الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ترامب يبدأ الانسحاب من العراق… و4 ‏صواريخ تستهدف السفارة الأميركيّة في ‏بغداد الاستعصاء الحكوميّ أقفل باب التفاهمات في لقاء بعبدا الأخير بين عون ‏والحريري / واشنطن ترسم سقف الحكومة بإبعاد المعاقبين… واعتذار الحريري ‏بين النفي والتأكيد
flag-big

البناء : ترامب يبدأ الانسحاب من العراق… و4 ‏صواريخ تستهدف السفارة الأميركيّة في ‏بغداد الاستعصاء الحكوميّ أقفل باب التفاهمات في لقاء بعبدا الأخير بين عون ‏والحريري / واشنطن ترسم سقف الحكومة بإبعاد المعاقبين… واعتذار الحريري ‏بين النفي والتأكيد

تبدو‎ ‎المنطقة‎ ‎على‎ ‎موعد‎ ‎مع‎ ‎تطوّرات‎ ‎متسارعة‎ ‎تعكس‎ ‎الارتباك‎ ‎الأميركي‎ ‎بعد‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسية،‎ ‎تحت‎ ‎سقف‎ ‎معادلات‎ ‎الردع‎ ‎التي‎ ‎ينتجها‎ ‎وقوع‎ ‎كيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎تحت‎ ‎تهديد‎ ‎صواريخ‎ ‎المقاومة‎ ‎من‎ ‎الشمال‎ ‎والشرق‎ ‎والجنوب،‎ ‎حيث‎ ‎تتحوّل‎ ‎الأحاديث‎ ‎عن‎ ‎الضربات‎ ‎العسكرية‎ ‎الى‎ ‎مشاريع‎ ‎حرب‎ ‎نفسيّة‎ ‎منقوصة‎ ‎بغياب‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎ترجمة‎ ‎الأقوال‎ ‎بالأفعال،‎ ‎بينما‎ ‎بات‎ ‎لدى‎ ‎كيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎ما‎ ‎يكفي‎ ‎من‎ ‎الوقائع‎ ‎المعلن‎ ‎منها‎ ‎وغير‎ ‎المعلن‎ ‎يقول‎ ‎إن‎ ‎أمن‎ ‎الكيان‎ ‎سيكون‎ ‎ثمن‎ ‎أي‎ ‎مغامرة‎ ‎أميركية‎ ‎في‎ ‎المنطقة،‎ ‎وعلى‎ ‎إيقاع‎ ‎الردع‎ ‎صار‎ ‎قرار‎ ‎الانسحاب‎ ‎هو‎ ‎التعبير‎ ‎الممكن‎ ‎عن‎ ‎محاولات‎ ‎خلط‎ ‎الأوراق،‎ ‎وجاء‎ ‎الجواب‎ ‎بأربعة‎ ‎صواريخ‎ ‎على‎ ‎منطقة‎ ‎السفارة‎ ‎الأميركية‎ ‎في‎ ‎بغداد‎.‎

