الرئيسية / سياسة / كلمات وفاء ونعي ورثاء بالصحافي الكبير عامر مشموشي
عمر مشموشي

كلمات وفاء ونعي ورثاء بالصحافي الكبير عامر مشموشي

نعت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الأعمال الدكتور منال عبد الصمد نجد، رئيس رابطة خريجي الاعلام الدكتور عامر حسن مشموشي. واعتبرت “ان الصحافة اللبنانية خسرت قلما حرا شجاعا دافع عن جميع القضايا الوطنية في عدد كبير من الصحف ومن على المنابر الاعلامية”.

واذ تاسف الوزيرة لفقدان الصحافي الكبير، تتقدم من عائلة الفقيد ومن الاعلام اللبناني والعربي ومن رابطة خريجي الاعلام بأحر التعازي.

كما نعاه كل من عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله، والنائب محمد الحجار ووزير الاعلام السابق ملحم الرياشي، والوزير السابق جوزف الهاشم، ومستشار رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي رامي الريس…

ونعى امين سر رابطة خريجي الاعلام خضر ماجد باسم الرابطة مؤسسها ورئيسها الدكتور عامر حسن مشموشي الذي ناضل من اجل الصحافة اللبنانية وحرية الرأي، وكان مدرسة في الفكر والكلمة.
وتوجهت الرابطة الى عائلة الفقيد باحر تعازيها باعتبار ان هذا المصاب قد نال من الجميع وان خسارة رجل كبير مثله لا تعوض.
واكدت الرابطة على الاستمرار بنهج وتعليمات مؤسسها الراحل، سائلين المولى ان يتغمده بواسع رحمته.

كما، صدر عن نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيان قالت فيه: “غيب الموت الدكتور عامر مشموشي الوجه الصحافي اللبناني البارز الذي عرفته المهنة مناضلا في سبيل حرية الكلمة والرأي ونصيرا للصحافيين والاعلاميين من خلال عمله الصحفي ورئاسته لرابطة خريجي كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية وتدريسه فيها.

والدكتور مشموشي الذي احترف الصحافة في العام 1960 وتسجل على جدولها في 1964، عمل في العديد من الصحف اليومية ووكالات الانباء المحلية والمجلات كاتبا ومحررا ومراسلا وتوج حياته المهنية مديرا لتحرير جريدة “اللواء” ثم نائبا لرئيس تحريرها. وهو عمل مستشارا لرئيس الجمهورية امين الجميل من العام 1983 حتى العام 1987 تاريخ التحاقه بالجامعة اللبنانية”.

وأضاف البيان: “للراحل الكبير مؤلفات عديدة تناولت السياسة والسيرة الذاتية وبعض مقالاته”.

وختم: “إن الصحافة اللبنانية فقدت برحيله ركنا من اركانها، دائم الحضور غزير المعرفة متمرسا في مهنته ودودا مع زملائه قريبا منهم ومبادرا الى خدمتهم”.

القصيفي
وقال النقيب جوزف القصيفي: “فقد الصحافيون والاعلاميون في لبنان زميلا كبيرا وأخا وصديقا هو الدكتور عامر مشموشي، بعد صراع طويل مع المرض، فغادر هذه الحياة الدنيا طاويا صفحات عمره التي كانت على حضور لافت في عالم المهنة الذي انقطع إليها كليا والتزم قضاياها مناصرا الزملاء ومدافعا عن مصالحهم وناطقا بمعاناتهم”.

وأضاف: “كان الراحل الكبير من أوائل خريجي كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية وانتخب عضوا في مجلس نقابة المحررين ومديرا للعلاقات العامة فيها وهو في ريعان الشباب . واسس رابطة خريجي هذه الكلية وقادها سحابة عقود من الزمن لشد أواصر العلاقة بين هؤلاء واستمرار التواصل معهم والتعاون من أجل توطيد العلاقات الاجتماعية والمهنية”.

وتابع: “ان رحيل الزميل عامر مشموشي يعيدنا بالذاكرة الى زمن الصحافة اللبنانية المتألقة والى الصحافيين الكبار الذين اثروا المهنة وأعلوا مداميكها وثبتوا حضورها في المشهد الوطني. وبغيابه نقتقد صديقا وزميلا لم يكن مروره في دنيا الاعلام عابرا، وهو ترك بصمة ووطد حضورا ورسم اطارا مشعا لمهنة تداخلت فيها المتاعب بالطموح والعطاء والابداع. ومضى الى ملاقاة وجه ربه راضيا مرضيا بالحصاد الوفير الذي كدسه على بيدر حياته. انه من الرعيل الذي نفخ في المهنة روح التجدد والتحول نحو الاحتراف والمهنية، وسيبقى ذكره مخلدا”.

وختم: “رحم الله الدكتور عامر مشموشي واسكنه فسيح جناته في صحبة الابرار الصالحين من عباده وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان، والتعازي الحارة نرفعها الى الزملاء في جريدة “اللواء”، ادارة وتحريرا ورابطة خريجي كلية الاعلام وكل الصحافيين اللبنانيين والعرب واصدقائه وقادريه”.

كتب صلاح سلام (رئيس تحرير صحيفة اللواء):
يا عامر المحبة والتسامح والوفاء
لم يستسلم بسهولة للمرض الفتاك، لأنه لم يعتد الاستسلام في حياته السياسية والمهنية، رغم كل ما تعرّض له من تهديدات وتحديات، ورغم كل ما أصابه من خيبات ونكسات.
 
كان صاحب قلم شجاع، بقدر ما كان صاحب قضية، اختلطت فيها خطوط الوطنية مع القومية، وتشابكت معها الخيوط اللبنانية مع المواقع العروبية، وجمع فيها بين تقدمية كمال جنبلاط وصلابة صائب سلام، وبين ثورية ياسر عرفات ودولة أمين الجميل.
 
بقي الوطن هو الموضوع الأساس في مقالاته ومقابلاته طوال نصف قرن ونيف من مسيرته الصحفية. لم يتعب، لم يملّ، لم يزهق، ولم ييأس. كان إيمانه بقوة الوطن وشموخه أقوى من الأزمات والعواصف التي عاصرها، بخلفياتها، وبوقائعها، وبأسرارها، وبقي في جميع الظروف، ورغم كل الضغوط، مخلصاً لأمانات المجالس، وحافظاً لأصحابها، الكلام غير المباح، وزلات اللسان!
هو أستاذ أجيال في مهنة المتاعب، في كليات الإعلام، كما في المؤسسات الصحفية، حيث تخرج على يديه وفي مطبخه العملي اليومي العشرات من الزملاء المتألقين هذه الأيام في بلاط صاحبة الجلالة، أو على شاشات التلفزة. كان يعطي من فكره وخبرته بلا حدود، وبلا منة أو جميل، ويكون أول المهنئين لتلاميذه اللامعين على منابر المهنة.
 
قلبه كان عامراً بالمحبة والتسامح والتواضع، وأبعد الناس عن الغضب والحقد والحسد، ولا يطيق أساليب التكبر والتنمر، وبقي حتى لحظاته الأخيرة ينصح وينبه ويحذر، لتجنب الانزلاق نحو الخطأ، سواء بالقول أو بالممارسة.
 
يا أخ، يا صديق، يا زميل، يا رفيق سهر الليالي وقهر هذا الزمن الرديء، ويا عامر الوفاء والتضحية والإخلاص، سنفتقد حضورك الدائم في جلسات التحرير والتخطيط… ولكن ذكراك يا عزيزي، وفكرك الوقاد سيبقى ينبض على صفحات معشوقتك التي أحببت حتى الرمق الأخير.
وكتب الزميل رضوان عقيل في صحيفة النهار:

رحل مشموشي… نصير الصحافيين

كان الزميل عامر مشموشي محل حضور ومتابعة عند معشر أهل الصحافة والاعلام اذ كان نصيراً لهم والعامل على جمعهم بعدما لفحت رياح الانقسامات أكثر النقابات والمؤسسات في البلد. ولم يسلم الجسم الصحافي من هذا الفيروس القاتل. من عاشر هذا الرجل المحب، في مسيرته الاعلامية التي امتدت لأكثر من نصف قرن، يلمس سر مشموشي الحريص على الزملاء وتوجيههم في الاتجاه المهني الصحيح. كان يركض نحو الخبر من فجر يومه الى مغيبه وهو ينافس نفسه للفوز بسبق صحافي.ولم يكتف في اعوامه الاخيرة بكتابة التحليل والمقال السياسي في الزميلة “اللواء” من خلف جدران المكاتب بل كان البحث عن الخبر والمعلومة الصحيحة معياره الاول في المهنة. وأستمر في الكتابة رغم عذابات المرض التي أوجعته حيث وشكلت له مقالاته مهدئات تخفف أوجاعه. ويشهد له انه كان المفتاح لكثيرين من الزملاء معبدا لهم الطريق في رسم علاقاتهم مع مقار رئاسية وحزبية وكوكبة من الوجوه المؤثرة في البلد.
عاشر الكثيرين من السياسيين من ايام الزمن الجميل الى اليوم. وبقي كمال جنبلاط الأحب على قلبه. وظل الساهرعلى رابطة خريجي كلية الاعلام الذي كان وراء انطلاقتها وجمع روادها من الزملاء القدامى والجدد متعصبا للصحافة المكتوبة. وأمضى اعواماً طويلة في رحاب الكلمة حيث لم ينطق قلمه الا بأحرف وطنية لم تعرف التزمت والتقوقع. يعود مشموشي اليوم الى بسابا الشوفية، الارض التي عشقها ليرتاح من أوجاع رافقته وينام هائناً هذه المرة بين حبات ترابها وتحت اغصان زيتونها.

كما كتب الدكتور حسين سعد: عامر.. وشغف المهنة حتى الرمق الأخير!

 ليس من السهل، على جيل بأكمله، وانا واحد منه، عرف عامر، الدكتور، والزميل، والصديق، والأستاذ، والنقابي، والجامعي، والكاتب، والمؤلف، ورجل الفكر، والاعلامي، ان يستقبل نبأ وفاته، بغير الألم والحزن، والأسف والأسى.
ومع ان الموت حق، وان الساعة آتية، وكلنا ننتظر، فإن ألم الفراق، هو حق مثل الموت، وهو لحظة، تتخطى التأمل، الى التسليم بقضاء الله وقدره..
أخي عامر، طال الانتظار.. مرَّ شهر وشهران وثلاثة أشهر، الى سبعة اشهر، ولا جلسة، او اجتماع، او فنجان قهوة، وسيكارة، «نشحدها» من الزملاء، حتى تكون سيكارة واحدة على فنجان قهوة، في ليلة واحدة… لا أكثر.
تركتني وحيداً، اعاني البحث عن الخبر، والمانشيت، والكاريكاتير.. مع قلة قليلة جداً، لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، بعدما دار الزمن دورة كاملة، وبدت الصحافة، لا سيما الورقية منها، متروكة لقدرها، تقلع شوكها بيدها.. وما أكثر الشوك، وما أقل الحيلة.. ولكنك كنت تؤمن، وتدافع بقوة، عن فكرة ان لا بديل للصحافة، المكتوبة، والورقية، ضماناً للمصداقية والثقة والدقة.. وتبيان الحقيقة..
كانت رحلة الدكتور عامر، الطويلة، هذه،  والتي ستطول، معاناة الزميل الكبير مع مرض، خطفه في غفلة من الزمن، معاناة شبه يومية بين المستشفى والمنزل، وسط آلام، لا تنقطع، في ظل استفحال مرض الكورونا، الذي اصاب العالم منذ ك1 (2019)، وما يزال.
من الطوارئ الى الغرفة في طوابق الاستشفاء بالجامعة، تصارع الدكتور مع المرض، لكن إرادة الله، قضت بما قضت به، بعد اشهر مؤلمة، لدرجة انه لم يكن من الممكن، تكرار الزيارات والاكتفاء باتصال هاتفي مع الزميل، الذي أعانه ايمانه العظيم بربه على متابعة الاتصالات، او مع المرأة الجسورة، المقدامة، الصابرة، القادرة السيدة زوجة د. عامر، الحاجة عطية، التي صمدت، وجابهت، وسهرت على الرغم من المرض وعتو السنين.
هكذا، تمضي بنا الأيام والأشهر والسنوات والعقود. فمعرفتي بالدكتور عامر، بدأت قبل ثمانينيات القرن الماضي، استاذاً وزميلاً، وصديقاً، ونديماً، وسميراً.. امضينا ايام الزمالة بحلوها ومرها، الى جانب العميد الكبير المرحوم عبد الغني سلام، وتحلقنا وراء استاذنا الكبير أطال الله بعمره، الأستاذ صلاح سلام، رئيس التحرير، والصديق، والأخ، ورجل السراء والضراء، معنا جميعاً من عامر الى سائر اعضاء مجلس التحرير، الذي بقي ينعقد مرتين كل يوم.
كان مجلس عام أنيساً غنياً بالخبرة والمعرفة والصداقة، والفكر الحُر، النير، العلماني، البعيد عن التعصب او التمذهب او التطيّف.
كم كانت ممتعة احاديثك يا عامر، عن تجاربك مع الرؤساء، والوزراء، والنواب، ورجال الدين، ورجال المقاومة الفلسطينية، وقادة الاحزاب، ورجال الفكر، والاطباء والمهندسين والمحامين والقضاة.
كانت خدمة الآخرين، راحة بال عند العزيز عامر. ليل نهار، لا همّ، يعرفه او لا يعرفه لا همّ، الخدمة العامة من مناقب الزميل عامر، سخَّر علاقاته الواسعة، والمواقع التي وصل اليها، وملأها بجدارة في خدمة من قصده.
عامر، كنا معاً في السراء والضراء.. كانت المشورة قاعدة سلوك لك، وكان قلبك الكبير، يرقص طرباً لنجاحات الناس، لا سيما اصدقائك منهم.
عرفتك من الأوفياء، الأذكياء، العقلاء، طيب الطينة، لين العريكة، متطلع الى العلى، وقد بلغتها في مسيرتك، التي لم تتوقف الى ان قضى الله امراً كان مقضياً..
ناصرت القضية الفلسطينية، وكان لك موقع في اعلامها ودعمها، ناضلت من اجل تحرير الانسان في هذا البلد. لكن نضالك لم يخرجك عن اصالة وعي «العيش المشترك» او وحدة اللبنانيين.. فكنت صديقاً للجميع.. بكل مناقبية وأريحية، ووطنية مجتمعية جامعة..
وكنت، رحمك الله، كلما شغلت منصباً ازددت تواضعاً.
على مدى 40 عاماً، بقينا اصدقاء، زملاء، نشاطر الاتراح والأفراح.. كنت «صاحب واجب» يا صديقي.. وها هي المدينة، والاقليم وأهل المهنة، والأوساط الاعلامية والفكرية والثقافية والسياسية تنعيك.. وتترحم علي روحك الطاهرة.
نم، هادئ البال، كما كنت دائماً.. لك الرحمة.. وللسيدة عقيلتك والسيدة كريمتك وأشقائك، وشقيقاتك، كل العزاء، ألهمم وألهمنا الصبر والسلوان..
رحمك الله.. عشت عزيزاً.. ورحلت عزيزاً.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *