يمكن القول ان اليوم الاول من الاقفال التام، كان مقبولا، لكنه يحتاج الى مزيد من «الشدشدة» كي لا تنفلت الامور ويتكرر مشهد «التذاكي» لدى بعض من استخدموا منصة الاذونات «الفاشلة» للخروج من المنزل الى «ملهاة» و«تسلية»، وفيما بلغت الاصابات والوفيات «بالوباء» ارقاما قياسية بالامس، جعلت لبنان الاول عربيا في الاصابات، تعيش المستشفيات اللبنانية اسوأ اوضاعها لوجستيا وفي طواقمها الطبية، ما دفع مستشفى السان جورج الى تحويل الكافيتيريا الى مركز لاستقبال المرضى، بعدما غصت الغرف بالمصابين. وامام حالة الانهيار في القطاع الصحي لا تبدو المؤشرات السياسية والامنية افضل حالا، فالحكومة في «ثلاجة الانتظار» مع رهان على «نسخة» جديدة من الرئيس المكلف سعد الحريري بعد العشرين من الجاري، قد تسمح بحصول خرق جدي حكوميا، والا ستكون الامور مفتوحة على «كباش» اقسى في البلاد في حال انتقال المواجهة بين «بيت الوسط» و«بعبدا» الى ازمة ثقة مع حزب الله الذي لا يزال يراهن على امكانية تدوير الزوايا داخليا، اذا ما صدقت النوايا… وبانتظار تقطيع مرحلة «الوقت الضائع» باقل الاضرار الممكنة، تزداد المخاوف من ازدياد العدوانية الاسرائيلية التي تترجم غارات مكثفة في سوريا، وتحريض مستمر ومتصاعد ضد حزب الله، وسط تلميح بافتعال مشاكل داخلية، والتلويح «بمعركة» بين حربين باتت ضرورية، بحسب التقديرات الاستخباراتية الاسرائيلية.
«ارباك» والتزام مقبول
فقد، شاب اليوم الاول من سريان خطة الطوارىء الصحية، بعض الارباكات، والاخفاقات، الا ان التجربة يمكن اعتبارها مقبولة، وقد اعلن مدير شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزيف مسلم ان نسبة الالتزام بالاقفال امس وصلت الى 94 في المئة، علما زحمة سير صباحية سجلت على بعض الطرقات الرئيسية بفعل انتشار حواجز القوى الامنية، خصوصا على مداخل العاصمة بيروت الشمالية والجنوبية، في حين لم تغب الحركة عن معظم الطرق والشوارع على نحو «خجول»، اما اذونات الخروج من المنزل لغير المستثنين من الاقفال، فشهدت ارباكا عطل «المنصة» بعد وصول الطلبات الى 91000 طلب، وقد وعد المسؤولين باصلاحه اليوم، وقد تم منح تصاريح لاصحاب اسماء وهمية دونوا احرفا متشابهة باللغة الاجنبية في خانة الاسم او المناطق المقصودة، وقد بلغت الاذونات الموافق عليها، ما يقارب 37 الف اذن. وفيما تتجه الانظار الى مجلس النواب الذي يلتئم اليوم في الاونيسكو لاقرار قانون يتيح للبنان استيراد لقاحات كورونا وعلى رأسها لقاحات شركة فايزر، وسط توجه بفتح باب الاستيراد للقطاع الخاص ومن اكثر من شركة، سجلت الساعات القليلة الماضية ارقاما مخيفة في تفشي «الوباء» حيث اعلنت وزارة الصحة تسجيل 5196 و41 حالة وفاة، ليصل عدد الوفيات في لبنان منذ شباط الماضي إلى 1781 حالة وفاة، وبات لبنان في المرتبة الاولى عربيا في عدد الاصابات.
«الكافيتيريا» لاستقبال المرضى!
وفي دلالة على الوضع الصحي الصعب والخطير غرد مدير «مستشفى رفيق الحريري الجامعي» فراس أبيض على «تويتر» قائلا: «خلال الساعات الـ24 الماضية، تمت إصابة أربعة مرضى مصابين بفيروس كورونا بسكتة قلبية ومن بينهم فتى يبلغ من العمر 19 عاماً». وأضاف «الأمر جاد. يجب ألا يفشل الإغلاق. لا يمكن أن تفشل عملية الإغلاق. وفي هذا السياق، قرر مستشفى سان جورج – الحدث تحويل الكافيتيريا إلى مكان مخصص لاستقبال المرضى، وذلك بعد أن امتلأت كل الاسرة في المستشفى وتزايد عدد المرضى المصابين بكورونا. وأوضح المستشفى أنه يتم القيام بالتعديلات المناسبة ليتناسب المكان مع خدمة المصابين بالفيروس، مؤكدا أن العمل مستمرا ليصبح أهلا لاستقبال المرضى، اما الوضع الصحي لوزير الصحة العامة حمد حسن، فاعلن المستشفى انه جيد وهو يمارس نشاطه وعمله من غرفته.