لبنان‎ ‎ليس‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎هذا‎ ‎المناخ‎ ‎الدولي‎ ‎والإقليمي،‎ ‎حيث‎ ‎فشل‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎امانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎بالحصول‎ ‎على‎ ‎هامش‎ ‎للحركة‎ ‎الفرنسية،‎ ‎تحت‎ ‎عنوان‎ ‎تحييد‎ ‎المشروع‎ ‎الحكومي‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎وبالتالي‎ ‎مشروع‎ ‎النهوض‎ ‎الاقتصادي،‎ ‎عن‎ ‎المواجهة‎ ‎التي‎ ‎تخوضها‎ ‎واشنطن‎ ‎ضد‎ ‎إيران‎ ‎وحزب‎ ‎الله،‎ ‎وكانت‎ ‎نتائج‎ ‎الاجتماع‎ ‎الذي‎ ‎ضمّ‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ووزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎مايك‎ ‎بومبيو‎ ‎وانتهى‎ ‎إلى‎ ‎تشديد‎ ‎الأميركيين‎ ‎على‎ ‎المضي‎ ‎قدماً‎ ‎بمسار‎ ‎العقوبات‎ ‎والإصرار‎ ‎على‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكوميّة‎ ‎تتناغم‎ ‎مع‎ ‎هذا‎ ‎المسار،‎ ‎فتستبعد‎ ‎المعاقبين‎ ‎عن‎ ‎الحكومة‎ ‎وتظهر‎ ‎تراجع‎ ‎قدرتهم‎ ‎على‎ ‎فرض‎ ‎حضورهم،‎ ‎وهذا‎ ‎هو‎ ‎الاستنتاج‎ ‎الذي‎ ‎صاغته‎ ‎مصار‎ ‎متابعة‎ ‎للقاء‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎حيث‎ ‎ظهرت‎ ‎للمرة‎ ‎الأولى‎ ‎صعوبة‎ ‎التفاهم‎ ‎وتدوير‎ ‎الزوايا،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎ما‎ ‎وصفته‎ ‎المصادر‎ ‎بسعي‎ ‎الحريري‎ ‎لتحجيم‎ ‎دور‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎الشراكة‎ ‎بتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎بوزيرين‎ ‎كما‎ ‎نقلت‎ ‎قناة‎ ‎المنار،‎ ‎بينما‎ ‎عكست‎ ‎المواقف‎ ‎الصادرة‎ ‎عن‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎الاعتقاد‎ ‎بأن‎ ‎الحريري‎ ‎يعمل‎ ‎تحت‎ ‎سقف‎ ‎الشروط‎ ‎الأميركية‎ ‎المتمسكة‎ ‎بتظهير‎ ‎نتائج‎ ‎العقوبات‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎بتحجيم‎ ‎مكانة‎ ‎التيار‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎.‎

في‎ ‎مناخ‎ ‎التأزم‎ ‎المعترف‎ ‎به‎ ‎بصورة‎ ‎شبه‎ ‎علنيّة‎ ‎من‎ ‎فريقي‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎للمرة‎ ‎الأولى‎ ‎بعد‎ ‎إصرار‎ ‎طويل‎ ‎على‎ ‎تعميم‎ ‎المناخات‎ ‎الإيجابية‎ ‎عن‎ ‎لقاءات‎ ‎الرئيسين،‎ ‎تم‎ ‎التداول‎ ‎بمعلومات‎ ‎عن‎ ‎إمكانية‎ ‎إعلان‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎اعتذاره‎ ‎عن‎ ‎تحمّل‎ ‎مسؤولية‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎بصورة‎ ‎يحمل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎مسؤولية‎ ‎الفشل‎ ‎في‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة،‎ ‎لكن‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للملف‎ ‎الحكومي‎ ‎قالت‎ ‎إنه‎ ‎وفقاً‎ ‎لما‎ ‎لديها‎ ‎من‎ ‎معلومات‎ ‎فإن‎ ‎الحريري‎ ‎ليس‎ ‎بوارد‎ ‎الاعتذار،‎ ‎وإن‎ ‎تسريب‎ ‎هذه‎ ‎المعلومة‎ ‎هو‎ ‎جزء‎ ‎من‎ ‎الضغط‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ليتمّ‎ ‎التراجع‎ ‎عن‎ ‎بعض‎ ‎المطالب‎.‎

لم‎ ‎تخرج‎ ‎معلومات‎ ‎شافية‎ ‎من‎ ‎قصر‎ ‎الإيليزيه‎ ‎الذي‎ ‎شهد‎ ‎سلسلة‎ ‎اجتماعات‎ ‎فرنسية‎ -‎‎ ‎أميركية‎ ‎وأخرى‎ ‎بين‎ ‎المسؤولين‎ ‎الفرنسيين‎ ‎أنفسهم‎ ‎حول‎ ‎الملف‎ ‎اللبناني‎ ‎والحكومي‎ ‎تحديداً،‎ ‎فيما‎ ‎غابت‎ ‎الحركة‎ ‎السياسية‎ ‎في‎ ‎بيروت‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎بعبدا‎ -‎‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎بانتظار‎ ‎نتائج‎ ‎مشاورات‎ ‎باريس‎ ‎للبناء‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎.‎

وأشارت‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎العقد‎ ‎الداخلية‎ ‎لا‎ ‎زالت‎ ‎على‎ ‎حالها‎ ‎بانتظار‎ ‎استكمال‎ ‎الوساطة‎ ‎الفرنسية‎ ‎بين‎ ‎الرئيسين‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎وسعد‎ ‎الحريري‎ ‎المعنيين‎ ‎بتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎والتي‎ ‎ستدخل‎ ‎في‎ ‎تفاصيل‎ ‎التأليف‎”‎،‎ ‎لافتة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎المفاوضات‎ ‎عادت‎ ‎الى‎ ‎نفطة‎ ‎الصفر‎ ‎واللقاء‎ ‎الاخير‎ ‎بين‎ ‎الرئيسين‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎الاثنين‎ ‎الماضي‎ ‎أكد‎ ‎ذلك،‎ ‎فالرئيس‎ ‎عون‎ ‎عاد‎ ‎للتسويق‎ ‎لصيغة‎ ‎الـ‎ 20 ‎وزيراً‎ ‎التي‎ ‎تسمح‎ ‎لأوسع‎ ‎تمثيل‎ ‎ممكن‎ ‎للمكوّنات‎ ‎والكتل‎ ‎النيابية‎ ‎كما‎ ‎أصرّ‎ ‎على‎ ‎وضع‎ ‎قواعد‎ ‎ومعايير‎ ‎موحّدة‎ ‎للتأليف،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎يتمسك‎ ‎بصيغته‎ ‎التي‎ ‎طرحها‎ ‎منذ‎ ‎تكليفه‎ ‎أي‎ 18 ‎وزيراً‎ ‎مع‎ ‎مبدأ‎ ‎المداورة‎ ‎مع‎ ‎استثناء‎ ‎المالية‎ ‎لثنائي‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎”. ‎وشددت‎ ‎المصادر‎ ‎على‎ ‎أن‎ “‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎على‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎والمتوقعة‎ ‎على‎ ‎شخصيات‎ ‎سياسية‎ ‎لبنانية‎ ‎أخرى‎ ‎ستعقد‎ ‎مسار‎ ‎التأليف‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎أن‎ ‎الدخول‎ ‎الأميركي‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎التأليف‎ ‎مجدداً‎ ‎ألقى‎ ‎بتداعياته‎ ‎السلبية‎ ‎على‎ ‎موضوع‎ ‎الحكومة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎أنه‎ ‎رسالة‎ ‎سلبية‎ ‎الى‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لجهة‎ ‎تمثيل‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎”.‎

وأمس،‎ ‎سرت‎ ‎معلومات‎ ‎لم‎ ‎يعرف‎ ‎مصدرها‎ ‎عن‎ ‎توجه‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎لتقديم‎ ‎اعتذاره‎ ‎عن‎ ‎التأليف،‎ ‎لكن‎ ‎أوساطاً‎ ‎سياسية‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎موقف‎ ‎الحريري،‎ ‎أكدت‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يعتذر‎ ‎وكل‎ ‎كلام‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎محض‎ ‎إشاعات‎ ‎ولفتت‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎الحريري‎ ‎يستعدّ‎ ‎لتقديم‎ ‎مسودة‎ ‎لتشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎وأسماء‎ ‎خلال‎ ‎وقت‎ ‎قريب‎ ‎الى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ويعود‎ ‎له‎ ‎إبداء‎ ‎الرأي‎ ‎وتقديم‎ ‎الملاحظات‎ ‎وفقاً‎ ‎للدستور‎”. ‎ونفت‎ ‎الاوساط‎ ‎ان‎ ‎يكون‎ ‎الحريري‎ “‎قدّم‎ ‎أية‎ ‎وعود‎ ‎لأي‎ ‎طرف‎ ‎سياسيّ‎ ‎حتى‎ ‎وزارة‎ ‎المال‎ ‎التي‎ ‎التزم‎ ‎الحريري‎ ‎بأن‎ ‎تكون‎ ‎للطائفة‎ ‎الشيعيّة‎ ‎لمرة‎ ‎واحدة‎ ‎لكن‎ ‎لم‎ ‎يمنح‎ ‎الحق‎ ‎بتسميتها‎ ‎للثنائي‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎”‎،‎ ‎كما‎ ‎نفت‎ ‎ان‎ ‎يكون‎ ‎الحريري‎ ‎اعتمد‎ “‎مبدأ‎ ‎المحاصصة‎ ‎في‎ ‎التأليف‎ ‎مع‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎”. ‎وشددت‎ ‎الاوساط‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎الحريري‎ “‎متمسك‎ ‎بالدستور‎ ‎وبأصول‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎وفق‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎لإنقاذ‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎ازمته‎ ‎المالية‎ ‎والاقتصادية‎”.‎

وفي‎ ‎المقابل‎ ‎أكدت‎ ‎مصادر‎ 8 ‎آذار‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ “‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎يتحمل‎ ‎مسؤولية‎ ‎التأخير‎ ‎بولادة‎ ‎الحكومة‎ ‎لتشبثه‎ ‎بشروطه‎ ‎المموّهة‎ ‎بأهداف‎ ‎اصلاحية‎ ‎ومن‎ ‎ورائه‎ ‎الأميركيون‎ ‎والسعوديون،‎ ‎أما‎ ‎الاهداف‎ ‎الحقيقية‎ ‎فهي‎ ‎استكمال‎ ‎المشروع‎ ‎الخارجي‎ ‎للسيطرة‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎مالياً‎ ‎واقتصادياً‎ ‎وسياسياً‎ ‎والذي‎ ‎بدأ‎ ‎منذ‎ ‎تشرين‎ ‎الأول‎ 2019 ‎وتوّج‎ ‎بتفجير‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎ينتهي‎ ‎بتنازلات‎ ‎يقدّمها‎ ‎لبنان‎ ‎تتجسّد‎ ‎بحكومة‎ ‎يترأسها‎ ‎الحريري‎ ‎بالشروط‎ ‎الأميركيّة‎: ‎حكومة‎ ‎بلا‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحلفائه‎ – ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎النفطية‎ ‎والغازية‎ ‎لمصلحة‎ “‎إسرائيل‎” -‎‎ ‎تجميد‎ ‎عودة‎ ‎النازحين‎ ‎السوريين‎ ‎واللاجئين‎ ‎الفلسطينيين‎”.‎

وحذرت‎ ‎المصادر‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎السلاح‎ ‎المقبل‎ ‎سيكون‎ ‎فرض‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎العقوبات‎ ‎واستخدام‎ ‎لعبة‎ ‎الدولار‎ ‎للضغط‎ ‎السياسي‎ ‎على‎ ‎فريق‎ ‎المقاومة‎ ‎ورئيس‎ ‎الجمهورية‎.‎

‎وفي‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎ترددت‎ ‎معلومات‎ ‎عن‎ ‎عقوبات‎ ‎أميركية‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎تمهيداً‎ ‎لعزله‎ ‎سياسياً،‎ ‎لكن‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎موقف‎ ‎بعبدا‎ ‎نفت‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎صحة‎ ‎هذه‎ ‎المعلومات،‎ ‎واضعة‎ ‎إياها‎ ‎في‎ ‎خانة‎ ‎الإشاعات‎ ‎واستهداف‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎. ‎فيما‎ ‎قللت‎ ‎مصادر‎ ‎سياسية‎ ‎من‎ ‎قيمة‎ ‎العقوبات،‎ ‎مؤكدة‎ ‎أن‎ ‎تداعياتها‎ ‎لم‎ ‎تأتِ‎ ‎على‎ ‎قد‎ ‎توقعات‎ ‎واضعيها‎. ‎

