الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : حزب الله وأمل يُبلغان رئيس الجمهوريّة ‏تحفّظهما على مشاركة مدنيّين في الوفد ‏المفاوض مناخات إيجابيّة لصالح تسمية ‏الحريري وانفتاحه على حلحلة العقد… ‏وباسيل يرفع السقف تجاذبات وغموض يُحيطان بملفَّيْ الحكومة والمفاوضات عشية استحقاقات اليوم ‏والغد
flag-big

البناء : حزب الله وأمل يُبلغان رئيس الجمهوريّة ‏تحفّظهما على مشاركة مدنيّين في الوفد ‏المفاوض مناخات إيجابيّة لصالح تسمية ‏الحريري وانفتاحه على حلحلة العقد… ‏وباسيل يرفع السقف تجاذبات وغموض يُحيطان بملفَّيْ الحكومة والمفاوضات عشية استحقاقات اليوم ‏والغد

اليوم‎ ‎موعد‎ ‎بدء‎ ‎الجلسة‎ ‎الأولى‎ ‎لانطلاق‎ ‎المفاوضات‎ ‎غير‎ ‎المباشرة‎ ‎الخاصة‎ ‎بترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎برعاية‎ ‎أمميّة‎ ‎ووساطة‎ ‎أميركيّة،‎ ‎وكل‎ ‎شيء‎ ‎جاهز‎ ‎لانطلاقها‎ ‎بما‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎وصول‎ ‎معاون‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎ديفيد‎ ‎شينكر‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎للمشاركة‎ ‎في‎ ‎افتتاح‎ ‎المفاوضات،‎ ‎باستثناء‎ ‎وحدة‎ ‎الموقف‎ ‎الداخلي‎ ‎حول‎ ‎تفاصيل‎ ‎المشاركة‎ ‎اللبنانية،‎ ‎وغداً‎ ‎موعد‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎لتسمية‎ ‎رئيس‎ ‎مكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة،‎ ‎وكل‎ ‎شيء‎ ‎يشير‎ ‎إلى‎ ‎ترجيح‎ ‎كفة‎ ‎تسمية‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎للحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎باستثناء‎ ‎ظهور‎ ‎مستجدّ‎ ‎للعقدة‎ ‎الأصليّة‎ ‎التي‎ ‎لم‎ ‎ينجح‎ ‎الحريري‎ ‎بحلحلتها،‎ ‎وهي‎ ‎علاقته‎ ‎بالتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎ورئيسه‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎.‎
مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎لملف‎ ‎التفاوض‎ ‎تؤكد‎ ‎أن‎ ‎قيادة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل‎ ‎أبلغت‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎تحفظها‎ ‎على‎ ‎مشاركة‎ ‎مدنيين‎ ‎في‎ ‎الوفد‎ ‎المفاوض‎ ‎وتمسكها‎ ‎باعتماد‎ ‎صيغة‎ ‎التفاوض‎ ‎المشابهة‎ ‎للجنة‎ ‎تفاهم‎ ‎نيسان‎ ‎عام‎ 96 ‎والقائمة‎ ‎وفقاً‎ ‎لاتفاق‎ ‎الإطار‎ ‎الذي‎ ‎أعلنه‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎على‎ ‎اعتماد‎ ‎وفد‎ ‎عسكريّ‎ ‎صرف،‎ ‎فيما‎ ‎نقلت‎ ‎المصادر‎ ‎عن‎ ‎تمسك‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎بتركيبة‎ ‎الوفد‎ ‎المكوّن‎ ‎مناصفة‎ ‎من‎ ‎شخصيتين‎ ‎مدنيتين‎ ‎وشخصيتين‎ ‎عسكريتين‎ ‎ورئاسة‎ ‎عسكري،‎ ‎مع‎ ‎إيضاح‎ ‎أن‎ ‎المدنيين‎ ‎يشاركان‎ ‎بصفتهما‎ ‎متعاقدين‎ ‎مع‎ ‎الجيش‎ ‎وليس‎ ‎كمدنيين،‎ ‎ويقوم‎ ‎تمسك‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل‎ ‎بالصيغة‎ ‎العسكرية‎ ‎التفاوضية‎ ‎على‎ ‎اعتباره‎ ‎كجزء‎ ‎من‎ ‎كل،‎ ‎فمناخ‎ ‎التفاوض‎ ‎جزء‎ ‎منه‎ ‎والشكل‎ ‎بعض‎ ‎المضمون،‎ ‎ولبنان‎ ‎معني‎ ‎بعدم‎ ‎تقديم‎ ‎أي‎ ‎إشارات‎ ‎تُسهم‎ ‎بفتح‎ ‎الشهية‎ ‎الأميركية‎ ‎الإسرائيلية‎ ‎على‎ ‎طلب‎ ‎المزيد‎ ‎وممارسة‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الضغوط‎ ‎بهدف‎ ‎نيل‎ ‎هذا‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الطلبات‎. ‎والمطلوب‎ ‎وفقاً‎ ‎للثنائي‎ ‎هو‎ ‎التشدد‎ ‎في‎ ‎التحفظ‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎التفاصيل‎ ‎بما‎ ‎فيها‎ ‎عدم‎ ‎الوقوف‎ ‎وراء‎ ‎المادة‎ 52 ‎من‎ ‎الدستور‎ ‎كمرجعية‎ ‎لإشراف‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎وهو‎ ‎أمر‎ ‎ليس‎ ‎موضع‎ ‎منازعة‎ ‎مع‎ ‎أحد،‎ ‎وثمة‎ ‎إجماع‎ ‎على‎ ‎دور‎ ‎الرئاسة‎ ‎كسقف‎ ‎لوفد‎ ‎التفاوض،‎ ‎لكن‎ ‎الأفضل‎ ‎عدم‎ ‎الإيحاء‎ ‎بأن‎ ‎الهدف‎ ‎هو‎ ‎الوصول‎ ‎إلى‎ ‎معاهدة‎ ‎دولية‎ ‎مع‎ ‎العدو،‎ ‎بل‎ ‎إنجاز‎ ‎ترسيم‎ ‎تقني‎ ‎عسكري‎ ‎يتولاه‎ ‎الجيش‎ ‎أسوة‎ ‎بما‎ ‎جرى‎ ‎على‎ ‎النقاط‎ ‎المرسمة‎ ‎والمتفق‎ ‎عليها‎ ‎في‎ ‎الحدود‎ ‎البرية‎ ‎وبالطريقة‎ ‎ذاتها،‎ ‎ويمكن‎ ‎للرئيس‎ ‎بموجب‎ ‎المادة‎ 49 ‎أن‎ ‎يتصرف‎ ‎كقائد‎ ‎أعلى‎ ‎للقوات‎ ‎المسلحة،‎ ‎وبمارس‎ ‎مرجعية‎ ‎أحادية‎ ‎تزيل‎ ‎كل‎ ‎إلتباس‎ ‎حول‎ ‎تداخل‎ ‎الصلاحيات‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎وما‎ ‎تمت‎ ‎إثارته‎ ‎حول‎ ‎هذا‎ ‎الموضوع،‎ ‎وحتى‎ ‎منتصف‎ ‎الليل‎ ‎كان‎ ‎موقف‎ ‎الفريق‎ ‎الرئاسي‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎على‎ ‎حاله،‎ ‎فيما‎ ‎تنتظر‎ ‎قيادة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل‎ ‎حتى‎ ‎صباح‎ ‎اليوم،‎ ‎لرؤية‎ ‎ما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎ثمّة‎ ‎توزيع‎ ‎لمهام‎ ‎الوفد‎ ‎يشكل‎ ‎مخرجاً‎ ‎بحيث‎ ‎يقيم‎ ‎نصف‎ ‎الوفد‎ ‎غير‎ ‎العسكري‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎او‎ ‎قيادة‎ ‎الجيش‎ ‎اثناء‎ ‎جلسات‎ ‎التفاوض‎ ‎ويُحصر‎ ‎الحضور‎ ‎في‎ ‎الناقورة‎ ‎بالوفد‎ ‎العسكري،‎ ‎وتوقعت‎ ‎المصادر‎ ‎إذا‎ ‎بقي‎ ‎الوضع‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎عليه‎ ‎صدور‎ ‎موقف‎ ‎علنيّ‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل‎ ‎يُظهر‎ ‎التحفظات‎ ‎ويحذّر‎ ‎من‎ ‎تداعياتها،‎ ‎وحول‎ ‎ما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎ذلك‎ ‎يؤذي‎ ‎قدرة‎ ‎لبنان‎ ‎التفاوضية،‎ ‎ويضعف‎ ‎قدرة‎ ‎الوفد‎ ‎التفاوضي‎ ‎على‎ ‎مواجهة‎ ‎الضغوط،‎ ‎قالت‎ ‎المصادر،‎ ‎ربما‎ ‎يكون‎ ‎للموقف‎ ‎المتحفظ‎ ‎دور‎ ‎عكسيّ،‎ ‎فيعلم‎ ‎الأميركي‎ ‎والإسرائيلي‎ ‎أن‎ ‎الوفد‎ ‎المفاوض‎ ‎لا‎ ‎يملك‎ ‎تفويضاً‎ ‎مفتوحاً‎ ‎وأنه‎ ‎تحت‎ ‎المجهر،‎ ‎وأن‎ ‎كل‎ ‎ما‎ ‎يقوم‎ ‎به‎ ‎ويصدر‎ ‎عنه‎ ‎تحت‎ ‎التدقيق،‎ ‎فيعوض‎ ‎ذلك‎ ‎خطأ‎ ‎التساهل‎ ‎في‎ ‎تكوين‎ ‎الوفد‎.‎
