وفي اليوم التالي لاعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب، ببيان، كشف حيثيات قراره، وسلم الى الرئيس ميشال عون، الذي قبله على الفور، من دون ان يسارع الى تحديد موعد جديد لإستشارات نيابية ملزمة، لتسمية الشخصية جديدة لتأليف “حكومة مهمة” ما يزال متمسكاً بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، سارع الاليزيه الى تنظيم مؤتمر صحفي، كاشف فيه اللبنانيين، ولا سيما الطبقة السياسية، بما انتهت اليه، بعد اعتذار اديب، وضمنه خلاصة نظرته ازاء ما حصل، ونيته في ما خصّ المستقبل..
وسط هذا الخضم، تحدث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن “فرصة أخيرة” للمسؤولين اللبنانيين للوفاء بتعهداتهم.. مستبعداً العقوبات، التي “لا تبدو لي الخيار المناسب حالياً، ولا تستجيب الى الحاجة، وما علينا القيام به هو ممارسة الضغط السياسي”، معرباً عن قناعته بأنه لا يخشى من وقوع حرب اهلية.
ورأى انه لا يمكن تشكيل حكومة” من دون الطائفة الشيعية؟ هذا الطرح ليس واقعياً”.
وقال ماكرون: لا اريد ان اقول ان لا امل في أي حل سياسي وحزب الله استفاد من قوته، ولعب دور “مجموعة إرهابية” وميليشيا وحان الوقت له ان يوضح اللعبة، فلا يمكن ان يرهب الآخرين بقوة السلاح، ويقول انه طرف سياسي.
واكد ماكرون: لا احد يستطيع مالاً في لبنان، طالما ظلت الامور على حالها، والحل الوحيد هو “حكومة مهمة” وان تكون كل طائفة ممثلة فيها، ولكن دون ان يكون الوزراء رهائن طائفتهم.
ووصف الوضع في لبنان بأنه “دقيق على النحو الأمني والسياسي والاقتصادي في لبنان”.
وأعلن الرئيس ماكرون أنه “اخذ علما بالخيانة الجماعية” للطبقة السياسية اللبنانية بعد إخفاقها في تشكيل حكومة، خلافا للتعهدات التي اعلنتها في أول أيلول خلال زيارته الثانية للبنان.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي في باريس إن الاطراف اللبنانيين “يتحملون كامل المسؤولية” عن هذا الفشل مضيفا: ان أمامهم “فرصة أخيرة” لاحترام هذه التعهدات بهدف تشكيل “حكومة بمهمة محددة تحصل على المساعدة الدولية”.
واضاف ماكرون “إن “خارطة الطريق (التي اعلنت) في الاول من ايلول باقية(…) إنها المبادرة الوحيدة التي اتخذت على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي(…) لم يتم سحبها من الطاولة(…) ولكن يعود الآن الى المسؤولين اللبنانيين أن ينتهزوا هم هذه الفرصة الاخيرة”.
وخلال مؤتمره الصحافي امس الاحد وجه الرئيس الفرنسي سهامه الى حزب الله قائلا أن عليه “ألا يعتقد أنه أقوى مما هو”. وقال ماكرون إن حزب الله “لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه جيشا يحارب اسرائيل وميليشيا في سوريا وحزبا يحظى باحترام في لبنان. عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين. وفي الأيام الاخيرة، اظهر بوضوح عكس ذلك”. كما قال الرئيس الفرنسي إنه “يخجل” مما يقوم به القادة اللبنانيون منددا بـ “نظام من الفساد يتمسك فيه الجميع لأن الجميع يستفيدون منه”، مضيفا “اليوم، يقوم بضع عشرات من الاشخاص بإسقاط بلاد”.
وقال: انا آسف ان السلطات اللبنانية لا تريد ان تتحمل مسؤولية هذا الفشل، والكل يريد تغليب مصالح عائلاتهم وفريقهم السياسي، مضيفاً: يجب ان يتحملوا المسؤولية كاملة، وهي ستكون ثقيلة.
وقال: من الان وحتى نهاية تشرين الاول كما التزمت سابقا، سنرتب مع الامم المتحدة والشركاء الدوليين مؤتمرا جديدا للاستفادة من المساعدات الدولية للشعب اللبناني وفي قطاعات الصحة والغذاء والتعليم والمأوى ايضا. وهو التزام تجاه الشعب اللبناني وغير مشروط.
واضاف: خلال عشرين يوماً سأجمع اعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان لتجديد وحدة المساعدات للبنان على مراحل، على ان يتم الاعلان عن نتائج التحقيق في انفجار المرفأ وتحديد المسؤولية.
واعلن اننا ندخل في مرحلة جديدة لمن على السلطات اللبنانية ان تقرر وتعطي جوابها. وحيا الجيش اللبناني واكد استمرار فرنسا بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني.
وفي السياق الدولي، أعربت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية عن “خيبة أمل” الولايات المتحدة من الطبقة السياسية اللبنانية، وذلك لعدم إعطائها الأولوية للشعب اللبناني على “السياسات التافهة”.
وقالت المتحدثة لـ”الحرة” إن الوزارة اطلعت على نبأ تنحي أديب. وأضافت أن “اختيار وتعيين حكومة جديدة هو قرار يعود للشعب اللبناني الذي نزل إلى الشوارع، منذ ت1 الماضي، للمطالبة بإصلاح اقتصادي ومؤسساتي وحكم أفضل ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة”.
واستطردت بالقول إنه “للأسف وعلى الرغم من الأزمة المالية وانفجار المرفأ لا يزال العمل يسير كالمعتاد في بيروت”.
وختمت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بالقول إنه “وكما أشرنا نحن ومجموعة الدعم الدولية فإن أي حكومة تأتي في المستقبل يجب أن تلبي التطلعات والاحتياجات المشروعة التي عبر عنها الشعب اللبناني من خلال تنفيذ إصلاحات ذات مغزى على وجه السرعة. وأنه فقط ومن خلال رسم اتجاه جديد مخصص للإصلاح ومكافحة الفساد يمكن للحكومة المقبلة مساعدة لبنان على الخروج من الأزمة الحالية”.
وهكذا، بعد إعتذار الرئيس اديب عن تشكيل الحكومة للأسباب المعروفة، انكفأت القوى السياسية لمراجعة حساباتها وتحديد خياراتها للمرحلة المقبلة، حيث من المفروض العودة الى الاستشارات النيابية الملزمة بعد فترة قصيرة لتكليف شخصية اخرى تشكيل الحكومة. وستكون تجربة مصطفى اديب محل تقييم سياسي لدى الاطراف كافة.
وثمة من اقترح في الدائرة المقربة من الرئيس عون ان تجري عملية الاستشارات الاسبوع الحالي في ابعد تقدير، على ان يحصل لقاء مسبق بين عون والشخصية التي يتم الاتفاق على تكليفها من اجل تحديد التوجهات الكبرى للحكومة شكلاً ومضموناً، ويتم الاتفاق عليها مع الرئيس نبيه بري والقوى السياسية الاساسية، ليمر التكليف والتأليف بسلاسة. ولكن يبقى السؤال عن موقف الرئيس سعد الحريري وكتلته النيابية، والى اي حد سيتجاوب مع الرغبة في التسهيل والتراجع عن الشروط التي وضعت خلال اتصالات تشكيل حكومة الرئيس المعتذِر.
وقال مصادر سياسية لـ”اللواء” ان هناك وقتا اضافيا او تمديدا ان جاز القول للمبادرة الفرنسية لكن ذلك لا يعني الى ما شاء الله مؤكدة ان المسألة اضحت تتعلق بتعاطي الأطراف السياسية حيالها قبل نفاذ ذلك الوقت ورأت ان الاسابيع المقبلة كفيلة بتوضيح الصورة.
واعتبرت ان السعي لحكومة مهمة لا يزال الأساس او السقف الذي يتحكم بتأليف الحكومة. واوضحت ان تحديد موعد الأستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة يكلف تأليف الحكومة الجديدة ينتظر مشاورات الكتل والاتصالات الجديدة.
