كل فريق ادلى بدلوه وافرغ ما في جعبته من مواقف، بعيد اطلالة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الا الثنائي الشيعي، معرقل المبادرة وصاحب النصيب الاكبر من العتب واللوم والاتهامات في مؤتمر الرئاسة الفرنسية. فالكلمة الفصل سيقولها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالة مسائية اليوم.
اما في التحركات فجمود قاتل وضبابية تغلف المصير الحكومي. من التكليف وهوية من سيتولى المهمة المستحيلة بعدما «كعّت» مصطفى اديب الذي تلقى دعما داخليا ودوليا لم يمكنه من تجاوز فائض قوة شروط حزب الله وحركة أمل وقادة الطائفة الشيعية الروحيين، الى التأليف اذا وُجد من يتبرع لهذه المهمة. فهل يمتد التكليف والتأليف الى ما بعد الانتخابات الاميركية حينما تفك ايران اسر لبنان العالق في شباكها نتيجة اصرار فريق سياسي يقدم مصالحها على لبنانيته ويمنن اللبنانيين بمقاومة اسرائيل والارهاب دفاعا عنهم علما ان احدا لم يكلفهم هذه المهمة ولا حصرها بهم.
لا استشارات: غداة الكلام عالي السقف الذي اطلقه ماكرون معلقا على اعتذار اديب وتعثر المبادرة الفرنسية، والذي حمّل فيه القوى السياسية عموما وحزب الله (ومعه امل) خصوصا مسؤولية هذا الإخفاق، سيطر جمود ثقيل على الساحة اللبنانية وسط غياب لاي حركة اتصالات على الخط الحكومي.
وفي السياق، أكّدت مصادر متابعة للملف الحكومي أنّها في مرحلة تقييم لكل ما جرى ولا سيما بعد اعتذار الرئيس مصطفى أديب لمعرفة ما هي الخطوة الاولى. وقالت: «الذي حصل مع اديب وضع اطرا جديدة لمقاربة الملف الحكومي ورئيس الجمهورية سيرى كيف ستكون الخطوة التالية وفق الالية الدستورية». وشدّدت المصادر على أن لا دعوة لاستشارات نيابية ملزمة خلال الأيام المقبلة.
نصرالله يرد اليوم: وفي وقت لم يرد اي تعليق من قبل الثنائي الشيعي على مواقف ماكرون الحازمة، اوضحت مصادر مقرّبة من حزب الله لـ»المركزية» «ان ما قاله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس لجهة تحميله الثنائي الشيعي، وتحديداً حزب الله مسؤولية إفشال المبادرة الفرنسية فيه الكثير من التجنّي والظلم بحق الحزب، ولو انه اراد ان يساوي بين معظم القوى السياسية لجهة تحميلها مسؤولية الوضع». واشارت المصادر الى ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله سيتطرّق بشكل مفصّل في اطلالته الى كلام الرئيس ماكرون ومسار المبادرة الفرنسية.
المبادرة مكتوبة: من جهته، أكّد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل ان «لا اتصالات أو مشاورات حاليًا على المستوى الداخلي في الشأن الحكومي، لافتًا إلى أنّ لا شيء يمنع التشاور بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال «لا تعليق على ما ورد في مؤتمر الرئيس الفرنسي والمبادرة التي اتفق على تفاصيلها مكتوبة وموزعة ومعروف ما ورد فيها».
عون متمسك: على اي حال، بقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم على تمسكه بالمبادرة الفرنسية في ما خصّ الازمة اللبنانية. وقد أكد ذلك خلال استقباله في قصر بعبدا، سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الديبلوماسي في لبنان، منوهاً بالاهتمام الذي يبديه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيال لبنان واللبنانيين. وأسف عون لعدم تمكن الرئيس المكلف مصطفى اديب من تشكيل الحكومة الجديدة وفق مندرجات مبادرة الرئيس الفرنسي.
التشكيل والصندوق: في المواقف الخارجية من التطورات اللبنانية، عبّر الاتحاد الأوروبي عن شعوره بخيبة الأمل والقلق بسبب اعتذار الرئيس مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، وحث لبنان على تشكيل حكومة للحصول على دعم مالي من صندوق النقد الدولي. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إن التكتل ينظر «بخيبة أمل وقلق لاستقالة رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب والملابسات التي أدت إلى قراره». واعتبر أنّ «على القيادات في لبنان التوحد وبذل كل ما بوسعها لتشكيل الحكومة بسرعة»، مؤكّدًا أنّ «التشكيل السريع للحكومة سيكون ضروريًا أيضًا للتوصل إلى اتفاق مطلوب بشكل عاجل مع صندوق النقد الدولي».
ايران: في المقابل، يبدو ان التشدد في المطالب لاسيما على ضفة الثنائي الشيعي، مستمر، ولن يتغير قريبا. وفي هذه الخانة يمكن وضع كلام المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الذي قال تعليقا على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول لبنان، ان «موضوع لبنان ملف داخلي يجب حله ضمن البيت اللبناني» ومشيرا الى أنه «توجد بين إيران وفرنسا محادثات لكن طهران لا تدعو أي دولة أجنبية للتدخل في لبنان».
قبلان: وبالتزامن مع هذا الموقف الذي يعني عمليا ان ايران لن تتدخل لدى حزب الله لتليين موقفه، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن «المطلوب اليوم هو تشكيل حكومة وزن وطني وليس حكومة وكالة دولية، وما عرضه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالأمس فيه ظلم سياسي فادح (…)».
كورونا: كورونيا، الفيروس يتفشى بسرعة. وعشية جلسة لمجلس النواب الاربعاء ستناقش قانون العفو العام، اشار مساجين من رومية الى ان الاصابات في السجن تتخطى الـ300. اما في داخل القصر الجمهوري، فسُجِّلت حوالى عشر إصابات بالفيروس حتى الآن، من بينهم موظف كبير يلتزم الحجر المنزلي، بالإضافة الى موظفين وضبّاط من فريقٍ أمن الرئيس ومرافقين وسائق. أما الوضع الصحي للمصابين فيتفاوت بين عوارض طفيفة وأخرى قويّة. واشارت المعلومات الى أنّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون خضع لفحص مخبري أتت نتيجته سلبيّة، وهو سيخضع لفحصٍ آخر منتصف الأسبوع الجاري في إطار متابعة حالته الصحيّة.
تهريب عبر القاع: في مجال آخر، وفيما يواصل الجيش تعقب الارهابيين حيث داهمت وحدات منه عددًا من المنازل المحيطة بمنزل الإرهابي عمر بريص، وأوقفت توفيق عكوش احد تجار السلاح المقرب من الموقوف خالد حبلص، اعلن رئيس بلدية القاع بشير مطر، ان «في وقت يخوض الجيش والاجهزة الامنية معارك ضارية ضد الارهابيين في الشمال اللبناني ويستشهد فيها خيرة عناصره، حدودنا مشرعة للتهريب من المازوت والبنزين على حساب شعبنا وأمواله وأرزاقه. والاخطر هو تهريب الاشخاص العاديين والارهابيين ودخولهم وخروجهم من والى الاراضي اللبنانية بكل سهولة لقاء حفنة من المال».
الاستماع الى جريصاتي: قضائيا، تابع المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، تحقيقاته في الجريمة واستمع الى شهادة كل من وزير العدل السابق سليم جريصاتي وصاحب احدى شركات الشحن في مرفأ بيروت.