في‎ ‎الملف‎ ‎الحكوميّ‎ ‎وضع‎ ‎مشابه،‎ ‎كما‎ ‎تقول‎ ‎المصادر‎ ‎المواكبة‎ ‎للاتصالات‎ ‎التي‎ ‎يجريها‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎والوفد‎ ‎المكلف‎ ‎من‎ ‎قبله‎ ‎بإكمال‎ ‎الاتصالات‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية،‎ ‎والذي‎ ‎يلتقي‎ ‎اليوم‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎وتكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي،‎ ‎حيث‎ ‎اختصرت‎ ‎المصادر‎ ‎المشهد‎ ‎بالقول،‎ ‎إن‎ ‎ترجيح‎ ‎فوز‎ ‎الحريري‎ ‎بتسميته‎ ‎رئيسا‎ ‎مكلفا‎ ‎هو‎ ‎العنوان،‎ ‎خصوصاً‎ ‎مع‎ ‎ما‎ ‎تبلغته‎ ‎المراجع‎ ‎المعنية‎ ‎بمرونة‎ ‎حريرية‎ ‎في‎ ‎التعامل‎ ‎مع‎ ‎العقد‎ ‎العالقة،‎ ‎فيما‎ ‎يخص‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎وتوازناتها‎ ‎وتمثيل‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎فيها،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎بدأت‎ ‎مفاعيله‎ ‎مع‎ ‎حلحلة‎ ‎في‎ ‎عقدة‎ ‎تمثيل‎ ‎النائب‎ ‎السابق‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط،‎ ‎وأشارت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎كلام‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎وسقفه‎ ‎العالي‎ ‎في‎ ‎مخاطبة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري،‎ ‎متوقع‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎التفاوض‎ ‎الجاري‎ ‎حول‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي،‎ ‎متوقعة‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎اليوم‎ ‎حاسماً‎ ‎على‎ ‎صعيد‎ ‎توضيح‎ ‎الصورة‎ ‎الحكومية،‎ ‎مع‎ ‎استبعاد‎ ‎تأجيل‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎من‎ ‎موعد‎ ‎الغد‎.‎
وفيما‎ ‎تنطلق‎ ‎اليوم‎ ‎الجولة‎ ‎الأولى‎ ‎من‎ ‎مفاوضات‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎بين‎ ‎لبنان‎ ‎والعدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎في‎ ‎الناقورة،‎ ‎بدأ‎ ‎وفد‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎جولته‎ ‎على‎ ‎الأحزاب‎ ‎والكتل‎ ‎النيابية‎ ‎للإطلاع‎ ‎منها‎ ‎على‎ ‎موقفها‎ ‎من‎ ‎عمليّة‎ ‎التكليف‎ ‎والتأليف‎ ‎عموماً‎ ‎وبنود‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎عشية‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎المحتمل‎ ‎تأجيلها‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎عدم‎ ‎التوصل‎ ‎الى‎ ‎اتفاق‎ ‎على‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎لتكليفه‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎.‎
واستهلّ‎ ‎الوفد‎ ‎جولته‎ ‎من‎ ‎بنشعي‎ ‎وضمّ‎ ‎رئيسة‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎النيابية‎ ‎بهيّة‎ ‎الحريري‎ ‎والنائبين‎ ‎سمير‎ ‎الجسر‎ ‎وهادي‎ ‎حبيش،‎ ‎والتقى‎ ‎على‎ ‎مدى‎ ‎ساعة‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎المردة‎ ‎سليمان‎ ‎فرنجية‎ ‎بحضور‎ ‎النائبين‎ ‎فريد‎ ‎هيكل‎ ‎الخازن‎ ‎وطوني‎ ‎فرنجية‎.‎

