سقوط آخر محاولات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانقلابية على نتائج الانتخابات الرئاسية بعد اجهاض محاولة مناصريه منع مصادقة الكونغرس على فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، في ظل البحث عن امكانية عزله قبل نهاية ولايته، لم يفتح بعد «ابواب» الانفراج السياسي على الساحة اللبنانية، بانتظار ما يحمله الرئيس المكلف سعد الحريري بعد عودته من زيارته الخارجية «مثقلا» بموقف خليجي متشدد حيال حزب الله، والان تبدو «الكرة» في «ملعبه»، فاما يختار عزل لبنان عن اوراق المساومة الاقليمية ويقدم على «تدوير الزوايا» لانتاج حكومة واقعية لا تحتمل اي تجاوز لقوى وازنة لا يمكن تجاوزها، او تستمر المرواحة القاتلة الى امد غير منظور مفتوح على كافة الاحتمالات الخطرة في ظل توتر اسرائيلي مثير للقلق بعدما بات مؤكدا ان التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة لن يكون سهلا، وتعتريه الكثير علامات الاستفهام حيال ايران وحلفائها في المنطقة.. ولهذا لا يمكن تحميل زيارة الرئيس ميشال عون الى بكركي بالامس اكثر مما تحتمل بانتظار خطوة الحريري المقبلة.
وبانتظار مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من التطورات المحلية اليوم، بدأت بالامس المعركة على «جبهة» «كورونا» وكان اليوم الاول من الاقفال العام متارجحا بين المناطق، حيث تفاوتت نسبة الالتزام، فيما استمر الكثير من اللبنانيين بعملية «التذاكي» على «الوباء» وعلى الاجراءات الحكومية التي وعد وزير الداخلية محمد فهمي بانها ستكون اقسى بدءا من اليوم.. وفي ظل الشكوك المشروعة حيال نجاح الاقفال الثالث، وبانتظار النتائج العملية، فان ما بات ثابتا، ان القدرة الاستعابية في المستشفيات وصلت الى ذروتها وقد لامست اعداد الاصابات سقف الخمسة الف اصابة، واذا استمرت الارقام على نسقها التصاعدي، لن يجد المرضى اسرة في المستشفيات في الايام القليلة المقبلة، ولهذا وصفت مصادر طبية الوضع بالخطير جدا.
لا كسر للجليد
في غضون ذلك، شككت اوساط سياسية معنية بملف تشكيل الحكومة بان تكون زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بكركي للمعايدة بالاعياد، قد كسرت «الجليد» في العلاقة مع بيت الوسط، لان شروط نجاح مساعي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التوفيقية ليست ذاتية بل ترتبط بظروف خارجية لا تزال تضغط على الساحة اللبنانية، واحتمالات فشلها اونجاحها لا ترتبط بحصول لقاء بين عون والحريري في بكركي، بل في اقدام الرئيس المكلف على تغيير المنهجية المتبعة راهنا والتي لن تؤدي الى «الولادة» المرتبقة في ظل رهن الملف بتطورات خارجية.
تجاوز العقبة الخليجية؟
ووفقا لتلك الاوساط، الازمة الحقيقية ليست بين بعبدا وبيت الوسط، ومسألة التفاهم على الحصص ستكون سهلة للغاية على طريقة «تجرع السم» الحريرية اذا ما استطاع الرئيس المكلف سعد الحريري تجاوز العقبة الخليجية في تاليف الحكومة، بعدما ارسلت قمة «العلا»، «رسالة» تصعيد جديدة ضد حزب الله بعدما اشاد بيانها الختامي بتصنيفه من قبل عدة دول «كمنظمة ارهابية» مع دعوة الدول الصديقة لاتخاذ مثل هذه الخطوات للتصدي للإرهاب وتجفيف منابع تمويله».
فمرحلة الرئيس دونالد ترامب باتت وراء الجميع، وسيتحرر الحريري بعد ايام قليلة من «هاجس» العقوبات الاميركية التي طالما تحجج بها لعدم الذهاب بعيدا في اشراك حزب الله على نحو مباشر وغير مباشر في الحكومة، وهو يدرك ان الادارة الاميركية الجديدة تحتاج الى مزيد من الوقت لترتيب ملفاتها حيث يقبع لبنان في ادنى مستوى الاولويات، وهو لا يملك ترف الوقت للاستمرار في «المرواغة».
لا مجاملة لايران وحزب الله
ووفقا للمعلومات، فقد تبلغ الحريري في زيارته الخارجية،ان المعادلة كلها تغيرت، ولم تعد دول الخليج العربي على استعداد لمجاملة إيران، او حزب الله، وهذا الموقف لم ولن يتغير قريبا، والتشدد سيكون هو سمة المرحلة المقبلة، والاستمرار على النهج السابق في تشكيل الحكومات سيؤدي حكما لان يدفع لبنان واللبنانيون الثمن.
ما هي خيارات الحريري؟
وفي هذا الاطار، ثمة ترقب «لنقلة» الحريري ، وستكون الايام القليلة المقبلة كفيلة في توضيح خياراته، فاذا اختار «تدوير الزوايا» ومد يد التفاهم الى حزب الله الذي ابدى من خلال امينه العام السيد حسن نصرالله عن «حسن نية» في التعامل مع الرئيس المكلف، فان الامور ستاخذ مسارا ايجابيا يخرج التعقيدات الحكومية من «عنق الزجاجة»، اما اذا استمر بتمسكه بشروطه الالغائية لدور الرئاسة الاولى ولشريحة مسيحية وازنة متمثلة بالتيار الوطني الحر، كبدل ضائع عن عدم قدرته على خوض «كباش» مفتوح مع الحزب، فيعني ذلك ان ثمة قرار «انتحاري» بربط لبنان بالازمة الاقليمية المرتبطة بصراع بعض دول الخليج مع ايران، وهذا يضع البلاد امام سلسلة من الرهانات والحسابات الخاطئة، في وقت ينهار الوضع الاقتصادي والصحي على نحو غير مسبوق. ووفقا لتلك الاوسط» الكرة الان في ملعب» الحريري، وعليه حسم خياراته سريعا قبل فوات فرصة الانقاذ.
لا علم مسبق
وكانت خلوة قد عقدت في الجناح البطريركي بين الرئيس عون والبطريرك استمرت 45 دقيقة، تحدث بعدها عون الى الصحافيين فقال: «جئنا اليوم نعايد غبطته، لأن الظروف منعتنا من ان نكون هنا يوم عيد الميلاد. وتكلمنا في الأوضاع العامة التي لا تزال مكتومة، لأن كل الذي يحصل معنا لا يحكى في الاعلام، بسبب ان كل واحد يكتب في الاعلام مع الأسف على هواه. وان شاء الله يكون هذا اللقاء مثمرا في هذا الموضوع». سئل انه حكي ان هذا اللقاء كان يمكن ان يجمعكم فيه البطريرك مع الرئيس الحريري، على ان يكون لقاء مصارحة واتفاق على حكومة من دون محاصصة، فأجاب: «هذا احتمال.
ولاحقا،أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، ان «لا صحة للمعلومات التي نشرت عن ان اجتماعاً كان سيعقد صباح امس في بكركي، بين الرئيس عون والرئيس سعد الحريري، برعاية من البطريرك الماروني. والصحيح ان مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما اليوم، ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به. فاقتضى التوضيح».
عون غير «متحمس»
ووفقا للمعلومات، لم يكن الرئيس عون «متحمسا» لعقد لقاء مماثل، وابلغ الراعي ان المشكلة ليست في الاجتماع ومكانه، في العقلية التي يدير بها الحريري عملية التكليف، وهذا يحتاج الى معالجة مسبقة ولن تحل في لقاءات مجاملة، ولهذا من المرتقب ان يزور الرئيس المكلف بكركي في الساعات القليلة المقبلة فيما لم يتم الاتفاق على موعد لهذا اللقاء بالامس،وفي لقائهما اقترح البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية ان يجمعه والحريري في لقاء مصارحة للاتفاق على تأليف حكومة من دون محاصصة، وتتابع بكركي عملها على ترتيب هذا اللقاء بمكانه وزمانه في الايام المقبلة، لكن لا اوهام خصوصا ان الرئيس عون فوجىء بالطرح بالامس، كما ان موفدا من قبل الحريري زار بكركي اول من امس ولم يطرح الراعي الفكرة امامه، ولهذا يمكن القول ان الامور غير ناضجة لعقد لقاء مماثل..
التوتر الاسرائيلي
في هذا الوقت، وفيما كثف طيران الاحتلال الاسرائيلي طلعاته على علو منخفض فوق الاراضي اللبنانية، اشارت اوساط مطلعة الى ان حالة من التوتر تسود اسرائيل مع اقتراب افول مرحلة ترامب في البيت الابيض، وهذا ما يثير الكثير من القلق حيال احتمالات قيام الاسرائيليين بخطوات استباقية متهورة تواكب دخول بايدن الى البيت الابيض.. اما لماذا تبدو اسرائيل قلقة؟ فالجواب جاء في تقرير نشرته صحيفة «اسرائيل اليوم» الناطقة باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، وكان لافتا حجم ازمة الثقة القائمة بين الحكومة الاسرائيلية والادارة الاميركية الجديدة، وهذا ما يعزز فرضية اندفاع اسرائيلي نحو تبني سياسة هجومية ضد طهران وحلفائها، للضغط على بايدن «ورجاله» الذين يسوقون للتفاهم مع ايران.
تعيينات تثير القلق
ولفتت الصحيفة الى ان السيناتور الديموقراطي اليهودي جون إوسوف، الذي انتخب عن ولاية فيرجينيا يداوم على نشر مقالات في الموقع المناهض لإسرائيل 972، والذي يروج للمقاطعة على إسرائيل.وكذلك زميله حديث العهد، السيناتور رفائيل فيرنوك الذي شبه جدار الفصل بسور برلين، وسياسة إسرائيل بالعبودية، والأبرتهايد والنازية..
وبحسب الصحيفة ثمة قلق كبير في اسرائيل من تعيينات بايدن الجديدة، خصوصا وزير الخارجية أنطوني بلينكن كما أعيدت إلى الصورة في الأيام الأخيرة بضعة أسماء بارزة من عهد أوباما وثمة شخصيات عينت في الجولة الأولى تحدثت بشكل مثير للقلق، ومنهم المستشار المرشح للأمن القومي، جــاك ســليبان، الذي يتبنى نهجاً متصالحاً تجاه إيران، وكان له دور حاسم في الاتفاق النووي «البائس» في 2015 وكذلك ويندي شيرمان، التي وقفت على رأس الطاقم الأميركي للمحادثات وعينت أول أمس نائبة لوزير الخارجية.
خيار الهجوم على ايران
وتخلص الصحيفة الى القول بإن المؤشرات المتراكمة تبدأ بإثارة القلق. وليس صدفة توصية معهد بحوث الأمن القومي بوجوب الإبقاء على خيار هجومي جدي ضد إيران والوصول إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة حول الشروط لعملية عسكرية لإحباط تقدم إيران نحو القنبلة النووية، لكن يجب التاكيد على خلاصة مفادها ان السحب تتلبد،خصوصاً في ضوء الانتصار الديمقراطي في فيرجينيا، والنتيجة الواضحة ان إسرائيل ليست الولاية الاميركية الـ51.
المواجهة مع «كورونا»
صحيا، استمر عداد «كورونا» بالارتفاع وسجلت 4774اصابة جديدة، و16 حالة وفاة، وفيما غابت الدوريات الامنية المكثفة عن الطرقات بالامس، لوح وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي بالتشدد ابتداء من اليوم، ووعد المخالفين بالتعرض للسجن،وقد بلغ عدد محاضر الضبط 869، وفيما بلغت قدرة المستشفيات الاستيعابية ذروتها، اشارت مصادر وزارة الصحة الى ان الوزير حمد حسن توصل الى اتفاق مع عدد من المستشفيات الخاصة على البدء باستقبال مرضى كورونا بدءا من يوم الاثنين المقبل،ما يخفف الاعباء عن المستشفيات الحكومية التي بلغت سعتها الذروة بالامس.
وفيما اكد وزير الداخلية محمد فهمي ان الالتزام تراوح بين الجيد والجيد جدا، لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أن «الوضع الصحي خطير، والعمل الذي تقوم به الوزارة هو رفع جهوزية المستشفيات الحكومية، لكن حتى الآن لا جهوزية لوجستية ونحاول ايجاد حل بين المستشفيات الخاصة والحكومية». وقال في تصريح أن «الهدف الأساسي إرجاء الموجة على الأقلّ لأسبوعين وزيادة عدد الأسرّة في العناية الفائقة.
هل لقاح «فايزر» آمن؟
وفي سياق متصل باللقاحات ،عانى عشرون أميركياً من ردود فعل تحسسية مهددة للحياة بعد تلقي لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركتي «فايزر» و«بايونتيك»، ووفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية عانى ما مجموعه 21 شخصاً من الحساسية المفرطة بعد الحصول على جرعتهم الأولى من اللقاح، حسبما كشفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «سي دي سي»من بين هؤلاء المرضى، كان لدى 17 شخصاً تاريخ من الحساسية وحدثت 71 في المائة من الحالات في غضون 15 دقيقة من التلقيح، ومع ما يقرب من 1.9 مليون حقنة تم تناولها خلال تلك الفترة، فإن المعدل هو 11.1 حالة من الحساسية المفرطة لكل مليون جرعة… وقالت الدكتورة نانسي ميسونييه، مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «قد يبدو هذا الرقم مرتفعاً مقارنة بالإنفلونزا، لكني أريد أن أطمئنكم على أن هذه لا تزال نتيجة نادرة». وتابعت «ما زلت أعتقد أن خطر الإصابة بفيروس (كوفيد ـ 19) يحتم على الناس المضي قدماً والحصول على اللقاح بمجرد توافره».
هل ينقذنا اللقاح في شباط؟
وفي هذا السياق،غرد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس الأبيض عبر «تويتر» قائلا: «هل سينقذنا اللقاح الذي سيصل في شباط؟ من المهم أن نضع في عين الاعتبار أن ما سينقذنا ويسمح لنا باستئناف حياتنا الطبيعية، بما في ذلك النشاط الاقتصادي، هو المناعة التي سيتم الحصول عليها بعد تلقي اللقاح. من المهم القيام بالعديد من الخطوات الأساسية:لتلقي اللقاح، يجب أن تقتنع الغالبية أنه آمن. سيتطلب ذلك حملات توعية، تشمل تفنيد مزاعم مدعي الخبرة في علم اللقاح، ومناهضي التطعيم بشكل عام، واصحاب نظريات المؤامرة، والباحثين عن الشهرة في وسائل الإعلام او التواصل الاجتماعي. وأضاف : «من الاكيد أن العامل الاساسي للنجاح سيكون الثقة. لا يتم اكتساب الثقة بسهولة. وحدها استراتيجية شفافة قائمة على التوزيع العادل للقاح ستحقق هذا الهدف. وسيكون الوصول السهل والسريع إلى التطعيم أيضًا مفتاح النجاح. ستكون هناك حاجة لجهود لوجستية ضخمة لتوزيع اللقاح بسرعة. سوف يؤدي التأخير في التطعيم الشامل إلى تأخير في الحصول على المناعة. هذا يعني أن المزيد من الاشخاص سيظلون عرضة لخطر الإصابة، وسيؤدي هذا إلى مزيد من التأخير في استئناف النشاط الاقتصادي».