كتب الزميل جو لحود – موقع :
على وقع تدحرج الأرقام وتسارع العداد، تارة لاحتساب الاصابات وتارة لاحتساب الوفيات…
على وقع جرس الانذار، الذي يكاد يكون الأخير…
نبدأ اليوم اقفالا عاما جديدا، علّه يكون خشبة خلاص صحيّة، ترفع وزر الوباء عن اللبناني، الذي يعيش حلبة مصارعة مستمرة، دون تعب او كلل.
في نظرة سريعة لمفهوم الاقفال عند اللبناني، يمكن الإشارة الى اتجاهين:
الأول متمثل بالدولة المتخبطة، التي يلزمها اجتماعات متتالية لإعلان حالة الاقفال وكأنه إبداع وخلطة سحرية لم تلجأ اليها الا السلطات اللبنانية.
هذا، ناهيك عن هيبتها الضائعة او المتراخية او غير المنظورة هنا و هناك
فوزير داخليتها صرح غير مرة و دون خجل ان تطبيق الاقفال صعب و ليس في متناول اليد.
اما الاتجاه الثاني فهو متمثل فينا نحن الشعب العنيد، والعنيد في كل ما للكلمة من معنى
متمثل فينا، نحن الذين تحوّلنا مع جائحة كوفيد الى اطباء متخصصين، وعلماء باحثين في مجال الجرثومة و اللقاح.
نحن الشعب الذي يدرك كل شيء،
نعلم خبايا الجائحة وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية الحياتية،
فنتعامل معها و كأنها غير موجودة أو غير موضوعة في الخدمة شأنها شأن السياسة اللبنانية،
فترانا نحن الشعب العنيد، نسهر، وفي المطاعم نمرح، و على وقع خرير النرجيلة نسكر،
و بروح لبنانية اصيلة، على القوانين نتحايل، فتفتح محالنا التجارية ولا تفتح
و تسير سياراتنا ولا تسير
و تستمر اشغالنا ولا تستمر
هكذا وعلى هذا المنوال، نحارب، فيستشرس فينا الوباء، ونحن في سكرة قد تضيع فكرتها.
اليوم يبدأ الاقفال من جديد، و يضعنا أمام تحد جديد، فإننا اذ سلمنا و من زمن ليس بقريب ان الدولة غائبة وتغيب،
يبقى الا نسلم اليوم ان المواطن اللبناني شأنه شأن دولته فيصح فينا المثل: كما تكونون يولّى عليكم.
يضعنا الاقفال أمام تحد كبير، ان ربحناه، ربحنا أهلنا، أجدادنا، احبابنا و طبعا انفسنا
و ان خسرناه، خسرنا كل من ذكر، وخسرنا الأمل بمواطن قد يعرف يوما ان القوانين وجدت لتحميه.