وحتى‎ ‎ذلك‎ ‎الحين‎ ‎تتزايد‎ ‎المخاوف‎ ‎من‎ ‎انهيارات‎ ‎اضافية‎ ‎على‎ ‎المستوى‎ ‎المالي‎ ‎والاقتصادي‎ ‎ما‎ ‎ينذر‎ ‎بفوضى‎ ‎اجتماعية‎ ‎وتحركات‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎يحضر‎ ‎لها‎ ‎في‎ ‎غرف‎ ‎إعلامية‎ ‎وسياسية،‎ ‎ولفت‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎كلام‎ ‎الوزير‎ ‎السابق‎ ‎التابع‎ ‎للقوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎ملحم‎ ‎الرياشي‎ ‎قوله‎ ‎بأننا‎ “‎ذاهبون‎ ‎الى‎ ‎كارثة‎ ‎وفي‎ ‎حال‎ ‎استمرّ‎ ‎الركود‎ ‎في‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎فنحن‎ ‎كقوات‎ ‎ذاهبون‎ ‎الى‎ ‎مقاومة‎ ‎سلميّة‎ ‎على‎ ‎الأرض‎ ‎قد‎ ‎تصل‎ ‎الى‎ ‎العصيان‎ ‎المدني‎”.‎

في‎ ‎المقابل‎ ‎جدّد‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القويّ‎ ‎خلال‎ ‎اجتماعه‎ ‎الدوري‎ ‎الكترونياً‎ ‎برئاسة‎ ‎باسيل‎ ‎دعوته‎ “‎للإسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎إنقاذ‎ ‎تنفّذ‎ ‎البنود‎ ‎الإصلاحية‎ ‎التي‎ ‎تضمّنتها‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎وتحصّن‎ ‎الاستقرار‎ ‎والتضامن‎ ‎الوطني‎ ‎في‎ ‎مرحلة‎ ‎هي‎ ‎من‎ ‎أخطر‎ ‎المراحل‎ ‎التي‎ ‎تمرّ‎ ‎بها‎ ‎منطقة‎ ‎الشرق‎ ‎الأوسط‎ ‎وسط‎ ‎مؤشرات‎ ‎عدّة‎ ‎متناقضة‎ ‎وغير‎ ‎مطمئنة‎”.‎

واعتبر‎ ‎التكتل‎ ‎أن‎ “‎موقفه‎ ‎المسهّل‎ ‎نابع‎ ‎من‎ ‎إدراكه‎ ‎خطورة‎ ‎الوضع،‎ ‎ولذلك‎ ‎يشدّد‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎يتم‎ ‎اعتماد‎ ‎معيار‎ ‎واحد‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎ليتأمّن‎ ‎لها‎ ‎اوسع‎ ‎دعم‎ ‎نيابي‎ ‎وسياسي‎ ‎وشعبي‎ ‎ممكن‎. ‎ويؤكّد‎ ‎التكتل‎ ‎ان‎ ‎حكومة‎ ‎الاختصاص‎ ‎والخبرة‎ ‎والكفاءة‎ ‎لا‎ ‎يمكنها‎ ‎ان‎ ‎تعمل‎ ‎وتنجز‎ ‎بمعزل‎ ‎عن‎ ‎مبدأ‎ ‎حفظ‎ ‎التوازن‎ ‎الوطني‎ ‎الذي‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎تجاوزه‎ ‎او‎ ‎التنازل‎ ‎عنه‎”. ‎ونبّه‎ ‎التكتل‎ ‎الى‎ “‎وجود‎ ‎معطيات‎ ‎اكيدة‎ ‎ومؤشرات‎ ‎مقلقة‎ ‎توحي‎ ‎برغبة‎ ‎البعض‎ ‎بالعودة‎ 15 ‎سنة‎ ‎الى‎ ‎الوراء‎ ‎الى‎ ‎زمن‎ ‎الإقصاء‎ ‎والتهميش،‎ ‎وهو‎ ‎أمر‎ ‎يعاكس‎ ‎مسار‎ ‎الاستقرار‎ ‎الوطني‎”.‎

وفي‎ ‎سياق‎ ‎ذلك‎ ‎لفت‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎شربل‎ ‎وهبه‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎السفيرة‎ ‎الأميركية‎ ‎لم‎ ‎تقنعني‎ ‎في‎ ‎أسباب‎ ‎العقوبات‎ ‎على‎ ‎باسيل،‎ ‎لأنها‎ ‎لم‎ ‎تعطني‎ ‎اي‎ ‎مستندات،‎ ‎وقالت‎ ‎ان‎ ‎المستندات‎ ‎لدى‎ ‎إدارتها،‎ ‎وهي‎ ‎وعدتني‎ ‎بمراجعة‎ ‎ادارتها‎ ‎لدى‎ ‎طلبنا‎ ‎تسلّم‎ ‎القضاء‎ ‎اللبناني‎ ‎لملفات‎ ‎الفساد‎”. ‎واعتبر‎ ‎أن‎ “‎العقوبات‎ ‎على‎ ‎باسيل‎ ‎سياسية‎ ‎لأنها‎ ‎لم‎ ‎تصدر‎ ‎عن‎ ‎سلطة‎ ‎قضائية‎ ‎أميركية‎”.‎
في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎وبعد‎ ‎ورود‎ ‎معلومات‎ ‎عن‎ ‎قرار‎ ‎اماراتي‎ ‎سيتخذ‎ ‎حيال‎ ‎لبنان،‎ ‎أعلن‎ ‎سفير‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎دولة‎ ‎الإمارات‎ ‎فؤاد‎ ‎دندن‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎للـ‎”‎ال‎ ‎بي‎ ‎سي‎” ‎أنه‎ ‎لم‎ ‎يتبلّغ‎ ‎أي‎ ‎شيء‎ ‎رسمي‎ ‎بخصوص‎ ‎الخبر‎ ‎الذي‎ ‎يتم‎ ‎التداول‎ ‎به‎ ‎عن‎ ‎وقف‎ ‎إصدار‎ ‎تأشيرات‎ ‎فيزا‎ ‎سياحية‎ ‎إلى‎ ‎دبي‎ ‎للبنانيين‎”‎،‎ ‎وأشار‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎تواصل‎ ‎مع‎ ‎مسؤولين‎ ‎في‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎الإماراتية‎ ‎وأكدوا‎ ‎أن‎ ‎ما‎ ‎من‎ ‎قرار‎ ‎رسمي‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎النوع‎”.‎

وعلى‎ ‎الرغم‎ ‎من‎ ‎إقفال‎ ‎البلاد‎ ‎واصل‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات‎ ‎بالارتفاع‎. ‎واذ‎ ‎أعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎عن‎ ‎تسجيل‎ 1507 ‎إصابات‎ ‎بفيروس‎ ‎كورونا‎ ‎ليرتفع‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎للإصابات‎ ‎منذ‎ ‎بدء‎ ‎انتشار‎ ‎الوباء‎ ‎في‎ ‎شباط‎ ‎الفائت‎ ‎إلى‎ 107953.‎
وسجل‎ ‎لبنان‎ 12 ‎حالة‎ ‎وفاة‎ ‎ليرتفع‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎للوفيات‎ ‎إلى‎ 839.‎

وعقدت‎ ‎الهيئات‎ ‎التجارية‎ ‎اجتماعاً‎ ‎طارئاً‎ ‎واستثنائياً‎ ‎في‎ ‎جمعية‎ ‎تجار‎ ‎بيروت،‎ ‎للتشاور‎ ‎حول‎ ‎كيفية‎ ‎تعاطي‎ ‎القطاع‎ ‎التجاري‎ ‎مع‎ ‎قرار‎ ‎الإغلاق‎ ‎الكامل‎. ‎وأشار‎ ‎رئيس‎ ‎جمعية‎ ‎تجار‎ ‎بيروت‎ ‎نقولا‎ ‎شمّاس‎ ‎إثر‎ ‎اللقاء‎ ‎أن‎ “‎وصف‎ ‎هذا‎ ‎الإغلاق‎ ‎بالعام‎ ‎والتام‎ ‎والشامل،‎ ‎فهو‎ ‎اسم‎ ‎على‎ ‎غير‎ ‎مسمّى،‎ ‎لأن‎ ‎الاستثناءات‎ ‎المختلفة‎ ‎والحالات‎ ‎الخاصة‎ ‎المتعدّدة‎ ‎تجعلان‎ ‎منه‎ ‎قراراً‎ ‎أعوج‎ ‎ومستهجناً‎ ‎ومشبوهاً،‎ ‎لا‎ ‎يطال‎ ‎ولا‎ ‎يستقوي‎ ‎إلا‎ ‎على‎ ‎القطاع‎ ‎التجاري‎ ‎المنكوب‎”.‎
وأكد‎ ‎وزير‎ ‎الداخلية‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎محمد‎ ‎فهمي‎ ‎بعد‎ ‎لقائه‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎ان‎ “‎من‎ ‎اليوم‎ ‎حتى‎ ‎يوم‎ ‎الجمعة‎ ‎بناءً‎ ‎على‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات‎ ‎قد‎ ‎نُعيد‎ ‎فتح‎ ‎بعض‎ ‎المصالح‎”.‎

وأكد‎ ‎رئيس‎ ‎لجنة‎ ‎الصحة‎ ‎النيابية‎ ‎النائب‎ ‎عاصم‎ ‎عراجي‎ ‎بعد‎ ‎اجتماع‎ ‎لجنة‎ ‎الصحة‎ ‎النيابية،‎ ‎ان‎ “‎علينا‎ ‎ترشيد‎ ‎دعم‎ ‎الدواء‎ ‎لأن‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎لم‎ ‎يعد‎ ‎قادراً‎ ‎على‎ ‎استيراد‎ ‎جميع‎ ‎الأدوية‎”. ‎وقال‎: ‎‎”‎يجب‎ ‎دعم‎ ‎الأدوية‎ ‎الأساسية‎ ‎والمهمة‎ ‎مثل‎ ‎الضغط‎ ‎والقلب‎ ‎والسكري‎ ‎والجهاز‎ ‎العصبي،‎ ‎وهناك‎ ‎أدوية‎ ‎كثيرة‎ ‎مدعومة‎ ‎حالياً‎ ‎ولا‎ ‎لزوم‎ ‎لها‎”.
‎واشار‎ ‎الى‎ ‎ان‎ “‎الإقفال‎ ‎التام‎ ‎له‎ ‎هدفان،‎ ‎الاول‎ ‎إراحة‎ ‎القطاع‎ ‎الطبي‎ ‎والتمريضي‎ ‎بسبب‎ ‎ارتفاع‎ ‎الإصابات‎ ‎والثاني‎ ‎زيادة‎ ‎عدد‎ ‎الاسرة‎ ‎وتجهيز‎ ‎المستشفيات‎ ‎الخاصة‎ ‎لفتح‎ ‎اقسام‎ ‎لكورونا‎”‎،‎ ‎مشدداً‎ ‎على‎ “‎توحيد‎ ‎معايير‎ ‎علاج‎ ‎كورونا،‎ ‎وإلا‎ ‎فلن‎ ‎نجد‎ ‎أسرة‎ ‎في‎ ‎المستشفيات‎ ‎على‎ ‎رغم‎ ‎زيادتها‎ ‎سواء‎ ‎في‎ ‎أقسام‎ ‎العناية‎ ‎أو‎ ‎العزل‎”.‎

ونشرت‎ ‎قوى‎ ‎الأمن‎ ‎عبر‎ ‎حسابها‎ ‎على‎ “‎تويتر‎”‎،‎ “‎مجموع‎ ‎محاضر‎ ‎مخالفات‎ ‎قرار‎ ‎التعبئة‎ ‎العامة‎ ‎المنظمة‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎بلغ‎ 10479 ‎محضر‎ ‎ضبط‎. ‎ودعا‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎المواطنين‎ ‎الى‎ ‎التقيّد‎ ‎بإجراءات‎ ‎التعبئة‎ ‎العامة‎ ‎والالتزام‎ ‎بالحجر‎ ‎المنزلي،‎ ‎عبر‎ ‎مناشير‎ ‎ألقتها‎ ‎المروحيات‎ ‎فوق‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *