بعد نحو من إثني عشر يوماً من تقديم الرئيس المكلف مصطفى أديب اعتذاره، وإعلان بعبدا ان الرئيس ميشال عون قبله بقي الترقب سيّد الموقف، فتراخت صفة العجلة عن إنجاز تأليف حكومة جديدة، وثابر الفريق الحاكم، يوزع المواعظ، ويحدد المسؤوليات في ما خص ترنح مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون، ويعزي السبب، لا إلى الإدارة الخاطئة أو الضالة لهذا الفريق، واعتبار ان المشكلة تكمن في سعي تيّار المستقبل إلى فرض اعراف جديدة في التكليف والتأليف، اما مباشرة، أو عبر نادي رؤساء الحكومات السابقين، بهدف الاستئثار بالسلطة، وكذلك تكمن في سعي «الثنائي الشيعي» إلى فرض اعراف جديدة، عبر المطالبة بوزارة المال، والتمسك بتسمية الوزراء العائدين للشيعة، أو كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة».
ولاحظت مصادر سياسية، ان التيار الوطني الحر، الذي يستعد للاحتفال بذكرى 13 ت1، يعيش حالة من الانفصام عن الواقع، عبر إعلان الشيء ونقيضه، عبر اقتراح الاتفاق على كل شيء، قبل تسمية الرئيس المكلف، ثم تحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليفه بمرسوم رئاسي لتأليف الحكومة.. من غير ان يعبء بالمخاطر المحدقة عن التأخير لجهة المخاطر المحدقة برفع الدعم عن المحروقات والدواء والخبز، والتي يلوّح بها المصرف المركزي، إذ ان كل يوم يمضي من دون الوصول إلى حل أو إصلاحات، يخسر المركزي المزيد من احتياطي العملات الصعبة، فمؤسسة كهرباء لبنان تحتاج إلى مليار دولار لاستيراد الفيول في الشتاء، حسب تحقيق «للاندبندنت» البريطانية.. ولا قدرة للحصول عليه من أية جهة..
وكان الدولار مضى صعوداً أمس فبلغ سقف الـ9000 ليرة لبنانية.
وأمس ضخت دوائر بعبدا معلومات تتعلق بأمرين: الأوّل يتعلق باستبعاد تعويم الحكومة المستقيلة، التي تصرف حالياً الأعمال.. والثاني يتصل بأن الرئيس وانطلاقاً من صلاحياته، يستعد لحسم امره، وتحديد مواعيد الاستشارات الملزمة، وربما يتجه إليه لاجراء مشاورات مع رؤساء الكتل النيابية، مع العلم ان «داتا المعلومات» متوفرة من جولة المشاورات الماضية، وان الكتل ما زالت هي هي، والوقائع هي هي.. وبالتالي فلا جديد تحت شمس الأجوبة، وفقاً لمصادر نيابية متابعة.
لكن مصادر سياسية كشفت ان كل ما يقال عن التحضير للدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، ليس صحيحا، بل يهدف الى محاولة التغطية عن عجز الرئاسة الاولى المناط بها دستوريا تحديد موعد الاستشارات واستقطاع الوقت دون جدوى ، تارة من خلال القول بوجوب حصول توافق مسبق على اسم الرئيس الذي سيكلف وتارة اخرى بالتفاهم على شكل وتركيبة الحكومة، وكل ذلك مخالف لنص الدستور ولا يبرر التاخير المتواصل بالدعوة للاستشارات فيما البلاد تغرق الى قعر الهاوية.
وتساءلت المصادر ان الرئيس عون أو من يروج لهذه المبررات من المقربين، يحاول تلافي او تغطية أقدام الامين العام لحزب الله ورئيس المجلس النيابي في التعطيل المتعمد للمبادرة الفرنسية وإغلاق الابواب امامها نهائيا ورهن لبنان بأنتظار صفقة ايرانية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مايعني عمليا استحالة تأليف حكومة انقاذية واصلاحية مطلوبة وابقاء الأزمة الحكومية مفتوحة على مصراعيها إلى ما شاء الله. لان قيام حكومة محاصصة سياسية يروح لها في الاعلام تحت شعارات واهية، لن يكتب لها النجاح لانها لن تعبر عن تطلعات الداخل ولا تحوز على ثقة المجتمع الدولي للمباشرة بالقيام بالاصلاحات المطلوبة واستقطاب الاموال والمساعدات، وستكون نسخة جديدة عن حكومة حسان دياب وتودي بالبلاد الى مزيد من الازمات والمهالك.
ولفت المصدر الى عدم حدوث اي إتصالات بين الاطراف السياسيين بعد إعتذار مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة وقالت ان تعطيل المبادرة مايزال يلقي بتداعياته ولا سيما بين داعمي المبادرة ومعطيها وتكاد تكون هناك قطيعة كاملة بالاتصالات بين هذه الأطراف مايزيد في صعوبة البحث في تحريك فعلي لعملية تشكيل الحكومة الجديدة.
ولم تنف المصادر المباشرة بالتشاور داخل الكتل فيما بين نوابها لاستقراء تداعيات وموجبات التعاطي مع الدعوة للاستشارات الملزمه في حال حدوثها لاتخاذ موقف منها، اعتبرت انه من السابق لأوانه تحديد مواقف مسبقة من الآن أو الخوض في الأسماء المطروحة وعند تحديد المواعيد يتخذ الموقف المناسب منها، وكررت أن اي استشارات تتجاهل مرتكزات وموجبات المبادرة الفرنسية لن تكون مؤاتية لتشكيل حكومة انقاذ حقيقية تلبي متطلبات المرحلة الحالية الصعبة والمعقدة.
بدورها، تحدثت أوساط قريبة من بعبدا لـ«اللواء» عن أن لا صورة واضحة بشأن الملف الحكومي يمكن البناء عليها على الرغم من التأكيد الرئاسي على ضرورة تحريكه من خلال اتصالات سياسية. وفهم من المصادر نفسها ان لا مبادرات جديدة ولا حتى لقاءات معنية تحصل كما ان مواقف الأفرقاء لم تظهر ولا اسماء مطروحة مرشحة لتولي رئاسة الحكومة.
واشارت المصادر الى انه لا بمكن القول ان هناك حركة حكومية جديدة انما سعي من مكان ما ومن هنا ليس مستبعدا ان تكون لرئيس الجمهورية جولة من الأتصالات يقوم بها قبيل دعوته الى الأستشارات النيابية الملزمة في اقرب وقت ممكن وربما نهاية الأسبوع الجاري او مطلع الأسبوع المقبل كما اوردت اللواء اول من امس.
الى ذلك افادت ان موقف رؤساء الحكومات السابقين لم يتضح بعد ولوحظ ان الرئيس سعد الحريري مبتعد وقال إنه ليس معنيا بأي معادلة، وقالت انه لا بد من انتظار بعض الوقت ريثما تنجلي بعض المواقف.
مع ذلك، من المفترض ان يُحرّك رئيس الجمهورية المياه الحكومية الراكدة هذين اليومين في حركة مشاورات وصفت بالسريعة لبحث إمكانية التوافق على التكليف والتأليف قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة، والمرتقب حسب مصادر رسمية الاسبوع المقبل. وسط غموض حول آلية التسمية، وهل تعود الى اقتراح اسماء من رؤساء الحكومات السابقين ام تُترَك العملية للآلية الدستورية حسب تسميات الكتل النيابية، فيما تسربت معلومات عن احتمال تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وعن رفض تكليفه من قبل بعض القوى السياسية، لكن كل هذا يبقى في مدار التكهنات والاستنتاجات لا المؤكد. بينما اعلنت مصادرحزب الله ان كلمة الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله مساء اليوم ستكون دينية يركز فيها على معاني شهادة الامام الحسين وقد لا يتطرق الى الوضعين السياسي والحكومي.
