كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: تضغط جائحة كورونا على كل شيء، وتكاد تقضي على البلاد والعباد وقد باتا معاً في أعمق مستويات الأزمة. وإلى الكورونا الوبائية، ثمة كورونا أخرى تفتك بكل مفاهيم العمل السياسي وتضرب كل مقومات إنقاذ لبنان وفق منطق تدميري يرهن مصير لبنان بمصالح جدّ شخصية، وحسابات أبعد من قدرة كل اللبنانيين على احتمالها.
وبين وباء الكورونا ووباء السياسة التعطيلية الملتوية، تختنق البلاد في مأزق صحي حقيقي، يستوجب تحركا سريعاً قد تكون أولى علاماته التوجه الى فرض إقفال تام وصارم. وإذا كان الوقت ليس لإلقاء اللوم على الحكومة العاجزة التي تقاعست سابقا وصمّت آذانها عن المطالبات بإتخاذ إجراءات حازمة، فإن المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان تستوجب تكافل الجميع في مواجهة الإنفلاش الواسع والسريع للوباء الذي بات يشكل خطرا كبيرا على المجتمع اللبناني، والذي ما زال بعضه للأسف غير مبالٍ، ضارباً عرض الحائط بكل التحذيرات والدعوات للالتزام بإجراءات الوقاية.
اللجنة الوطنية لكورونا رفعت توصياتها الى المجلس الأعلى للدفاع الذي سينعقد اليوم في قصر بعبدا، وأبرز التوصيات فرض منع التجول أربعا وعشرين ساعة في اليوم وحتى آخر هذا الشهر، على أن يعطى قبلها المواطنون فرصة يومين لشراء حاجياتهم الضرورية، بالإضافة الى إقفال الحدود ووقف الملاحة الجوية من والى مطار رفيق الحريري الدولي.
مكتب وزير الصحة حمد حسن أكد لـ “الأنباء الإلكترونية” أنه لا شيء يهدئ الوضع غير الإقفال التام، فيما أشار مصدر حكومي لـ “الأنباء الإلكترونية” الى أنه مع الإرتفاع المخيف في أعداد الإصابات، لم يعد من خيار سوى البحث الجدي في الإقفال التام بما في ذلك المعابر الحدودية والجوية.
عضو لجنة الصحة النيابية النائب ماريو عون وصف الوضع الصحي بالحالة التي يرثى لها. وقال عون لـ “الأنباء الإلكترونية”: “نحن في وضع خطير جدا، ومن غير المقبول أن يستمر على هذه الحال”، معتبرا أن “ما يمر به لبنان من أصعب الحالات التي مر بها، فنحن أمام مرحلة من ظاهرة اللاوعي عند الفئة التي تنقل العدوى”، متهما هذه الفئة بإيصال البلد الى ما وصل اليه.
وكشف عون عن إجتماع ستعقده لجنة الصحة النيابية اليوم، وما سيصدر عنه سيكون مكملا لقرارات لجنة الكورونا.
وفي موازاة ذلك، فإن الواقع السياسي يرثى له أيضا. وقد اعتبر النائب عون أن “لا حكومة، فلا مسؤولية عند رجال الدولة، وهذه الطبقة تنظر للأمور بخلفية خلق أزمة إقتصادية وعملية إنتحار جماعية”، معتبرا ان “لا تحسس بالمسؤولية حتى الآن، فالرئيس المكلف وضع التكليف بجيبه وأخذ يجول في العالم، يستمع لهذا ويصغي لذاك”، متهما الرئيس سعد الحريري بأنه “اعتاد على رهن قراره للخارج، فتارة ينتظر بايدن، وتارة يراهن على جهة أخرى”.
واعتبر عون أن النائب جبران باسيل “كان واقعيا وكانت رسائله موجهة الى العالم، لكن الرئيس المكلف يتصرف على طريقة “عنزة ولو طارت” وهو كل العلة، فإذا كان غير قادر على التأليف فلماذا لا يعتذر؟”.
في المقابل ردت أوساط بيت الوسط مؤكدة أن المؤتمر الصحافي لباسيل “هروب الى الأمام”، معتبرة ان “العقوبات الاميركية عليه لم تخيفه، بل أعطته الجرأة ليطالب بعودة العلاقات اللبنانية – السورية الى سابق عهدها”.
وسألت اوساط بيت الوسط: “على أي أساس لا يزال باسيل يراهن على عودة العلاقات مع سوريا ولم يبقَ فيها سوى هيكل نظام؟ من الأشرف له أن يبقى حليفا لحزب الله وايران، أما سوريا فلن يجني منها أي دعم، لأنها لم تعد موجودة على انها دولة ذات سيادة، وقد أصبحت اليوم خمس دويلات فأين سيجد باسيل ضالته؟”.
وقالت الأوساط عينها إن “الرأي العام اللبناني يعرف من عطل تشكيل الحكومة ومن كان ينسف كل اتفاق يصل اليه الرئيسان عون والحريري”.