعبدا ان المساجين لا يتجاوبون مع الاجراءات المطلوبة للوقاية من «كورونا» ما يؤشر الى تعمّد رفع عدد الاصابات لممارسة المزيد من الضغط لاقرار العفو، واصل اهالي الموقوفين تصعيدهم للضغط في الاتجاه نفسه، فعمدوا الى قطع طرقات عدة امام سراي طرابلس، ساحة ايليا في صيدا وتقاطع المدينة الرياضية في اتّجاه بيروت من اجل الضغط على المسؤولين لاقرار العفو.
خارج السيطرة: صحيا، ومع توسّع دائرة الاصابات بكورونا واقتحامه السجون، حذر رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، من أنّ «فيروس «كورونا» خرج عن السيطرة في لبنان، ومن الصعب جدًّا السيطرة عليه إذا استمرينا بالطريقة نفسها»، موضحًا أنّ «هناك إجراءات وُضعت منذ بدء تفشّي الوباء في شباط الماضي، منها ضرورة ارتداء الكمامة والتزام التباعد الاجتماعي والتعقيم، لكنّها لا تُطبّق كما يجب». وأكّد في حديث إذاعي، أنّ «للحدّ السريع من انتشار الفيروس، يجب الالتزام بالإجراءات الوقائيّة، بغياب اللقاح في الوقت الحالي. هذا هو الأمر الأنجع لوقف الانتشار»، مشيرًا إلى «أنّنا إذا لم نقم بذلك، فنحن متّجهون إلى عدد إصابات أكبر، والخوف أن تكون الإصابات خطرة وتستلزم دخول العناية الفائقة، الّتي أصبح 80 في المئة منها معبأ». وشدّد عراجي على أنّ «هناك إجراءات اتُخذت، لكن الوزارات المعنيّة لم تطبق الإرشادات».