‎وبعد‎ ‎اللقاء،‎ ‎أعلن‎ ‎فرنجية‎ “‎أننا‎ ‎سنسمّي‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎”‎،‎ ‎متمنياً‎ ‎ان‎ “‎يتم‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎بانسيابية‎”. ‎واكد‎ ‎انه‎ “‎يدعم‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎كما‎ ‎صدرت‎ ‎في‎ ‎لقاء‎ ‎قصر‎ ‎الصنوبر،‎ ‎وأنه‎ ‎في‎ ‎الأساس‎ ‎رشح‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎امام‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎”.‎

ثم‎ ‎التقى‎ ‎الوفد‎ ‎رئيس‎ ‎حزب‎ ‎الطاشناق‎ ‎أغوب‎ ‎بقرادونيان‎ ‎ورئيس‎ ‎حزب‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎سمير‎ ‎جعجع‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يزور‎ ‎قيادة‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎في‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ ‎ولم‎ ‎يعرف‎ ‎ما‎ ‎اذا‎ ‎كان‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎سيحضر‎ ‎اللقاء‎ ‎أم‎ ‎لا‎. ‎كما‎ ‎سيلتقي‎ ‎الوفد‎ ‎رئيس‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎في‎ ‎حارة‎ ‎حريك‎.‎

وذكرت‎ ‎المعلومات‎ ‎أنّ‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يعقد‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎اللقاءات‎ ‎السياسيّة،‎ ‎بعد‎ ‎لقائه‎ ‎الرئيسين‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎ونبيه‎ ‎بري،‎ ‎وأنه‎ ‎سيكتفي‎ ‎باللقاءات‎ ‎التي‎ ‎سيجريها‎ ‎وفد‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎النيابيّة‎ ‎وهو‎ ‎ليس‎ ‎الآن‎ ‎في‎ ‎وارد‎ ‎لقاء‎ ‎باسيل‎. ‎كما‎ ‎أفادت‎ ‎المعلومات‎ ‎أنّ‎ ‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يقبل‎ ‎بتأجيل‎ ‎الاستشارات‎ ‎لما‎ ‎بعد‎ ‎الخميس‎ ‎ولن‎ ‎يعطي‎ ‎فرصة‎ ‎لحصول‎ ‎ذلك‎ ‎لأن‎ ‎خريطة‎ ‎الطريق‎ ‎التي‎ ‎وضعها‎ ‎واضحة‎.‎

وبحسب‎ ‎ما‎ ‎تقول‎ ‎أوساط‎ ‎سياسية‎ ‎لـ‎”‎البناء‎”‎،‎ ‎فإنّ‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لم‎ ‎يحسم‎ ‎موقفه‎ ‎بعد‎ ‎لجهة‎ ‎تكليف‎ ‎الحريري‎ ‎مشيرة‎ ‎إلى‎ “‎أنه‎ ‎بانتظار‎ ‎أن‎ ‎يجيب‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎بعض‎ ‎الالتزامات‎ ‎والاستيضاحات‎ ‎التي‎ ‎طلبها‎ ‎التيار‎ ‎لجهة‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎والوزراء‎ ‎وبرنامج‎ ‎عمل‎ ‎الحكومة،‎ ‎وفي‎ ‎حال‎ ‎لم‎ ‎تنجح‎ ‎المفاوضات‎ ‎مع‎ ‎الحريري،‎ ‎فلن‎ ‎تسمّي‎ ‎كتلة‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎رئيس‎ ‎المستقبل،‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎أن‎ ‎طرح‎ ‎الحريري‎ ‎غير‎ ‎واقعي‎ ‎لجهة‎ ‎حكومة‎ ‎الاختصاصيين‎ ‎ومستقلة‎ ‎عن‎ ‎الأحزاب‎ ‎السياسية‎ ‎ما‎ ‎يخالف‎ ‎مضمون‎ ‎وروح‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎”.‎

وفي‎ ‎حال‎ ‎لم‎ ‎يصوّت‎ ‎التيار‎ ‎للحريري‎ ‎فإنه‎ ‎سيواجه‎ ‎الميثاقية‎ ‎المسيحية،‎ ‎خصوصاً‎ ‎أنّ‎ ‎كتلة‎ ‎القوات‎ ‎لن‎ ‎تسمّي‎ ‎الحريري‎ ‎بحسب‎ ‎ما‎ ‎رجّحت‎ ‎المعلومات،‎ ‎فيما‎ ‎تشير‎ ‎معلومات‎ ‎اخرى‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎كتلة‎ ‎نواب‎ ‎فرنجية‎ ‎والنواب‎ ‎المسيحيين‎ ‎المستقلين‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎يؤمنوا‎ ‎الميثاقية‎ ‎المسيحية‎ ‎في‎ ‎استحقاق‎ ‎التكليف‎.‎

وتكشف‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎لم‎ ‎يعد‎ ‎الحريري‎ ‎بالموافقة‎ ‎على‎ ‎طرحه‎ ‎بل‎ ‎طلب‎ ‎منه،‎ ‎كما‎ ‎طلب‎ ‎من‎ ‎السفير‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎وأي‎ ‎مرشح‎ ‎آخر‎ ‎بأن‎ ‎يتواصل‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎والعودة‎ ‎إليه‎ ‎بحصيلة‎ ‎المشاورات‎.‎

باسيل
وسجل‎ ‎النائب‎ ‎باسيل‎ ‎سلسلة‎ ‎مواقف‎ ‎في‎ ‎كلمة‎ ‎له‎ ‎أمس‎ ‎أشّرت‎ ‎إلى‎ ‎رفض‎ ‎التيار‎ ‎لمبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎بتأليف‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎مشاركة‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎بما‎ ‎يكرر‎ ‎تجربة‎ ‎وشروط‎ ‎مصطفى‎ ‎اديب،‎ ‎وقال‎ ‎باسيل‎: ‎‎”‎ليس‎ ‎على‎ ‎علمنا‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎عيّن‎ ‎مفوضاً‎ ‎سامياً‎ ‎ليكون‎ Prefet ‎أو‎ ‎مشرفاً‎ ‎عاماً‎ ‎على‎ ‎مبادرته‎ ‎ليقوم‎ ‎بفحص‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎ومدى‎ ‎التزامها‎ ‎بالمبادرة‎”. ‎ورأى‎ ‎أن‎ “‎مَن‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يرأس‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎هو‎ ‎الاختصاصي‎ ‎الأوّل،‎ ‎او‎ “‎يزيح‎ ‎لاختصاصي‎”‎،‎ ‎ومن‎ ‎يريد‎ ‎ترؤس‎ ‎حكومة‎ ‎سياسيين،‎ ‎فحقّه‎ ‎ان‎ ‎يفكّر‎ ‎اذا‎ ‎كان‎ ‎هو‎ ‎السياسي‎ ‎الأوّل،‎ ‎ومَن‎ ‎يحبّ‎ ‎ان‎ ‎يخلط‎ ‎بين‎ ‎الاثنين،‎ “‎بدو‎ ‎يعرف‎ ‎يعمل‎ ‎الخلطة،‎ ‎بس‎ ‎بلا‎ ‎تذاكي‎ ‎وعراضات‎ ‎إعلاميّة‎”. ‎وتابع‎: “‎باختصار‎: ‎‎”‎لا‎ ‎يمكننا‎ ‎أن‎ ‎نقبل‎ ‎بشخص‎ ‎يستمر‎ ‎بالقول‎ ‎إن‎ ‎بعد‎ 30 ‎سنة‎ ‎نريد‎ ‎المحافظة‎ ‎على‎ ‎السياسة‎ ‎نفسها‎ ‎ونفس‎ ‎الأشخاص‎ ‎ويتوقّع‎ ‎نتائج‎ ‎مختلفة‎ ‎عن‎ ‎سرقة‎ ‎أموالنا‎ ‎وودائعنا‎ ‎وسحبها‎ ‎وخطفها‎ ‎للخارج‎”. ‎وأشار‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎بحسب‎ ‎القول‎ ‎الشهير‎ “‎الغبي‎ ‎هو‎ ‎يلّي‎ ‎بيعمل‎ ‎نفس‎ ‎الشي‎ ‎مرتين‎ ‎وبنفس‎ ‎الأسلوب‎ ‎وبيتوقّع‎ ‎نتائج‎ ‎مختلفة‎”.‎

أما‎ ‎اللقاء‎ ‎بين‎ ‎الحريري‎ ‎ورئيس‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎فكان‎ ‎إيجابياً‎ ‎بحسب‎ ‎المعلومات،‎ ‎ومن‎ ‎الحلول‎ ‎المطروحة‎ ‎هو‎ ‎أن‎ ‎يسمّي‎ ‎الرئيس‎ ‎برّي‎ ‎شخصية‎ ‎لوزارة‎ ‎المالية‎ ‎يوافق‎ ‎عليها‎ ‎الحريري‎.‎
أما‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎فلديه‎ ‎أسئلة‎ ‎سيوجّهها‎ ‎للحريري‎ ‎تتعلّق‎ ‎بالوضع‎ ‎السياسي‎ ‎والسياسة‎ ‎الخارجية‎ ‎والملف‎ ‎الاقتصادي‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎ما‎ ‎يرتبط‎ ‎بشروط‎ ‎صندوق‎ ‎النقد‎ ‎الدولي‎.‎
ومن‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎يزور‎ ‎وفد‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎مقر‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎ظهر‎ ‎اليوم‎ ‎للقاء‎ ‎رئيس‎ ‎الكتلة‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎رعد‎.‎
من‎ ‎جهتها‎ ‎أعلنت‎ ‎مصادر‎ ‎حزب‎ “‎القوات‎ ‎اللبنانية‎” ‎أن‎ ‎ليس‎ ‎هناك‎ ‎أيّ‎ ‎توجّه‎ ‎لتسمية‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎فليس‎ ‎هناك‎ ‎أي‎ ‎تغيير‎ ‎يؤدي‎ ‎إلى‎ ‎تبديل‎ ‎موقف‎ ‎القوات‎.‎
وأشارت‎ ‎مصادر‎ “‎القوات‎” ‎الى‎ ‎أن‎ “‎قرار‎ ‎المشاركة‎ ‎في‎ ‎الاستشارات‎ ‎لم‎ ‎يُتخذ‎ ‎بعد‎ ‎وسيكون‎ ‎هناك‎ ‎اجتماع‎ ‎في‎ ‎معراب‎ ‎اليوم‎ ‎لاتخاذ‎ ‎الموقف‎ ‎المناسب‎”.‎
اما‎ ‎الحزب‎ ‎الاشتراكي‎ ‎فلم‎ ‎يحدد‎ ‎موقفه‎ ‎النهائي‎ ‎لكن‎ ‎بحسب‎ ‎المعلومات‎ ‎فقد‎ ‎حصل‎ ‎تواصل‎ ‎بين‎ ‎المستقبل‎ ‎والاشتراكي‎ ‎لترتيب‎ ‎الاجواء‎ ‎بينهما‎ ‎للتوصل‎ ‎الى‎ ‎تفاهم‎ ‎يؤدي‎ ‎الى‎ ‎ترشيح‎ ‎كتلة‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎للحريري‎ ‎لكن‎ ‎حتى‎ ‎ليل‎ ‎امس‎ ‎لم‎ ‎يتم‎ ‎التوصل‎ ‎الى‎ ‎تفاهم‎ ‎بحسب‎ ‎معلومات‎ ‎‎”‎البناء‎”. ‎وأوضح‎ ‎عضو‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎النائب‎ ‎بلال‎ ‎عبدالله‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أنّ‎ ‎مقابلة‎ ‎جنبلاط‎ ‎الأخيرة‎ ‎كانت‎ ‎جردة‎ ‎حساب‎ ‎مع‎ ‎مختلف‎ ‎الأطراف‎ ‎لا‎ ‎سيّما‎ ‎الحريري‎ ‎الذي‎ ‎وجّه‎ ‎سهام‎ ‎كلامه‎ ‎لجنبلاط‎ ‎في‎ ‎مقابلته‎ ‎الأخيرة،‎ ‎ولفت‎ ‎عبدالله‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎الكتلة‎ ‎تقوم‎ ‎بمشاورات‎ ‎لتحديد‎ ‎موقفها‎ ‎النهائي‎ ‎غداً‎ ‎من‎ ‎استحقاق‎ ‎الاستشارات‎ ‎وكل‎ ‎الاحتمالات‎ ‎واردة،‎ ‎مبدياً‎ ‎استغرابه‎ ‎كيفية‎ ‎طرح‎ ‎الحريري‎ ‎لحكومة‎ ‎اختصاص‎ ‎وهو‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎سابق‎ ‎ورئيس‎ ‎تيار‎ ‎سياسي‎. ‎كما‎ ‎يؤكد‎ ‎أنّ‎ ‎الاشتراكي‎ ‎لن‎ ‎يستقبل‎ ‎وفد‎ ‎المستقبل‎ ‎كرسالة‎ ‎اعتراض‎ ‎على‎ ‎سلوك‎ ‎الحريري‎ ‎تجاه‎ ‎المختارة؛‎ ‎ويسال‎ ‎عبدالله‎ ‎لماذا‎ ‎يحتكر‎ ‎الحريري‎ ‎الحصة‎ ‎الوزارية‎ ‎السنية؟‎ ‎ومن‎ ‎قال‎ ‎إنّ‎ ‎تمثيل‎ ‎جنبلاط‎ ‎محصور‎ ‎فقط‎ ‎بالدروز؟
مفاوضات‎ ‎الترسيم
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر‎ ‎تتجه‎ ‎الأنظار‎ ‎الى‎ ‎الناقورة‎ ‎اليوم‎ ‎حيث‎ ‎تنطلق‎ ‎أولى‎ ‎جولات‎ ‎التفاوض‎ ‎بين‎ ‎لبنان‎ ‎والعدو‎ ‎الاسرائيلي‎ ‎حول‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحرية،‎ ‎برعاية‎ ‎الامم‎ ‎المتحدة‎ ‎في‎ ‎الناقورة،‎ ‎وحضور‎ ‎نائب‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎دافيد‎ ‎شينكر،‎ ‎ومعه‎ ‎السفير‎ ‎الذي‎ ‎سيكلف‎ ‎متابعة‎ ‎الملف‎ ‎جون‎ ‎ديروشر‎.‎
وعقد‎ ‎عون‎ ‎سلسلة‎ ‎لقاءات‎ ‎تحضيراً‎ ‎لجولة‎ ‎المفاوضات،‎ ‎فرأس‎ ‎اجتماعًا‎ ‎ضم‎ ‎نائبة‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎وزيرة‎ ‎الدفاع‎ ‎زينة‎ ‎عكر‎ ‎وقائد‎ ‎الجيش‎ ‎العماد‎ ‎جوزف‎ ‎عون‎ ‎وأعضاء‎ ‎فريق‎ ‎التفاوض‎: ‎رئيس‎ ‎الوفد‎ ‎العميد‎ ‎الركن‎ ‎الطيار‎ ‎بسام‎ ‎ياسين،‎ ‎الأعضاء‎: ‎العقيد‎ ‎الركن‎ ‎البحري‎ ‎مازن‎ ‎بصبوص،‎ ‎عضو‎ ‎ادارة‎ ‎قطاع‎ ‎البترول‎ ‎المهندس‎ ‎وسام‎ ‎شباط،‎ ‎الخبير‎ ‎الدكتور‎ ‎نجيب‎ ‎مسيحي‎.‎
وخلال‎ ‎الاجتماع،‎ ‎أعطى‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎توجيهاته‎ ‎الى‎ ‎اعضاء‎ ‎الوفد‎ ‎المفاوض‎ ‎مشددًا‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎هذه‎ ‎المفاوضات‎ ‎تقنية‎ ‎ومحددة‎ ‎بترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحرية،‎ ‎وان‎ ‎البحث‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎ينحصر‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المسألة‎ ‎تحديدًا،‎ ‎لافتًا‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎جلسات‎ ‎التفاوض‎ ‎ترعاها‎ ‎وتستضيفها‎ ‎الامم‎ ‎المتحدة،‎ ‎وأن‎ ‎وجود‎ ‎الجانب‎ ‎الأميركي‎ ‎في‎ ‎الاجتماعات‎ ‎هو‎ ‎كوسيط‎ ‎مسهّل‎ ‎لعملية‎ ‎التفاوض‎. ‎وأوصى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎أعضاء‎ ‎الفريق‎ ‎بالتمسك‎ ‎بالحقوق‎ ‎اللبنانية‎ ‎المعترف‎ ‎بها‎ ‎دوليًا‎ ‎والدفاع‎ ‎عنها،‎ ‎متمنيًا‎ ‎لهم‎ ‎التوفيق‎ ‎في‎ ‎مهمتهم‎.‎
ويلفت‎ ‎الخبير‎ ‎العسكري‎ ‎والقانوني‎ ‎العميد‎ ‎أمين‎ ‎حطيط‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أنّ‎ “‎الوفد‎ ‎الذي‎ ‎شكّله‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎لم‎ ‎يخرج‎ ‎عن‎ ‎الإطار‎ ‎العسكري‎ ‎والتقني‎ ‎بل‎ ‎هو‎ ‎تقني‎ ‎عسكري‎ ‎بحت‎”‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ “‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎جدّد‎ ‎التأكيد‎ ‎على‎ ‎السقف‎ ‎السياسي‎ ‎للمفاوضات‎ ‎بأنّها‎ ‎مفاوضات‎ ‎غير‎ ‎مباشرة‎ ‎ومحدّدة‎ ‎بمهمة‎ ‎معينة‎ ‎وبموضوع‎ ‎معين‎ ‎حدودي‎ ‎حيث‎ ‎يكون‎ ‎الوفد‎ ‎اللبناني‎ ‎تقنياً‎ ‎وعسكرياً‎ ‎فقط‎”. ‎ويوضح‎ ‎الدكتور‎ ‎حطيط‎ ‎أنّ‎ ‎الخبير‎ ‎النفطي‎ ‎في‎ ‎عداد‎ ‎الوفد‎ ‎هو‎ ‎عضو‎ ‎في‎ ‎هيئة‎ ‎إدارة‎ ‎النفط‎ ‎وهو‎ ‎خبير‎ ‎مدني‎ ‎لكنّه‎ ‎موظف‎ ‎متعاقد‎ ‎مع‎ ‎الجيش‎ ‎وبالتالي‎ ‎لا‎ ‎يمس‎ ‎بمستوى‎ ‎تمثيل‎ ‎الوفد‎”‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أنّ‎ ‎الوفد‎ ‎يصبح‎ ‎سياسياً‎ ‎في‎ ‎ثلاث‎ ‎حالات‎: ‎إذا‎ ‎ضم‎ ‎وزيراً‎ ‎أو‎ ‎شخصية‎ ‎برتبة‎ ‎وزير‎- ‎سفير‎ ‎أو‎ ‎شخصية‎ ‎برتبة‎ ‎سفير‎-‎‎ ‎أو‎ ‎شخصية‎ ‎تمثل‎ ‎السلطة‎ ‎السياسية‎. ‎وفي‎ ‎الوفد‎ ‎اللبناني‎ ‎لا‎ ‎تنطبق‎ ‎الحالات‎ ‎الثلاث‎.‎
ويؤكد‎ ‎حطيط‎ ‎أنّ‎ ‎رئيس‎ ‎الوفد‎ ‎هو‎ ‎المعني‎ ‎بالتحدث‎ ‎باسم‎ ‎الدولة‎ ‎فقط،‎ ‎أما‎ ‎الأعضاء‎ ‎الخبراء‎ ‎الآخرين‎ ‎فغير‎ ‎مخوّلين‎ ‎بالحديث‎ ‎إلا‎ ‎بتكليف‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الوفد‎”. ‎ويخشى‎ ‎الخبير‎ ‎العسكري‎ ‎من‎ ‎خلاف‎ ‎قد‎ ‎يقع‎ ‎مع‎ ‎العدو‎ ‎على‎ ‎حقل‎ ‎نفطي‎ ‎مشترك‎ ‎ما‎ ‎سيطرح‎ ‎خلافاً‎ ‎حول‎ ‎معايير‎ ‎وقواعد‎ ‎الترسيم،‎ ‎وهنا‎ ‎تبرز‎ ‎الحاجة‎ ‎للخبير‎ ‎النفطي‎.‎
ويلفت‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎تشكيل‎ ‎الوفد‎ ‎يقع‎ ‎ضمن‎ ‎صلاحية‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎المادة‎ 49 ‎من‎ ‎الدستور‎ ‎على‎ ‎انه‎ ‎القائد‎ ‎الأعلى‎ ‎للقوات‎ ‎المسلحة‎ ‎ورئيس‎ ‎مجلس‎ ‎الدفاع‎ ‎الاعلى‎.‎
وعلمت‎ “‎البناء‎” ‎أنّ‎ ‎وفد‎ ‎العدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎لم‎ ‎يُحسم‎ ‎نهائياً‎ ‎لا‎ ‎لجهة‎ ‎العدد‎ ‎ولا‎ ‎لجهة‎ ‎مستوى‎ ‎التمثيل،‎ ‎وأنّ‎ ‎لبنان‎ ‎لم‎ ‎يعترض‎ ‎على‎ ‎مستوى‎ ‎تمثيل‎ ‎وفد‎ ‎العدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎لكنّه‎ ‎أبلغ‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎بأنّ‎ ‎لبنان‎ ‎يرفض‎ ‎الحديث‎ ‎أو‎ ‎طرح‎ ‎أي‎ ‎مفاوضات‎ ‎خارج‎ ‎الإطار‎ ‎التقني‎ ‎العسكري‎ ‎المتعلّق‎ ‎بالترسيم‎ ‎البحري‎.‎
وأعلن‎ ‎مكتب‎ ‎الاعلام‎ ‎في‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أن‎ “‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎لم‎ ‎يتولّ‎ ‎لحينه‎ ‎عقد‎ ‎أي‎ ‎معاهدة‎ ‎دولية‎ ‎او‎ ‎إبرامها‎ ‎كي‎ ‎يصار‎ ‎الى‎ ‎الاتفاق‎ ‎بشأنها‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة،‎ ‎تلك‎ ‎المعاهدة‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تصبح‎ ‎مبرمة‎ ‎الا‎ ‎بعد‎ ‎موافقة‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎عليها،‎ ‎ما‎ ‎لم‎ ‎يتطلب‎ ‎الابرام‎ ‎موافقة‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎المعاهدة‎ ‎بالشروط‎ ‎المنصوص‎ ‎عنها‎ ‎في‎ ‎المادة‎ 52 ‎من‎ ‎الدستور‎”. ‎ولفت‎ ‎الى‎ ‎ان‎ “‎اتفاق‎ ‎الاطار‎ ‎العملي‎ ‎للتفاوض‎ ‎على‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحرية‎ ‎الجنوبية،‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎أعلن‎ ‎رسمياً،‎ ‎انما‎ ‎يبدأ‎ ‎على‎ ‎الصعيد‎ ‎العملي‎ ‎بتأليف‎ ‎الوفد‎ ‎اللبناني‎ ‎وبمسائل‎ ‎لوجستية‎ ‎أخرى‎ ‎برعاية‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎وضيافتها،‎ ‎وبحضور‎ ‎الوسيط‎ ‎الأميركي‎ ‎المسهل‎”. ‎وأضاف‎: ‎‎”‎كل‎ ‎كلام‎ ‎آخر‎ ‎هو‎ ‎كلام‎ ‎تحريفي‎ ‎للدستور‎ ‎والهدف‎ ‎منه‎ ‎اما‎ ‎التضليل‎ ‎او‎ ‎ما‎ ‎هو‎ ‎أدهى‎ ‎من‎ ‎ذلك،‎ ‎إضعاف‎ ‎الموقف‎ ‎اللبناني‎ ‎في‎ ‎اللحظة‎ ‎الخاطئة،‎ ‎حيث‎ ‎ان‎ ‎لبنان‎ ‎يذهب‎ ‎للتفاوض‎ ‎العملي‎ ‎والتقني‎ ‎على‎ ‎ترسيم‎ ‎حدوده‎ ‎البحرية‎ ‎حفاظاً‎ ‎على‎ ‎سيادته‎ ‎وثروته‎ ‎الطبيعية‎ ‎على‎ ‎كل‎ ‎شبر‎ ‎من‎ ‎ارضه‎ ‎ومياهه‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *