لا جديد سوى مزيد من بثّ الأجواء التفاؤلية حكومياً، والتي حتى الساعة لم يتم ترجمتها عملياً سوى في لقاءات متكررة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، اللذين يصرّان على تعميم إيجابيات، دون أي تفاصيل، فيما يحيطان لقاءاتهما بغلاف من التكتم على أي تفاصيل أو تسريبات، فيما تؤكد مصادر سياسية مطلعة أن النقاش يدور حول عدد أعضاء الحكومة وتوزيع الحقائب.
وتشير المصادر الى أن النقاط المفترض أن يناقشها الرئيسان عون والحريري تمهيدا للإتفاق النهائي كي لا تبقى بين أخذ ورد، تنطلق من شكل الحكومة وحجمها، وما إذا كانت ستشكل من وزراء اختصاصيين أو حكومة تكنوسياسية. وبحسب المصادر التي تحدثت لـ “الأنباء” فإن النقاط التي إتفق عليها حتى الآن هي حكومة من إختصاصيين معروفين مشهود لهم بالنجاحات في عملهم ولديهم حضورهم العملي والمعنوي، ولا يشكلون إستفزازا لأحد ، وأن لا يقل عدد أعضاء الحكومة عن عشرين وزيرا على أن يكون لكل منهم حقيبة مع فرضية دمج بعض الوزارات، وأن يكون برنامج الحكومة منطلقا من الورقة الفرنسية.
أما لجهة الأسماء وتوزيعها على الطوائف، فهذه المسألة لا تزال قيد البحث والنقاش، وهو ما يفرض الشح بالمعلومات وعدم تسريب أي أخبار حولها قبل إنضاجها والإتفاق عليها بشكل نهائي، وبناء عليه يجري العمل بسرية تامة، لأن أي تسريب من شأنه أن يكون مضيعة للوقت وقد يؤدي الى نسف الاتفاق حول الأسماء.
المصادر نفت أن يكون الرئيس الحريري قد وافق على أن يقدم رؤساء الكتل أسماء ممثليهم في الحكومة، لأن ذلك مرفوض من قبله. فالخطة التي يجري العمل حولها هي أن تقترح الكتل ما لديها من أسماء، فيصار الى مناقشتها والاتفاق عليها، ثم اطلاع رئيس الجمهورية عليها لتزكيتها مع مراعاة المبدأ الطائفي أي ان تشكل الحكومة من عشرة وزراء مسيحيين وعشرة مسلمين. ورأت المصادر أن هذه الأمور ستتبلور هذا الأسبوع والذي قد تتكرر فيه اللقاءات بين الرئيسين عون والحريري.
عضو تكتل لبنان القوي النائب فريد البستاني أوضح لـ “الأنباء” أن اللقاء الأول بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمحور بحسب معلوماته حول الإطار الذي ستتشكل الحكومة على أساسه، أما الثاني فكان للتفاهم على عدد الوزراء.
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب أنيس نصار أبدى خشيته من أن “تعود حليمة لعادتها القديمة” وأن تُشكل الحكومة على أساس المحاصصة. وقال لـ “الأنباء” إن “شح المعلومات والتكتم الشديد يوحيان بذلك، وهذا ما يتناقض مع ما أبلغنا إياه الرئيس الحريري خلال الإستشارات، حيث قال لنا حرفيا إنه سيشكل حكومة من إختصاصيين والحكومة ستشكل خلال أسبوع. لكن المعلومات المسربة تتحدث عن تقاسم حصص”. واعتبر نصار أن الكل في لبنان مسيس لكن ذلك لا يمنع من وجود وزراء اختصاصيين ونظيفي الكف.
مصادر “حزب الله” تحدثت لـ “الأنباء” عن “إيجابية ترافق تشكيل الحكومة”، واصفة تكثيف اللقاءات بين عون والحريري بالشيء الذي يوحي بالتفاهم، لكن الأمور مرهونة بالنتائج. وتوقعت عدم الإطالة في تشكيل الحكومة.
بدورها أعربت مصادر عين التينة لـ “الأنباء” عن أملها في تشكيل الحكومة في وقت قريب جدا، مشيرة الى أن الرئيس نبيه بري ما زال على تفاؤله بهذا الشأن.
مصادر بيت الوسط أبلغت “الأنباء” أن الأجواء إيجابية وأن تشكيل الحكومة في غضون هذا الأسبوع أو الأسبوع الذي يليه.
في غضون ذلك فإن الملف الصحي يستمر ضاغطاً، وقد سجل أمس 1400 إصابة بالكورونا، في وقت لم تفلح الاتصالات بالاتفاق على حل الخلاف بين المستشفيات وجمعية المصارف ومصرف لبنان ونقابة مستوردي المستلزمات الطبية.
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي دعا عبر “الأنباء” نقابة المستوردين لتزويد المستشفيات بالمستلزمات الضرورية، محذرا من الاتجار بصحة المواطنين، ودعا عراجي وزير الصحة حمد حسن للقيام بحملات تفتيش على المستودعات، واصفا ما يحصل بالمهزلة.
وكرر عراجي الدعوة لتنظيم موضوع الدواء وتوزيعه على المستشفيات “وإلا فنحن ذاهبون الى كارثة كبيرة”. وتمنى عراجي على المستشفيات الخاصة التي لا زالت ترفض استقبال المرضى التراجع عن قرارها “لأننا أصبحنا بوضع خطير جدا وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم”.
الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : النقاش في العدد والحقائب وتوزيعها.. توقّعات ولادة الحكومة تسابقها خطورة الوضع الصحي