8 آذار: لحكومة سياسية
واشارت مصادر سياسية نافذة في فريق 8 آذار لـ”اللواء” انها، وبعد تقييم الموقف منذ تكليف السفير مصطفى اديب تأليف الحكومة الى لحظة اعتذاره، وما رافق ذلك من ملابسات، وتعقيدات، وخلصت الى ما يلي:
1 – التمسك بتشكيل حكومة سياسية بالكامل، وليس حكومة تكنوقراط او اخصائيين.
2 – عدم التمسك باعادة تكليف سعد الحريري الا بشروط واضحة.
3 – الاصرار على اعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال، حتى التوافق على شخصية لتأليف الحكومة تكون مستقلة.
4 – عدم الاستعداد لاعادة تجربة السفير اديب.. بأي شكل من الاشكال..
ورشح الرئيس نجيب ميقاتي مجددا الرئيس سعد الحريري لتأليف حكومة سياسية- تقنية، قوامها 20 وزيرا، 6 وزراء يمثلون الطوائف سياسياً، و14 وزيراً اخصائياً.
وحمل د. سمير جعجع “الثنائي الشيعي” مسؤولية اعتذار الرئيس مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة، وعرقلة المبادرة الفرنسية.
وتمنى جعجع على تيار “المستقبل” من جهة والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة اخرى، واي نائب للاستقالة من مجلس النواب من اجل الذهاب باتجاه انتخابات نيابية مبكرة، وعندها ستظهر الحقيقة على نصاعتها.
الحراك في الشارع
واستبق الناشطون المؤتمر الصحفي لماكرون، بقطع الطريق في جل الديب، في اشارة تضامني مع شهداء الجيش اللبناني والقوى الامنية الذين سقطوا في وادي خالد والمنية.. كما قطع شبان الاوتوستراد الشرقي في صيدا بالاطارات المشتعلة، ومستوعبات النفايات احتجاجاً على الوضع الاقتصادي والمعيشي.
اليونيفيل في بيروت
في إطار دولي متصل، بدأت وحدة من قوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب، مهمة المساعدة على إزالة الانقاض واعادة البناء بعد الانفجار الذي ضرب بيروت في 4 آب، وذلك يأتي الانتشار الذي جرى في وقت مبكر من صباح امس في أعقاب تفويض من مجلس الأمن الدولي للبعثة باتخاذ “إجراءات مؤقتة وخاصة” لتقديم الدعم للبنان وشعبه في أعقاب الانفجارات. وانتشر جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في العاصمة اللبنانية ومعهم آليات ثقيلة ومعدات أخرى
إن مساعدة اليونيفيل، والتي سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل خلال حوالي ثلاثة أسابيع، ستكون عملياتية في المرفأ وكذلك في وسط المدينة بفريق عمل يرتكز على المهندسين. كما ستكون مجالات الدعم الرئيسية على الشكل الآتي: إزالة الأنقاض وأعمال البناء من أجل تسهيل الاستئناف السريع للعمليات في مرفأ بيروت.
وبعد انتشار قوة اليونيفيل في بيروت، قال اللواء ديل كول: “إنها لحظة خاصة لنا جميعاً في اليونيفيل لكوننا نقدم بعض الدعم الملموس للسكان المحتاجين. من المهم لبعثة مثل اليونيفيل تضم أكثر من عشرة آلآف جندي أن تساعد البلد الذي يستضيفنا منذ أكثر من 42 عاماً. ويتماشى هذا الدعم أيضاً مع النداء الأخير لمجلس الأمن الدولي لتعزيز التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية”.
36240
واعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1012 اصابة كورونا، رفعت العدد التراكمي الى 36240 اصابة منذ 21 شباط الماضي، كما سجل 7 وفيات.
واعلنت خلية الازمة في طرابلس عن تسجيل 100 اصابة جديدة بالفايروس في القضاء، خلال 24 ساعة.