لا شيء جديداً في ما يتعلق بملف تشكيل الحكومة، لدرجةٍ يمكن معها القول إن التأليف دخل في إجازة طويلة على ما يبدو.
وفي الوقت الذي تعلو فيه موجة التصريحات من كل الجهات حول التدقيق الجنائي الذي يريده كل فريق على قياس مآربه، فإن الكباش الذي انطلق على خلفية ذلك، أوحى بأن التأليف الحكومي بعيد المنال. مصادر مطلعة قالت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية قالت إن معاودة الاتصالات في غضون الأيام المقبلة بشأن الحكومة لن تحصل “قبل ان تكون عاصفة المواقف قد هدأت وبدأ الجميع بتحكيم العقل، لأن لا مناص من وجود حكومة قادرة وفاعلة، بعدما أثبتت حكومة تصريف الأعمال عجزها عن ادارة الأزمة مع تزايد الحديث عن النقص في احتياط المصرف المركزي والتلويح برفع الدعم، وضرورة العمل على وضع خطة وطنية لترشيد هذا الدعم بدل رفعه”.
نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش كشف في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “الرئيس سعد الحريري ليس بوارد الدخول في سجالات بشأن تشكيل الحكومة مع أحد خاصة بالنسبة للحملة التي تعرّض لها من قبل النائب جبران باسيل وفريقه السياسي، الذين حاولوا استدراج الحريري الى الرد، لكنه رفض ان يرد على أحد، وسوف يقوم بواجبه الكامل في موضوع تشكيل الحكومة استنادا الى الدستور، وتماشيا مع روحية المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة مهمة من 18 وزيراً تأخذ على عاتقها تنفيذ الإصلاحات وإعادة الإعمار ومحاربة الفساد، وانطلاقا من هذه العناوين سيتابع الحريري الاتصالات مع رئيس الجمهورية لتحقيق هذا الهدف الذي بات مطلب جميع اللبنانيين”.
وكشف علوش ان ما ذكرته وسائل الاعلام حول التباينات مع رئيس الجمهورية بشأن الأسماء المطروحة للتوزيع صحيح ويعكس أجواء الاتصالات في الفترة الأخيرة أي بعد العقوبات الأميركية ضد باسيل، وهو ما أدى الى هذا الجمود القائم، لكن الحريري لن يعتذر وسيبقى على تواصل مع الرئيس ميشال عون وسيعمل على تدوير الزوايا قدر المستطاع.
مصادر مراقبة حذّرت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية من أن لبنان على شفير الانهيار الكبير وهو بات بانتظار قرار كبير على مستوى دولي وإقليمي لحل الأزمة، متحدثة عن سيناريوهات متوقعة على هذه المستويات، آملة ان لا يكون لبنان من ضحاياها، لكنها أكدت ان ترك البلد ينهار بهذا الشكل قد يكون مقدمة لشيء ما، خصوصاً وأن مقومات العيش لغالبية اللبنانيين لم تعد موجودة.
على صعيد آخر، فإن ملف ترسيم الحدود البحرية يعود الى الواجهة مع اقتراب الجولة الجديدة من جلسات التفاوض، حيث اعتبرت مصادر مواكبة للملف في حديث مع جريدة ”الأنباء” الالكترونية أن السجالات الحاصلة بين لبنان والعدو الإسرائيلي “هي عبارة عن شد حبال تعزيزًا لشروط الطرفين، لأن وقائع الترسيم متفق عليها، والحديث عن عرقلة يأتي في سياق استدراج لبنان للتطبيع مع اسرائيل، حيث أن مطالبة وزير الطاقة الاسرائيلي للرئيس عون عقد لقاءات مباشرة مع الوفد اللبناني في احدى الدول الأوروبية تهدف الى ذلك، مؤكدة ان الجانب اللبناني على دراية بهذه المحاولات الاسرائيلية المتواصلة