الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار : نصرالله في ذكرى سليماني والمهندس: القصاص العادل مسؤوليّة كل حرّ
الاخبار

الأخبار : نصرالله في ذكرى سليماني والمهندس: القصاص العادل مسؤوليّة كل حرّ

بوصفه قائداً أممياً، أحيا السيد حسن نصر الله ذكرى استشهاد قائد فيلق ‏القدس قاسم سليماني. وطمأن إلى أن محور المقاومة خرج أقوى من هذه ‏المحنة. كما توعّد بالقصاص للفاعلين. وكرر التأكيد أن الخروج الأميركي ‏من المنطقة هو أحد تداعيات هذه العملية. وقال إن العملية فرضت معادلات ‏عسكرية وأمنية جديدة، ولذلك تشهد المنطقة استنفاراً كبيراً، مؤكداً أن إيران ‏عندما تريد أن ترد، فهي تقرر كيف وأين ومتى
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد ‏الشعبي أبو مهدي المهندس، اختصر الأمين العام لحزب الله تداعيات الاغتيال بثلاث نقاط‎:

التأكيد أن العملية وضعت القوات الأميركية على خط الخروج من العراق ومن المنطقة‎.
التأكيد أن القصاص العادل سيكون مصير منفذي الاغتيال، بعدما حددهم الإمام الخامنئي بشكل دقيق. وهو إذ أشار ‏إلى أن القصاص سيكون من مسؤولية إيران بالنسبة إلى سليماني، ومن مسؤولية العراق بالنسبة إلى المهندس، أكد ‏أنه أيضاً من مسؤولية كل شريف وحر‎.
التأكيد أن الاغتيال زاد من عزم محور المقاومة على أولوية الوقوف إلى جانب فلسطين والشعب الفلسطيني ودعمه ‏بكل ما أمكن‎.
وقال نصر الله إن محور المقاومة سيكمل هذا المسار، على أن يراعي كل طرف مصالحه الوطنية، مشيراً إلى أن ‏هذا المحور يقاد بدقة ومسؤولية وليس كما يتصوره البعض، ولولا ذلك لما تحققت هذه الانتصارات‎.

وعاد نصر الله بالتاريخ إلى الاجتياح الإسرائيلي، مشيراً إلى أن لبنان “معنيّ بالاعتراف وبشكر وتقدير من وقف ‏إلى جانبه منذ اليوم الأول. ومن الطبيعي أن نحيي هذه المناسبة، وأن نسمّي بعض شوارعنا وساحاتنا ومحمياتنا ‏باسم الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس. ومن الوفاء أن لا نساوي بين العدو والصديق، أو بالحد ‏الأدنى من خذلك وتخلى عنك ولم يمد لك يد المساعدة ولو بكلمة، وبين من وقف إلى جانبك”. أضاف: “نحن في ‏لبنان لا يمكن أن نساوي بين من دعمنا في الموقف والسلاح والمال واستشهد معنا وأعاننا لتحرير أرضنا ‏وأسرانا، وبين من تعامل ودعم العدو الإسرائيلي خلال كل سنوات الاحتلال، وصولاً إلى حرب تموز، التي طلب ‏فيها من العدو أن لا يوقف الحرب قبل سحق المقاومة. وفي فلسطين أيضاً، لا يمكن أن نساوي بين من دعم فلسطين ‏وبين من ساهم في حصار الفلسطينيين، كما لا يمكن المساواة بين من كان شريكاً في الحرب الكونية على سوريا ‏ومن وقف إلى جانبها ودعمها بالمال والسلاح واستشهد على أرضها. ولا يمكن للشعب العراقي أن يساوي بين من ‏احتل أرضه ودمر العراق ودعم كل الجماعات التكفيرية والإرهابية، وبين من وقف إلى جانب العراقيين ليساعدهم ‏على التخلص من داعش ومن خطر الجماعات التكفيرية‎”.

وخلص نصر الله إلى أن “الوفاء من شروط النصر. ولذلك، ونتيجة قوة حضور الحادثة من اليوم الأول إلى اليوم ‏في الوجدان والمشاعر وفي المعادلات الأمنية والسياسية، يوجد قلق كبير في المنطقة. فالإسرائيليون رفعوا نسبة ‏الاستنفار والاحتياط في جيشهم بسبب الذكرى السنوية لاستشهاد سليماني والمهندس. والأميركيون يتصرفون بقلق ‏وخوف، فيما الإيرانيون يفترضون أن ترامب قد يحضّر لشيء ما قبل مغادرته في 20 كانون. وبالنتيجة المنطقة ‏كلها مستنفرة بفضل هذه الحادثة‎”.

وأوضح أنه “عندما تقرر إيران أن ترد على الاغتيال عسكرياً فهي التي سترد كما فعلت في عين الأسد وعندما ‏تريد أن ترد أمنياً فهي تقرر أن ترد”. واعتبر أنها لو أرادت أن ترد عسكرياً على اغتيال العالم الإيراني فخري ‏زادة بعملية أمنية، لفعلت منذ اللحظات الأولى. وقال إن إيران لا تطلب من أصدقائها وحلفائها أن يردوا نيابة عنها، ‏وإذا هم بادروا فهذا شأنهم. لكن إيران ليست ضعيفة، وعندما تريد أن ترد فهي تقرر كيف وأين ومتى. ونصح ‏نصر الله الخصوم بعدم المقارنة بين إيران وأصدقائهم الإقليميين الذين يقول عنهم ترامب إنهم يملكون المال وهم ‏يدفعون لأميركا لتدافع عنهم. ولهذا هم بحاجة إلى أميركا ومرتزقتها، ولكن إيران قوية وهي قادرة على الدفاع عن ‏نفسها‎.‎

وطمأن إلى أنه بالرغم من الخسارة الكبيرة، “إلا أن محور المقاومة استطاع أن يستوعب هذه الضربة، وخاب ‏ظنهم بأن يؤدي هذا الاغتيال إلى انهيار المحور. نحن بحسب ثقافتنا وانتمائنا وتاريخنا، نعرف كيف نحوّل ‏التهديدات إلى فرص وكيف نحوّل الدم المسفوك ظلماً إلى دافع قوي للاستمرار والثبات والصمود والإحساس أكثر ‏بالمسؤولية. ولذلك أقول للأميركيين والإسرائيليين ولكل من هو في محورهم والذين يقتلون ويتآمرون على اغتيال ‏قادتنا وعلمائنا وشعوبنا ونسائنا ورجالنا، عندما تقتلون قادتنا نزداد عناداً وتمسّكاً بالحق، ولذلك دعا من يراهن ‏على العقوبات والاغتيالات إلى الخروج من الوهم‎”.

وانطلاقاً من التضحيات التي قدمها سليماني، قال نصر الله: “نحن اليوم نقدم الحاج قاسم سليماني بطلاً عالمياً ‏وأممياً، بوصفه عنواناً عالمياً للتضحية والفداء والإخلاص والوفاء والدفاع عن المستضعفين، بغضّ النظر إلى أي ‏دين أو هوية انتموا”. واعتبر أنه لا يضخم ولا يصنع أسطورة، مؤكداً أن كل ما كشف عن شخصيته وجهاده ‏وإنجازاته هو وكل إخوانه في كل الساحات هو قليل، لكن سيتم الكشف عن المزيد لاحقاً‎.

وفيما أشار نصر الله إلى أنه سيخصص الإطلالة المقبلة (الخميس أو الجمعة) للحديث عن الملف اللبناني، ختم ‏حديثه بـ”نصيحة لمن يراهنون على العقوبات ولوائح الإرهاب”، أشار فيها إلى أن “هذه الإجراءات لا تقدّم ولا ‏تؤخر، لكن هدفها نفسي وهي جزء من المعركة لإخضاعنا”. أضاف: “لسنا محاصرين، بل أعداؤنا هم ‏المحاصرون ويخوضون معركة خائبة لن تؤدي إلى أي نتيجة‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *