في اليوم الثالث عشر على اعتذار مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة، وقبل اقل من شهر على المهلة التي حددها المبادر الفرنسي الرئيس ايمانويل ماكرون لانجاز ملف التكليف والتأليف قبل انجاز مراسم دفن مبادرة الانقاذ الوحيدة للبنان، قررت رئاسة الجمهورية تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة بعد ثمانية ايام، في ما يشبه «شيكا من دون رصيد» ما دام التوافق غائبا على اسم من يُكلف لا ما يوحي بقرب اتفاق حتى، لكن الهدف على الارجح رمي كرة نار الملف الحكومي في ملعب الكتل النيابية والرباعي السنّي ولا سيما الرئيس سعد الحريري الذي ستكون له مواقف من التطورات المحلية في اطلالة تلفزيونية مساء اليوم، خشية ان تحرق جمرة غياب المبادرة دستوريا رئيس البلاد من خلال اتهامه بعدم التحرك فيما الدول الصديقة وفي طليعتها فرنسا تبذل جهودا مضنية مع الدول المعنية لطي الازمة الحكومية.
مجموعة اتصال
التحديد المتأخر للاستشارات قابله موقف فرنسي صادم لكن طبيعي، اذ اعلن وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان ان «مؤتمر مساعدة لبنان لن يعقد في شهر تشرين الثاني المقبل»، معلنا عن اجتماع خلال أيام لمجموعة الاتصال الدولية بشأن لبنان للتأكيد على تشكيل حكومة.
الحزب يحسم
وفي مقابل الضغط الدولي للتشكيل، وفي اشارة بالغة الدلالات اطلق نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم موقفا من الملف الحكومي حدد توجه الحزب سلفاً، «الوقت ليس مواتيا لتعديل أو تغيير موازين القوى، ولا للانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية، ولا لابتداع صيغ لحكومة لا تمثل الكتل النيابية. لقد أثبتت الأشهر الماضية بأن الحلَّ الوحيد المتاح هو التكليف والتأليف بحسب الدستور والآليات المعتمدة منذ الطائف، وأي تجاوز لهذا الحل يعني إبقاء البلد في حال المراوحة والتدهور، يتحمل مسؤوليتها من لا يسلك الطرق الدستورية والقانونية». واكد ان «خطة الإنقاذ وإعمار بيروت، ومعالجة الأزمات، يتطلب حكومة تتحمَّل هذه الأعباء، وكلما تكاتفت الأيدي وتحقَّق أوسع تمثيل في الحكومة لتنال ثقة المجلس النيابي، كان الأمل بالإصلاح أكبر».
عون- بري
وجّه رئيس الجمهوريـة العمـاد ميشال عون، دعوة الى استشارات نيابية لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيـل الحكومة الجديدة، ستعقد الخميس 15 تشرين الاول 2020، في القصر الجمهوري في بعبـدا، لكن حتى الساعة، كل المعطيات تشير الى ان لا اتفاق على اي شخصية، وتفيد بأن خطوة رئيس الجمهورية أتت معزولة عن اي تفاهمات مسبقة، لكنه توافق عليها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبالفعل، افيد ان اتصالا جري امس بين الرئيس عون والرئيس نبيه بري اطلعه خلاله الاول على موعد الاستشارات، وان مهلة الاسبوع ستكون لتقرّر الكتل من تريد أن تسمي. وافادت مصادر بعبدا ان « الرئيس عون لن يجري اي لقاءات قبل الاستشارات وقد يقتصر الأمر على بعض التواصل».
الدولة القوية
وكان رئيس الجمهورية غرد عبر حسابه على «تويتر» كاتبا: «الدولة القوية قد يحكمها أقوياء أو حكام عاديون، ولكنهم يحترمون الدستور ويلتزمون القوانين، وبذلك تقوى الدولة. الدولة الضعيفة يحكمها حتما أقوياء، ولكنهم لا يقيمون وزنا للدستور ويتجاهلون القوانين، فيزدادون قوة ويزداد ضعف الدولة».
أسف واستنكار
في الاثناء، اعرِب المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري، عن أسفهم واستيائهم الكبير أمام الألاعيب السياسية التي حالت حتى الآن دون تشكيل حكومةِ إنقاذٍ من إختصاصيين إصلاحيين، تستعيد ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدوليّ، وتعالج تفاقم الأزمة الماليَّة والإقتصادية والمعيشية وخطر حجب الدعم عن المواد الأساسيَّة.
جنبلاط
في المواقف، سأل رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط: «كيف فجأة دخل الملف الاساسي للاصلاح في النسيان وهو قطاع الكهرباء». وقال عبر «تويتر»: «ما من احد يذكر الفريق المتنفذ من ضومط الى خواجه الى رحمه الى الادارة المبتورة الى العديد من الغير في هذه المغارة وكأنه ممنوع كشف الحقيقة حول كمية الهدر بالأحرى تهريب الفيول باعتقادي الى سوريا، وهل من تفسير آخر».