في اتجاهين توزع المشهد اللبناني امس. جنوبا مع رابع جولات المفاوضات اللبنانية – الاسرائيلية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في ظل تشدد وفد لبنان وتمسكه بكامل الحصة البالغة 2290 كلم2، وتمسك الوفد الاسرائيلي بفكرة أن المحادثات انطلقت على أساس ال 860كلم2 ما لا يخوّله البحث في أي مساحة إضافيّة أخرى. بيد ان منطق التفاوض يفترض رفع السقوف الى الحد الاقصى لتحصيل النسبة الاكبر، ولا يعني وقف المفاوضات. والاتجاه الثاني شرقا، خارج الحدود، الى حيث غرد لبنان وحيدا خارج السرب الدولي من خلال مشاركة وفد رسمي برئاسة وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الاعمال رمزي المشرفية، في المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين في دمشق الذي شارك فيه ايضا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه،من خلال كلمة القاها عبر الفيديو.
وما بين الاتجاهين تبقى مساعي تشكيل حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري تسير بخطى بطيئة ولكن ثابتة بانتظار ما قد يحمله الموفد الفرنسي.
بري والفرزلي
وبالتزامن مع وصول الفرنسي بيار دوريل بيروت امس، برز لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للبحث في الملف الحكومي. ولكن الاشارة الايجابية الابرز جاءت من نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي اكد أنه “تم الإتفاق على شكل الحكومة وعدد الحقائب فيها بين الرئيسين عون والحريري والإتفاق على الأسماء سيجري هذا الأسبوع”.
وأضاف: “ليس هناك نقاش بين الحريري مع أي من رؤساء الكتل حتى الساعة وينحصر النقاش مع رئيس الجمهورية للإتفاق على التشكيلة من قبل الطرفين”.
اما الموفد الفرنسي الذي سيلتقي المسؤولين السياسيين كلّهم، وتباعا رؤساء الكتل السياسية التي سبق ان اجتمع بهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الصنوبر على ما افادت مصادر متابعة فانه سيستوضح المسؤولين اسباب عدم الاتفاق على تشكيل حكومة بعد نحو ثلاثة اشهر على الانفجار الكارثي وتصورهم للمرحلة فيما لو اخفقت المبادرة، كما سيشدد على انها الفرصة الاخيرة للانقاذ والا فالمصير الاسوأ… وفي السياق، افادت معطيات صحافية بأن”لا مبادرة فرنسية جديدة في جعبة دوريل بل سيؤكد المؤكد لناحية ضرورة التسريع في تشكيل حكومة، فاذا شكلت من اختصاصيين مستقلين سيعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان والا قد يرجأ او يعقد لحشد دعم انساني للمجتمع المدني لا للدولة”.
مفاوضات حساسة
وامس انعقدت في مركز تابع لـ”اليونيفيل” في رأس الناقورة، الجولة الرابعة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، برعاية الأمم المتحدة وبواسطة أميركية للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. ووسط تكتم اعلامي شديد، قدّم الوفد اللبناني على طاولة المفاوضات مستندات ووثائق وخرائط تثبت حق لبنان في حدود مياهه البحرية، وفقا لقانون البحار المعترف بها، ويتشبث بحقه من مساحته البحرية البالغة 1430 كيلومترا مربعا.
في السياق افيد أن مفاوضات اليوم حاسمة، إمّا تتوقف في حال تعقدت الأمور أو تستمرّ في حال الوصول إلى بوادر إيجابية بحسب خبراء، وقد تم تمديد فترة جلسة التفاوض نظرا الى دقة المحادثات… الى ذلك، واشارت المعلومات الى ان الوفد اللّبناني متمسّك بموقفه بحيث لا تنازل عن أي مطلب سابق والمساحة لا تزال 2290 كلم2. فيما يتسلّح الوفد الإسرائيلي بفكرة أن المحادثات انطلقت على أساس الـ 860 كلم2 ما لا يخوّله البحث في أي مساحة إضافيّة أخرى.
ولفتت إلى أنّ الوفد اللّبناني يعتبر أنّ تصعيدَه مستفزّ للعدو لأنّه يفتقر إلى الوثائق، فيما الموقف اللّبناني يستند إلى دراساتٍ ووثائق واتّفاقات وقوانين دوليّة وقانون البحار، ويرى الوفد الإسرائيلي أنّ المحادثات ستستغرق مرحلة طويلة من الجولات إن بقي لبنان مصرًّا على مطالبه، إلّا أن الوفد اللّبناني يرفض “المماطلة” ويطلب الوصول سريعًا إلى نتيجة واضحة لأنّ أهداف المحادثات واضحة. واثر انتهاء الجلسة المطوّلة بعد الظهر اعلن ان الجولة المقبلة من المفاوضات حددت في 2 كانون الاول المقبل.
لبنان في دمشق!
وسط هذه الاجواء، لفتت مشاركة لبنان الرسمي في المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين في دمشق، الذي قاطعه الاميركيون والاوروبيون. فقد اعلن رئيس الوفد اللبناني وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الاعمال رمزي المشرفية، “ان الحكومة اللبنانية أقرت خطة لعودة النازحين تتوافق مع المعايير الدولية وتضمن حق النازح بالعودة محفوظ الكرامة بالتنسيق مع الدولة السورية ورعاية المجتمع الدولي”.
الكمامة جنحة
وغداة صدور قرار الاقفال التام لمواجهة وباء كورونا وتفشيه، بدءا من السبت، ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب قبل ظهر امس في السراي الحكومي اجتماعًا أمنيًا حول كورونا، حيث جرى البحث في كيفية تطبيق قرار الإقفال وتشديد الإجراءات ومراقبة حسن سيرها. كما ناقش المجتمعون تقديم اقتراح قانون ينص على تشديد العقوبة على غير الملتزمين بوضع الكمامة، واعتبارها جُنحة تُدون في السجل العدلي. وهذا ما اكده دياب بقوله: بحثنا خلال الاجتماع الأمني حول كورونا اقتراح قانون ينص على تشديد العقوبة على غير الملتزمين بوضع الكمامة واعتبارها جُنحة تُدون في السجل العدلي.
لا اتفاق
وليس بعيدا، افيد ان “اجتماع القادة الامنيين في السراي الحكومي انتهى من دون الخروج بخطة واضحة على ان تجتمع القوى الامنية المولجة تطبيق قرار الاقفال والاتفاق على الاجراءات التي ستُتخذ”. وتابعت “نوقش في الاجتماع قرار فرض الغرامات واقفال المؤسسات المخالفة بالشمع الاحمر كما تنفيذ حواجز امنية في مختلف المناطق”.
مستشفيان من قطر
وليس بعيدا، وفي اطار المساعدات الصحية للبنان، وصلت الى القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت طائرتان تابعتان للقوات الجوية الأميرية القطرية محملتين بمستشفيين ميدانيين لمنطقتي صور وطرابلس.