في الموازاة، وفي حين يأتي الاقفال في ظل ازمة معيشية اقتصادية قاتلة، غرّد وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي مشرفية على «تويتر»، قائلاً: «إقرار مجلس أمناء البنك الدولي امس القرض المخصص لدعم شبكة الأمان الاجتماعي بقيمة 246 مليون دولار سيمكننا من زيادة عدد المستفيدين من برنامج الاسر الاكثر فقراً إلى ما يقارب 200 ألف عائلة.
الحريري «بنسخة» جديدة؟
في هذا الوقت، لا يزال الجمود «سيد الموقف» في الملف الحكومي، وفيما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري جولاته الخارجية في «الوقت الضائع»، تزامنا مع استمرار التصعيد الكلامي بين «ميرنا الشالوحي» و«بيت الوسط»، دعت اوساط سياسية بارزة عبر «الديار» الى انتظار بضعة ايام ريثما يكتمل الاستحقاق السياسي في واشنطن، حيث بات واضحا ان الحريري لن يخطو اي خطوة قبل خروج ترامب من البيت الابيض، وهذا الامر كان واضحا من اليوم التالي لفرض عقوبات اميركية على الوزير السابق جبران باسيل، حيث بات الرئيس المكلف اسير «هواجس» العقوبات، ومن هنا يجب انتظار «النسخة» الجديدة المعدلة من الحريري بعد هذا التاريخ، وحينها اما سنصحو على حل «وسط» يعيده الى السراي الحكومي متعايشا مع العهد في سنتيه الاخيرتين، لانه لا يملك ترف تبني الدعوات الى استقالة الرئيس ميشال عون، واما يختار بعد جولته العربية تبني سياسة التصعيد، ويتمسك بمواقفه وحينها سنكون امام مرحلة طويلة من الفراغ قد تمتد الى نهاية الولاية الرئاسية.
نهاية مرحلة «الاخبار»
لكن تلك الاوساط، تعتقد بان مصلحة الحريري ستكون في تشكيل الحكومة، والامر المطمئن حتى الان، ان علاقته مع «الثنائي الشيعي» وخصوصا مع حزب الله لا تزال ضمن حدود تنظيم الخلافات، وهي علاقة غير متوترة، في ظل الخطوط المفتوحة بين «حارة حريك» و«بيت الوسط»، وهذا الامر سيسمح «بتدوير الزوايا» عندما تتأمن الظروف الخارجية المناسبة، والحزب يتفهم ظروف الحريري ومخاوفه، ولكن هذا التفهم لن يطول، اذا ما زالت الاسباب الموجبة، وتمسك الحريري بتصلبه غير المنطقي حينها، لن يسهل تشكيل الحكومة، وعندها قد تدخل البلاد «بكباش» سياسي قاس ستكون له انعكاسات سلبية في الشارع، وهو امر لا يريده الطرفان، اقله الان، ولهذا فالمطلوب من الحريري بعد العشرين من الجاري تقديم مقاربة جديدة تساهم في ولادة الحكومة العتيدة، والا ستصبح الامور اكثر تعقيدا وتطرح اكثر من علامة استفهام، خصوصا انه سبق ووعد «الثنائي الشيعي» بانه ليس في وارد وضع «التكليف» في جيبه كورقة ابتزاز في وجه احد، وعليه اثبات ذلك، مقابل تدخل حزب الله لتدوير «الزوايا» مع الرئاسة الاولى والتيار الوطني الحر، واذا لم يحصل سيكون «الارتياب» مشروعا حيال النوايا الحقيقية للرئيس المكلف، وتصبح الامور ابعد من ازمة ثقة داخلية، وعندها ستكون البلاد امام مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة.
لا ثقة بين «المعارضة»
في المقابل، لا يوجد اي تصور مشترك او اتصالات جدية «لولادة» جبهة معارضة في مواجهة العهد وحزب الله، وعلم في هذا السياق، ان النائب السابق وليد جنبلاط غير مهتم بالدخول في «مغامرة» غير محسوبة العواقب، خصوصا انه لم يلمس وجود لبنان ضمن اولويات المجتمع العربي والدولي، والاجتماع الذي عقد في دارة رئيس الحكومة السابق تمام سلام في المصيطبة، وحضره نجيب ميقاتي وتمام سلام، مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بحضور النائب السابق غازي العريضي. لم يرتق الى مستوى انشاء او احياء تحالفات عريضة تضم كل خصوم العهد، ووفقا لاوساط الحزب الاشتراكي، ارادت المختارة التأكيد على ثوابتها بعدم موافقتها على محاولة البعض «للانقلاب» على الطائف، فالبلاد ليست مهيأة الان لعقد مؤتمر تأسيسي في ظل التوازنات القائمة حاليا، الاجتماع كان مجرد «رسالة» رفض لاي محاولة تغيير لصيغة النظام، وقد اعطي للاجتماع اكثر من حجمه، فاللقاء الديموقراطي لا يزال على موقفه بعدم الاستقالة من المجلس النيابي لانه غير ذي جدوى، لان الانتخابات النيابية المبكرة اذا ما حصلت ليست مضمونة النتائج، والبلاد الغارقة بازمتها الصحية والمعيشية غير مهيئة «لهزة» سياسية غير مضمونة النتائج. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر نيابية بارزة بان الازمة الحقيقية بين «المعارضة» تتعلق بغياب الثقة بينها، خصوصا ان التجارب الماضية غير مشجعة، والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي يلتقيان على عدم الثقة بالرئيس المكلف سعد الحريري، الذي سبق وخذلهما في اكثر من محطة مفصلية.
اسباب التصعيد الاسرائيلي؟
في هذا الوقت، تشير اوساط ديبلوماسية الى ان اسباب التصعيد الاسرائيلي الممنهج في هذه الفترة مثير للقلق، فالتقديرات الامنية في اسرائيل تشير الى انه بعد فوز الرئيس الاميركي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، ستسعى الولايات المتحدة إلى تقليص تدخلها في المنطقة. وستركز جميع الدول الكبرى جهودها لحل مشكلاتها الداخلية، وبرأيها فان الوضع الاقتصادي والصحي والمواجهة مع الصين تقلق الولايات المتحدة أكثر مما يحدث في الشرق الأوسط، ومن هنا ثمة عنوانان للهجوم الاستثنائي في حجمه نسبياً على سوريا، قبل يومين، الاول عسكري والثاني ديبلوماسي الى إدارة بايدن، وقد أرادت إسرائيل أن توضح للادارة الجديدة بأن ليس هناك ما يمكن الحديث فيه عن سوريا: فإسرائيل ستواصل العمل فيها كما في الماضي. وفي المقابل، تفيد الهجمات الأخيرة بأن طهران ليست مردوعة من الأعمال المكثفة ضدها هناك، ومن ادعى بأنها تتراجع يخيب أمله يوما بعد يوم لأنها مصممة على مواصلة محاولاتها التموضع في سوريا، وتسليم زمام الامور الى حزب الله، كما يعتقد الاسرائيليون.
المعركة بين حربين حتمية
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سابق في جهاز الاستخبارات، كان مشاركاً في جهود عدم تمركز إيران في المنطقة، بأن لإسرائيل مصلحة في التوضيح للولايات المتحدة بأنها لا توافق على الفصل بين الموضوع النووي ونشاطات إيران في سوريا ومساعدتها لحزب الله. ووفقا لذلك المصدر كل ذلك هو تهديد استراتيجي لإسرائيل. فإذا زادت إيران وحزب الله حجم نشاطاتهما في المنطقة، فستضطر إسرائيل إلى شد حدود قدرة الحرب قليلاً بين الحربين للحفاظ على نشاط عملياتي تحت منسوب الحرب»، وقد تطرقت شخصيات امنية وعسكرية رفيعة في إسرائيل مؤخراً إلى حتمية المعركة بين حربين.
تحريض على الفتنة!
وفي هذا السياق، جاء اللقاء «المغطى إعلامياً» في احد مقاهي واشنطن بين رئيس الموساد يوسي كوهين ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حيث تفيد معلومات دبلوماسية انه اضافة الى «الطبق الرئيسي» المرتبط بايران وملفها النووي، حمل كوهين معه ملفا غنيا بالمعلومات الاستخباراتية وصف بان شديد الحساسية، وهو يرتبط بحجم قدرات حزب الله في لبنان والمنطقة، وكان لافتا حجم التحريض الاسرائيلي الداعي الى ضرورة استغلال الوضع الكارثي في لبنان باعتباره فرصة لن تتكرر لاضعاف الحزب، وسط الانهيار الاقتصادي والصحي، وغياب اي مساعدة عربية او دولية لانعاش الاقتصاد، لكن الاخطر في الكلام المسرب ربما عن «قصد»، بان ثمة توافق اميركي- اسرائيلي بعد هذا اللقاء على انه من الضروري ان يدرك حزب الله انه ليس وحده القادر على ادارة مواجهة عسكرية داخل لبنان، اذا ما اخفقت الجهود للقيام بعمل ما من الخارج.!
لماذا استهداف الحدود السورية- العراقية؟
اما اسباب هذا الهجوم الواسع في شرق سوريا، وهو العملية الرابعة في سوريا خلال أسبوعين، شرحته صحيفة «هارتس» التي نقلت عن مصادر استخباراتية تأكيدها أن طهران نقلت معظم نشاطاتها في سوريا إلى منطقة الحدود مع العراق. وأقامت في المنطقة بنية تحتية لنقل الوسائل القتالية والقوات وركزت فيها مقاتلين من دول مختلفة ، وادعت ان حزب الله لعب دورا محوريا في تنظيمهم وتدريبهم. ووفقا لتقدير مصدر في جهاز الاستخبارات فان ايران نجحت بنقل صواريخ يمكنها إصابة كل مناطق إسرائيل، ويمكنها تحريكها عبر محور التهريب إلى مواقع قريبة أكثر. وهي تنشئ أنظمة للطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصناعات العسكرية التي وجدت صعوبة في تشغيلها في منطقة دمشق.
تحضيرات اسرائيلية
ويخشى جهاز الأمن، كما يتبين من تقدير الوضع الذي قدم للمستوى السياسي، من فقدان واشنطن الاهتمام بالعراق بعد تبديل الإدارة في الولايات المتحدة.يضاف الى ذلك إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران وتخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. وبحسب «هآرتس» قال مصدر أمني رفيع في نقاشات مغلقة بأن الولايات المتحدة إذا عادت والتزمت بالاتفاق النووي فإن «الإيرانيين قد يفهمون ذلك كضوء أخضر لمواصلة كل ما هو ليس نووياً. معنى ذلك أنهم سيبدأون بشد الحبل أكثر مما فعلوا حتى الآن، وسيكون حزب الله في مقدمة هؤلاء. وهذا وضع لا توافق عليه إسرائيل، والإيرانيون يعرفون ذلك.
خطط جديدة على «الطاولة».
وفي هذا السياق، أوعز رئيس هيئة أركان جيش العدو أفيف كوخافي، إلى الجهات المختصة بالجيش الاسرائيلي، بوضع خطة جديدة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، وادعت صحيفة «إسرائيل اليوم» ان الخطوة مدفوعة بالتحركات الأخيرة من جانب طهران، التي تشير إلى أنها تخطط لتسريع العمل في برنامجها النووي، وأشارت الصحيفة إلى أن كوخافي كلّف «الدائرة الاستراتيجية والدائرة الثالثة بالجيش»، المعروفة أكثر باسم «مديرية إيران»، بوضع ثلاثة بدائل، لـ«تقويض جهود إيران النووية ولم توضح الصحيفة ماهية هذه البدائل، لان المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تعتقد انه بمجرد إصدار طهران للأمر، يمكن أن تُشكل موقعا نوويا عسكريا يعمل بكامل طاقته في غضون عام واحد.ومن هنا اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس امس أن إسرائيل بحاجة إلى خيار عسكري مطروح على الطاولة، هذا يتطلب موارد واستثمارات، وأنا أعمل على تحقيق ذلك».
الفشل الاميركي؟
وفي مقابل هذا التحريض الاسرائيلي، اعتبرت اوساط اميركية قريبة من مركز القرار التشريعي لصحيفة «الغارديان» البريطانية، ان جهود ادارة ترامب في التخريب الدبلوماسي ستنتهي بالفشل.ففي الوقت الذي تم فيه ضرب الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات المستمرة إلا أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجات منخفضة زاد إلى 12 ضعفا عما كان عليه منذ تولي دونالد ترامب الحكم وخروجه من الاتفاقية النووية في 2018 عندما عين بومبيو وزيرا للخارجية، وهكذا انتهت ولايته دون تحقيق اي نتائج مقبولة. ووفقا لتلك الاوساط، «ما يقوم بوبيو بعمله هو خلق أيام صعبة للإدارة المقبلة، ولكن يمكن التعامل مع الامر، «فالالغام» التي يزرعها بومبيو للإدارة المقبلة سيتم تفكيكها بدون خسارة أي رأسمال سياسي. فالكثير من الضرر الذي تسبب به ترامب وبومبيو تم عبر القرارات التنفيذية وسيتم محوه من خلال القرارات التنفيذية».