في عتمة اللبنانيين الحالكة ولياليهم السوداء التي حرمتهم فرحة الميلاد، لم يعد من مكان للافراح ولا للاعياد او حتى للأمل الذي قضت عليه المنظومة الحاكمة لتكرس مكانه اليأس في النفوس. وبصيص النور الذي عاينوه يوما ما من نافذة ثورة 17 تشرين اختفى الا من الامنيات لدى من تبقى من شباب لم تتوفر لديهم فرصة الهجرة بعد. قصة اللبنانيين مع المعاناة تبدو طويلة ومعقدة ما دام من لم تعد تليق بهم صفة المسؤولية يتحكمون بمصيرهم بوقاحة و”فجور” لا نظير لهما . لا يهمهم انقاذا ولا خلاص شعب ولا هلاك وطن. محاصصاتهم الحكومية هي الاهم. لا تهمهم بهدلة يومية من كبار حكام العالم المدنيين والروحيين ولا يعيرونها اذانا صاغية على الارجح لان من يوشوشون في اذانهم من جيوش المستشارين يصورون البلد جنّة وهم ملائكتها.
غياب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن قداس الميلاد في بكركي سيترك ولا بد ندوبا عميقة في جسد العلاقة مع البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يدرك ان حقيقة الغياب ليست “كورونية” انما سياسية على خلفية ما تضمنته رسالته الميلادية من تحميل تبعات عدم تشكيل الحكومة للرئيسين عون والمكلف سعد الحريري، وما قالة قداسة البابا فرنسيس من كلام قاس بحق المسؤولين اللبنانييين.
وفي الوقت الضائع ، اذ بات في حكم المؤكد ان لا حكومة في المدى المنظور لاسباب اقليمية لم تعد خافية على احد، يصرف اللبنانيون اوقاتهم المهدورة في تتبع مصائب كورونا وانتشار فيروسه المستجد وارقام اصاباته المخيفة كما في ملاحقة فضائح ضبط اطنان من الكبتاغون بقيمة مليار دولار لحزب الله في ايطاليا من دون ان يرف للسلطة جفن او تحرك ساكنا حكوميا او قضائيا لاتخاذ اجراء يرفع عنها المزيد من تهم الفساد والفشل والعجز.
الراعي ينذر
وامس انذر البطريرك الراعي في عظة الاحد جميع معرقلي تأليف الحكومة، من قريب أو من بعيد، بأنهم يتحملون مسؤولية وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل، الواحدة تلو الأخرى، لأن الدولة التي لا تكتملُ مرجعياتُها وتتكاملُ في ما بينها تسقُط بشكل أو بآخر. وإن كان ثمة من يراهن على سقوط الدولة، فليعلم أن هذا السقوط لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم، لأن الانتصار على بعضنا البعض مستحيلٌ بكل المقاييس، ولأن اللبنانيين شعبٌ لا يقبلُ اصطناع دولة لا تُشبهُه ولا تشبه هُويته وتاريخه ومجتمعه، ولا تُجسدُ تضحيات شهدائه في سبيل الحرية والكرامة.
قنبلة على الحدود
في المقلب الامني، وغداة القصف الاسرائيلي لمركز البحوث العلمية في مدينة مصياف جنوب غربي محافظة حماة ما ادى الى تدميره، سمعت صباحا اصوات انفجارات على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية تردد انها عبوة ناسفة قبالة بلدة العديسة، ليتبين لاحقا انها ليست كذلك. ونفى الجيش الإسرائيلي المعلومات والأخبار عن استهداف دورية إسرائيلية بعبوة ناسفة على الحدود. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر “تويتر”: “إن الانفجارات التي سمعت على الحدود مع لبنان ناتجة عن أعمال ميدانية اعتيادية لجيش الدفاع على الحدود”. وأضاف: “خلافًا للادعاءات، لم يتم تفجير أي عبوة ناسفة ضد قواتنا. كما أن جيش الدفاع يعمل بطرق مفاجئة ومتنوعة للحفاظ على أمن الحدود”.
من جهته ، علق عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض على الحادثة الحدودية بالقول” لم يحصل اي عمل عسكري عابر للحدود في فلسطين وما حصل لا علاقة للمقاومة به.
لا رد اميركيا
على خط آخر،اكدت مصادر عليمة ان لبنان لم يحصل على اي مستند كان طلبه الرئيس عون من واشنطن في شأن العقوبات التي فرضت على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بتهم الفساد والتعاون مع حزب الله. واشارت الى ان الجهات الاميركية المعنية لم تبلغ اي رد حتى الساعة على طلب لبنان.
قبلان يهنئ
الى ذلك، اتصل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده والمرجعيات الروحية المسيحية، مهنئا بعيد الميلاد المجيد، معتبرا ان البلد لم يعد يحتمل كل هذه الصراعات والتحديات، وبات في حاجة إلى من يضحي ويتنازل من أجل هذا الشعب الذي تحمل الكثير ودفع من الأثمان غاليا، لا بل أصبح من الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني أن تسقط كل المعايير وتزول كل الشروط والشروط المضادة أمام هول الكارثة التي حلت بلبنان وأصابت جميع اللبنانيين، ونذهب إلى حكومة قادرة على وقف الانهيار”.