لكن اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين، اعترض على حصر تسمية الرئيس المكلف برؤساء الحكومة السابقين، وقال في بيان إثر إجتماعه امس: ان المبادرة الفرنسية انحرفت عن مسارها واهدافها واضافت تعقيدات وتناقضات جديدة الى الواقع اللبناني، وتحويلها الى منصة لتنظير تباينات دستورية وميثاقية في غير أوانها. واذ بهذه المبادرة تتحول الى وسيلة لانتاج بدع جديدة أبرزها بدعة نادي رؤساء الحكومات الاربعة، الذين انحصر بهم اختيار المرشح للتكليف ومن ثم وضعوا يدهم على مسار التأليف، وهذه البدعة وما تلاها من بدع قد ادت الى اجهاض المبادرة الفرنسية وفشلها.
كذلك أعلن الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان أن «طرح الرئيس ميقاتي غير مقبول لناحية التوزيع، معتبرا أن الطرح قد يكون لتسويق نفسه».وقال: أنني بعثت له بأن هناك ٧ طوائف اساسية لا ٦ لكن لم القَ بعد جواباً.
وفي حديث للـ OTV، قال: أن «التكليف يجب ان يترافق مع اتفاق على التأليف او اقله على اطار الحكومة، وليقولوا ان هذا مخالف للدستور. وتساءل: «شو ما عم نخالف الدستور إلاّ بهالامر»؟.
وغمز النائب السابق وليد جنبلاط، من حال المراوحة والانتظار، متسائلاً، «مع الهجرة الكثيفة للممرضات والاطباء، هل الكورونا هي من أسلحة الممانعة؟ مضيفاً إلى تساؤلاته، كيف أن التفاوض هنا سماح، وهناك ممنوع؟».
المفاوضات
الى ذلك يرتقب الوسط الرسمي والسياسي تشكيل الرئيس عون للوفد المفاوض حول تحديد الحدود البحرية والبرية، والذي سيضم ضباطاً من الجيش ومدنيين مختصين، فيما تركز اوساط رسمية متابعة للملف على ضرورة ان تأخذ المفاوضات مسارها الطبيعي، لكنها قالت ان التحدي يكمن في بدء شركات التنقيب العالمية عملها في البلوك رقم 9 قبل نهاية السنة، لا سيما شركة توتال الفرنسية، مشيرة الى إمكانية بدء التنقيب بالتوازي مع المفاوضات لأن المنطقة التي سيجري فيها الحفر بعيدة نحو 25 كيلومتراً عن المنطقة المتنازع عليها. وبالتالي لا شيء يمنع او يعترض عمل الشركات لحين انتهاء المفاوضات.
وفي إطار متصل، من شأنه ان ينهي الغموض حول طبيعة عمل قوات اليونيفل في المرفأ، اعلن قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو دل كول «ان قوات «اليونفيل» ستغادر مرفأ بيروت بعد أسبوعين من انتهاء مهامها في رفع الانقاض والمساهمة في ازالة الركام».
العبث بمستلزمات العيش
وفي ظل شلل رسمي في المعالجة، أو الملاحقة أو التدخل، تعبث الفوضى العارمة بالأسعار والدولار، والاحتكار والتخزين، من نقص الأدوية وسط مخاطر جدية، من كارثة مدمرة مع حلول الشتاء، مع فقدان المصرف المركزي قدرته على تمويل الدواء والمحروقات والقمح، مع بلوغ احتياطي العملات الأجنبية مرحلة حرجة..
وفي تقرير أعدّته بيل ترو، حذّرت الاندبندنت اللندنية من أنّ العائلات في مختلف أنحاء لبنان تستعد لشتاء موحش، سيتضور فيه الكثيرون جوعاً وسيكافحون من أجل الشعور بالدفء، مشيرةً إلى أنّ أكثر من نصف اللبنانيين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، وهي نسبة آخذة بالارتفاع.
وحذرت الصحيفة من ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 17500 ليرة لبنانية، وارتفاع الفواتير 5 اضعاف.
الدواء
وفي خطوة من شأنها ان تحد من الهلع على تخزين الأدوية، أعلن نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة، ان «الاجواء العامة في مصرف لبنان ووزارة الصحة العالمية والحكومة تؤكد ان الدعم لن يرفع عن الدواء من دون خطة بديلة هي قيد الدرس من قبل المعنيين».
بدورها أعلنت نقيبة مستوردي المستلزمات الطبية سلمى عاصي ان النقابة علقت قرارها وقف تسليم المستلزمات، على ان يعقد الجمعة اجتماع مع مصرف لبنان بهدف وضع آلية تضمن سرعة واستمرارية الشركات في تأمين الأدوية للقطاع الصحي.
وفي شأن حياتي آخر، توقع رئيس مجموعة «البراكس للبترول» جورج البراكس ان يتم «رفع الدعم عن استيراد المحروقات تدريجياً كي يستمر مدة أطول»، وطالب بعد لقائه وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، بإعادة النظر في جعالة المحطات إذ لا يجوز بقاؤها على معدلها الحالي.
تحرك المستأجرين
.. وفي الخضم، تأتي الاستعدادات لدى لجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين في لبنان، والتي دعت «المستأجرين القدامى» إلى التجمع السبت في 10 الجاري عند الرابعة في ساحة رياض الصلح، تحت شعار «لا للقانون الأسود التهجيري».
جاكوار
وعلى صعيد باخرة النفط «jaguar s» والمحملة بمادة البنزين، أعلنت قيادة الجيش ان مديرية المخابرات احالت إلى النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب، وبناءً على إشارة مدعي عام التمييز كلا من اللبنانيين: ط.ح.ح، هـ. ت وع.ن د الذين تمّ توقيفهم بتاريخ 4/10/2020 لعلاقتهم بالباخرة المذكورة.
وبناء على اشارة النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان أوقف كل من الوكيل البحري لباخرة «jaguar s» وقبطانها على ذمة التحقيق، وذلك على خلفية دخول الباخرة المياه الاقليمية اللبنانية قبالة الزهراني جنوب لبنان وهي محملة بمادة البنزين، حيث تبين انها لم تأتِ بناء على طلب اي جهة رسمية او اي شركة خاصة.
وعلى صعيد تحقيقات انفجار المرفأ، أحالت النيابة العامة التمييزية الى المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان التحقيقات التي أجرتها السلطات القضائية الأردنية بموضوع الباخرة «روسوس» التي حملت مادة «نيترات الأمونيوم» الى مرفأ بيروت، وذلك بعد أن أرسل النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات إستنابة دولية طالبا فيها من السلطات الأردنية التحقيق مع الأشخاص الذين ساهموا ببقاء «روسوس» في ميناء بيروت وتعرضها لأضرار منعتها من المغادرة. وتبين أن النائب العام في عمان استمع الى إفادات جميع الأشخاص المعنيين بالملف. وبالتزامن، تنتظر النيابة العامة ردا من السلطات المعنية في الموزمبيق على الإستنابة الدولية التي أرسلتها التمييزية في الملف عينه. يشار الى أن الباخرة «روسوس» التي كانت تحمل مادة «نيترات الأمونيوم»، منطلقة من مرفأ «باتومي» في جورجيا الى مرفأ «بايرا» في الموزمبيق، انحرفت عن مسارها المحدد خلال وجودها في عرض البحر بناء على طلب مالك السفينة قبل أن تتابع رحلتها الى أفريقيا، فعرجت على مرفأ بيروت لتحميل ونقل معدات تستخدم في عمليات المسح الزلزالي بحثا عن النفط وذلك لتفريغها في ميناء العقبة الأردني بواسطة الوكيل البحري لشركة GSC التي تملك مكاتب في الأردن، الا أن السفينة المتهالكة لم تتمكن من تحميل أي من المعدات الثقيلة الإضافية ما أحدث أضرارا جسيمة فيها، فاضطرت الشركة لاحقا الى نقل المعدات عبر سفينة أخرى الى ميناء العقبة…. وفي الاطار، استمع المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان الى إفادتي شاهدين، هما مسؤولان في قسم البارود في وزارة الداخلية، على ان يستمع اليوم وغداً الى خبيرين كيميائيين وخبيري متفجرات وخبير مفرقعات بصفة شهود.
46918
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1261 إصابة جديدة بفايروس كورونا و10 وفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد منذ 21 شباط الماضي إلى 46918 حالة.